إذا تمعنّا في أسباب حل مجلس النواب السابق، فسوف نخرج برؤية واضحة للمستقبل، والأسباب معروفة للجميع، ولكن هل استطعنا أن نخرج بالرؤية المسقبلية..؟!
أنا أعتقد أننا لم نتمكّن من الخروج برؤية واضحة لما نريد، وإذا كان البعض يعوّل على الانتخابات القادمة، فهم مخطئون، لأن الانتخابات التي تجري في أجواء ملوّثة لن تكون صافية، بل ستكون عكرة ملوّثة مليئة بالشوائب..!
أصحاب القرار من الساسة لا يريدون أن يعترفوا بأن المناخ العام في المملكة غير مشجّع، ولا يمكن بحال أن يُنتج انتخابات ناجحة، بل العكس تماماً، فالأجواء الملبّدة بالغيوم، كفيلة بحجب الرؤية عن الشمس، حتى وإن ظهرت الشمس، فإن ظهورها لحظي، ثم لا تلبث أن تتلاشى وتختبيء وراء السُحُب..!!
وإذا كان الحديث منصباً حول حكومات قادمة برلمانية ترنو إليها الأبصار، فهذا يبرهن على أن الرؤية ضبابية تماماً، لأن الحكومات البرلمانية لا يمكن أن تنتج عن انتخابات غير توافقية، بل لا تملك نزراً يسيراً من التوافقية، فهل ننتظر ولادة حكومة برلمانية تشكّل خطوة عملية على طريق الإصلاح السياسي الحقيقي في البلاد من رحم انتخابات مهزوزة، تتدافع للمشاركة فيها بعض الأحزاب السياسية على استحياء..!!؟؟
لست سوداوي النظرة، ولا متشائماً البتة، لكني أنظر إلى ما يجري على الساحة بإشفاق وألم، ونظرتي لا تختلف كثيراً عن نظرة أصحاب القرار والساسة الذين يصرون على إجراء الانتخابات بموعدها وعلى أساس القانون الاختلافي الجدلي، ويكمن الاختلاف في النظرة في أنني أرمق نتائج الانتخابات بحذر شديد، وأرقب مشاركة هزيلة فيها، مما يشكّل فرصة حقيقية للمراجعة والتقويم وإعادة النظر، ولست هنا أدعو إلى التأجيل أو مراجعة قانون الانتخاب، لكنني أدعو الساسة إلى مراجعة ما سيكون من مخرجات، ويستطيع المراقبون والمخططون والسياسيون والمحللّون أن يبدأوا بالمراجعة من اليوم بتحليل ما ستؤول إليها انتخابات تجري على استحياء..!
في التنظير، يبدو الأمر في منتهى الطبيعية، لكنه في التحليل الموضوعي يبدو في منتهى الخطورة، لأن العملية الانتخابية القادمة تأتي بعد جولة في ضمير الإصلاح السياسي، بدءاً من الدستور ومروراً بقوانين الحريات والأحزاب والمطبوعات وانتهاءً بالانتخابات، وهذا يعني أن المُخْرَج يجب أن يكون نقياً معبّراً عن الإرادة السياسية في إحداث التغيير الحقيقي الذي يحسّه الناس، وما لم نضمن ذلك، فمن الأجدر أن نتراجع عن التفاؤل المفرِط، وأن نخفّض من الآمال المعلّقة على المُنتج الانتخابي القادم..!
مشكلة الساسة لدينا أنهم يسمعون من طرف واحد، في حين أن ثمّة أطرافاً يمكن أن تقدّم نصائح مخلصة صادقة، دون أجندات خاصة، مثلما أن الاستماع أحياناً أو الحوار قد لا يكون مجدياً إذا كانت بعض الأطراف غير متمتعة بالوعي والفكر السياسي الذي يؤهلها بتقديم رأيها مجرداً من الخصوصيات والمصالح الضيقة، وبخاصة تلك التي الحوارات التي تجري في منازل السياسيين ويُجمع لها منْ قد لا يُمثّل إلا نفسه ورأيه، والبعض قد لا يحمل رأياً ولا فكراً فضلاً عن أن يحمل رؤية..!!!
سيقول البعض: تفاءل يا رجل فلدينا هيئة مستقلة للانتخاب، وعزم على انتخابات نزيهة وحرة، ولدينا مراقبون للعملية، وإجراءات شفّافة.. وأقول هذا لا يكفي أبداً، لأن الخرق الأخطر يكمن في فوضى الأجواء وتضارب الرؤى الوطنية في الإصلاح والتطوير، وثمّة ما هو أخطر: حراك شعبي من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ما زال غير مؤمن بالرواية الرسمية لمسيرة الإصلاح، ولم يحاوره أحد..!!
أما آخر الكلام فأقول: أيها الساسة ثمة حديث في السوق، بأن الإصلاح مسروق وأن العيش مخنوق، وأن الاقتراع غير موثوق.. فماذا أنتم فاعلون، وعن أي انتخابات تتحدّثون..!!؟
Subaihi_99@yahoo.com
إذا تمعنّا في أسباب حل مجلس النواب السابق، فسوف نخرج برؤية واضحة للمستقبل، والأسباب معروفة للجميع، ولكن هل استطعنا أن نخرج بالرؤية المسقبلية..؟!
أنا أعتقد أننا لم نتمكّن من الخروج برؤية واضحة لما نريد، وإذا كان البعض يعوّل على الانتخابات القادمة، فهم مخطئون، لأن الانتخابات التي تجري في أجواء ملوّثة لن تكون صافية، بل ستكون عكرة ملوّثة مليئة بالشوائب..!
أصحاب القرار من الساسة لا يريدون أن يعترفوا بأن المناخ العام في المملكة غير مشجّع، ولا يمكن بحال أن يُنتج انتخابات ناجحة، بل العكس تماماً، فالأجواء الملبّدة بالغيوم، كفيلة بحجب الرؤية عن الشمس، حتى وإن ظهرت الشمس، فإن ظهورها لحظي، ثم لا تلبث أن تتلاشى وتختبيء وراء السُحُب..!!
وإذا كان الحديث منصباً حول حكومات قادمة برلمانية ترنو إليها الأبصار، فهذا يبرهن على أن الرؤية ضبابية تماماً، لأن الحكومات البرلمانية لا يمكن أن تنتج عن انتخابات غير توافقية، بل لا تملك نزراً يسيراً من التوافقية، فهل ننتظر ولادة حكومة برلمانية تشكّل خطوة عملية على طريق الإصلاح السياسي الحقيقي في البلاد من رحم انتخابات مهزوزة، تتدافع للمشاركة فيها بعض الأحزاب السياسية على استحياء..!!؟؟
لست سوداوي النظرة، ولا متشائماً البتة، لكني أنظر إلى ما يجري على الساحة بإشفاق وألم، ونظرتي لا تختلف كثيراً عن نظرة أصحاب القرار والساسة الذين يصرون على إجراء الانتخابات بموعدها وعلى أساس القانون الاختلافي الجدلي، ويكمن الاختلاف في النظرة في أنني أرمق نتائج الانتخابات بحذر شديد، وأرقب مشاركة هزيلة فيها، مما يشكّل فرصة حقيقية للمراجعة والتقويم وإعادة النظر، ولست هنا أدعو إلى التأجيل أو مراجعة قانون الانتخاب، لكنني أدعو الساسة إلى مراجعة ما سيكون من مخرجات، ويستطيع المراقبون والمخططون والسياسيون والمحللّون أن يبدأوا بالمراجعة من اليوم بتحليل ما ستؤول إليها انتخابات تجري على استحياء..!
في التنظير، يبدو الأمر في منتهى الطبيعية، لكنه في التحليل الموضوعي يبدو في منتهى الخطورة، لأن العملية الانتخابية القادمة تأتي بعد جولة في ضمير الإصلاح السياسي، بدءاً من الدستور ومروراً بقوانين الحريات والأحزاب والمطبوعات وانتهاءً بالانتخابات، وهذا يعني أن المُخْرَج يجب أن يكون نقياً معبّراً عن الإرادة السياسية في إحداث التغيير الحقيقي الذي يحسّه الناس، وما لم نضمن ذلك، فمن الأجدر أن نتراجع عن التفاؤل المفرِط، وأن نخفّض من الآمال المعلّقة على المُنتج الانتخابي القادم..!
مشكلة الساسة لدينا أنهم يسمعون من طرف واحد، في حين أن ثمّة أطرافاً يمكن أن تقدّم نصائح مخلصة صادقة، دون أجندات خاصة، مثلما أن الاستماع أحياناً أو الحوار قد لا يكون مجدياً إذا كانت بعض الأطراف غير متمتعة بالوعي والفكر السياسي الذي يؤهلها بتقديم رأيها مجرداً من الخصوصيات والمصالح الضيقة، وبخاصة تلك التي الحوارات التي تجري في منازل السياسيين ويُجمع لها منْ قد لا يُمثّل إلا نفسه ورأيه، والبعض قد لا يحمل رأياً ولا فكراً فضلاً عن أن يحمل رؤية..!!!
سيقول البعض: تفاءل يا رجل فلدينا هيئة مستقلة للانتخاب، وعزم على انتخابات نزيهة وحرة، ولدينا مراقبون للعملية، وإجراءات شفّافة.. وأقول هذا لا يكفي أبداً، لأن الخرق الأخطر يكمن في فوضى الأجواء وتضارب الرؤى الوطنية في الإصلاح والتطوير، وثمّة ما هو أخطر: حراك شعبي من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ما زال غير مؤمن بالرواية الرسمية لمسيرة الإصلاح، ولم يحاوره أحد..!!
أما آخر الكلام فأقول: أيها الساسة ثمة حديث في السوق، بأن الإصلاح مسروق وأن العيش مخنوق، وأن الاقتراع غير موثوق.. فماذا أنتم فاعلون، وعن أي انتخابات تتحدّثون..!!؟
Subaihi_99@yahoo.com
إذا تمعنّا في أسباب حل مجلس النواب السابق، فسوف نخرج برؤية واضحة للمستقبل، والأسباب معروفة للجميع، ولكن هل استطعنا أن نخرج بالرؤية المسقبلية..؟!
أنا أعتقد أننا لم نتمكّن من الخروج برؤية واضحة لما نريد، وإذا كان البعض يعوّل على الانتخابات القادمة، فهم مخطئون، لأن الانتخابات التي تجري في أجواء ملوّثة لن تكون صافية، بل ستكون عكرة ملوّثة مليئة بالشوائب..!
أصحاب القرار من الساسة لا يريدون أن يعترفوا بأن المناخ العام في المملكة غير مشجّع، ولا يمكن بحال أن يُنتج انتخابات ناجحة، بل العكس تماماً، فالأجواء الملبّدة بالغيوم، كفيلة بحجب الرؤية عن الشمس، حتى وإن ظهرت الشمس، فإن ظهورها لحظي، ثم لا تلبث أن تتلاشى وتختبيء وراء السُحُب..!!
وإذا كان الحديث منصباً حول حكومات قادمة برلمانية ترنو إليها الأبصار، فهذا يبرهن على أن الرؤية ضبابية تماماً، لأن الحكومات البرلمانية لا يمكن أن تنتج عن انتخابات غير توافقية، بل لا تملك نزراً يسيراً من التوافقية، فهل ننتظر ولادة حكومة برلمانية تشكّل خطوة عملية على طريق الإصلاح السياسي الحقيقي في البلاد من رحم انتخابات مهزوزة، تتدافع للمشاركة فيها بعض الأحزاب السياسية على استحياء..!!؟؟
لست سوداوي النظرة، ولا متشائماً البتة، لكني أنظر إلى ما يجري على الساحة بإشفاق وألم، ونظرتي لا تختلف كثيراً عن نظرة أصحاب القرار والساسة الذين يصرون على إجراء الانتخابات بموعدها وعلى أساس القانون الاختلافي الجدلي، ويكمن الاختلاف في النظرة في أنني أرمق نتائج الانتخابات بحذر شديد، وأرقب مشاركة هزيلة فيها، مما يشكّل فرصة حقيقية للمراجعة والتقويم وإعادة النظر، ولست هنا أدعو إلى التأجيل أو مراجعة قانون الانتخاب، لكنني أدعو الساسة إلى مراجعة ما سيكون من مخرجات، ويستطيع المراقبون والمخططون والسياسيون والمحللّون أن يبدأوا بالمراجعة من اليوم بتحليل ما ستؤول إليها انتخابات تجري على استحياء..!
في التنظير، يبدو الأمر في منتهى الطبيعية، لكنه في التحليل الموضوعي يبدو في منتهى الخطورة، لأن العملية الانتخابية القادمة تأتي بعد جولة في ضمير الإصلاح السياسي، بدءاً من الدستور ومروراً بقوانين الحريات والأحزاب والمطبوعات وانتهاءً بالانتخابات، وهذا يعني أن المُخْرَج يجب أن يكون نقياً معبّراً عن الإرادة السياسية في إحداث التغيير الحقيقي الذي يحسّه الناس، وما لم نضمن ذلك، فمن الأجدر أن نتراجع عن التفاؤل المفرِط، وأن نخفّض من الآمال المعلّقة على المُنتج الانتخابي القادم..!
مشكلة الساسة لدينا أنهم يسمعون من طرف واحد، في حين أن ثمّة أطرافاً يمكن أن تقدّم نصائح مخلصة صادقة، دون أجندات خاصة، مثلما أن الاستماع أحياناً أو الحوار قد لا يكون مجدياً إذا كانت بعض الأطراف غير متمتعة بالوعي والفكر السياسي الذي يؤهلها بتقديم رأيها مجرداً من الخصوصيات والمصالح الضيقة، وبخاصة تلك التي الحوارات التي تجري في منازل السياسيين ويُجمع لها منْ قد لا يُمثّل إلا نفسه ورأيه، والبعض قد لا يحمل رأياً ولا فكراً فضلاً عن أن يحمل رؤية..!!!
سيقول البعض: تفاءل يا رجل فلدينا هيئة مستقلة للانتخاب، وعزم على انتخابات نزيهة وحرة، ولدينا مراقبون للعملية، وإجراءات شفّافة.. وأقول هذا لا يكفي أبداً، لأن الخرق الأخطر يكمن في فوضى الأجواء وتضارب الرؤى الوطنية في الإصلاح والتطوير، وثمّة ما هو أخطر: حراك شعبي من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ما زال غير مؤمن بالرواية الرسمية لمسيرة الإصلاح، ولم يحاوره أحد..!!
أما آخر الكلام فأقول: أيها الساسة ثمة حديث في السوق، بأن الإصلاح مسروق وأن العيش مخنوق، وأن الاقتراع غير موثوق.. فماذا أنتم فاعلون، وعن أي انتخابات تتحدّثون..!!؟
Subaihi_99@yahoo.com
التعليقات