طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

يدٌ تبني وأخرى على الزناد ..


هكذا عاش وهكذا رحل دون ان يودعنا..لم يكن اردنياً فحسب بل كان ايضاً فلسطينياً وكان قومياً وفي ارض الكنانة قضى بعدما كان ذاهباً لرص الصفوف وتغييب الفرصة تلو الأخرى على الطامعين من المتصهينين ممن عاشوا ومنهم ما زال بين ظهرانينا يبيعوننا وطنيات وهم اقرب لشامير من حبل الوريد...على روحك الطاهره الرحمه وفي جنان الخلد
لا اريد ان اعرّج على متى وأين ولد ومن هي أمه وابيه غني عن التعريف ولا عن تاريخه النضالي فكلنا نعرفه ولو لم نقرأه في كتبنا المدرسيه, لكن هو ابن الاردن ورئيس وزراءه في احلك الظروف عندما كان يمر الوطن في مرحلة يكون او لا يكون, هو من رسّخ الهوية الوطنية الاردنيه ومن حبر دمه سطّر تاريخ الوطن بأحرف من نور,, عندما عاثوا فساداً وافساداً وتقتيلاً كان هو النبراس الذي اهتدت به الأمه وهو الحامي لهذا الثرى الطيب الطهور من رجس اتباع الشيطان من الباحثين عن موطىء قدم في زمنٍ ادلهمت بالوطن الخطوب وحوصر ومن كل حدبٍ وصوب من عبد الناصر واشياعه واتباعه ليصبح وطناً للغير وعلى حساب المقدسات في قدس الاقداس..
قيل لقد نُصح بعدم الذهاب ولكن ايمانه بالوطن ورسالته وصدق عزيمته لم تزده الا اصراراً ولم يتزعزع الايمان في قلبه الذي طالما كان يعمر بحب الوطن والقدس والاقصى, فقضى على ايدي حفنه من المرتزقه ممن لا وطن ولا دين لهم , من عبدة الدينار والدينار واتباع الغرب الخسيس ممن نفذوا مخططات الصهيونية واشياعها من القادة العرب وباعوا شرف الأمه عليهم لعنة الله أجمعين اين هم..
لقد أزهرت الكمالية دحنوناً وعطراً فواحاً حيث يرقد جثمان الشهيد الذي لم يختلف على انتماءه شمالي ولا جنوبي , مسلم ومسيحي, وكل شريف شرب من ماء هذا الوطن الذي هو بحجم القلب بالنسبة للوطن الكبير,,ليتك تعيش ايامنا الصعاب وكيف غدر بنا الأخوة والاشقاء وتركونا نصارع شظف العيش وقسوة الايام,, كيف اضحينا شيعاً وحراكات واحزاب جُل همها كراسي الدوار الرابع وحسابٌ سري في عواصم الظلام والضباب يُغذى من قوى لا ترى في الوطن الاردني الا طريق عبور ووطن من لا وطن لهم من شرقنا وغربنا وشمالنا ولربما جنوبنا...لله درك يا شيخ الشهداء ويا مناضلاً لم تهن له همّه, حمل السلاح جندياً كما حمل روحه الطاهره على كفه فغُدر به لا بل غُدر بالوطن الاردني الأشم بمقتله..
لن ننسى كوفيته الموشحة بالسواد, ولا البلوزه القبة الخنق السوداء.. ولا جاكيته الكروهات ولا لون شاربيه وعيونه.. كما لن تنسى عصا الطوريه التي كانت رفيقته عندما كان يحفر حول اشجار الزيتون مساءً بعدما كان يترك دار الرئاسه ليغفو الوطن في انتظار يومٍ جديد... لك الرحمه وعلى روحك الطاهره هناك في جنان الخلد يا ابن اربد الشمّاء كما الكرك وابن الاردن الأشم الأبي وابن فلسطين حيث رائحة المسك من دم الشهداء تعبق في سهول مرج بن عامر والى جوار الاقصى , وابن الوطن العربي الكبير الذي لم يبقى منه سوى رائحة البترول والدولار..لك الرحمه وللوطن من تاريخك حُسن العزاء.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/92531