ماكاد السوريون ينتهون من الحكم العثماني الجاثم على صدورهم لأكثر من 400 سنة ، حتى جاءهم الاحتلال الفرنسي الذي ابتدأ احتلاله بعدد من المحاولات الفاشلة لزرع الفتنة والتفرقة الطائفية بين أبناء البلد الواحد ، والذي انتهى بنكتة ألقاها فارس بك
الخوري في مجلس الأمن خلال مناقشة قضية استقلال سورية ...
ويروي لنا الصحفي (حبيب كحالة) دور النكتة السياسية في استقلال سورية ، من خلال محاضرة ألقاها في العام 1955 ونشرتها صحيفة (الأيام) في السابع من نيسان عام 1955 ...
يقول حبيب كحالة :
' خلال مناقشة قضية استقلال سورية في مجلس الأمن ، أظهر الانجليز معارضة شديدة وقالوا بوجوب بقائهم فيها حتى لايقتتل السوريين بعضهم بعضاً بعد خروج الفرنسيين ، وكان الفرنسيين أيضاً يقولون بوجوب بقائهم وحجتهم أنهم إذا تركوا سورية فإنها سوف لاتنتفع من جلائهم عنها لأن الانجليز سيحتلون مكانهم وهم لا يطيقون أن يروا الإنجليز يحتلون مكان الفرنسيين !
وكان دولة الأستاذ فارس الخوري يرأس الوفد السوري في ذلك العام فقال لهم : إن موقفكم هذا يشبه تلك الحكاية ، وهي أن رجلاً شاهد كومة من الحجارة وقد ارتكز عليها فانوس أحمر ، فسأل لماذا هذه الحجارة ، قالوا له ، حتى نركز الفانوس عليها ، فسأل ولماذا هذا الفانوس ؟ فأجابوه لكي يرى المارة الحجارة فلا يتعثرون بها ...!!
وضحك أعضاء مجلس الأمن لهذه النكتة وأقروا الجلاء لبعد شهرين !
وأخبر الأستاذ الخوري الحكومة مفتخراً أن مجلس الأمن أقر الجلاء بعد شهرين ، فما كان من الحكومة إلا أن بعثت إلى فارس بك بكتاب كله استياء وعدم رضا لأن المجلس لم يقرر الجلاء حالاً وإنما أقره لبعد شهرين وطلبت من فارس بك أن يحتج إلى المنظمة الدولية على هذا التأجيل فأجاب فارس بك الحكومة على كتابها بنكتة أيضاً حلت الإشكال ، فقد كتب : ' أنه كان في قطنا رجل ذو لحية طويلة ، وفي ذات يوم ذهب إلى الحلاق ليشجب له منها ولكن الحلاق قرط عليها كثيراً على مايظهر حتى كاد أن يأتي عليها كلها فاستاء وعزم على إقامة دعوى يطالبه بها بالعطل والضرر وذهب إلى أحد المحامين يستشيره في الأمر فقال له الأستاذ المحامي أنصحك أن لاتقيم هذه الدعوى ...!
قال له : ولماذا ...!!!؟؟؟؟
فقال له المحامي : لأن المحكمة لاتنظر فيها إلا بعد مضي أسبوعين أو أكثر لبينما يأتي دورها ، ومن الآن لأسبوعين تكون لحيتك قد طالت ورجعت إلى ما كانت عليه ! '
وضحكت الوزارة من هذه النكتة وقالوا : والله صحيح لأننا إذا رفعنا احتجاجنا فقد تمر شهور وشهور قبل أن يبت في القضية بدون أن نستفيد شيئاً ... فالنقبل بالشهرين ....
وبعد شهرين عقد مجلس الأمن اجتماعاً ليقر فيه استقلال سورية استقلالاً تاماً ، فدخل فارس بيك الخوري، ممثل سوريا في الامم المتحدة ، بطربوشه الاحمر و بذته البيضاء الانيقة.. قبل موعد الاجتماع الذي طلبته سوريا من اجل رفع الانتداب الفرنسي عنها بدقائق و اتجه مباشرة الى مقعد المندوب الفرنسي لدى الامم المتحدة و جلس على الكرسي المخصص لفرنسا..
بدأ السفراء بالتوافد إلى مقر الامم المتحدة بدون اخفاء دهشتهم من جلوس 'فارس بيك' المعروف برجاحة عقله و سعة علمه و ثقافته في المقعد المخصص للمندوب الفرنسي، تاركا المقعد المخصص لسوريا فارغاً ، دخل المندوب الفرنسي، و وجد فارس بيك يحتل مقعد فرنسا في الجلسة.. فتوجه اليه و بدأ يخبره ان هذا المقعد مخصص لفرنسا و لهذا وضع امامه علم فرنسا، و اشار له إلى مكان وجود مقعد سوريا مستدلا عليه بعلم سوريا و لكن فارس بيك لم يحرك ساكنا، بل بقي ينظر إلى ساعته. دقيقة، اثنتان، خمسة.
استمر المندوب الفرنسي في محاولة 'إفهام' فارس بيك بأن هذا المقعد هو مقعد المندوب الفرنسي ... ولكن فارس بيك استمر بالتحديق إلى ساعته: عشر دقائق، احد عشرة، اثنا عشرة دقيقة و بدأ صبر المندوب الفرنسي بالنفاذ: هنا مقعد فرنسا الحرة ، أنت لاتعرف أين تجلس ، و لكن فارس بيك استمر بالتحديق بساعته، تسع عشرة دقيقة، عشرون، واحد و عشرون.
واهتاج المندوب الفرنسي ، و لولا حؤول سفراء الامم الاخرى بينه و بين عنق فارس بيك لكان دكه و عند الدقيقة الخامسة و العشرين، تنحنح فارس بيك، ووضع ساعته في جيب الجيليه، و وقف بابتسامة عريضة تعلو شفاهه و قال للمندوب الفرنسي: سعادة السفير، جلست على مقعدك لمدة خمس و عشرين دقيقة فكدت تقتلني غضبا و حنقا، سوريا استحملت سفالة جنودكم خمس و عشرين سنة، و آن لها ان تستقل ، وفي هذه الجلسة أعلن استقلال سورية وانتهاء الانتداب الفرنسي .... '
ليس غريباً أن يتأثر موقف مجلس الأمن خلال مناقشته لقضية استقلال سورية ، بتلك النكات التي قالها فارس بك الخوري ، لا لأن النكات أضحكتهم ، بل لأن صاحب النكتة أراد أن يوصل رسالة إلى كل مندوبي العالم ، أن في سورية رجال عظماء وأذكياء وسريعي البديهة ، وأنهم قادرين على حكم نفسهم بنفسهم ، وليسوا بحاجة إلى وصاية أحد ، أو مساعدة من أحد ، لكي يأخذوا البلد إلى مصافي التقدم والتطور
ماكاد السوريون ينتهون من الحكم العثماني الجاثم على صدورهم لأكثر من 400 سنة ، حتى جاءهم الاحتلال الفرنسي الذي ابتدأ احتلاله بعدد من المحاولات الفاشلة لزرع الفتنة والتفرقة الطائفية بين أبناء البلد الواحد ، والذي انتهى بنكتة ألقاها فارس بك
الخوري في مجلس الأمن خلال مناقشة قضية استقلال سورية ...
ويروي لنا الصحفي (حبيب كحالة) دور النكتة السياسية في استقلال سورية ، من خلال محاضرة ألقاها في العام 1955 ونشرتها صحيفة (الأيام) في السابع من نيسان عام 1955 ...
يقول حبيب كحالة :
' خلال مناقشة قضية استقلال سورية في مجلس الأمن ، أظهر الانجليز معارضة شديدة وقالوا بوجوب بقائهم فيها حتى لايقتتل السوريين بعضهم بعضاً بعد خروج الفرنسيين ، وكان الفرنسيين أيضاً يقولون بوجوب بقائهم وحجتهم أنهم إذا تركوا سورية فإنها سوف لاتنتفع من جلائهم عنها لأن الانجليز سيحتلون مكانهم وهم لا يطيقون أن يروا الإنجليز يحتلون مكان الفرنسيين !
وكان دولة الأستاذ فارس الخوري يرأس الوفد السوري في ذلك العام فقال لهم : إن موقفكم هذا يشبه تلك الحكاية ، وهي أن رجلاً شاهد كومة من الحجارة وقد ارتكز عليها فانوس أحمر ، فسأل لماذا هذه الحجارة ، قالوا له ، حتى نركز الفانوس عليها ، فسأل ولماذا هذا الفانوس ؟ فأجابوه لكي يرى المارة الحجارة فلا يتعثرون بها ...!!
وضحك أعضاء مجلس الأمن لهذه النكتة وأقروا الجلاء لبعد شهرين !
وأخبر الأستاذ الخوري الحكومة مفتخراً أن مجلس الأمن أقر الجلاء بعد شهرين ، فما كان من الحكومة إلا أن بعثت إلى فارس بك بكتاب كله استياء وعدم رضا لأن المجلس لم يقرر الجلاء حالاً وإنما أقره لبعد شهرين وطلبت من فارس بك أن يحتج إلى المنظمة الدولية على هذا التأجيل فأجاب فارس بك الحكومة على كتابها بنكتة أيضاً حلت الإشكال ، فقد كتب : ' أنه كان في قطنا رجل ذو لحية طويلة ، وفي ذات يوم ذهب إلى الحلاق ليشجب له منها ولكن الحلاق قرط عليها كثيراً على مايظهر حتى كاد أن يأتي عليها كلها فاستاء وعزم على إقامة دعوى يطالبه بها بالعطل والضرر وذهب إلى أحد المحامين يستشيره في الأمر فقال له الأستاذ المحامي أنصحك أن لاتقيم هذه الدعوى ...!
قال له : ولماذا ...!!!؟؟؟؟
فقال له المحامي : لأن المحكمة لاتنظر فيها إلا بعد مضي أسبوعين أو أكثر لبينما يأتي دورها ، ومن الآن لأسبوعين تكون لحيتك قد طالت ورجعت إلى ما كانت عليه ! '
وضحكت الوزارة من هذه النكتة وقالوا : والله صحيح لأننا إذا رفعنا احتجاجنا فقد تمر شهور وشهور قبل أن يبت في القضية بدون أن نستفيد شيئاً ... فالنقبل بالشهرين ....
وبعد شهرين عقد مجلس الأمن اجتماعاً ليقر فيه استقلال سورية استقلالاً تاماً ، فدخل فارس بيك الخوري، ممثل سوريا في الامم المتحدة ، بطربوشه الاحمر و بذته البيضاء الانيقة.. قبل موعد الاجتماع الذي طلبته سوريا من اجل رفع الانتداب الفرنسي عنها بدقائق و اتجه مباشرة الى مقعد المندوب الفرنسي لدى الامم المتحدة و جلس على الكرسي المخصص لفرنسا..
بدأ السفراء بالتوافد إلى مقر الامم المتحدة بدون اخفاء دهشتهم من جلوس 'فارس بيك' المعروف برجاحة عقله و سعة علمه و ثقافته في المقعد المخصص للمندوب الفرنسي، تاركا المقعد المخصص لسوريا فارغاً ، دخل المندوب الفرنسي، و وجد فارس بيك يحتل مقعد فرنسا في الجلسة.. فتوجه اليه و بدأ يخبره ان هذا المقعد مخصص لفرنسا و لهذا وضع امامه علم فرنسا، و اشار له إلى مكان وجود مقعد سوريا مستدلا عليه بعلم سوريا و لكن فارس بيك لم يحرك ساكنا، بل بقي ينظر إلى ساعته. دقيقة، اثنتان، خمسة.
استمر المندوب الفرنسي في محاولة 'إفهام' فارس بيك بأن هذا المقعد هو مقعد المندوب الفرنسي ... ولكن فارس بيك استمر بالتحديق إلى ساعته: عشر دقائق، احد عشرة، اثنا عشرة دقيقة و بدأ صبر المندوب الفرنسي بالنفاذ: هنا مقعد فرنسا الحرة ، أنت لاتعرف أين تجلس ، و لكن فارس بيك استمر بالتحديق بساعته، تسع عشرة دقيقة، عشرون، واحد و عشرون.
واهتاج المندوب الفرنسي ، و لولا حؤول سفراء الامم الاخرى بينه و بين عنق فارس بيك لكان دكه و عند الدقيقة الخامسة و العشرين، تنحنح فارس بيك، ووضع ساعته في جيب الجيليه، و وقف بابتسامة عريضة تعلو شفاهه و قال للمندوب الفرنسي: سعادة السفير، جلست على مقعدك لمدة خمس و عشرين دقيقة فكدت تقتلني غضبا و حنقا، سوريا استحملت سفالة جنودكم خمس و عشرين سنة، و آن لها ان تستقل ، وفي هذه الجلسة أعلن استقلال سورية وانتهاء الانتداب الفرنسي .... '
ليس غريباً أن يتأثر موقف مجلس الأمن خلال مناقشته لقضية استقلال سورية ، بتلك النكات التي قالها فارس بك الخوري ، لا لأن النكات أضحكتهم ، بل لأن صاحب النكتة أراد أن يوصل رسالة إلى كل مندوبي العالم ، أن في سورية رجال عظماء وأذكياء وسريعي البديهة ، وأنهم قادرين على حكم نفسهم بنفسهم ، وليسوا بحاجة إلى وصاية أحد ، أو مساعدة من أحد ، لكي يأخذوا البلد إلى مصافي التقدم والتطور
ماكاد السوريون ينتهون من الحكم العثماني الجاثم على صدورهم لأكثر من 400 سنة ، حتى جاءهم الاحتلال الفرنسي الذي ابتدأ احتلاله بعدد من المحاولات الفاشلة لزرع الفتنة والتفرقة الطائفية بين أبناء البلد الواحد ، والذي انتهى بنكتة ألقاها فارس بك
الخوري في مجلس الأمن خلال مناقشة قضية استقلال سورية ...
ويروي لنا الصحفي (حبيب كحالة) دور النكتة السياسية في استقلال سورية ، من خلال محاضرة ألقاها في العام 1955 ونشرتها صحيفة (الأيام) في السابع من نيسان عام 1955 ...
يقول حبيب كحالة :
' خلال مناقشة قضية استقلال سورية في مجلس الأمن ، أظهر الانجليز معارضة شديدة وقالوا بوجوب بقائهم فيها حتى لايقتتل السوريين بعضهم بعضاً بعد خروج الفرنسيين ، وكان الفرنسيين أيضاً يقولون بوجوب بقائهم وحجتهم أنهم إذا تركوا سورية فإنها سوف لاتنتفع من جلائهم عنها لأن الانجليز سيحتلون مكانهم وهم لا يطيقون أن يروا الإنجليز يحتلون مكان الفرنسيين !
وكان دولة الأستاذ فارس الخوري يرأس الوفد السوري في ذلك العام فقال لهم : إن موقفكم هذا يشبه تلك الحكاية ، وهي أن رجلاً شاهد كومة من الحجارة وقد ارتكز عليها فانوس أحمر ، فسأل لماذا هذه الحجارة ، قالوا له ، حتى نركز الفانوس عليها ، فسأل ولماذا هذا الفانوس ؟ فأجابوه لكي يرى المارة الحجارة فلا يتعثرون بها ...!!
وضحك أعضاء مجلس الأمن لهذه النكتة وأقروا الجلاء لبعد شهرين !
وأخبر الأستاذ الخوري الحكومة مفتخراً أن مجلس الأمن أقر الجلاء بعد شهرين ، فما كان من الحكومة إلا أن بعثت إلى فارس بك بكتاب كله استياء وعدم رضا لأن المجلس لم يقرر الجلاء حالاً وإنما أقره لبعد شهرين وطلبت من فارس بك أن يحتج إلى المنظمة الدولية على هذا التأجيل فأجاب فارس بك الحكومة على كتابها بنكتة أيضاً حلت الإشكال ، فقد كتب : ' أنه كان في قطنا رجل ذو لحية طويلة ، وفي ذات يوم ذهب إلى الحلاق ليشجب له منها ولكن الحلاق قرط عليها كثيراً على مايظهر حتى كاد أن يأتي عليها كلها فاستاء وعزم على إقامة دعوى يطالبه بها بالعطل والضرر وذهب إلى أحد المحامين يستشيره في الأمر فقال له الأستاذ المحامي أنصحك أن لاتقيم هذه الدعوى ...!
قال له : ولماذا ...!!!؟؟؟؟
فقال له المحامي : لأن المحكمة لاتنظر فيها إلا بعد مضي أسبوعين أو أكثر لبينما يأتي دورها ، ومن الآن لأسبوعين تكون لحيتك قد طالت ورجعت إلى ما كانت عليه ! '
وضحكت الوزارة من هذه النكتة وقالوا : والله صحيح لأننا إذا رفعنا احتجاجنا فقد تمر شهور وشهور قبل أن يبت في القضية بدون أن نستفيد شيئاً ... فالنقبل بالشهرين ....
وبعد شهرين عقد مجلس الأمن اجتماعاً ليقر فيه استقلال سورية استقلالاً تاماً ، فدخل فارس بيك الخوري، ممثل سوريا في الامم المتحدة ، بطربوشه الاحمر و بذته البيضاء الانيقة.. قبل موعد الاجتماع الذي طلبته سوريا من اجل رفع الانتداب الفرنسي عنها بدقائق و اتجه مباشرة الى مقعد المندوب الفرنسي لدى الامم المتحدة و جلس على الكرسي المخصص لفرنسا..
بدأ السفراء بالتوافد إلى مقر الامم المتحدة بدون اخفاء دهشتهم من جلوس 'فارس بيك' المعروف برجاحة عقله و سعة علمه و ثقافته في المقعد المخصص للمندوب الفرنسي، تاركا المقعد المخصص لسوريا فارغاً ، دخل المندوب الفرنسي، و وجد فارس بيك يحتل مقعد فرنسا في الجلسة.. فتوجه اليه و بدأ يخبره ان هذا المقعد مخصص لفرنسا و لهذا وضع امامه علم فرنسا، و اشار له إلى مكان وجود مقعد سوريا مستدلا عليه بعلم سوريا و لكن فارس بيك لم يحرك ساكنا، بل بقي ينظر إلى ساعته. دقيقة، اثنتان، خمسة.
استمر المندوب الفرنسي في محاولة 'إفهام' فارس بيك بأن هذا المقعد هو مقعد المندوب الفرنسي ... ولكن فارس بيك استمر بالتحديق إلى ساعته: عشر دقائق، احد عشرة، اثنا عشرة دقيقة و بدأ صبر المندوب الفرنسي بالنفاذ: هنا مقعد فرنسا الحرة ، أنت لاتعرف أين تجلس ، و لكن فارس بيك استمر بالتحديق بساعته، تسع عشرة دقيقة، عشرون، واحد و عشرون.
واهتاج المندوب الفرنسي ، و لولا حؤول سفراء الامم الاخرى بينه و بين عنق فارس بيك لكان دكه و عند الدقيقة الخامسة و العشرين، تنحنح فارس بيك، ووضع ساعته في جيب الجيليه، و وقف بابتسامة عريضة تعلو شفاهه و قال للمندوب الفرنسي: سعادة السفير، جلست على مقعدك لمدة خمس و عشرين دقيقة فكدت تقتلني غضبا و حنقا، سوريا استحملت سفالة جنودكم خمس و عشرين سنة، و آن لها ان تستقل ، وفي هذه الجلسة أعلن استقلال سورية وانتهاء الانتداب الفرنسي .... '
ليس غريباً أن يتأثر موقف مجلس الأمن خلال مناقشته لقضية استقلال سورية ، بتلك النكات التي قالها فارس بك الخوري ، لا لأن النكات أضحكتهم ، بل لأن صاحب النكتة أراد أن يوصل رسالة إلى كل مندوبي العالم ، أن في سورية رجال عظماء وأذكياء وسريعي البديهة ، وأنهم قادرين على حكم نفسهم بنفسهم ، وليسوا بحاجة إلى وصاية أحد ، أو مساعدة من أحد ، لكي يأخذوا البلد إلى مصافي التقدم والتطور
التعليقات