طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

مواكب الأفراح ومظاهر الإسراف ؟!!


مظاهر تؤرق نفوس الأردنيين وتزعج الآمنين المطمئنين . مظاهر تلامس حد الاستهتار في ظل ما نعيشه من ظروف استثنائية وغلاء الأسعار ، فهل يعقل في بلد يطالب أهله في الصباح والمساء بالإصلاح الحقيقي ومحاربة الفساد ورفض الغلاء أن ينفق فيه مئات الملاين سنويا على مظاهر الأفراح وحفلات التخريج التي تصل إلى حد غير معقول ولا مقبول من الإسراف والبذخ ، فهل نبدأ الإصلاح في أنفسنا أولا ثم نطالب بإصلاح الآخرين قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) .

نحن هنا لا ننكر الفرحة على أحد ونتمنى أن تبقى ديارنا دائما عامرة بالأفراح والمسرات ، ولكن ليست بهذه الطريقة التي نطلق فيها العنان لأبواق السيارات وقطع الإشارات وإغلاق الطرقات والخروج على أسطح المركبات وإطلاق الأعيرة الحية في الشوارع والحارات ، ناهيك عن الألعاب النارية التي أصبحت تطلق حتى في النهار وما يصاحبها من سوء استخدام قد ينتج عنه لا قدر الله ما لا يحمد عقباه والشواهد حاضرة أمامنا ، فهل فكرنا قبل أن نغلق الطريق أن هناك مريض بحاجة إلى علاج مستعجل أو من هو بحاجة إلى الوصول إلى مكان ما ، أو انك فكرت ماذا ستفعل لو انك كنت مكان من أغلقت عليه الطريق .

فكم من الأرواح أزهقت هذه الأعيرة والألعاب النارية وكم سمعنا عن تلك الحوادث ، فهل تقبل على نفسك أن تقتل شخصا وأنت تعلم أن هذه الرصاصة ستعود إلى الأرض لتجد من هو في انتظارها ، وهل تقبل أن تفرح أنت وتحول حياة الآخرين إلى ترح ، إذاً اتقي الله واعلم انك مسؤول أمامه وافرح ولا تفرض على الناس ما لا تقبله لنفسك ، ولكن ما أكثر العبر وما أقل الاعتبار .

ناهيك طبعا عن سُرادق الأفراح التي تنصب في وسط الشارع لعدة أيام ، وعن ولائم الطعام التي تقدم وما يصاحبها من إسراف وتبذير ومن ثم يذهب جُلها لمكب النفايات ، فإلى متى سيقي هذا الإسراف في المناسبات ونحن أحوج ما نكون الآن إلى ضبط النفقات والشعور مع الآخرين فهذه شيمنا نحن الأردنيين .


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/81239