طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

تأشيرة الطلاق الأبدي لحق العودة الى فلسطين ستصدر قريباً


يجب ان يدرك العرب جميعا أن امريكا الموزع الرئيس للحرية الوهمية في الشرق الاوسط تكذب عليهم وتمزق اوطانهم وتتلاعب بمقدراتهم وثرواتهم وهم يضحكون ويطبلون ويهللون ويزمرون, رغم معرفتهم بأنها ليس إلا نظام سياسي يعمل وفقا لمخططات اعدتها الصهيونية العالمية المتحكمة بتنفيذ سياساتها الخارجية لإرضاء إسرائيل ليس إلا لتكون المستفيد الاوحد لكل ما يجري في شوارعنا العربية من مظاهرات وهمية ومطالبات بحرية مزيفة وتغيير انظمة, والايام ستثبت عما قريب أن اسرائيل الرابح الاكبر من الفوضى الخلاقة التي تجتاح ساحتنا العربية.
وليعلم العرب كذلك انه ما دام الشعب الفلسطيني ممزق والوطن العربي مقّسم, عليهم أن لا يرتجوا امالا بانشاء وطن لهم على ارضهم التاريخية , وسيكون الحق عندها لمن يلتقي مع مصالح شعبه ويدافع عنها ويستميت للحصول عليها وهم اليهود شاء من شاء وأبى من أبى, رفض ذلك أم أيد.
فلا يعقل ان تبقى الفصائل الفلسطينية تتصارع فيما بينها على المناصب الوهمية المختلقة اصلا لتمزيقها, وترفع لهذه الغاية شعارات لتخدير الناس وذر الرماد في عيونهم , مثل تلك التي تقول: ' لا لن نتنازل عن بيوتنا وقرانا ومدننا تحت أي ضغط ومكسب شخصي' ,'ولن نتنازل عن حقنا القانوني في العودة لفلسطين' , 'ولن نقبل التوطين والدمج مع أي شعب اخر ' , ' ولن نفاوض في اي حق من حقوق الشعب الفلسطيني' , وتقسم تلك الفصائل بالله وبدماء شهداء فلسطين على عدم التنازل والتفريط بأي حق من ثوابت الشعب الفلسطيني , ونجدها في المقابل تتهافت على المطالبة بالجنسية الاردنية , التي يُمثل الاحتفاظ بها من وجهة نظري قمة الخيانة لفلسطين ودماء شهدائها ودعما حقيقيا لاسرائيل وعملائها العرب .
ويتطور الامر تباعا حتى بتنا هذه الايام نلحظ ما هو اخطر من طلب الحصول على الجنسية الاردنية , ويتمثل ذلك في مناداة البعض من اصحاب الافق الضيق بالمطالبة بتوزيع مناصب الدولة الاردنية والمقاعد البرلمانية بشكل عادل وبالتساوي لا بل بعضهم طالب بأن يكون للاردنيين من اصل فلسطيني كوتات وهذا الخطر بعينه , وعندما يُسئلون تريدون التساوي مع مَن يا ترى؟ يجيبون باستخفاف مع الشعب الاردني الاصلي , وكأنهم ليسوا اردنيين يعيشون بكامل الحقوق التي لم تتوفر لاي فلسطيني غادر بلده بغير الاردن, حتى بات الاعلام الصهيوني والمتحالف معه من الاعلام العربي ينشر اخبارا لا تسر مفادها ان في الاردن شعبين ودولتين , وهو امر لطالما سعى اليهود لتنفيذه وتحقيقه على الساحة الاردنية فقط والمتمعن بالحالة الاردنية عليه ان لا يدفن رأسه بالرمال كالنعام ويقول لا ارى ولا اسمع .
فما نتحدث عنه امر في غاية الخطورة, يفرح اسرائيل ويزعج الاردن فقط, متسائلين: لماذا لا يطالب اللاجئون الفلسطينيون في الدول العربية الاخرى بجنسية الدول التي ولدوا وترعرعوا وعاشوا فيها ؟؟؟؟, ولماذا لا نرى ضغطا دوليا ومطالبة اسرائيلية بهذا الخصوص إلا في الاردن؟؟؟؟؟ .
اجابة نتركها لاهلنا اصحاب الارض الفلسطينية, فنحن هنا لا نطالب بنزع الجنسية الاردنية من اخوتنا الفلسطينيين الان , لإدراكنا بان الموازين الدولية اقوى من العرب جميعا , وخاصة في ظل الدعم الامريكي الاحادي الجانب للدولة اليهودية , ولكننا نطالب اخوتنا الفلسطينيين في الاردن بالكف الفوري عن المطالبة بقضايا وامتيازات لا تخدم إلا اسرائيل وتمنحها كذلك مبررا قويا للمضي في تنفيذ مشروعها الاستراتيجي الرامي الى تهويد فلسطين بمساعدة ومباركة شعبية فلسطينية وعربية بحتة تحت شعارات وهمية.
فنحن حين نرّكز على تلك القضايا فلأننا ندرك حجم الخطر القادم على الاردن وفلسطين معا تحت مسميات عبثية ووهمية لا اصل لها في الواقع السياسي العالمي الا بساحتنا الاردنية كتلك التي زرعوها في ثقافتنا وتداولناها دون ان نعي خطورتها على الارض الاردنية والفلسطينية , نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر (( الاردن ارض الحشد والرباط , الاردن موئل الاحرار , الاردن بلد المهاجرين والانصار , الاردن الكريم المضياف, الوحدة المقدسة , الشعب الواحد والمصير الواحد , جسدان في قلب واحد)) وكل تلك المصطلحات روافد سياسية تصب في بحر اسرائيل تمهيدا للوصول النهائي لشعار اسرائيل الخالد ' الاردن ارض لمن لا وطن له' , و وبتسليطنا الضوء على هذا الموضوع نكون قد قدمنا خدمة كبيرة لفلسطين التاريخ واهلها , واقمنا في المقابل جدارا فكريا لحماية الاردن من العبث .
فلا تصدقي يا فلسطين كل من يبكي عليك , فنحن في الاردن الاحرص والاكثر خوفا على ترابك الوطني وعودة شعبك اليه.
وقفة للتأمل :' يجب ان يعلم اهلنا المجاهدين في فلسطين من القابضين على جمر الحياة رغم قسوتها وشدتها, ان الحصول على الجنسية الاردنية او التمسك بها لن يحل مشكلة فلسطين وشعبها بل سيمنح اليهود خدمة مجانية يستغلها اعلامهم لتهويد فلسطين, فالتهافت على الجنسية الاردنية ما هو إلا مناورة عربية نيابة عن الصهاينة لمنحهم تاشيرة الطلاق الابدي من حق العودة الى فلسطين او مجرد المطالبة بها '.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/86435