ليس ثمّة أصعب في مناصب الدولة حالياً من منصب رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب، فالظروف معقدّة، والأوضاع التي تعيشها البلاد غير طبيعية، والسلطات الرئيسية في الدولة غير مستقرة، والناس بين شدّ وشدّ عكسي، وإذا كنا نميل إلى إجراء انتخابات نيابية حقيقية حرّة ونزيهة، ولا نشك أبداً في توفر الإرادة السياسية من رأس الدولة لإجرائها على هذا الأساس، إلاّ أن الممارسة الرسمية للحكومة والبرلمان لا تشجّع على هذا التوجّه، ولا تدعو أبداً إلى التفاؤل، وكان بودي لو التفت رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات ومفوضو الهيئة إلى جوهر عملهم وحيثيات الأوضاع القائمة، وإلى الأسس التي يمكن أن تؤدي إلى إنجاح عمل الهيئة ومهمتها، وليس إلى إضاعة الوقت في جولات إعلامية على مراكز الأحوال المدنية، وإقحام الهيئة في مشكلات إجرائية صغيرة يمكن معالجتها عبر الهاتف من خلال دائرة الأحوال المدنية والجوازات ووزارة الداخلية..!!
ما أقصده هو أن على الهيئة المستقلة ورئيسها تحديداً التأكّد من سلامة الأجواء العامة، لضمان عدم التأثير السلبي على العملية الانتخابية من ألفها إلى يائها من لحظة التسجيل والظروف والمناخ المصاحب لها إلى مرحلة الدعاية، فلحظة الاقتراع وصولاً إلى الفرز وإعلان النتائج، وما بين هذه المراحل ثمّة مؤشرات وظروف وقرارات يجب أن تراعي المناخ الانتخابي، وإلاّ فإن النتائج لن تكون في صالح إدارة عملية انتخابية ناجحة..!
المراقب للأجواء العامة في البلاد، يخرج بنتيجة مفادها أن الحكومات تحاول، سواء بقصد أو عن غير قصد، إضاعة الفرصة الذهبية السانحة لإجراء انتخابات يثق بها الناس بدءاً من الإجراءات الأولية والتسجيل والدعاية الانتخابية مروراًُ بعملية الاقتراع وانتهاءً بالفرز وإعلان النتائج، وإذا كنا نتفق، إلى حد ما، أن ضعف الإقبال على التسجيل واستلام البطاقة الانتخابية مردّه ما يشعر بها عامة الأردنيين من إحباط وعدم ثقة، فإن الشيء الطبيعي أن تعمل أجهزة الدولة المختلفة وفي مقدمتها الحكومة والهيئة المستقلة على محاولة إنعاش حالة الثقة، وبث الحماس في النفوس، ومحاولة تغيير المزاج الشعبي العام من حالة اليأس والقنوط إلى حالة الثقة والأمل، ولا يكون ذلك عبر حملات إعلامية فحسب، وإنما عبر إجراءات وتشريعات وقرارات تعيد ثقة الشعب بأركان الدولة وسلطاتها، أما الوقوف بالقرارات على الحافة، واستفزاز الناس، والضغط على أعصابهم وإمكاناتهم ومعيشتهم فلن يخدم العملية الانتخابية في شيء، لا بل سيرفع من حجم المقاطعة ويدعم توجهات الرفض والممانعة..!!
شخصياً، أشعر بالقلق من القادم، وأشعر بالإشفاق على رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب، فهو رجل دولة حقق نجاحات مشهودة في المواقع التي تسلّمها، وهو اليوم في موقع لا يُحسد عليه، لسبب بسيط هو أن الظروف لا تجري ضمن سياقها الطبيعي، وأن العقل الحكومي لم يستوعب إلى هذه اللحظة أبعاد المرحلة القادمة ومتطلباتها، مما يهدد بفشل العملية الانتخابية فشلاً ذريعاً، ونحن لا نريدها أن تفشل، لأن الفشل هذه المرة ستكون له تبعات خطيرة ومدمّرة على الشعب والدولة، وأرى أن من واجب رئيس الهيئة المستقلة أن ينصح وينادي بتصحيح مسيرة السياق العام، وتنقية الأجواء العامة، وله أن يتقدم إلى رأس الدولة بالدعوة إلى تغيير سلطة بأكملها إذا قدّم أسباباً موضوعية تحتّم عملية التغيير ضماناً لنجاح مأمول للانتخابات القادمة.
لن أتكلم بصراحة أكثر، وأرجو أن تكون رسالتي وصلت إلى رئيس الهيئة ومفوضيها، وإني لأتألم إذْ أدعوهم إلى الاستقالة، لأن السياق العام لا يخدم ولن يقود إلى انتخابات عامة سليمة، وإذا كنّا على ثقة بهذا، فما الذي يجعل الهيئة قائمة، وما الذي يجعل رئيسها يضيّع المزيد من الوقت، لتتأثر مكانته وشخصيته وصورته أمام الناس ويحترق..!؟
Subaihi_99@yahoo.com
ليس ثمّة أصعب في مناصب الدولة حالياً من منصب رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب، فالظروف معقدّة، والأوضاع التي تعيشها البلاد غير طبيعية، والسلطات الرئيسية في الدولة غير مستقرة، والناس بين شدّ وشدّ عكسي، وإذا كنا نميل إلى إجراء انتخابات نيابية حقيقية حرّة ونزيهة، ولا نشك أبداً في توفر الإرادة السياسية من رأس الدولة لإجرائها على هذا الأساس، إلاّ أن الممارسة الرسمية للحكومة والبرلمان لا تشجّع على هذا التوجّه، ولا تدعو أبداً إلى التفاؤل، وكان بودي لو التفت رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات ومفوضو الهيئة إلى جوهر عملهم وحيثيات الأوضاع القائمة، وإلى الأسس التي يمكن أن تؤدي إلى إنجاح عمل الهيئة ومهمتها، وليس إلى إضاعة الوقت في جولات إعلامية على مراكز الأحوال المدنية، وإقحام الهيئة في مشكلات إجرائية صغيرة يمكن معالجتها عبر الهاتف من خلال دائرة الأحوال المدنية والجوازات ووزارة الداخلية..!!
ما أقصده هو أن على الهيئة المستقلة ورئيسها تحديداً التأكّد من سلامة الأجواء العامة، لضمان عدم التأثير السلبي على العملية الانتخابية من ألفها إلى يائها من لحظة التسجيل والظروف والمناخ المصاحب لها إلى مرحلة الدعاية، فلحظة الاقتراع وصولاً إلى الفرز وإعلان النتائج، وما بين هذه المراحل ثمّة مؤشرات وظروف وقرارات يجب أن تراعي المناخ الانتخابي، وإلاّ فإن النتائج لن تكون في صالح إدارة عملية انتخابية ناجحة..!
المراقب للأجواء العامة في البلاد، يخرج بنتيجة مفادها أن الحكومات تحاول، سواء بقصد أو عن غير قصد، إضاعة الفرصة الذهبية السانحة لإجراء انتخابات يثق بها الناس بدءاً من الإجراءات الأولية والتسجيل والدعاية الانتخابية مروراًُ بعملية الاقتراع وانتهاءً بالفرز وإعلان النتائج، وإذا كنا نتفق، إلى حد ما، أن ضعف الإقبال على التسجيل واستلام البطاقة الانتخابية مردّه ما يشعر بها عامة الأردنيين من إحباط وعدم ثقة، فإن الشيء الطبيعي أن تعمل أجهزة الدولة المختلفة وفي مقدمتها الحكومة والهيئة المستقلة على محاولة إنعاش حالة الثقة، وبث الحماس في النفوس، ومحاولة تغيير المزاج الشعبي العام من حالة اليأس والقنوط إلى حالة الثقة والأمل، ولا يكون ذلك عبر حملات إعلامية فحسب، وإنما عبر إجراءات وتشريعات وقرارات تعيد ثقة الشعب بأركان الدولة وسلطاتها، أما الوقوف بالقرارات على الحافة، واستفزاز الناس، والضغط على أعصابهم وإمكاناتهم ومعيشتهم فلن يخدم العملية الانتخابية في شيء، لا بل سيرفع من حجم المقاطعة ويدعم توجهات الرفض والممانعة..!!
شخصياً، أشعر بالقلق من القادم، وأشعر بالإشفاق على رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب، فهو رجل دولة حقق نجاحات مشهودة في المواقع التي تسلّمها، وهو اليوم في موقع لا يُحسد عليه، لسبب بسيط هو أن الظروف لا تجري ضمن سياقها الطبيعي، وأن العقل الحكومي لم يستوعب إلى هذه اللحظة أبعاد المرحلة القادمة ومتطلباتها، مما يهدد بفشل العملية الانتخابية فشلاً ذريعاً، ونحن لا نريدها أن تفشل، لأن الفشل هذه المرة ستكون له تبعات خطيرة ومدمّرة على الشعب والدولة، وأرى أن من واجب رئيس الهيئة المستقلة أن ينصح وينادي بتصحيح مسيرة السياق العام، وتنقية الأجواء العامة، وله أن يتقدم إلى رأس الدولة بالدعوة إلى تغيير سلطة بأكملها إذا قدّم أسباباً موضوعية تحتّم عملية التغيير ضماناً لنجاح مأمول للانتخابات القادمة.
لن أتكلم بصراحة أكثر، وأرجو أن تكون رسالتي وصلت إلى رئيس الهيئة ومفوضيها، وإني لأتألم إذْ أدعوهم إلى الاستقالة، لأن السياق العام لا يخدم ولن يقود إلى انتخابات عامة سليمة، وإذا كنّا على ثقة بهذا، فما الذي يجعل الهيئة قائمة، وما الذي يجعل رئيسها يضيّع المزيد من الوقت، لتتأثر مكانته وشخصيته وصورته أمام الناس ويحترق..!؟
Subaihi_99@yahoo.com
ليس ثمّة أصعب في مناصب الدولة حالياً من منصب رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب، فالظروف معقدّة، والأوضاع التي تعيشها البلاد غير طبيعية، والسلطات الرئيسية في الدولة غير مستقرة، والناس بين شدّ وشدّ عكسي، وإذا كنا نميل إلى إجراء انتخابات نيابية حقيقية حرّة ونزيهة، ولا نشك أبداً في توفر الإرادة السياسية من رأس الدولة لإجرائها على هذا الأساس، إلاّ أن الممارسة الرسمية للحكومة والبرلمان لا تشجّع على هذا التوجّه، ولا تدعو أبداً إلى التفاؤل، وكان بودي لو التفت رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات ومفوضو الهيئة إلى جوهر عملهم وحيثيات الأوضاع القائمة، وإلى الأسس التي يمكن أن تؤدي إلى إنجاح عمل الهيئة ومهمتها، وليس إلى إضاعة الوقت في جولات إعلامية على مراكز الأحوال المدنية، وإقحام الهيئة في مشكلات إجرائية صغيرة يمكن معالجتها عبر الهاتف من خلال دائرة الأحوال المدنية والجوازات ووزارة الداخلية..!!
ما أقصده هو أن على الهيئة المستقلة ورئيسها تحديداً التأكّد من سلامة الأجواء العامة، لضمان عدم التأثير السلبي على العملية الانتخابية من ألفها إلى يائها من لحظة التسجيل والظروف والمناخ المصاحب لها إلى مرحلة الدعاية، فلحظة الاقتراع وصولاً إلى الفرز وإعلان النتائج، وما بين هذه المراحل ثمّة مؤشرات وظروف وقرارات يجب أن تراعي المناخ الانتخابي، وإلاّ فإن النتائج لن تكون في صالح إدارة عملية انتخابية ناجحة..!
المراقب للأجواء العامة في البلاد، يخرج بنتيجة مفادها أن الحكومات تحاول، سواء بقصد أو عن غير قصد، إضاعة الفرصة الذهبية السانحة لإجراء انتخابات يثق بها الناس بدءاً من الإجراءات الأولية والتسجيل والدعاية الانتخابية مروراًُ بعملية الاقتراع وانتهاءً بالفرز وإعلان النتائج، وإذا كنا نتفق، إلى حد ما، أن ضعف الإقبال على التسجيل واستلام البطاقة الانتخابية مردّه ما يشعر بها عامة الأردنيين من إحباط وعدم ثقة، فإن الشيء الطبيعي أن تعمل أجهزة الدولة المختلفة وفي مقدمتها الحكومة والهيئة المستقلة على محاولة إنعاش حالة الثقة، وبث الحماس في النفوس، ومحاولة تغيير المزاج الشعبي العام من حالة اليأس والقنوط إلى حالة الثقة والأمل، ولا يكون ذلك عبر حملات إعلامية فحسب، وإنما عبر إجراءات وتشريعات وقرارات تعيد ثقة الشعب بأركان الدولة وسلطاتها، أما الوقوف بالقرارات على الحافة، واستفزاز الناس، والضغط على أعصابهم وإمكاناتهم ومعيشتهم فلن يخدم العملية الانتخابية في شيء، لا بل سيرفع من حجم المقاطعة ويدعم توجهات الرفض والممانعة..!!
شخصياً، أشعر بالقلق من القادم، وأشعر بالإشفاق على رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب، فهو رجل دولة حقق نجاحات مشهودة في المواقع التي تسلّمها، وهو اليوم في موقع لا يُحسد عليه، لسبب بسيط هو أن الظروف لا تجري ضمن سياقها الطبيعي، وأن العقل الحكومي لم يستوعب إلى هذه اللحظة أبعاد المرحلة القادمة ومتطلباتها، مما يهدد بفشل العملية الانتخابية فشلاً ذريعاً، ونحن لا نريدها أن تفشل، لأن الفشل هذه المرة ستكون له تبعات خطيرة ومدمّرة على الشعب والدولة، وأرى أن من واجب رئيس الهيئة المستقلة أن ينصح وينادي بتصحيح مسيرة السياق العام، وتنقية الأجواء العامة، وله أن يتقدم إلى رأس الدولة بالدعوة إلى تغيير سلطة بأكملها إذا قدّم أسباباً موضوعية تحتّم عملية التغيير ضماناً لنجاح مأمول للانتخابات القادمة.
لن أتكلم بصراحة أكثر، وأرجو أن تكون رسالتي وصلت إلى رئيس الهيئة ومفوضيها، وإني لأتألم إذْ أدعوهم إلى الاستقالة، لأن السياق العام لا يخدم ولن يقود إلى انتخابات عامة سليمة، وإذا كنّا على ثقة بهذا، فما الذي يجعل الهيئة قائمة، وما الذي يجعل رئيسها يضيّع المزيد من الوقت، لتتأثر مكانته وشخصيته وصورته أمام الناس ويحترق..!؟
Subaihi_99@yahoo.com
التعليقات