حرية الرأي والتفكير ..


التفكير والتعبير معاً هما الدورة الدموية الصحية للديمقراطية. أقصد أن أقول أن التفكير وحده نصف الديمقراطية، لا يكتمل ولا يحقق قيمته بغير النصف الآخر  .. وهو التعبير .

وكلا الوضعين _ وضع مراكز القوة ، ووضع الأجهزة المتحكمة _ فرض قيوداً على إمكانية التفكير والتعبير بطريقة منظمة أي بطريقة جماعية ، ولم يعد هناك _ في بعض الأحيان _ غير التفكير والتعبير الفردي، الذي يقف وحده في الجو الموحش، وأمام العواصف .. وهذه مغامرة غير مأمونة، لأنه لا يمكن أن يطلب من كل الناس آن يبلغوا مرحلة القديسين والشهداء.

ويقال أحيانا في منطق التبرير : أن مراكز القوة كانت تخدم الثورة، وأن الأجهزة المتحكمة كانت تحميها. وليس ذلك صحيحا فيما أتصور. وأغلب الظن أن مراكز القوة كانت تخدم نفسها ، كما أن الأجهزة المتحكمة كانت تحمي نفسها .

وينبغي أن نضيف أن الديمقراطية ليست هي حق الشكوى من الخدمات مثلاً . كالمشاكل المتواجدة في المواصلات وأحوال المستشفيات.. تلك كلها مسائل لم يغلق باب الكلام عنها في أي وقت من الأوقات .

كذلك فإن الديمقراطية ليست هي مناقشة خطة التنمية مثلاً، أو حطة الزراعة أو الصناعة أو التعليم . تلك هي قضايا أصبحت في اختصاص العلماء والخبراء، ووضع دقائقها أمام الفرد العادي أصبح نوعا من التعجيز.

ولقد عشنا مرحلة سابقة في تجربة ديمقراطية بالموافقة ، ونحن ندخل الآن مرحلة لايمكن أن تتحقق فيها الديمقراطية إلا بالمشاركة . وذلك ضروري لحماية خط تطورنا العام ، كما أنه ضروري للمحافظة على التوازن الوطني بينما يمشي على هذا الخط .

ولقد علمنا الإسلام تقديس حرية الفكر وحرية التعبير ، حين لم يقبل أن يتخذ الإكراه وسيلة لاعتناقه ، وهو الحق الذي لا شك فيه .. وسجل ذلك في آياته الخالدة : (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي )، ( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )؟ .

حرية الفكر وحرية التعبير .. روح سرت فينا مع إشراقة الروح في نفوسنا .

حرية الفكر وحرية التعبير .. هي أول حق من حقوق الإنسان حين تجعل منه انسانا يشعر بوجوده وانسانيته ، ويحس بمسؤوليته نحو بلاده ..

ولا صحة أو لاحياة لأمة بغير الديمقراطية الصحيحة ، أو بغير الشورى كما سماها القرآن الكريم .


Hmns_najeb@orange.jo




تعليقات القراء

مستغرب
دخلك شو هالاسم مالقيت الاصهيوني ؟ ممكن اتوضحلي؟
16-08-2009 02:01 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات