طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

عبلة العرب


هبّت رياح العشق تلسعني لظى = مَعَها نسائم عبلتي بوفاء

عشقى لها متجذّر طول المدى = عَطِشٌ لألقاها بكل فناء

أرض محبّبة وعبلة روحها = ولذا تسامت فوق للعلياء

هي مثل روحي ما حييت, ومهجتي = وأصونها, ذي عبلة العذراء

بربوعها هام الجدود وتيّموا = وترابها طهروأرض نقاء

هي من بلاد الشام كانت مرة = وجنوبها تيما وغار حراء

وشمالها درعا وحوران التي = ذاقت وعانت بطشة الدخلاء

في شرقها بغداد رمز كرامة = ومحبة ومودة وصفاءِ

حتى أتاها من بلاد الغرب سي ل عارم متوحّش بِعَداء

في الغرب قدس الانبياء بحالة = يُرْثى لها , ونعيش في الغوغاء

والبحر أحمر في جنوب أميرتى = مرجانه كنجوم ليل سماء

لم يبق إلا ضفّة شرقيّة = وأتى اليهود لغربها كالداء

يا قوم عبلة قد شكت لي حالها = تبدو إليّ بحالة رعناء

مدّت يديها للقريب فلم يُجب = وعدوّها متحفّز بمضاء

قد جئت للبترا وسيق قربها = وقرأت تاريخا عن العُضَماء

ومررت في عمّان أزهو مُعْلنا = أني فديتك عبلتي بدمائي

تيهي بفخرٍ ذا حبيبك يزدهي = هذا ابن اربد موطن النجباء

فيها بدأت طفولتي وكهولتي = وشبابي الأنضى بكلّ عطاء

أنّى اتجهت هناك موطن عبلتي = في السلط كانت ثم في الزرقاء

في الغور هامت , في معان تواجدت = وأتت إلى عجلون بعد عناء

كَرَكٌ أحبّت ثم ساحت بعدها = صوب الشمال لإربد الشماء

في مفرقٍ نادت إلى أخت لها = جرش المودّة رمز كلّ إباء

وذهبت للرمثا بشوق زائد = ولكورتي , منها إلى ملكاء

في عنجرا طاب المقام وخلتها = أخت ام قيس ,أو بلدة الحمراء

قي مادبا أو في سما روساننا = أودعتُ (عبْلَ) بحالة زهواء

وطفقت أسعى في معالم عبلة = في أردنٍ قد أنّ من أنواء

ذي عبلتي موجودة في أردنٍ = وبكلّ قطر عبلة بحياء
أنظر إلى الأردن ذا نوّابه = عُطْيا من الآباء للأبناء


من شاهد التزوير يشعر بالأسى = والمال بُثّ بليلة دهماء


وكذا الوزير فإبنه خَلفٌ له = وجدودهم من أقدم الوزراء


نَفَرٌ تسلّط لم يراعي ذمّةً = والجَوْر زاد وليس من إبطاء


قيل الفساد مؤطّرٌ وموثّقٌ = والإنتخاب مزوّرٌ للرائي


لم أدر ما سرّ الفساد ولُغْزه = ما سرّ ذاك الظلم في الأجواء


عشقي إلى الأردن زادي كالتقى = ومحبتي مقرونة بصفائي


تبقى على مر السنين تشدّني = عبر الدهور كخزْنة البتراء


العرب كانوا دولة وبعبلة = معشوقة في سائر الأنحاء

واليوم أمسوا كالشتات تفرّقوا = ضاعت دروب المجد والعلياء

عَرَبٌ وحكّامٌ وشعبٌ بائسٌ = لا وزن إنْ ذُكروا على استحياء

إنّ القتال يدور في ساحاتنا = وكذا الفساد موثّق بجلاء


إنْ قيل عرْبٌ فالمذلة حالهم = يا ويحنا فالشام في الرمضاء


الطفل يُقتل , ثم من جاءت به = والشيخ يُذبحُ في ذُرى الفيحاء


أما دمشقُ فحالة ما مثلها = فالشام قد غرقت ببحر دماء


عَجز القريض وكل من بلغ الذرى = وصف المصاب وحالة الإقصاء


القلب دامٍ والعيون تحجّرت = ثم الفؤاد وسائر الأعضاء


يا ربّ ما هذا الذي ينتابهم؟ = فكثيرهم أمسوا من البؤساء


البطش والتنكيل ديدن سادة = فاستأسدوا والشعب دون رجاء


ما أكثر القتلى بأمّة يعْربٍ = ودماؤهم كالسيل في البطحاء


أين الملوك وأين قادة امّةٍ ؟ = ماذا جرى ؟ فالعُرْب كالأشلاء


أمسوا الأسود على أرامل شعبنا = والجبْنُ ديْدنهم على الأعداء


إنّا عَبدْنا سادة فتجبّروا = همْ في النعيم , شعوبهم بشقاء


ملكوا القصور وملينوا بل (مليروا) = وكأنهم لشعوبهم كالداء


مرّت عقودٌ والشعوب ببؤسها = أمضوا السنين بخدمة العملاء


يا حاسدين العُرْب تلك مصيبة = حلّت بهم هم أفقر الفقراء


قد مِتّ قبل اليوم أبشع ميتةٍ = وأنا أرى الأقصى بحال بكاء


ناديتُ صوتا للطغاة مجلجلا = والمسلمون بكثرةٍ كغثاء


يافا تئن وقد غزتها طغمة = والقدس نادت أمّة الإسراء


ماذا تبقى في ديار عروبتي ؟ = ماذا جرى في ساحة الشهداء


كم من جريح بالدماء مُجندلا = كم من شهيد أنّ في البيداء


نَخرَ الفساد جموعنا وعظامنا = وغدا العصاة بحالة النبلاء


جاء الربيع مُبشّرا بولادة = وبثورة في أغلب الأرجاء


وبدا انقسام معْ صراع مُذْهلٍ = زالت طُغاةٌ ,بعضُ بالأسماء


والحال ساءت باقتتال مؤلمٍ = زاد التفرّق جيء بالضرّاء


صرنا السُكارى دون سُكْرٍ نحتسي = والسيف فوق رقابنا بمضاء


ماعُدتُ أسمع من ينادي وحدةً = يا أمّة القرآن أين ندائي؟


إنّ التفتّت والتشرذم واقع = والظلم زاد بدفتر الإحصاء


أنظر إلى السودان بؤس حاله = دولا غدا في هالة الكرماء


وانظر إلى لبنان يبكي حرقة = بلد المذاهب أمره استثنائي


سني وشيعي ثم درزي حالهم = وكذا المسيحيون كالفرقاء


أدعو الإله هداية لسراتنا = ليسود عدلٌ بيّنٌ لشِفاء


أهل العراق تناثرت أشلاؤهم = والغدر بان كفعلة الشرفاء


جاءت (أميركا) كي تحرّر أرضه = فأتت إليه بزمرة بخفاء


ومضت سنون ثم بان صنيعهم = باعوا القرار وزيد في البلواء


قد دمّروها بعد أنْ كانت لنا = أملا يشعّ بغفلة الغفلاء


عقد مضى والقتل فيها قائم = فإلى متى يبقى الدمار دوائي؟


المغرب العربي مرّ بمحنة = والمشرق العربي ذو أخطاء


هذي الجزائر لا تكلّم جارها = حتى ولا مع تونس الخضراء


قالو اتحاد مغاربٍ بطريقه = ليكون رمز توحّد انماء


لكنه أمسى سرابا في الدنا = زادوا صراع قضيّة الصحراء


أنظر إلى الصومال أُنْهك جمعهم = الكلّ مسلم ذا يزيد بكائي


دول الخليج أحار في مكنونها = وبما بها من طاقة وثراء


قد شكّلوا هم للتعاون مجلسا = حبرا على ورق بغير مضاء


وبمشيخات قد أضاعت حقّها = وإذا الجوار يُزيد في الشحناء


دولٌ بمجلس قد تجاوز عدّها = الصين واليابان في الأسماء


قد ماتت الآمال في توحيدنا = بعد التفرّق في ذرى الإحساء


مامن نواة للتوحّد بيننا = والإنقسام نعبّه كالماء


ونظرتُ لليمن السعيد فخِلْته = يبكي الجراح وحالة الإقواء


بُؤَرٌ بدتْ بشماله بتصارع = وجنوبه متحفّزٌ للقاء


هذا ابن شيخ قاد بعض قبيلة = ذاك ابن صالح قائد استرضاء


قد مات كثر في صراع زائف = عجباً, كفانا , أين درب نجاء


في مصر أحداثٌ جسامٌ قد بدتْ = كمؤامرات أُبرمت بدهاء


فتمزّقت كلّ الجهود وأشعلوا = فِتَناً أعادت مصر للغوغاء


ياللخيانة والعمالة إنها = سادتْ بلاد العُرْب كالأزياء


(ليبيا) تعاني من مرارة فُرقة = دبّ الخصام فجهدهم كهباء


أملا بنينا يوم تمّت ثورة = وبدا التشردم مُنْهِكا لفداء


هذا عميل الغرب في أفكاره = أو لليهود تراه كالحرباء


والبعض أوهمنا سيصلح حالنا = لكنه بمسيرةٍ عرجاء


ضَعفتْ ارادتنا وضاع قرارنا = قد خطّطوا لنعيش كاللقطاء


وتسؤ حال المسلمين جميعهم = ونعيش ذلا يستحق رثائي


يارب قد مات الألوف وهاهمُ = يتقاتلون كمن أصيب بداء


أسفي على قطرية تجتاحنا = دول العروبة كلّها احشائي


عمّان قلبي والرباط جوانحي = بغداد عقلي والرياض حيائي


لا فرق عندي بين مصر وغزّةٍ = او بين تونس, تلك حال وفائي


يارب هذي حالنا أشفق بنا = يا خالق الأكوان ذاك رجائي


وحّد جيوس المسلمين بدولة = وامحق طغاة العرْب والإيذاء


أنصر إلهي كلّ حرٍّ بيننا = وامحق عُتاةً ساهموا ببلاء


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/100903