عبلة العرب


هبّت رياح العشق تلسعني لظى = مَعَها نسائم عبلتي بوفاء

عشقى لها متجذّر طول المدى = عَطِشٌ لألقاها بكل فناء

أرض محبّبة وعبلة روحها = ولذا تسامت فوق للعلياء

هي مثل روحي ما حييت, ومهجتي = وأصونها, ذي عبلة العذراء

بربوعها هام الجدود وتيّموا = وترابها طهروأرض نقاء

هي من بلاد الشام كانت مرة = وجنوبها تيما وغار حراء

وشمالها درعا وحوران التي = ذاقت وعانت بطشة الدخلاء

في شرقها بغداد رمز كرامة = ومحبة ومودة وصفاءِ

حتى أتاها من بلاد الغرب سي ل عارم متوحّش بِعَداء

في الغرب قدس الانبياء بحالة = يُرْثى لها , ونعيش في الغوغاء

والبحر أحمر في جنوب أميرتى = مرجانه كنجوم ليل سماء

لم يبق إلا ضفّة شرقيّة = وأتى اليهود لغربها كالداء

يا قوم عبلة قد شكت لي حالها = تبدو إليّ بحالة رعناء

مدّت يديها للقريب فلم يُجب = وعدوّها متحفّز بمضاء

قد جئت للبترا وسيق قربها = وقرأت تاريخا عن العُضَماء

ومررت في عمّان أزهو مُعْلنا = أني فديتك عبلتي بدمائي

تيهي بفخرٍ ذا حبيبك يزدهي = هذا ابن اربد موطن النجباء

فيها بدأت طفولتي وكهولتي = وشبابي الأنضى بكلّ عطاء

أنّى اتجهت هناك موطن عبلتي = في السلط كانت ثم في الزرقاء

في الغور هامت , في معان تواجدت = وأتت إلى عجلون بعد عناء

كَرَكٌ أحبّت ثم ساحت بعدها = صوب الشمال لإربد الشماء

في مفرقٍ نادت إلى أخت لها = جرش المودّة رمز كلّ إباء

وذهبت للرمثا بشوق زائد = ولكورتي , منها إلى ملكاء

في عنجرا طاب المقام وخلتها = أخت ام قيس ,أو بلدة الحمراء

قي مادبا أو في سما روساننا = أودعتُ (عبْلَ) بحالة زهواء

وطفقت أسعى في معالم عبلة = في أردنٍ قد أنّ من أنواء

ذي عبلتي موجودة في أردنٍ = وبكلّ قطر عبلة بحياء
أنظر إلى الأردن ذا نوّابه = عُطْيا من الآباء للأبناء


من شاهد التزوير يشعر بالأسى = والمال بُثّ بليلة دهماء


وكذا الوزير فإبنه خَلفٌ له = وجدودهم من أقدم الوزراء


نَفَرٌ تسلّط لم يراعي ذمّةً = والجَوْر زاد وليس من إبطاء


قيل الفساد مؤطّرٌ وموثّقٌ = والإنتخاب مزوّرٌ للرائي


لم أدر ما سرّ الفساد ولُغْزه = ما سرّ ذاك الظلم في الأجواء


عشقي إلى الأردن زادي كالتقى = ومحبتي مقرونة بصفائي


تبقى على مر السنين تشدّني = عبر الدهور كخزْنة البتراء


العرب كانوا دولة وبعبلة = معشوقة في سائر الأنحاء

واليوم أمسوا كالشتات تفرّقوا = ضاعت دروب المجد والعلياء

عَرَبٌ وحكّامٌ وشعبٌ بائسٌ = لا وزن إنْ ذُكروا على استحياء

إنّ القتال يدور في ساحاتنا = وكذا الفساد موثّق بجلاء


إنْ قيل عرْبٌ فالمذلة حالهم = يا ويحنا فالشام في الرمضاء


الطفل يُقتل , ثم من جاءت به = والشيخ يُذبحُ في ذُرى الفيحاء


أما دمشقُ فحالة ما مثلها = فالشام قد غرقت ببحر دماء


عَجز القريض وكل من بلغ الذرى = وصف المصاب وحالة الإقصاء


القلب دامٍ والعيون تحجّرت = ثم الفؤاد وسائر الأعضاء


يا ربّ ما هذا الذي ينتابهم؟ = فكثيرهم أمسوا من البؤساء


البطش والتنكيل ديدن سادة = فاستأسدوا والشعب دون رجاء


ما أكثر القتلى بأمّة يعْربٍ = ودماؤهم كالسيل في البطحاء


أين الملوك وأين قادة امّةٍ ؟ = ماذا جرى ؟ فالعُرْب كالأشلاء


أمسوا الأسود على أرامل شعبنا = والجبْنُ ديْدنهم على الأعداء


إنّا عَبدْنا سادة فتجبّروا = همْ في النعيم , شعوبهم بشقاء


ملكوا القصور وملينوا بل (مليروا) = وكأنهم لشعوبهم كالداء


مرّت عقودٌ والشعوب ببؤسها = أمضوا السنين بخدمة العملاء


يا حاسدين العُرْب تلك مصيبة = حلّت بهم هم أفقر الفقراء


قد مِتّ قبل اليوم أبشع ميتةٍ = وأنا أرى الأقصى بحال بكاء


ناديتُ صوتا للطغاة مجلجلا = والمسلمون بكثرةٍ كغثاء


يافا تئن وقد غزتها طغمة = والقدس نادت أمّة الإسراء


ماذا تبقى في ديار عروبتي ؟ = ماذا جرى في ساحة الشهداء


كم من جريح بالدماء مُجندلا = كم من شهيد أنّ في البيداء


نَخرَ الفساد جموعنا وعظامنا = وغدا العصاة بحالة النبلاء


جاء الربيع مُبشّرا بولادة = وبثورة في أغلب الأرجاء


وبدا انقسام معْ صراع مُذْهلٍ = زالت طُغاةٌ ,بعضُ بالأسماء


والحال ساءت باقتتال مؤلمٍ = زاد التفرّق جيء بالضرّاء


صرنا السُكارى دون سُكْرٍ نحتسي = والسيف فوق رقابنا بمضاء


ماعُدتُ أسمع من ينادي وحدةً = يا أمّة القرآن أين ندائي؟


إنّ التفتّت والتشرذم واقع = والظلم زاد بدفتر الإحصاء


أنظر إلى السودان بؤس حاله = دولا غدا في هالة الكرماء


وانظر إلى لبنان يبكي حرقة = بلد المذاهب أمره استثنائي


سني وشيعي ثم درزي حالهم = وكذا المسيحيون كالفرقاء


أدعو الإله هداية لسراتنا = ليسود عدلٌ بيّنٌ لشِفاء


أهل العراق تناثرت أشلاؤهم = والغدر بان كفعلة الشرفاء


جاءت (أميركا) كي تحرّر أرضه = فأتت إليه بزمرة بخفاء


ومضت سنون ثم بان صنيعهم = باعوا القرار وزيد في البلواء


قد دمّروها بعد أنْ كانت لنا = أملا يشعّ بغفلة الغفلاء


عقد مضى والقتل فيها قائم = فإلى متى يبقى الدمار دوائي؟


المغرب العربي مرّ بمحنة = والمشرق العربي ذو أخطاء


هذي الجزائر لا تكلّم جارها = حتى ولا مع تونس الخضراء


قالو اتحاد مغاربٍ بطريقه = ليكون رمز توحّد انماء


لكنه أمسى سرابا في الدنا = زادوا صراع قضيّة الصحراء


أنظر إلى الصومال أُنْهك جمعهم = الكلّ مسلم ذا يزيد بكائي


دول الخليج أحار في مكنونها = وبما بها من طاقة وثراء


قد شكّلوا هم للتعاون مجلسا = حبرا على ورق بغير مضاء


وبمشيخات قد أضاعت حقّها = وإذا الجوار يُزيد في الشحناء


دولٌ بمجلس قد تجاوز عدّها = الصين واليابان في الأسماء


قد ماتت الآمال في توحيدنا = بعد التفرّق في ذرى الإحساء


مامن نواة للتوحّد بيننا = والإنقسام نعبّه كالماء


ونظرتُ لليمن السعيد فخِلْته = يبكي الجراح وحالة الإقواء


بُؤَرٌ بدتْ بشماله بتصارع = وجنوبه متحفّزٌ للقاء


هذا ابن شيخ قاد بعض قبيلة = ذاك ابن صالح قائد استرضاء


قد مات كثر في صراع زائف = عجباً, كفانا , أين درب نجاء


في مصر أحداثٌ جسامٌ قد بدتْ = كمؤامرات أُبرمت بدهاء


فتمزّقت كلّ الجهود وأشعلوا = فِتَناً أعادت مصر للغوغاء


ياللخيانة والعمالة إنها = سادتْ بلاد العُرْب كالأزياء


(ليبيا) تعاني من مرارة فُرقة = دبّ الخصام فجهدهم كهباء


أملا بنينا يوم تمّت ثورة = وبدا التشردم مُنْهِكا لفداء


هذا عميل الغرب في أفكاره = أو لليهود تراه كالحرباء


والبعض أوهمنا سيصلح حالنا = لكنه بمسيرةٍ عرجاء


ضَعفتْ ارادتنا وضاع قرارنا = قد خطّطوا لنعيش كاللقطاء


وتسؤ حال المسلمين جميعهم = ونعيش ذلا يستحق رثائي


يارب قد مات الألوف وهاهمُ = يتقاتلون كمن أصيب بداء


أسفي على قطرية تجتاحنا = دول العروبة كلّها احشائي


عمّان قلبي والرباط جوانحي = بغداد عقلي والرياض حيائي


لا فرق عندي بين مصر وغزّةٍ = او بين تونس, تلك حال وفائي


يارب هذي حالنا أشفق بنا = يا خالق الأكوان ذاك رجائي


وحّد جيوس المسلمين بدولة = وامحق طغاة العرْب والإيذاء


أنصر إلهي كلّ حرٍّ بيننا = وامحق عُتاةً ساهموا ببلاء



تعليقات القراء

قاسم الدروع
احسنت واجدت يا دكتور قصيدة عصماء تستحق القراةوالثناء
03-03-2013 02:18 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات