يواجه سكان عمارة 'الأمان' بين فينة وأخرى مشكلة تعطّل 'أسانسير' العمارة الوحيد، مما يضطرهم لصعود أدراج طويلة عبر ممرات ضيقة للوصول إلى شققهم، وفي كل مرة تقرر لجنة العمارة إجراء صيانة كاملة للأسانسير، للحيلولة دون تعطله المتكرر، أو حتى استبداله إذا لزم الأمر، لكنها لا تلبث أن تتراجع نظراً للكلفة المرتفعة، مكتفية بصيانة طفيفة 'ترقيعية' لتسليك أمور الأسانسير، وتسيير أمور السكان..!
وفي مرات كثيرة، شهد سكان العمارة توقفاً مفاجئاً للأسانسير، فيما كان على متنه أطفال ونساء، وكان الشعور بالخوف واضحاً عليهم، ونداءات الإستغاثة تكاد تُصدّع جدران العمارة، ويتردّد صداها عبر الآفاق.. ومع ذلك لم تستجب اللجنة المشرفة على العمارة إلى طلبات السكان باستبدال الأسانسير، وإراحتهم من كابوس الرعب الذي يصاحبهم كلما استقلّوه صعوداً أو هبوطاً، وظلت المشكلة قائمة، وفي إحدى المرات، بينما كانت اللجنة تعقد اجتماعا عادياً في شقة أحد أعضائها الواقعة في الطابق الأعلى من العمارة، وما أن انتهى الاجتماع حتى استقل الأعضاء الأسانسير للنزول إلى طابق الخدمات ومواقف السيارات للاطلاع على مجريات التنظيم الجديد للخدمات والمواقف، وكان أن توقّف الأسانسير فجأة مقفلاً بابه عليهم دون حراك، فدبّ الهلع بينهم، وبدأوا يصرخون، فيما هواتفهم النقّالة فقدت التغطية، وشرع أحدهم بالضرب على جدران الأسانسير بعنف، فيما ذهب آخر إلى الضغط بعصبية على مفاتيح الأسانسير ولكن دون جدوى..! وفي الأثناء كانت سيّارة شركة الصيانة تصطف أمام مدخل العمارة، وخرج منها فنيّان يحملان حقيبة الصيانة الدورية للأسانسير، وقد فوجئا بتعطله، وعند قيامهما بفتح بابه فوجئا بالمحجوزين داخله.. أعضاء لجنة العمارة جميعهم، وقد بدت علامات الرعب على وجوههم..! هل يُعقل أن تستخدموا أسانسيراً غير صالح للاستعمال، سأل الفنيّان باستغراب أعضاءَ اللجنة..!! لكن أحداً منهم لم ينبس ببنت شفة.. فقد انعقدت ألسنتهم.. ربما من الخوف وربما من الدهشة وربما من الفرحة بالفرج..!!
وفي التقرير الفني الذي قدّمه الفنيّان، قالا إن الأسانسير يكاد يكون فاقد الروح، أي لا يمكن إصلاحه بشكل يخدم العمارة، وأن استبداله هو الحل الأفضل إذا أراد سكان العمارة إراحة أنفسهم والشعور بالأمان، ولكن اللجنة أصرّت على رأيها السابق، وطلبت من شركة الصيانة إجراء الصيانة اللازمة وتسيير أمور الأسانسير بأي صورة كانت، واستجابت الشركة على غير قناعة، وفي أحد الأيام بينما كان رئيس لجنة العمارة يهم بالصعود إلى شقته في الطابق الرابع، مستخدماً الأسانسير طبعاً على الرغم من أنه في الخمسين من عمره، شعر بأن خللاً قد أصاب الأسانسير، وسمع أصواتاً غريبة تؤشر إلى هذا الخلل، ومع ذلك أصرّ على الصعود، لكن صعوده لم يتم، إذْ هبط الأسانسير هبوطاً سريعاً مجلجلاً، أدى ليس فقط إلى تصدّع جدرانه وسقوط مراياه، وإنما إلى إحداث بعض التصدعات في جدران العمارة.. فيما سقط رئيس اللجنة مغشياً عليه بانتظار سيارة الإسعاف التي لم تأت..!!!
أما سكان العمارة فقد أعلنوا عن إضراب مفتوح أمام العمارة، وهددوا بنصب خيمة اعتصام دائمة أمام عمارتهم، وبأنهم لن يدخلوا شققهم ما لم تستجب لجنة العمارة إلى مطلبهم الأساس بتغيير الأسانسير، وزادوا على ذلك بمطلب تغيير رئيس لجنة العمارة، ورفضوا كل العروض التي قُدّمت لهم من اللجنة، ومنها استبدال الأسانسير بسُلّم إلكتروني سريع يُقل كل واحد إلى شقته منفرداً خلال ثوان معدودة، وقالوا بأن هذا الحل لن يكون في صالح العمارة ولا سكانها كونه ينطوي على مخاطر كثيرة أبرزها أنه يخفّض مستوى التكافلية بين أبناء العمارة، وما تزال الاحتجاجات قائمة حتى اللحظة والخيمة منصوبة وتستقبل كل يوم زعماء ومتضامنين من عمارات مجاورة وبعيدة، فيما لا يزال رئيس اللجنة يعاني من هول الصدمة والسقوط لكنه لا يزال راكباً رأسه ويرفض الاستقالة..!!
يواجه سكان عمارة 'الأمان' بين فينة وأخرى مشكلة تعطّل 'أسانسير' العمارة الوحيد، مما يضطرهم لصعود أدراج طويلة عبر ممرات ضيقة للوصول إلى شققهم، وفي كل مرة تقرر لجنة العمارة إجراء صيانة كاملة للأسانسير، للحيلولة دون تعطله المتكرر، أو حتى استبداله إذا لزم الأمر، لكنها لا تلبث أن تتراجع نظراً للكلفة المرتفعة، مكتفية بصيانة طفيفة 'ترقيعية' لتسليك أمور الأسانسير، وتسيير أمور السكان..!
وفي مرات كثيرة، شهد سكان العمارة توقفاً مفاجئاً للأسانسير، فيما كان على متنه أطفال ونساء، وكان الشعور بالخوف واضحاً عليهم، ونداءات الإستغاثة تكاد تُصدّع جدران العمارة، ويتردّد صداها عبر الآفاق.. ومع ذلك لم تستجب اللجنة المشرفة على العمارة إلى طلبات السكان باستبدال الأسانسير، وإراحتهم من كابوس الرعب الذي يصاحبهم كلما استقلّوه صعوداً أو هبوطاً، وظلت المشكلة قائمة، وفي إحدى المرات، بينما كانت اللجنة تعقد اجتماعا عادياً في شقة أحد أعضائها الواقعة في الطابق الأعلى من العمارة، وما أن انتهى الاجتماع حتى استقل الأعضاء الأسانسير للنزول إلى طابق الخدمات ومواقف السيارات للاطلاع على مجريات التنظيم الجديد للخدمات والمواقف، وكان أن توقّف الأسانسير فجأة مقفلاً بابه عليهم دون حراك، فدبّ الهلع بينهم، وبدأوا يصرخون، فيما هواتفهم النقّالة فقدت التغطية، وشرع أحدهم بالضرب على جدران الأسانسير بعنف، فيما ذهب آخر إلى الضغط بعصبية على مفاتيح الأسانسير ولكن دون جدوى..! وفي الأثناء كانت سيّارة شركة الصيانة تصطف أمام مدخل العمارة، وخرج منها فنيّان يحملان حقيبة الصيانة الدورية للأسانسير، وقد فوجئا بتعطله، وعند قيامهما بفتح بابه فوجئا بالمحجوزين داخله.. أعضاء لجنة العمارة جميعهم، وقد بدت علامات الرعب على وجوههم..! هل يُعقل أن تستخدموا أسانسيراً غير صالح للاستعمال، سأل الفنيّان باستغراب أعضاءَ اللجنة..!! لكن أحداً منهم لم ينبس ببنت شفة.. فقد انعقدت ألسنتهم.. ربما من الخوف وربما من الدهشة وربما من الفرحة بالفرج..!!
وفي التقرير الفني الذي قدّمه الفنيّان، قالا إن الأسانسير يكاد يكون فاقد الروح، أي لا يمكن إصلاحه بشكل يخدم العمارة، وأن استبداله هو الحل الأفضل إذا أراد سكان العمارة إراحة أنفسهم والشعور بالأمان، ولكن اللجنة أصرّت على رأيها السابق، وطلبت من شركة الصيانة إجراء الصيانة اللازمة وتسيير أمور الأسانسير بأي صورة كانت، واستجابت الشركة على غير قناعة، وفي أحد الأيام بينما كان رئيس لجنة العمارة يهم بالصعود إلى شقته في الطابق الرابع، مستخدماً الأسانسير طبعاً على الرغم من أنه في الخمسين من عمره، شعر بأن خللاً قد أصاب الأسانسير، وسمع أصواتاً غريبة تؤشر إلى هذا الخلل، ومع ذلك أصرّ على الصعود، لكن صعوده لم يتم، إذْ هبط الأسانسير هبوطاً سريعاً مجلجلاً، أدى ليس فقط إلى تصدّع جدرانه وسقوط مراياه، وإنما إلى إحداث بعض التصدعات في جدران العمارة.. فيما سقط رئيس اللجنة مغشياً عليه بانتظار سيارة الإسعاف التي لم تأت..!!!
أما سكان العمارة فقد أعلنوا عن إضراب مفتوح أمام العمارة، وهددوا بنصب خيمة اعتصام دائمة أمام عمارتهم، وبأنهم لن يدخلوا شققهم ما لم تستجب لجنة العمارة إلى مطلبهم الأساس بتغيير الأسانسير، وزادوا على ذلك بمطلب تغيير رئيس لجنة العمارة، ورفضوا كل العروض التي قُدّمت لهم من اللجنة، ومنها استبدال الأسانسير بسُلّم إلكتروني سريع يُقل كل واحد إلى شقته منفرداً خلال ثوان معدودة، وقالوا بأن هذا الحل لن يكون في صالح العمارة ولا سكانها كونه ينطوي على مخاطر كثيرة أبرزها أنه يخفّض مستوى التكافلية بين أبناء العمارة، وما تزال الاحتجاجات قائمة حتى اللحظة والخيمة منصوبة وتستقبل كل يوم زعماء ومتضامنين من عمارات مجاورة وبعيدة، فيما لا يزال رئيس اللجنة يعاني من هول الصدمة والسقوط لكنه لا يزال راكباً رأسه ويرفض الاستقالة..!!
يواجه سكان عمارة 'الأمان' بين فينة وأخرى مشكلة تعطّل 'أسانسير' العمارة الوحيد، مما يضطرهم لصعود أدراج طويلة عبر ممرات ضيقة للوصول إلى شققهم، وفي كل مرة تقرر لجنة العمارة إجراء صيانة كاملة للأسانسير، للحيلولة دون تعطله المتكرر، أو حتى استبداله إذا لزم الأمر، لكنها لا تلبث أن تتراجع نظراً للكلفة المرتفعة، مكتفية بصيانة طفيفة 'ترقيعية' لتسليك أمور الأسانسير، وتسيير أمور السكان..!
وفي مرات كثيرة، شهد سكان العمارة توقفاً مفاجئاً للأسانسير، فيما كان على متنه أطفال ونساء، وكان الشعور بالخوف واضحاً عليهم، ونداءات الإستغاثة تكاد تُصدّع جدران العمارة، ويتردّد صداها عبر الآفاق.. ومع ذلك لم تستجب اللجنة المشرفة على العمارة إلى طلبات السكان باستبدال الأسانسير، وإراحتهم من كابوس الرعب الذي يصاحبهم كلما استقلّوه صعوداً أو هبوطاً، وظلت المشكلة قائمة، وفي إحدى المرات، بينما كانت اللجنة تعقد اجتماعا عادياً في شقة أحد أعضائها الواقعة في الطابق الأعلى من العمارة، وما أن انتهى الاجتماع حتى استقل الأعضاء الأسانسير للنزول إلى طابق الخدمات ومواقف السيارات للاطلاع على مجريات التنظيم الجديد للخدمات والمواقف، وكان أن توقّف الأسانسير فجأة مقفلاً بابه عليهم دون حراك، فدبّ الهلع بينهم، وبدأوا يصرخون، فيما هواتفهم النقّالة فقدت التغطية، وشرع أحدهم بالضرب على جدران الأسانسير بعنف، فيما ذهب آخر إلى الضغط بعصبية على مفاتيح الأسانسير ولكن دون جدوى..! وفي الأثناء كانت سيّارة شركة الصيانة تصطف أمام مدخل العمارة، وخرج منها فنيّان يحملان حقيبة الصيانة الدورية للأسانسير، وقد فوجئا بتعطله، وعند قيامهما بفتح بابه فوجئا بالمحجوزين داخله.. أعضاء لجنة العمارة جميعهم، وقد بدت علامات الرعب على وجوههم..! هل يُعقل أن تستخدموا أسانسيراً غير صالح للاستعمال، سأل الفنيّان باستغراب أعضاءَ اللجنة..!! لكن أحداً منهم لم ينبس ببنت شفة.. فقد انعقدت ألسنتهم.. ربما من الخوف وربما من الدهشة وربما من الفرحة بالفرج..!!
وفي التقرير الفني الذي قدّمه الفنيّان، قالا إن الأسانسير يكاد يكون فاقد الروح، أي لا يمكن إصلاحه بشكل يخدم العمارة، وأن استبداله هو الحل الأفضل إذا أراد سكان العمارة إراحة أنفسهم والشعور بالأمان، ولكن اللجنة أصرّت على رأيها السابق، وطلبت من شركة الصيانة إجراء الصيانة اللازمة وتسيير أمور الأسانسير بأي صورة كانت، واستجابت الشركة على غير قناعة، وفي أحد الأيام بينما كان رئيس لجنة العمارة يهم بالصعود إلى شقته في الطابق الرابع، مستخدماً الأسانسير طبعاً على الرغم من أنه في الخمسين من عمره، شعر بأن خللاً قد أصاب الأسانسير، وسمع أصواتاً غريبة تؤشر إلى هذا الخلل، ومع ذلك أصرّ على الصعود، لكن صعوده لم يتم، إذْ هبط الأسانسير هبوطاً سريعاً مجلجلاً، أدى ليس فقط إلى تصدّع جدرانه وسقوط مراياه، وإنما إلى إحداث بعض التصدعات في جدران العمارة.. فيما سقط رئيس اللجنة مغشياً عليه بانتظار سيارة الإسعاف التي لم تأت..!!!
أما سكان العمارة فقد أعلنوا عن إضراب مفتوح أمام العمارة، وهددوا بنصب خيمة اعتصام دائمة أمام عمارتهم، وبأنهم لن يدخلوا شققهم ما لم تستجب لجنة العمارة إلى مطلبهم الأساس بتغيير الأسانسير، وزادوا على ذلك بمطلب تغيير رئيس لجنة العمارة، ورفضوا كل العروض التي قُدّمت لهم من اللجنة، ومنها استبدال الأسانسير بسُلّم إلكتروني سريع يُقل كل واحد إلى شقته منفرداً خلال ثوان معدودة، وقالوا بأن هذا الحل لن يكون في صالح العمارة ولا سكانها كونه ينطوي على مخاطر كثيرة أبرزها أنه يخفّض مستوى التكافلية بين أبناء العمارة، وما تزال الاحتجاجات قائمة حتى اللحظة والخيمة منصوبة وتستقبل كل يوم زعماء ومتضامنين من عمارات مجاورة وبعيدة، فيما لا يزال رئيس اللجنة يعاني من هول الصدمة والسقوط لكنه لا يزال راكباً رأسه ويرفض الاستقالة..!!
التعليقات