طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

من رمضان .. إلى رمضان!!!‎


رمضان أقبل فالقلــوب كليمةٌ *** والنفـــس بين أنينها تتمزق
أغضي حياءاً إن بدت إطلالةٌ *** منه ونحن بنا الهوان المرهق


ها هو رمضان قَدِم ، ونحن كما إعتدنا منذ القدم .... نبارك ، ونهني بعضنا بعضاً بقدومه
بتلك العبارات السطحية التي إعتدنا ، والمسجات التي فصَّلت وصدرَّت إلينا ...!
نتمنى أن يعيده الله علينا بالنصر ..! ونطلب العزَّة ... ونطمح للقيادة .. ونبتغي الحريَّة ..!
ونتمنى أن يتقبل الله فيه منا الصيام والقيام والدعاء ..! كل هذا وأكثر نتمناه في رمضان ..!!!
وربما نختلق أدعيةً ما أعتدنا عليها من قبل .!
لكننَّي وقبل أن أبارك لأحبائي قدوم ' رمضان ' أتسائل..! كم حقق الله لنا من تلك الأدعية .؟!
وكم إستجاب لنا من تلك الطلبات ..؟! والآهات التي تضَّرعنا بها إليه ..؟!
..... فهذا واقعنا ينطق بالحق .. واقع المسلمين المرَّ .!! والذي لا يحسدون عليه ، وكأن المؤشر
والخط البياني يتراجع للوراء ، وربما في الحضيض ..! فمن رمضان إلى رمضان ، تزداد أحوالنا
سوءاً ..! وإنكساراً .. وتشرذماً ، وضعفاً ، وذلة . تستباح المحارم أكثر ..فأكثر ..ويتفشى الظلم
والبغي ، ونبتعد عن هدي ربنا .. وصراطه المستقيم .. ومنهجه القويم ..!!!!!
من رمضان الى رمضان .... إبتكرنا أدوات ... وأدوات ما أنزل الله بها من سلطان ..!!
إبتكرنا أصنافاً للتهاجر ، والتقاطع ، واللغو ، والكذب ، واللعن ...ودروباً من آفآت اللسان ..!!
كم كنت أتمنى أن أبارك لأحبائي قدوم شهر'رمضان' ونحن كأمة إسلامية غير مثخنةٍ بالجراح .!
غير محاصرة ، غير مقيَّدة الألسنة ، غير منتهكة الأعراض ..!
علامَ ننظر ..؟ وفي أي إتجاه نلوي الأعناق ، ؟ والإسلام نجده كالطير مقصوصاً جناحاه ..!!
أنبارك لبعضنا البعض قدوم 'رمضان '..؟ ونحن نجاهر بالمعصية ..! بل نفاخر بها ..!
أنبارك ' رمضان ' وكل همنَّا التسابق في إناره ' الأهلَّة ' والفوانيس ..! وتتبع أثمان حلوياته ..
ومأكولاته .. وأطايب ( مسلسلاته )
الناس .. ويح الناس في غمراتهم **** لهوٌ يخدرَّهم وذل يطرق
أنبارك ' رمضان ' والمسلمون تشرذموا .. وتقسمَّوا شيعاً ، كل حزب بما لديهم فرحون ..!
نرجوا النجاة ولم نسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليبس
...نعم .. أحبائي .. والله لم نتحكَّم في قيادة السفينة .. ولم نتعهَّد الراحلة ، ولم نُحكم قبضتنا على
ديننا .! ولم نتزود من تلك المحطات الرمضانية كما أمر الله .! ولم نستثمر تلك النسمات الروحانيه
الوجدانية حق الإستثمار ! ولم يقلق القلب ، وتهتز الأبدان ، ويتفتت الفؤاد.. لحقيقة ذاك الشهر ..!
وبعد هذا كله نريد أن نبارك بعضنا البعض في ' رمضان ' ... ونريد النصر من الله ...؟!
.... عندما يرتفع مؤشر الكرامة ، ويزداد معدَّل النخوة والرجولة ، وتزداد مساحة الأمجاد والعزَّة ..
وتضمحَّل بحيرات الخطايا والآثآم ، ويستقَّل المرء في ذاته ... وترفع الرؤوس دون إمتهان..!!!
حينها أشمخ بالرأس عالياً ... وأبارك لكم رمضان ....


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/82662