طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

دمج اسرائيل في المنطقة والتعايش مع شعبها ضرورة وطنية اردنية


أظهر الربيع الصهيوني الذي اجتاح المنطقة العربية دون غيرها من مناطق العالم هشاشة الانظمة العربية وعجزها على مواجهة التحديات التي تفرضها قوى الغرب على المنطقة لنهب خيراتها وإلهائها بنفسها لترك المجال مفتوحا لاسرائيل لتهويد القدس واضعاف القوى الفلسطينية في الداخل وضربها ببعضها تحت شعار ' فخار يكسر بعضه' .
فالسياسات العربية لطالما اظهرت تناقضات واضحة في مواجهة اسرائيل منذ بداية الصراع معها , وحتى دخول معاهدات السلام معها , فوقفت بذلك متناقضة مع نفسها , عقدت معاهدة سلام معها فالغت من قاموسها الحرب للتحرير الارض, وفي المقابل لا تريد العيش معها , وهذا يدفعنا للقول بما اننا قبلنا ان يكون الشعب الاسرائيلي جار لهم , ويربطنا بهم علاقات سياسية واقتصادية شئنا ام ابينا , فلماذا لا نسعى الى دمج اسرائيل في المنطقة والتعايش مع شعبها كما الشعب الفلسطيني والسوري والسعودي من دول الجوار؟؟؟.
فالمعادلة السياسية الغربية هذه الايام تقوم على فرض شروط قاسية جدا, يجب على العرب الانتباه لها , وهذا الانتباه يتطلب منهم الايمان المطلق بأن هناك قوى عظمى تفرض إملاءاتها كما تريد وعلى الجميع السير وفقها , وإلا ما جرى في مصر والعراق وليبيا واليمن سيجري بها.
فالربيع الصهيوني الذي يجتاح الدول العربية هذه الايام لم يأتي لتحقيق طموحات الشعب العربي كما يظن العرب , بل جاء ليتوافق مع ما طرحه بوش الابن بعد اجتياح العراق عام 2003, حين اطلق مقولته المشهورة 'الفوضى الخلاقة' , لبناء شرق اوسط جديد بمواصفات صهيونية تخدم المصالح الامريكية للسيطرة على الثروة النفطية ما دامت هي المحرك الاول للاقتصاد العالمي .
فإسرائيل لا تمثل بالنسبة لامريكا اكثر من ورقة ضغط للهيمنة على اهم مناطق العالم اقتصاديا واستراتيجيا , فحين خاضت حروبها في الصومال والسودان وافغانستان والعراق وليبيا وتونس لم يكن همها الاول اسرائيل , وانما سعت لجعلها دولة قوية لتبقى شوكة في حلوق الانظمة العربية لاضعاف المنطقة برمتها, فغيرت لتحقيق ذلك نهج الحرب واستبدلته بشعار ' الشعب يريد ' , فقامت بواسطة الشعوب بتغيير انظمة عميلة بأخرى عميلة ولكن بوجه جديد جميل وبراق.
فما يجري في المنطقة العربية هذه الايام من ثورات سيجعل اسرائيل تتحول الى شرطي للمنطقة برمتها تمهيدا لدمجها في كل مفاصل الحياة العربية وهو ما اعلنته بعض المبادرات العربية قبل انطلاقة الربيع الصهيوني .
فدمج اسرائيل في المنطقة ضرورة وطنية اردنية, يجب ان يختلف عليه اثنان عاقلان, لانه ينهي طموح الصهاينة في التمدد على حساب الارض الاردنية من جهة, ويلغي الحاجة لشن حروب جديدة في المنطقة سيكون الاردن الخاسر الاكبر من تبعاتها لا قدر الله من جهة اخرى, ويجب علينا للحفاظ على الاردن العمل بسرعو لجعل اسرائيل دولة جارة لنا كسوريا وفلسطين والسعودية , نعيش معهم وفق متطلبات المرحلة.
فإن لم نفعل ذلك وبسرعة كبيرة فإن مخططات الصهاينة القادمة لن تكتفي بتوسيع رقعة ربيعها الصهيوني بتغيير الانظمة العربية فقط , بل ستعمل على ايجاد بؤر جديدة لتصدير مشاكلها عليها, ولتنفيذ ذلك ستعمل على خنق الضفة الغربية واشعال حرب جديدة في غزة ولبنان , سيكون الاردن المتضرر الاكبر منها خصوصا فيما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين .
فاغراءات المواطنة التي تسعى بعض القوى لتقديمها في السر للاجئين الفلسطينيين في الاردن ليست بريئة المقاصد, وانما هدفها الحصول على المزيد من الحقوق المدنية تحت ذريعة الانسانية لقبولهم بالاردن وطنا بديلا .
وهو ما علينا اشباعه حديثا كلما سمحا الظروف لنا بذلك , فالتعايش الاردني الفلسطيني على الارض الاردنية تعايشا جميلا , وصل حد النسب ولكن هذا لا يرضي طموح اسرائيل , فقد تعمل على خلق فتنة جديدة بين الاردنيين والفلسطينيين لاكتساب المصالح , ليكون الصراع الاردني الفلسطيني بديلا عن خط المواجهة معها, ولنا في ماضي الايام عبرة وعظة.
ومن اجل تنفيذ هذا المخطط نجد أن اسرائيل تلعب في كل حين على المكون الديمغرافي للسكان في الاردن , فتسعى لتحقيقه تحويل الفلسطيني في الاردن الى مواطن اردني يتمتع بكل الحقوق والواجبات المدنية ليس حبا به بل لسلخه عن الجسد الفلسطيني بالكامل, لنسيان حق العودة لوطنه في ظل الاغراءات المادية.مما سيولد فيما بعد حقدا للسيطرة على الاردن بشكل كامل لنسيان عار المنفى والهزيمة .
فالحفاظ على الاردن وفلسطين يتطلب رفع شعار حق العودة من جديد والتلويح به في مسيرات ضخمة بدلا من المطالبة بتقليص صلاحيات الملك تارة والحصول على المزيد من المحاصصة السياسية التي تخدم سوى اسرائيل , فالتعبير عن الهوية الفلسطينية وحق العودة يجب ان تبقيان ساحة حرب يجب ان نستعد لها , وهذا يتطلب من الفلسطيني في الاردن العيش به بحقوق مدنية , تبقي على الرابط متصلا بالسلطة الفلسطينية بشكل كبير , وخاصة فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية والبلدية , لمنع اسرائيل من العبث بمسألة السكان في الاردن كلما اتيحت لها الفرصة بذلك.
وقفة للتأمل: 'علينا ان ندرك تماما مهما اختلفت الرؤى في الوطنية أن ذو الولائين كاذب'.

ملاحظة : رأي الكتاب على 'جراسا نيوز' و لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل يعبر عن رأيه فقط  لذا اقتضى التنويه .


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/80222