أتابع دائما مشهد مخيمات اللاجئين السوريين ، ويشدني المنظر كثيرا عندما يأتي مشهد دخول لاجئين جدد إلى المخيم ، نفس السيناريو والمشهد متكرر ، نساء بعبايات سوداء أو معرقة ، ورجال بقمصان كروهات ، وأطفال يحملون في وجوههم شوق للعبة نسوها هناك .
ما يشدني أكثر مشهد الحقائب المحمولة ، ترى ماذا فيها ؟! أساسا على ماذا تتسع ؟!
يشدني أيضا لون العباءات ، ترى كيف يتغير اللون سريعا ؟! أمس رأيت امرأة ترتدي عباءة في الماضي كانت سوداء ، ولكوني دقيق الملاحظة ، فقد رأيت آثارا لبعض البرق والخرز أغلبه في غير محله ومكانه ، فكيف يبقى الخرز في مكانه وصاحبته لاجئة وفي غير مكانها ؟
دققت أكثر فوجدت أن العباية قد تعرضت 'للنتش' نسميه نحن ' نسل ' والنسل في قاموس الحياكة ، هو خروج خيط أو أكثر من الثوب يؤدي سحبه إلى 'فرط' كامل الثوب ، وفي لحظة تأمل وتفكير فهمت بأنه وفي لحظة العبور علق الثوب بالشيك ولأنها كانت على عجلة ، ولأن الثوب يأبى النزوح عن الوطن ، حدث النسل والنتش ، وكيف لا ينسل الثوب والنظام هناك في الأساس منسول.
ما زلت متأثرا في المشاهد ، هناك في الزعتري وغيره ، قد تجد أي شيء كل شيء إلا شيء واحد هو الفرح ، هناك تعجز الكلمات وتفقد القدرة على قراءة الوجوه ، إلا قراءة الأمل والشوق للبيوت الدمشقية والحارات الشامية ، ولركعتين في الجامع الأموي ، ولنزهة في سوق الحميدية ، وسيران بالزبداني وبلودان ، وللمة العائلة على أكلة السفرجلية وحراق أصبعه ولا مانع بعدها من التحلاية إما بمامونية أو حتى ببالوظة .
هناك تجد حقائبا صغيرة ، تتساءل مثلي على ماذا تتسع ؟ تجد أنها حقائبا تحمل وطنا بأكمله .
في حين إننا هنا نحلم بوطن ولو بحجم حقيبة .
نحن أيضا لاجئون .... لاجئون لله .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com
أتابع دائما مشهد مخيمات اللاجئين السوريين ، ويشدني المنظر كثيرا عندما يأتي مشهد دخول لاجئين جدد إلى المخيم ، نفس السيناريو والمشهد متكرر ، نساء بعبايات سوداء أو معرقة ، ورجال بقمصان كروهات ، وأطفال يحملون في وجوههم شوق للعبة نسوها هناك .
ما يشدني أكثر مشهد الحقائب المحمولة ، ترى ماذا فيها ؟! أساسا على ماذا تتسع ؟!
يشدني أيضا لون العباءات ، ترى كيف يتغير اللون سريعا ؟! أمس رأيت امرأة ترتدي عباءة في الماضي كانت سوداء ، ولكوني دقيق الملاحظة ، فقد رأيت آثارا لبعض البرق والخرز أغلبه في غير محله ومكانه ، فكيف يبقى الخرز في مكانه وصاحبته لاجئة وفي غير مكانها ؟
دققت أكثر فوجدت أن العباية قد تعرضت 'للنتش' نسميه نحن ' نسل ' والنسل في قاموس الحياكة ، هو خروج خيط أو أكثر من الثوب يؤدي سحبه إلى 'فرط' كامل الثوب ، وفي لحظة تأمل وتفكير فهمت بأنه وفي لحظة العبور علق الثوب بالشيك ولأنها كانت على عجلة ، ولأن الثوب يأبى النزوح عن الوطن ، حدث النسل والنتش ، وكيف لا ينسل الثوب والنظام هناك في الأساس منسول.
ما زلت متأثرا في المشاهد ، هناك في الزعتري وغيره ، قد تجد أي شيء كل شيء إلا شيء واحد هو الفرح ، هناك تعجز الكلمات وتفقد القدرة على قراءة الوجوه ، إلا قراءة الأمل والشوق للبيوت الدمشقية والحارات الشامية ، ولركعتين في الجامع الأموي ، ولنزهة في سوق الحميدية ، وسيران بالزبداني وبلودان ، وللمة العائلة على أكلة السفرجلية وحراق أصبعه ولا مانع بعدها من التحلاية إما بمامونية أو حتى ببالوظة .
هناك تجد حقائبا صغيرة ، تتساءل مثلي على ماذا تتسع ؟ تجد أنها حقائبا تحمل وطنا بأكمله .
في حين إننا هنا نحلم بوطن ولو بحجم حقيبة .
نحن أيضا لاجئون .... لاجئون لله .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com
أتابع دائما مشهد مخيمات اللاجئين السوريين ، ويشدني المنظر كثيرا عندما يأتي مشهد دخول لاجئين جدد إلى المخيم ، نفس السيناريو والمشهد متكرر ، نساء بعبايات سوداء أو معرقة ، ورجال بقمصان كروهات ، وأطفال يحملون في وجوههم شوق للعبة نسوها هناك .
ما يشدني أكثر مشهد الحقائب المحمولة ، ترى ماذا فيها ؟! أساسا على ماذا تتسع ؟!
يشدني أيضا لون العباءات ، ترى كيف يتغير اللون سريعا ؟! أمس رأيت امرأة ترتدي عباءة في الماضي كانت سوداء ، ولكوني دقيق الملاحظة ، فقد رأيت آثارا لبعض البرق والخرز أغلبه في غير محله ومكانه ، فكيف يبقى الخرز في مكانه وصاحبته لاجئة وفي غير مكانها ؟
دققت أكثر فوجدت أن العباية قد تعرضت 'للنتش' نسميه نحن ' نسل ' والنسل في قاموس الحياكة ، هو خروج خيط أو أكثر من الثوب يؤدي سحبه إلى 'فرط' كامل الثوب ، وفي لحظة تأمل وتفكير فهمت بأنه وفي لحظة العبور علق الثوب بالشيك ولأنها كانت على عجلة ، ولأن الثوب يأبى النزوح عن الوطن ، حدث النسل والنتش ، وكيف لا ينسل الثوب والنظام هناك في الأساس منسول.
ما زلت متأثرا في المشاهد ، هناك في الزعتري وغيره ، قد تجد أي شيء كل شيء إلا شيء واحد هو الفرح ، هناك تعجز الكلمات وتفقد القدرة على قراءة الوجوه ، إلا قراءة الأمل والشوق للبيوت الدمشقية والحارات الشامية ، ولركعتين في الجامع الأموي ، ولنزهة في سوق الحميدية ، وسيران بالزبداني وبلودان ، وللمة العائلة على أكلة السفرجلية وحراق أصبعه ولا مانع بعدها من التحلاية إما بمامونية أو حتى ببالوظة .
هناك تجد حقائبا صغيرة ، تتساءل مثلي على ماذا تتسع ؟ تجد أنها حقائبا تحمل وطنا بأكمله .
في حين إننا هنا نحلم بوطن ولو بحجم حقيبة .
نحن أيضا لاجئون .... لاجئون لله .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com
التعليقات