طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

توبة "سحيج"


خاص - احمد الربابعة - أعلن أحد السحيجة توبته من مما يسمى بالتسحيج و انضمامه للحراك ايمانا منه بصدق انتمائه للوطن و تاليا نص توبته :

سنوات من المهانة والذلة عشتها وأنا اسحج وأصفق وأمجد ... شطحات وعبرات وجمل رددتها وربما دون أن أعرف معناها ... حملت الصور حتى تعبت يداي ... هتفت وغنيت حتى بح صوتي ... أشركت بالله حين رددت عبارات التمجيد ظناً مني أنها هي من تجلب الرزق لدي ... تغيبت عن عملي وعن خدمة شعبي من أجل مهرجانات وحفلات التسحيج والتهليل والتطبيل والتزمير ... فلكم هو متعب أن تكون سحيج مطلوب منك التمجيد في يوم الميلاد ويوم الممات ويوم السفر ويوم العودة ويوم سرقوا ويوم لبسوا ويوم تشلحوا وساعة شربهم النبيذ.

كان مطلوبا مني نسيان وتناسي بل وطمس كل من حشبون وادوم وعمون وموأب والأنباط واذرح والحميمة، والسبعة مدن رومانيه ومدرجاتها الثلاثة عشر، والقول عن بلدي الضارب بالتاريخ بأنه ممر للقوافل، وعن شعبي الكريم الواحد بأنه كان عشائر متفرقة في الصحراء، والتغني فقط بمن يطلب مني التغني بهم.

في بعض الأحيان كنت أظن أن تلك هي الوطنية، وذلك هو الانتماء للوطن؛ لكن ما وجدته هو أن الانتماء كان عندي لا يعدو سوى أن أرفع صوت مسجل سيارتي بأغاني حربية قتالية ضد أبناء شعبي، وأن أُبصر الباطل ثم أقول انه الحق، وأن أراهم وهم ينهبون بلدي ثم أقول إنهم يجلبون المستثمرين لنا حفظهم الله، وأن أبارك تورث أبنائهم الفاسدين للمناصب والحكومات كما يرثون لون الأعين والبشرة ثم أقول إنهم صفوة الشعب وخياره، وأن أدعوا لهم مخلصا الدعاء عندما يسافرون للسكر والمجون والتسوق بأموال الشعب في أوربا ثم أقول إنها زيارة عمل رسمية أعادهم الله، وأن أراهم يطمسون هوية بلدي وأعرافه وعاداته وتقاليده وقيم الأجداد الحميدة ثم أقول إنهم يجلبون وينشطون السياحة وفقهم الله، وأن أراهم وهم يتعاملون مع اليهود والأمريكان والأعداء ويقيمون أوفى الصداقات معم ثم أقول أنهم يرسون دعائم الأمن والاستقرار حماهم الله.

لقد ضقت ذرعاً بترديد جمل وعبارات الولاء التي لا تعني سوى التنميق والتلحين، فمن اليوم وصاعداً لن أمجد وأقدس إلا نهر الأردن والبتراء وقلعة عجلون وسيل حسبان وقيعان خنا، وماجد العدوان وراشد الخزاعي وحسين الطراونة وغيرهم من معالم ورموز الأردن.

لقد آن الأوان أن اصحوا من سكرتي، فأنا مواطن وقبل ذلك إنسان فطري لا يعبد إلا الله، ولا ينتمي إلا لشعبه ووطنه بترابه وجباله ووديانه وسهوله وشجره ومياهه وتاريخه وأرثه وحضاراته ورجالاته الحقيقيين...ويقف في وجه كل من تعدى عليهم



جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/84462