جراسا -

هذا ما تؤكده دراسة طبية حديثة أجراها عدد من الباحثين العاملين في جامعة يوتا الأميركية بإشراف عالمة النفس الدكتورة نانسي هنري. لكن المثير للانتباه هو أن تأثير الاكتئاب الذي يميز الزواج غير السعيد أو يرافق الطلاق أشد وطأة على قلوب النساء مما هو الحال مع قلوب الرجال.

ويقول الباحثون ان اكتئاب الشقاء الزوجي يسبب للمرأة ارتفاع ضغط الدم والبدانة والسكري وزيادة الدهون الثلاثية وانخفاض الكوليسترول الحميد أو الجيد. وهذه العوامل الخمسة ترهق قلب المرأة بالذات¡ وتعتبر سببا رئيسيا للإصابة بأمراض القلب. في حين أن اكتئاب اللاسعادة الزوجية لا يسبب كل هذه المخاطر القاتلة لقلب الرجل.

وتقول الدكتورة نانسي ان للفروقات بين الجنسين علاقة وثيقة بأمراض القلب¡ وهذا ما يجعل أمراض القلب السبب الرئيسي للوفيات بين النساء أيضا كما هو الحال بين الرجال.

وتضيف ان البحث سوف يستمر للوقوف على حقيقة الرابطة بين الاكتئاب الناجم عن العلاقات العاطفية من ناحية وأمراض القلب من ناحية ثانية¡ مع ملاحظة أن الاختلافات بين الرجل والمرأة تعتبر عاملا رئيسيا في هذا الموضوع.

وفي إطار هذه الدراسة تمت متابعة الأوضاع الصحية والنفسية لدى 552 رجلا وامرأة تم اختيارهم ممن مضى على زواجهم عشرون عاما أو أكثر ولم يسبق لأي منهم أن اشتكى من عارض صحي في القلب أو الشرايين. وقبل بدء الدراسة طلب من الجميع ملء استمارات عن أوضاعهم الزوجية كما أخضعوا لفحوصات طبية شاملة.

ويقول تيم سميث أستاذ علم النفس في جامعة يوتا¡ وهو أحد المشرفين على الدراسة: اننا إذا كنا مهتمين بدرء مخاطر أمراض القلب فلا بد من الاهتمام بجودة ونوعية حياتنا العاطفية وليس مجرد الاكتفاء بمتابعة العوامل المعروفة والتقليدية لأمراض القلب كضغط الدم والكوليسترول.
ويضيف أن التأثيرات الهرمونية للتوتر أو الاكتئاب يمكن أن تسبب البدانة للمرأة المتزوجة. كما يمكن أن تسبب ما يسمى مقاومة الأنسولين¡ أي الإصابة بالسكري¡ بالإضافة لرفع ضغط الدم.