طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

رقم وطني .. مقابل ماذا ؟


الشعب الاردني بمجامعيه اصبح اكثر حرصا وقبضا لجمر الوطن للحفاظ على ديمومة الحياة الامنة اكثر من الحكومة نفسها التي تضع المواطن والشعب الاردني كل يوم في رهان ومأزق جديد يصعب مع متطلبات الحياة القاسية الخروج منه والشعوب لا تغلب البته ولا تجارى ولا يتذاكى عليها احد فلقد باتت الامور واضحة كقرص الشمس في رابعة النهار ودائما الحرية لها ثمن باهظ ومهرها الدم المقنى بروائح الشهداء .


وها هي الشقيقة سوريا درس قاسي للعالم كله بان الحرية ليس لها ثمن مهما بلغ القمع والاعتقال والتعذيب والترويع والذبح لأعناق الرجال و تدفع كل يوم بفلذات اكبادها ضد النظام الأسدي وهم ليسوا يهودا بل هم سوريون النسب والهواء والهوية الا انه يعتبر النظام السوري اعلاميا حاضن للمقاومة والواقع هو مدمر للمقاومة و محافظ لأمن وحدود اسرائيل وقامع حقيقة للشعب السوري منذ احتلال الجولان ولو اشبع شعبه والعالم اجمع جعجعة .


وكواكب شهداء سوريا بلغت اكثر من ستة عشر الف شهيد واكثر من مائة وخمسون الف جريح واكثر من مليون نازح والثمن الذى يقدمه الشعب كله لقاء حصوله على الحرية غير آبه بالخوف وارتعاد الفرائص فالأمهات السوريات ما عدن يقبلن العزاء وقد غدا شرف الشهادة فوق كل عزاء .



ففي حماه وحمص و الحولة وحدها القتلى فيها اكثر من مذبحة دير ياسين على ثلاث مرات والتي يتباكى عليها المتاجرون بقضية فلسطين اكثر من خمس عقود ويشحذون العالم عليها والتي على اثرها نزح مئات الالاف تاركين ديارهم ووطنهم لليهود دون قتال والسوريون اهل الشام عمود النور يموتون على ترابهم الوطني لا في فنادق الخمس نجوم والشامخات من القصور ولا يطالبون العالم والعرب ان يقاتل نيابة عنهم .


ان الاقصى الاسير قبلة المسلمين الاولى يحتاج الى رجال من البشتون طالبان يعانقون صخور الاقصى بصدورهم ليلقوا الله وهو عنهم راض ولو ضربتهم بطائرات بي 52 وابادتهم عن اخر رجل رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه لا رجال يقاتلون لأجل رقم وطني ومكتسبات من تراب وبشق الانفس ومستعد لقتلك اذا تكلمت معه بمنطق الشهيد البطل عبدالعزيز الرنتيسي رحمة عندما رفع الكلاشنكوف وقال اسرائيل لا تفهم الا هذه اللغة او شيخ المجاهدين البطل احمد ياسين الذى لقى ربه مقاوما من على عربة الاعاقة او ابو عمار ياسر عرفات الذى لم يخن القضية الفلسطينية يوما او خليل الوزير اويحيي عياش رجال صدقوا فلسطين وقاموا حتى النفس الاخير رجال سجلوا في دفتر العشق الفلسطيني انصع الصفحات واشرفها في صناعة الموت و المقاومة الفذة التي لا تستبدل الوطن برقم وطني .



وما بالك بأناس اهمتهم انفسهم وشهواتهم ودورهم وعقارتهم وتجارتهم والارقام الوطنية لهم ولأولادهم رضوا بالظل وترف العيش عن شمس الحرور وعصف الرصاص التي تنقل الاحرار الى جنات الخلد واسقطوا من دفاترهم شيء اسمه فلسطين التي تسكن في سويداء النفوس وندعو الله بصلاتنا ان يسكب دمنا على ترابها الطاهر .



والنظام الاردني عندنا كأردنيين امام خيارين الاول ان يعطى الرقم الوطني الاردني ( الجنسية ) راضيا بان الاردن هو وطن بديل عن فلسطين على حساب الشعب الاردني وهويته وتاريخه وتطلعاته واماله وقبضه على جمر الوطن بدعم الشقيق الحاضر , بالتالي انتاج جيل اردني جديد مهجن وينهى بذلك الصراع مع اليهود وتبقى فقط مظاهرات شكلية للإخوان وغيرهم بيوم الارض او بمظاهرات في شوارع عمان او حفلات إنشاديه فلكورية يتخللها اهازيج فلسطينية راقصة في نادي المعلمين ونبقى نلعب بورقة الزمن التي تراقصنا عليه اسرائيل بأكذوبة السلام بأكثر من ستون عاما.



اما الخيار الثاني امام النظام الاردني فهو اتهام كل من يطالب بالرقم الوطني الاردني او التجنيس بخيانة فلسطين وبذلك نضبط ايقاع المرحلة على ايقاع المقاومة, ونحفظ حق الاردنيين والحق الذى لا يموت بالنفوس ابدا فإما حياة تسر الصديق واما مماتا يغيض العدا و ان لا جريمة بلا عقاب وان الحق يدمغ الباطل و لا بطن بلا ظهر ولا نهر بلا ضفتين وهم رئتان لقلب واحد وجسد واحد والكواسر لا تحلق الا بجناحين .

حمى الله الوطن


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/80776