طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

عن أي ظلم تتحدثون؟؟؟؟


قال الحكماء الذين يفهمون معنى الحياة ويدركون متطلباتها بشكل جيد : ان الخجل بالنسبة للرجال يقودهم إما الى الفقر والطفر ولعانة الوالدين والتهميش وضياع الحقوق , وإما الى الوقوع بالرذيلة والخطأ.
نعم هذا ما حصل فعلا بالنسبة للاردنيين الاصليين الذين ذهبوا ضحية التآمر عليهم وعلى ارضهم تحت مسميات واهية ُصنعت في مختبر الفكر الصهيوني واختبأ خلفها وللاسف الشديد الاردنيون , الذين وثقوا بالرواية العربية التي تقول عنهم انهم اناس طيبون وانهم للعرب يضّحون وللضيف مكرمون , حتى تحققت رؤى اليهود التي لطالما ساقوها وضّحوا من اجلها تلك التي تقول 'ان فلسطين ارض بلا شعب لشعب بلا ارض' , وأن الاردن هو الوطن البديل لذلك الشعب .
فاسرائيل ارادت من كل مخططاتها ان تحول اهلنا في فلسطين من اتباع للفكر النضالي والتحريري والجهادي الى أتباع للفكر الاقتصادي لالهائهم وإبعادهم عن فلسطين فنجحوا في مسعاهم لذا فان المتمعن بالاقتصاد الاردني يجد بانه تحت سيطرة اهلنا الاردنيين من اصل فلسطيني ولنقف عن هذه النقطة مطولا لعل فيها المغزى الذي نريد الوصول اليه.
وليعلم اخوتنا الاردنيون من اصل فلسطيني انه ليس بالضرورة ان كل من ساهم في بناء وطن ما يصبح له حقوق سياسية كاملة غير منقوصه , فهذا لا يحدث في اعتى الديمقراطيات العالمية , فهل تتوقعون ان يحكم عربي بريطانيا او فرنسا او امريكا أو روسيا في يوم من الايام , لا والف لا , ومن ينظر الى اوباما الذي حكم امريكا على انه مسلم , فلا تصدقوا ذلك فلقد غير دينه واستنكر له وتصهين, ليخدم اجندة اسرائيل اكثر من اليهود انفسهم , ولنعي ذلك جيدا ونتذكر كيف جاء لخدمة اسرائيل ولعل الربيع الصهيوني الذي يجتاح امتنا هذه الايام خير دليل .
فلو صدقنا ما ذهب اليه البعض من ضرورة اعتبار ان كل من ساهم في بناء الاردن اردني حقيقي يجب ان ينال كل الحقوق الممنوحة لابن البد الاصلي, فلنطبق تلك النظرية إذاً دون غضب او زعل على اليهود في فلسطين فلقد ساهموا في بناء فلسطين وجّملوها وحدّثوها حتى اصبحت من الدول الراقية في كل مناحي الحياة الاقتصادية والفكرية والاجتماعية فلنمنحهم كل الحقوق بناء على تلك الروايةً , ولنتساءل كم هي نسبة الاستثمارات الفلسطينية التي ضخوها في فلسطين الى الان يا ترى؟.
فماذا لو تعامل الاردن مع اللاجئين الفلسطينيين كما تعاملت معهم لبنان وسوريا والعراق والخليج ومصر , علما بانهم ساهموا في بناء تلك الدول؟ , فهل كانوا سيطلبون ما يطلبونه اليوم في الاردن من مساواة وحقوق؟ ام لا زالوا يبتكرون الطرق للمطالبة بالسماح لهم في العمل في الاردن ليعيشوا؟.
فلنتذكر يا فلسطينيو الاردن ان اخوتكم وابناء عمومتكم ومن هم بنفس ظروفكم التي خرجتم منها من فلسطين في لبنان وسوريا غير مسموح لهم بالعمل خارج مناطق مخيماتهم ,وغير مسموح لهم حق التملك ولكنهم في المقابل يباركون جهود تلك الدول التي استضافتهم .
صدقونني يا اتباع المنهج اليهودي المنادي بضرورة اشراك الفلسطينيين بكل مفارز الحياة السياسية الاردنية, ان ذلك فخ لاخوتنا الاردنيين من اصل فلسطيني كي يعيشوا في الاردن قلقين ومتوترين من اخوتهم الذين باتوا هذه الايام يعتقدون ان ارضهم سلبت ونهبت منهم وهو أمر ليس في صالحهم على المدى المنظور, فالمزيد من الحقوق والمساواة يعني المزيد من ضياع فلسطين وافقادها لهيبتها, والمزيد من تعميق الجرح الاردني .
فهل تنبهنا الى ما يسببه معنى اغتصاب وطن من اهله , وانتم الذين جربتم معنى اغتصاب الوطن وذقتم الآمه واوجاعه؟.
فلا تصدقوا الشائعات التي يتبعها المنهج اليهودي في تمزيق الاردن تحت شعار ' اننا في الاردن شعب واحد ' ينتظرنا مصير واحد , فهذه الشعارات لا تخدم إلا اسرائيل ولا تعود بالنفع على الاردن ولا تحقق مصالح شعب فلسطين, فاردنة الاردن تقض مضاجع اسرائيل وتقلق حكامها , وتبقي القضية الفلسطينية وحق العودة شوكتان في حلق الصهاينة, لذا فمن ينادي باننا شعب واحد عليه ان يدرك ان هذا هو شعار بني صهيون , فلو كانت هذه الشعارات تخدم قضية فلسطين وتعود بالنفع على الاردن والاردنيين , فلماذا لا ينادي هولاء بتحقيق الوحدة ما بين فصائل فتح وحماس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
وقفة للتأمل : قال تعالى ' لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ُظلم وكان الله سميعا عليما'. صدق الله العظيم


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/85175