بلد جاس في أركانه البوم والغربان والشّذّاذ، بلد أقعى في صدر مجالسه كلّ ثعلب على إسته مادًّا قوائمه وأذرعه في كلّ مفصل ودرب. بلد يُباع ويُشرى به، ثمنًا بخسًا بيد كلّ حافٍ وعارٍ ومارق. بلد تمكن من أسواقه كلّ تاجر. مزرعة سطا على تربتها وأرضها كلّ داشر، وطن لوّث طهره كلّ عاهر وفاجر.
آخ على وطن يستجدي فيها الشريف لقمة كرامة، وشربة سِتْر. فيه، بات صاحب المنزل قطروزا، وصار المارقون أسيادا. وفيه، أصبح الهبر شيخا، وأمسى الذليل سمسارا. وطن أكثر من التهلاي والترحاب، فبصق الضيوف ببئره، وبالوا في زوايا حقله. بستان تجرأ على عنبه وكرمته كلّ يد طويلة والناطور يغطّ في سباته العميق. مرج داست زرعه البغال، والتقطت سنابل قمحه الطيور المهاجرة من كلّ حدَب وصوب، وقرضت جذوره الخُلْد والجرذان.
آخ على وطن افترشت محارمه، واستحل حماه؛ فصار ( ملطشة) لكلّ غادٍ ورائح، وبات مرتعا لكلّ عابر سبيل، بل وقاطع طريق. ضاقت بهم بلادهم ولفحتهم شمسها، فاستظلوا بفيء شجرك يابلدي، وبعد أن أخذوا قسطهم من الراحة نفضوا ثيابهم وغادروا لاعنين لا شاكرين؛ ولكنهم لم ينسوا إشعال النار بالشجرة قبل الرحيل عنها.
بلد جلدناه بسياطنا، بأيدينا، بألسنتنا ليل نهار. في كلّ أصقاع العالم يفتخر المواطنون ببلدانهم؛ فالمصري يقول، مصر أم الدنيا. واليمني يقول: لا بد من صنعاء مهما طال السفر. والبعض منا يقول: يلعن أبو هالبلد. إن تعثر وهو يمشي يشتم البلد. وإن( تشردق) وهو يشرب الماء يشتم البلد، وإن طلع ابنه هامل أو أزعر يشتم البلد؛ كثر الإنْ إنْ وكثر الشتم.
ولكن، ستبقى مدرجاتك قائمة مهما وطأتها أقدام. وستبقى البتراء وردية اللون مهما زارتها ألوان، وستظل حمامات عفرا والمخيبة والشونة حارة يُتطبَّب بها، مهما عكرتها أجسام وأبدان. وستبقى قلاعك وقصورك عصية على السماسرة والتّخاصيين. وستظل غابات برقش وعجلون تتسامى وإن حامت حول ملّولها الضباع والثعالب. وفي مصارف أوديتك ووديانك ستترسب المخلفات والعوالق ولو بعد حين. وسيظل نهرك مقدسا حتى وإن ولغت به الكلاب.
ويبقى الأردن طاهرا بطهر أبنائه وحلمهم، وتجلدهم على تقلبات الدهر ونوائبه.
بلد جاس في أركانه البوم والغربان والشّذّاذ، بلد أقعى في صدر مجالسه كلّ ثعلب على إسته مادًّا قوائمه وأذرعه في كلّ مفصل ودرب. بلد يُباع ويُشرى به، ثمنًا بخسًا بيد كلّ حافٍ وعارٍ ومارق. بلد تمكن من أسواقه كلّ تاجر. مزرعة سطا على تربتها وأرضها كلّ داشر، وطن لوّث طهره كلّ عاهر وفاجر.
آخ على وطن يستجدي فيها الشريف لقمة كرامة، وشربة سِتْر. فيه، بات صاحب المنزل قطروزا، وصار المارقون أسيادا. وفيه، أصبح الهبر شيخا، وأمسى الذليل سمسارا. وطن أكثر من التهلاي والترحاب، فبصق الضيوف ببئره، وبالوا في زوايا حقله. بستان تجرأ على عنبه وكرمته كلّ يد طويلة والناطور يغطّ في سباته العميق. مرج داست زرعه البغال، والتقطت سنابل قمحه الطيور المهاجرة من كلّ حدَب وصوب، وقرضت جذوره الخُلْد والجرذان.
آخ على وطن افترشت محارمه، واستحل حماه؛ فصار ( ملطشة) لكلّ غادٍ ورائح، وبات مرتعا لكلّ عابر سبيل، بل وقاطع طريق. ضاقت بهم بلادهم ولفحتهم شمسها، فاستظلوا بفيء شجرك يابلدي، وبعد أن أخذوا قسطهم من الراحة نفضوا ثيابهم وغادروا لاعنين لا شاكرين؛ ولكنهم لم ينسوا إشعال النار بالشجرة قبل الرحيل عنها.
بلد جلدناه بسياطنا، بأيدينا، بألسنتنا ليل نهار. في كلّ أصقاع العالم يفتخر المواطنون ببلدانهم؛ فالمصري يقول، مصر أم الدنيا. واليمني يقول: لا بد من صنعاء مهما طال السفر. والبعض منا يقول: يلعن أبو هالبلد. إن تعثر وهو يمشي يشتم البلد. وإن( تشردق) وهو يشرب الماء يشتم البلد، وإن طلع ابنه هامل أو أزعر يشتم البلد؛ كثر الإنْ إنْ وكثر الشتم.
ولكن، ستبقى مدرجاتك قائمة مهما وطأتها أقدام. وستبقى البتراء وردية اللون مهما زارتها ألوان، وستظل حمامات عفرا والمخيبة والشونة حارة يُتطبَّب بها، مهما عكرتها أجسام وأبدان. وستبقى قلاعك وقصورك عصية على السماسرة والتّخاصيين. وستظل غابات برقش وعجلون تتسامى وإن حامت حول ملّولها الضباع والثعالب. وفي مصارف أوديتك ووديانك ستترسب المخلفات والعوالق ولو بعد حين. وسيظل نهرك مقدسا حتى وإن ولغت به الكلاب.
ويبقى الأردن طاهرا بطهر أبنائه وحلمهم، وتجلدهم على تقلبات الدهر ونوائبه.
بلد جاس في أركانه البوم والغربان والشّذّاذ، بلد أقعى في صدر مجالسه كلّ ثعلب على إسته مادًّا قوائمه وأذرعه في كلّ مفصل ودرب. بلد يُباع ويُشرى به، ثمنًا بخسًا بيد كلّ حافٍ وعارٍ ومارق. بلد تمكن من أسواقه كلّ تاجر. مزرعة سطا على تربتها وأرضها كلّ داشر، وطن لوّث طهره كلّ عاهر وفاجر.
آخ على وطن يستجدي فيها الشريف لقمة كرامة، وشربة سِتْر. فيه، بات صاحب المنزل قطروزا، وصار المارقون أسيادا. وفيه، أصبح الهبر شيخا، وأمسى الذليل سمسارا. وطن أكثر من التهلاي والترحاب، فبصق الضيوف ببئره، وبالوا في زوايا حقله. بستان تجرأ على عنبه وكرمته كلّ يد طويلة والناطور يغطّ في سباته العميق. مرج داست زرعه البغال، والتقطت سنابل قمحه الطيور المهاجرة من كلّ حدَب وصوب، وقرضت جذوره الخُلْد والجرذان.
آخ على وطن افترشت محارمه، واستحل حماه؛ فصار ( ملطشة) لكلّ غادٍ ورائح، وبات مرتعا لكلّ عابر سبيل، بل وقاطع طريق. ضاقت بهم بلادهم ولفحتهم شمسها، فاستظلوا بفيء شجرك يابلدي، وبعد أن أخذوا قسطهم من الراحة نفضوا ثيابهم وغادروا لاعنين لا شاكرين؛ ولكنهم لم ينسوا إشعال النار بالشجرة قبل الرحيل عنها.
بلد جلدناه بسياطنا، بأيدينا، بألسنتنا ليل نهار. في كلّ أصقاع العالم يفتخر المواطنون ببلدانهم؛ فالمصري يقول، مصر أم الدنيا. واليمني يقول: لا بد من صنعاء مهما طال السفر. والبعض منا يقول: يلعن أبو هالبلد. إن تعثر وهو يمشي يشتم البلد. وإن( تشردق) وهو يشرب الماء يشتم البلد، وإن طلع ابنه هامل أو أزعر يشتم البلد؛ كثر الإنْ إنْ وكثر الشتم.
ولكن، ستبقى مدرجاتك قائمة مهما وطأتها أقدام. وستبقى البتراء وردية اللون مهما زارتها ألوان، وستظل حمامات عفرا والمخيبة والشونة حارة يُتطبَّب بها، مهما عكرتها أجسام وأبدان. وستبقى قلاعك وقصورك عصية على السماسرة والتّخاصيين. وستظل غابات برقش وعجلون تتسامى وإن حامت حول ملّولها الضباع والثعالب. وفي مصارف أوديتك ووديانك ستترسب المخلفات والعوالق ولو بعد حين. وسيظل نهرك مقدسا حتى وإن ولغت به الكلاب.
ويبقى الأردن طاهرا بطهر أبنائه وحلمهم، وتجلدهم على تقلبات الدهر ونوائبه.
التعليقات