طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

الطفل اللاجئ محمد يصارع الموت بنصف قلب .. فأين نخوة الأردنيين؟


الخيمة رقم 1211 استقبلتنا جدة الطفل محمد قطوف و الدموع تملأ عيونها ' خطيته برقبتكم يا أردنيين ' فما أن وقعت هذه الكلمات وقع الصاعقة على القلوب حتى اغرورقت عيوننا بالدموع ننظر الى طفل يصارع الموت البطئ في مخيم الويل و الجحيم بعد أن أجرى عملية جراحية لقلبه قبل فترة وجيزة في سوريا في وسط غبار الحياة المأساوية و الكارثة الانسانية .

لم يغب محمد عن بالي لحظه منذ رايته , بالامس ماتت احدى جاراتنا ودفناها بعد صلاة العشاء عندما دخلت المقبره الموحشه في الليله نسيت مصاب صديقي الذي فجع بوفاة امه وتذكرت محمد وامه وجدته التي لم يبقى من العائله غيرهم على قيد الحياه فقلت في نفسي ان الاموات في مقبرة قريتنا يسكنون قبورهم تحت التراب في كرامة واحترام اكثر من الذين يعيشون في مخيم الزعتري فوق التراب فحدثت نفسي بان الموت افضل من العيش بمهانه وذل على يد من كان يحسب بانه اخ وصديق وسيقدم لي المعونه ويد المساعده . لا اتمنى الموت للطفل محمد لكي يرتاح فاني تعلقت به ووعدتهم باني ساعود في الايام القادمه لاخرج انا ومحمد واتمنى ان لا تكون زيارتي لاخراج محمد من هذا الجحيم بعد فوات الاوان . منذ خروجي باب المخيم وانا افكر كيف ساخرجه وحاولت ان اجري اتصالات واستخدم علاقاتي المحدوده لكنني فشلت في تحقيق اي تقدم ولن اعجز لكني في صراع مع الوقت لانني اتسابق انا والموت اينا يصل الى محمد اولا . فقد محمد كل اوراقه الثبوتيه عند اجتيازهم الحدود ولا يوجد معه ما يثبت بانه يعيش بنصف قلب ولا انه يحتاج عملية اخرى للبقاء على قيد الحياه ويحتاج للعيش تحت مروحه وماء بارد ونفس بلا غبار .

مشيا على الاقدام بخيبة امل ام بسيارة اسعاف لتخرج من الجحيم ام بسيارة نقل للموتى لنخرج من هذه الدنيا الظالم اهلها
لا اعلم باي وسلة سادخل المره القادم اليك يا محمد

لمن يرغب بالدعم و العون يرجى التواصل مع 'جراسا نيوز '


تلك المعاناة لا تحتاج لبكاء احد او الى الشفقه
فأم محمد قامت بما يكفي لكنها تحتاج ليد تمتد الى طفلها الذي يلاحقة الموت , فأم محمد وجدته تناشدكم .. لا تتركوا فلذة كبدهم لقمة سائغة في فم الموت ... وتذكرو قوله تعالى { ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} تلك نفس .. فهبوها الحياة .


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/84796