طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

من ذاكرة الوطن .. الانتخابات البرلمانية


كثير من الناس يضعون رغباتهم النفسية في المكان الاول امام حياتهم الفكرية والعقلية ومنهم أيضا من يضعون عقولهم امام أس إرادتهم فيخضعون كل شيء للعقل للفحص والجس والتمحيص وهذا قاصر امام صلابة العقائد الثابتة والاصول المرعية فتجدهم كل حين في حيص بيص يفكر ليختار الذى يريد ولا يريد ليفرض على عقله كيف يفكر فتبقى حياته مبتورة ناقصة يعيبها اوهام الجدلية والتمنطق بمنطق يخرج عن ذاكرة المكان والواقع الذى يفرض نفسة بمخرجات تصرخ من قضهم وقضيضهم وان السديم من نوع الممكن ووجود الممكنات كلها انما يكون من تأثير غيرها فهل من الممكن ان الذاكرة السياسية للأردنيين غير قادرة ان تميز بين الغث والسمين وبين المصلح والمفسد كلها تساؤلات باتت ملحة للراعي والرعية للتقدم بالحياة السياسة الاردنية خطوة للأمام .



ووسط متغيرات متسارعة في عالم اشتعل وعمت حرائقه العقول والقلوب حتى وصلت الحرائق السياسية لحدونا الشمالية وكثير من شعبنا من يطبل لها بالداخل من حيث الاقتران والقياس الشرطي القائمان على المعطيات المادية والحسية وذاكرة شعب وهوية وطن قد بيعت كل مؤسساته ومرافقة حتى احتار اولوا الالباب بتعريف من هو الاردني حسب تصريحات جلالة الملك الاخيرة على احدى قنوات التلفزة الاجنبية حول الموضوع .



و لان مقلاه الحكومة لم تعد تتسع بعد للهم الوطني المطالب بالإصلاح ووعود كمن يطبخ الماء ليقدمه على مائده العشاء للشعب لأنه اعطاهم شرف السيادة والرياسة والقيادة ولا ينبغي للمواطن ان يبرهن على البديهيات التي لا تحتاج بإجماع العقلاء الى براهين لان البديهية الاردنية بالذات قد انقلبت في خيال كثير من الناس الى نظريات خاضعة للبحث والفكر والنقاش ولا يضير الشمس ابدا انها ساطعة في كبد السماء وغير متناسين مساحيق تجميل الاعلام الرسمية التي تزين الباطل وتكمم الافواه والحناجر الصادحة بالحق و تشد الخناق على المواقع الالكترونية التي تبعث على الحياة ونسيت حكومتنا ان الحق يدمغ الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون .



ولان ارضاء الناس غاية لا يمكن ادراكها وانها صعبة المنال الا بحدود معينة ، تحديدا في الواقع السياسي الاردني الذى اختلطت فيه الاهداف والمصالح وظهور لغة البزنس والارقام بقوة مع ظهور الأصوات التي تنساق خلف الأفكار دون تفكير وما حالة قانون الانتخاب المثير للجدل الا جزء من حاله الانبعاث الاردني وتردي الحياة السياسية وقد ظهرت دعوات شعبية برزت بقوة تدعوا بمقاطعة الانتخابات من كبرى الاحزاب الاردنية والقوى المعارضة سياسيا في الاردن ومن يهاجم قانون الانتخاب الحالي بعد وضوح الرؤية للمواطنين ينبعث من خلال ما إدعوا أن الأردنيين في البوادي والمحافظات لا يحق لهم أن يُمثلوا في مجلس النواب بهذا العدد وان القانون الحالي هو عبارة عن ماكنة تفريخ لنفس نوعيات النواب بالمجلس الحالي .



وهذا كان آخر طلب في الجلسة الختامية مع رئيس الوزراء السابق عون الخصاونة الاعتراض وبشده على التمثيل الكثير للبادية الاردنية التي تمثل ثلثي مساحة الاردن وقانون الانتخاب يعطي للوطن صوتا واحدا لا صوتين فهو الاحق بالتمثيل والاجدر والافضل بالوفاء للوطن ولكن بنزاهة ومصداقية وتحت اشراف هيئة مستقلة للانتخاب و مؤتمنة من قبل الشعب .
واكثر الاحزاب الاردنية تنظيميا ماليا وإداريا على مساحة الوطن الاخوة في جبهة العمل الاسلام او جماعة الاخوان المسلمون وهم يعرفون جيدا ماذا يريدون والهدف واضح لديهم ولكن شعبنا القابض على جمر الوطن لا يعرف ماذا يريد ، وفي لقاءه مع احدى قنوات التلفزة أعلن جلالة الملك وبكل وضوح وشفافية وصراحة متناهية أنه لا يمكن أن يتم تفصيل قانون على مقاس جبهة العمل الاسلامي او الإخوان أو أي حزب اخر وهذا بعض من مخاوف الأردنيين ، فإذا أراد الإخوان صناعة التغيير بالأردن وبالطرق المشروعة فعليهم أن يأتوا الى صناديق الاقتراع ولا يتركوها لكل حمدان من مراهقي السياسة والارقام العالقة 111 بذاكرة الاردنيين ودعوا الشعب يحكم على الاداء من خلالكم .



فالوطن يحتاج للأوفياء والانقياء والاصفياء والمنتمون لثرى الاردن بقلب اردني يعشق الاردن ويحس بهموم الشعب لا بهموم الحزب ونحن كأردنيين نعرف اهداف البعض ويستغل تنظيمه ليسحب البساط من تحت ارجل البعض للوصول لسدنة الحكم وهذا حق مشروع في الدول التى تحترم حق التمثيل بالحكم من خلال التشارك النسبي بصناعة القرار ولكنهم يجب ان لا ينسوا البوادي والمخيمات والمحافظات والقرى الضامرة برجال يتنفسون حب الوطن من رئتهم ففي الوطن جماعات واغلبية صامته غير الاخوان وما يذبح الاردنيين مغازلة الدولة للإخوان واللقاءات المتكررة معهم حتى افهموا شعبنا لا يوجد رجال مخلصون ومعارضون الا الاخوان المسلمون رغم ان البعض من القوى المعارضة يرفض التدجين الحكومي والاستبضاع الحرام من ماء الحكومة الاسن .



وفي ظل الربيع العربي وكشف المستور فلنعطي الحكومة الاردنية فرصة أخيرة لتثبت مصداقيتها الشعبية في القرى والبوادي والمخيمات والذين لا يملكون ادني فكرة عن الاستعراض والمغازلة السياسة والمحاصصة والشعارات الفضفاضة التي لم تقدم للوطن لغاية الان شيء يذكر وكنا نرى كثيرين من اهل عمان في يوم الانتخاب يذهب بأولاده للتنزه .



ولم يقدم على الانتخاب والادلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع الا الاوفياء المخلصون لوطنهم المحبون لمليكهم من ابناء البادية والمحافظات والقرى والمخيمات وبغض النظر عن الانتخابات كانت صورية او حقيقية حملوا الوطن في قلوبهم وشاركوا بالعملية السياسة متأملين ان يفرز الانتخاب نواب يخرجوا من رحم الشعب يحملوا همهم ويدافعوا عن وطنهم وكانت النكبة الحقيقية وضربة موجعة للجماهير وجريمة نكراء بحق الديمقراطية الاردنية .



منح النواب الثقة برقم فلكي 111 نائب لصالح رئيس الوزراء الاسبق سمير الرفاعي (ومجموعة حليقي الرؤوس) الذى نهب قطاع الطاقة بالأردن باتفاقيات مذلة ومخزية للأردن فكانت صناعة القرار بتفكيك مؤسسات البلد بيده و بيد المهندس البهلوان ويدعمه الذهبي وصولجانه الامني .



ولا زال بالوطن بقية ولنعطي فرصة اخيرة للدولة , لإثبات مصداقيتها المفقودة للتشارك بالعملية السياسية وكقبضة يد اردنية واحدة ونقطع الجزء المصاب بالغرغرينا ليتعافى باقي الجسد الاردني الواحد .


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/85172