طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

محاكمة الذهبي .. هكذا تمارس السياسة في وطني


منذ اكثر من ثلاثين عاما وبالتحديد بعد ان قضى وصفي التل نحبه شهيدا بيد الاجرام التي لا تعرف الا العمالة والخيانة , ونحن نسمع عن قصص غريبة عن الفساد في الاردن , لدرجة ان المرء فينا يكاد يظن ان الاردن بلد اقيم على الفساد والافساد .

الغريب في الامر أن الشخصية الوحيدة التي اثيرت عليها الشكوك الى الان وتم اعتقالها بتهمة الفساد يمثل اهم ركن امني في الوطن مدير المخابرات الاسبق , وفي اعتقادي ان مجرد تعرض الذهبي للمحاكمة حتى لو كان مدانا هو الفساد بعينه, لماذا ؟ , لان الاجهزة المختصة لو ارادت من اعتقال الذهبي محاربة الفساد , لكان اجدر بها اعادة اموال الذهبي ان صحت الاقوال عن فساده , دون التشهير بهذا الجهاز الذي يمثل التشهير به من وجهة نظري اخطر بكثير من محاكمة الذهبي وغيره.

نتساءل : لماذا الذهبي هو الوحيد من الرموز الذي وقع ضحية في صنارة صيادي محاربة الفساد الصورية؟ , يرى بعض المحللين ان الاجابة تكمن في رفع شعار اضرب الكبير لكي يتربى الصغير, والبعض الاخر يرى بانه استقواء عليه لان عائلته صغيرة جدا فتمت التضحية به, ولكنني ارى ان لا هولاء اصابوا ولا اولئك , فالامر اخطر من هاتين النظرتين, فقد ارادوا من تقديم الذهبي للمحاكمة سواء أكان مدانا أم بريئا هو التشهير باهم ركن امني حافظ على اتزان الاردن في احلك الظروف , ولانهم يرون في انهياره او تعرضه للازمة خدمة مجانية لقتل الاردن.

اتذكر يا حكوماتنا المتعاقبة تلك القصة المعبرة التي تدور في خفاياها ما جرى للذهبي من محاكمة: يحكى ان قوم تركوا (شوال) القمح مفتوحا ، فدخل الجمل واكل معظم ما فيه ، ولما اكتشفوا ما حصل بحثوا عن الفاعل , فشاهدوا نملة وقد حملت على ظهرها حبة قمح ، فهجموا عليها وضربوها معتقدين انها من اخذت القمح من (الشوال) !!!! .

هذا ما نفعله اليوم بالضبط في الاردن ، تركنا الجمل وما نهب وبلشنا بالنملة وما حملت على ظهرها مع الاحترام والتقدير لشخص الذهبي لحين النطق بالادانة او البراءة.
فماذا سنفعل لاعادة هيبة المخابرات العامة لو اعلنت المحكمة براءة الذهبي؟.

وقفة للتأمل :: ' على الشعب الاردني ان يدرك قبل فوات الاوان أن هناك فرق شاسع بين الام الثكلى والنائحة المستأجرة '.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/82084