أن يتحول الأمن لأداة تصفية حسابات واستعراض قوة للعابثين حقيقة أن صدقت فهي مرعبة، وهذا ما يتداوله الناس حول أعمال الشغب في مؤتة...
قبيل قيام من قاموا بالعبث في كوخ الشرطة بمؤتة وإحراقه وتدميره بالكامل وهم ملثمون قاموا بإنزال العلم الأردني من فوق الكوخ، وكنت أعتقد أن عملية إنزاله كانت بدافع الهمجية وتحميل الوطن أعباء وأخطأ الآخرين، فللعلم رمزية ودلالة، لكن ما أثار الحشد أن من أنزل العلم كان يقدم خالص احترامه للعلم وكان لا يود أن يصاب العلم بأي شكل من الأشكال برمزية ما سيقومون به، فقد كانوا يستهدفون رمزية كوخ الشرطة ولم يكونوا يستهدفون رمزية الوطن، لذلك حرصوا على إنزال العلم قبل أضرام النار في كوخ الشرطة، وقد أستطاع أحد الداعين للتروي وعدم العبث بممتلكات الدولة الحصول على العلم وإبعاده عن هذه العبثية التي كانت توحي بسوء إدارة الشرطة لقضية بسيطة، فالعابثين كانوا يقومون بما يقومون به ويرسلون رسائل لغيرهم من العابثين في الوطن بأننا هنا في الكرك ربما نكون عابثين لكننا في ذات السياق نمتلك حدود ورموزًا لا يطالها عبثنا، ولست هنا مدافعًا عن العابثين بقدر ما يجب أن يعرف من حقائق في أحداث مؤتة، حيث أن غالبية من كانوا ملثمون ويقومون بعملية التخريب هم نتائج سياسات حكومية أفقرت شعبًا وجعلت من الشباب رهين العبثية في شوارع تفتقر حتى للبيئة الصحية، فمن يدخل الكرك يجد نفسه في منطقة مهجورة من الخدمات ومن حتى أدنى مستويات الخدمات كنظافة الشوارع أو توفر الشوارع الصالحة وكذلك من عدم توفر مراكز للتشغيل وعدم وجود مؤسسات خاصة عاملة في المدينة يمكنها استيعاب جزء من الكم الهائل من العاطلين عن العمل، فالكرك كغيرها من المدن الأردنية دفعة ضريبة قاسية نتيجة مركزية عمان وتفردها بكل المؤسسات على شقيها الخاص والعام، وهذا الحال ولد فراغًا واحتقانًات ومع الزمن يولد ردات فعل سلبية تجاه مؤسسات الوطن، كما أن أكواخ الشرطة المنتشرة في المدن وبالتحديد في الكرك لا تعكف على القيام بأي واجب، فكأنما هي موجودة كنوع استعراضي أو نتيجة مناقصة مالية استفاد منها من استفاد، كما أن حيثيات الأحداث وفق ما يتداولها الناس يكمن في عبثية وعنجهية فكرية داخل أفراد وربما قياديون في الأمن، فأصل القضية مشاجرة بين طلاب لم يتجاوز عددهم أصابع اليد، غير ما يقال هو أن طرف من المتشاجرين (الطرف الخارجي ممن هم ليسوا من الكرك) نسقوا مع أقرباء لهم من رجالات الأمن للقيام بتأديب الطرف الأخر (الطرف الداخلي من الكرك) الذي هو من الكرك من خلال الإفراط بردة الفعل تجاههم ومن خلال عملية تأديب جماعية (عقاب جماعي) والمستهدف هنا منطقة مؤتة، وهذا بالفعل ما حصل مساء يوم الاثنين حيث تفاجأ المواطنون بدخول كم هائل من سيارات الشرطة مدعمة بالدرك تحت حجة وجود مشاجرة حيث قاموا بإطلاق كثيف لمسيل الدموع وعشوائي في كافة الاتجاهات حتى أنها طالت المساجد وقت ذروة الحركة في المدينة بعد صلاة المغرب وقاموا بعمليات استعراضية للمطاردة وتفريق الناس الذين كانوا يستغربون المشهد ويستفسرون عن حيثيات هذه الإجراءات غير المبررة والتي كانت تحت حجة وجود مشاجرة عشائرية بين طلاب الجامعة لم يشاهدها أحد منهم، وقد كان واضحًا الإفراط في استخدام القوة واستعراضها لدرجة شعور المواطنين بأنها بالفعل قضية محاولة تحقير لهم وليست قضية مشاجرة، وفي اليوم التالي ربما عبث عابث في الموقف وصب النار على شرارة افتعلها الأمن ليتحول المشهد لساحة معركة بين الناس والشرطة في وسط مؤتة، وهنا يجب الوقوف على أن الحقيقة لا تدين العابثين بقدر ما تدين من عبثوا بالناس لأجل عنجهية في داخلهم وهي تدين ذلك المسؤول أيًا كان، من يجلس ولا يقف على الحقائق قبل أن يتخذ قراره.
هنا حين يتحول القرار الأمني لحسابات عشائرية لا يقف عندها المسؤول بتروي وبدقة يصبح الأمن أداة في أيدي العابثين وبدل القيام بدوره بفض النزاعات وتحييدها نحو الاستقرار يصبح وقودًا لتطورها واشتعالها، فمتى سيتخلى كل من هو في منصب عن تلك الحمية الجاهلية وأن يجعل من الحفاظ على أمن الوطن هدفًا لا ينازعه أي أهداف.
وأصحاب القرار مطالبين بتنحية كل مسؤول شارك في هذه المهزلة التي كادت أن تتطور لتأخذ حيثيات أبعد، كما أن محافظ الكرك طرفًا لا يجب إغفاله عن تلك الأحداث لكون قرار اقتحام الأمن لمدينة وإطلاق الأعيرة النارية ومسيل الدموع بها بهذه العشوائية يجب أن يكون على إطلاع عليه وعلى حقيقة الموقف قبل تنفيذه.
أن يتحول الأمن لأداة تصفية حسابات واستعراض قوة للعابثين حقيقة أن صدقت فهي مرعبة، وهذا ما يتداوله الناس حول أعمال الشغب في مؤتة...
قبيل قيام من قاموا بالعبث في كوخ الشرطة بمؤتة وإحراقه وتدميره بالكامل وهم ملثمون قاموا بإنزال العلم الأردني من فوق الكوخ، وكنت أعتقد أن عملية إنزاله كانت بدافع الهمجية وتحميل الوطن أعباء وأخطأ الآخرين، فللعلم رمزية ودلالة، لكن ما أثار الحشد أن من أنزل العلم كان يقدم خالص احترامه للعلم وكان لا يود أن يصاب العلم بأي شكل من الأشكال برمزية ما سيقومون به، فقد كانوا يستهدفون رمزية كوخ الشرطة ولم يكونوا يستهدفون رمزية الوطن، لذلك حرصوا على إنزال العلم قبل أضرام النار في كوخ الشرطة، وقد أستطاع أحد الداعين للتروي وعدم العبث بممتلكات الدولة الحصول على العلم وإبعاده عن هذه العبثية التي كانت توحي بسوء إدارة الشرطة لقضية بسيطة، فالعابثين كانوا يقومون بما يقومون به ويرسلون رسائل لغيرهم من العابثين في الوطن بأننا هنا في الكرك ربما نكون عابثين لكننا في ذات السياق نمتلك حدود ورموزًا لا يطالها عبثنا، ولست هنا مدافعًا عن العابثين بقدر ما يجب أن يعرف من حقائق في أحداث مؤتة، حيث أن غالبية من كانوا ملثمون ويقومون بعملية التخريب هم نتائج سياسات حكومية أفقرت شعبًا وجعلت من الشباب رهين العبثية في شوارع تفتقر حتى للبيئة الصحية، فمن يدخل الكرك يجد نفسه في منطقة مهجورة من الخدمات ومن حتى أدنى مستويات الخدمات كنظافة الشوارع أو توفر الشوارع الصالحة وكذلك من عدم توفر مراكز للتشغيل وعدم وجود مؤسسات خاصة عاملة في المدينة يمكنها استيعاب جزء من الكم الهائل من العاطلين عن العمل، فالكرك كغيرها من المدن الأردنية دفعة ضريبة قاسية نتيجة مركزية عمان وتفردها بكل المؤسسات على شقيها الخاص والعام، وهذا الحال ولد فراغًا واحتقانًات ومع الزمن يولد ردات فعل سلبية تجاه مؤسسات الوطن، كما أن أكواخ الشرطة المنتشرة في المدن وبالتحديد في الكرك لا تعكف على القيام بأي واجب، فكأنما هي موجودة كنوع استعراضي أو نتيجة مناقصة مالية استفاد منها من استفاد، كما أن حيثيات الأحداث وفق ما يتداولها الناس يكمن في عبثية وعنجهية فكرية داخل أفراد وربما قياديون في الأمن، فأصل القضية مشاجرة بين طلاب لم يتجاوز عددهم أصابع اليد، غير ما يقال هو أن طرف من المتشاجرين (الطرف الخارجي ممن هم ليسوا من الكرك) نسقوا مع أقرباء لهم من رجالات الأمن للقيام بتأديب الطرف الأخر (الطرف الداخلي من الكرك) الذي هو من الكرك من خلال الإفراط بردة الفعل تجاههم ومن خلال عملية تأديب جماعية (عقاب جماعي) والمستهدف هنا منطقة مؤتة، وهذا بالفعل ما حصل مساء يوم الاثنين حيث تفاجأ المواطنون بدخول كم هائل من سيارات الشرطة مدعمة بالدرك تحت حجة وجود مشاجرة حيث قاموا بإطلاق كثيف لمسيل الدموع وعشوائي في كافة الاتجاهات حتى أنها طالت المساجد وقت ذروة الحركة في المدينة بعد صلاة المغرب وقاموا بعمليات استعراضية للمطاردة وتفريق الناس الذين كانوا يستغربون المشهد ويستفسرون عن حيثيات هذه الإجراءات غير المبررة والتي كانت تحت حجة وجود مشاجرة عشائرية بين طلاب الجامعة لم يشاهدها أحد منهم، وقد كان واضحًا الإفراط في استخدام القوة واستعراضها لدرجة شعور المواطنين بأنها بالفعل قضية محاولة تحقير لهم وليست قضية مشاجرة، وفي اليوم التالي ربما عبث عابث في الموقف وصب النار على شرارة افتعلها الأمن ليتحول المشهد لساحة معركة بين الناس والشرطة في وسط مؤتة، وهنا يجب الوقوف على أن الحقيقة لا تدين العابثين بقدر ما تدين من عبثوا بالناس لأجل عنجهية في داخلهم وهي تدين ذلك المسؤول أيًا كان، من يجلس ولا يقف على الحقائق قبل أن يتخذ قراره.
هنا حين يتحول القرار الأمني لحسابات عشائرية لا يقف عندها المسؤول بتروي وبدقة يصبح الأمن أداة في أيدي العابثين وبدل القيام بدوره بفض النزاعات وتحييدها نحو الاستقرار يصبح وقودًا لتطورها واشتعالها، فمتى سيتخلى كل من هو في منصب عن تلك الحمية الجاهلية وأن يجعل من الحفاظ على أمن الوطن هدفًا لا ينازعه أي أهداف.
وأصحاب القرار مطالبين بتنحية كل مسؤول شارك في هذه المهزلة التي كادت أن تتطور لتأخذ حيثيات أبعد، كما أن محافظ الكرك طرفًا لا يجب إغفاله عن تلك الأحداث لكون قرار اقتحام الأمن لمدينة وإطلاق الأعيرة النارية ومسيل الدموع بها بهذه العشوائية يجب أن يكون على إطلاع عليه وعلى حقيقة الموقف قبل تنفيذه.
أن يتحول الأمن لأداة تصفية حسابات واستعراض قوة للعابثين حقيقة أن صدقت فهي مرعبة، وهذا ما يتداوله الناس حول أعمال الشغب في مؤتة...
قبيل قيام من قاموا بالعبث في كوخ الشرطة بمؤتة وإحراقه وتدميره بالكامل وهم ملثمون قاموا بإنزال العلم الأردني من فوق الكوخ، وكنت أعتقد أن عملية إنزاله كانت بدافع الهمجية وتحميل الوطن أعباء وأخطأ الآخرين، فللعلم رمزية ودلالة، لكن ما أثار الحشد أن من أنزل العلم كان يقدم خالص احترامه للعلم وكان لا يود أن يصاب العلم بأي شكل من الأشكال برمزية ما سيقومون به، فقد كانوا يستهدفون رمزية كوخ الشرطة ولم يكونوا يستهدفون رمزية الوطن، لذلك حرصوا على إنزال العلم قبل أضرام النار في كوخ الشرطة، وقد أستطاع أحد الداعين للتروي وعدم العبث بممتلكات الدولة الحصول على العلم وإبعاده عن هذه العبثية التي كانت توحي بسوء إدارة الشرطة لقضية بسيطة، فالعابثين كانوا يقومون بما يقومون به ويرسلون رسائل لغيرهم من العابثين في الوطن بأننا هنا في الكرك ربما نكون عابثين لكننا في ذات السياق نمتلك حدود ورموزًا لا يطالها عبثنا، ولست هنا مدافعًا عن العابثين بقدر ما يجب أن يعرف من حقائق في أحداث مؤتة، حيث أن غالبية من كانوا ملثمون ويقومون بعملية التخريب هم نتائج سياسات حكومية أفقرت شعبًا وجعلت من الشباب رهين العبثية في شوارع تفتقر حتى للبيئة الصحية، فمن يدخل الكرك يجد نفسه في منطقة مهجورة من الخدمات ومن حتى أدنى مستويات الخدمات كنظافة الشوارع أو توفر الشوارع الصالحة وكذلك من عدم توفر مراكز للتشغيل وعدم وجود مؤسسات خاصة عاملة في المدينة يمكنها استيعاب جزء من الكم الهائل من العاطلين عن العمل، فالكرك كغيرها من المدن الأردنية دفعة ضريبة قاسية نتيجة مركزية عمان وتفردها بكل المؤسسات على شقيها الخاص والعام، وهذا الحال ولد فراغًا واحتقانًات ومع الزمن يولد ردات فعل سلبية تجاه مؤسسات الوطن، كما أن أكواخ الشرطة المنتشرة في المدن وبالتحديد في الكرك لا تعكف على القيام بأي واجب، فكأنما هي موجودة كنوع استعراضي أو نتيجة مناقصة مالية استفاد منها من استفاد، كما أن حيثيات الأحداث وفق ما يتداولها الناس يكمن في عبثية وعنجهية فكرية داخل أفراد وربما قياديون في الأمن، فأصل القضية مشاجرة بين طلاب لم يتجاوز عددهم أصابع اليد، غير ما يقال هو أن طرف من المتشاجرين (الطرف الخارجي ممن هم ليسوا من الكرك) نسقوا مع أقرباء لهم من رجالات الأمن للقيام بتأديب الطرف الأخر (الطرف الداخلي من الكرك) الذي هو من الكرك من خلال الإفراط بردة الفعل تجاههم ومن خلال عملية تأديب جماعية (عقاب جماعي) والمستهدف هنا منطقة مؤتة، وهذا بالفعل ما حصل مساء يوم الاثنين حيث تفاجأ المواطنون بدخول كم هائل من سيارات الشرطة مدعمة بالدرك تحت حجة وجود مشاجرة حيث قاموا بإطلاق كثيف لمسيل الدموع وعشوائي في كافة الاتجاهات حتى أنها طالت المساجد وقت ذروة الحركة في المدينة بعد صلاة المغرب وقاموا بعمليات استعراضية للمطاردة وتفريق الناس الذين كانوا يستغربون المشهد ويستفسرون عن حيثيات هذه الإجراءات غير المبررة والتي كانت تحت حجة وجود مشاجرة عشائرية بين طلاب الجامعة لم يشاهدها أحد منهم، وقد كان واضحًا الإفراط في استخدام القوة واستعراضها لدرجة شعور المواطنين بأنها بالفعل قضية محاولة تحقير لهم وليست قضية مشاجرة، وفي اليوم التالي ربما عبث عابث في الموقف وصب النار على شرارة افتعلها الأمن ليتحول المشهد لساحة معركة بين الناس والشرطة في وسط مؤتة، وهنا يجب الوقوف على أن الحقيقة لا تدين العابثين بقدر ما تدين من عبثوا بالناس لأجل عنجهية في داخلهم وهي تدين ذلك المسؤول أيًا كان، من يجلس ولا يقف على الحقائق قبل أن يتخذ قراره.
هنا حين يتحول القرار الأمني لحسابات عشائرية لا يقف عندها المسؤول بتروي وبدقة يصبح الأمن أداة في أيدي العابثين وبدل القيام بدوره بفض النزاعات وتحييدها نحو الاستقرار يصبح وقودًا لتطورها واشتعالها، فمتى سيتخلى كل من هو في منصب عن تلك الحمية الجاهلية وأن يجعل من الحفاظ على أمن الوطن هدفًا لا ينازعه أي أهداف.
وأصحاب القرار مطالبين بتنحية كل مسؤول شارك في هذه المهزلة التي كادت أن تتطور لتأخذ حيثيات أبعد، كما أن محافظ الكرك طرفًا لا يجب إغفاله عن تلك الأحداث لكون قرار اقتحام الأمن لمدينة وإطلاق الأعيرة النارية ومسيل الدموع بها بهذه العشوائية يجب أن يكون على إطلاع عليه وعلى حقيقة الموقف قبل تنفيذه.
التعليقات