طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

هل تأخونت أمريكا .. أم تأمرك الإخوان ؟؟ ( 1 )


خاص - كتب زيد محارمة - عندما تتغلب المصالح على المبدأ ، وعندما يصبح الهدف هو الوصول إلى السلطة بأي ثمن أو وسيلة ، وعندما نسعى خلف الدنيا باسم الدين ، وعندما يطغى المخفي على المُعلن ، كل ذلك سيقودنا في النهاية إلى صِراع المصالح ، لذلك وجدت أمريكا نفسها الآن في صف واحد مع الإخوان ، من اجل تحقيق مصالح الطرفين معاً ، فالأمريكان يريدون انجاز مشروع الشرق الأوسط الجديد ضمانة وخدمة لإسرائيل وأمنها وذلك من خلاله إضعاف دول المواجهة العربية من جهة والسيطرة على خيرات الباقي من جهة أخرى ، أما الإخوان فالمُهم الوصول إلى السلطة وتحقيق المشروع الاخواني القائم منذ أكثر من ثمانون عام واستغلال الظرف العربي الراهن ، لذلك التقت تلك المصالح وتمت الاتفاقات وبدأ التنفيذ في تونس أولا حيث وصل الإخوان إلى رأس السلطة مروراً بليبيا التي دمرتها أمريكا والناتو ثم إلى مصر التي تعيش حالة من الغليان الذي سيفضي إلى الانفجار وصولا إلى سورية التي يطالب الإخوان بالتدخل الأمريكي العسكري فيها لإنهاء حكم الأسد وتوفير المناخ المناسب لوصولهم إلى السلطة .

لذا وجدت أمريكا الحل الأمثل لذلك وهو التعامل مع الإخوان على أساس أنهم خيار الشعب الديمقراطي الحر ، فمن جهة طبعا تكون أمريكا قد أعطت العالم رسالة أنها تدعم الديمقراطية وتتقرب من الاسلامين الذين كانوا إلى وقت قريب بعبع بالنسبة للعالم بأسره ، ومن جهة أخرى ما سينتج عن هذا الخيار من تأزم كبير في الأوضاع الداخلية لتلك الدول التي ترفض أن تصل هذه الجماعة إلى السلطة على أساس أن ولائهم ليس لتلك البلد وإنما للجماعة وأهدافها ، مما سيثير الكثير من المشاكل والأعمال الانتقامية والتي سينتج عنها لاحقا ما تتمناه أمريكا والغرب من صدامات تتحول إلى حرب أهلية وزعزعة لكيان تلك الدول ، وطبعا ما يحدث الآن في مصر وسورية مثال حي ومباشر ، وبناء عليه سينكشف التحالف الأمريكي الاخواني وستتخلى لاحقا أمريكا عن حلفائها الجدد كما تخلت سابقا عن صدام ومبارك والقذافي ومشرف وغيرهم ، وهذه هي الأهداف الأمريكية الإسرائيلية الجديدة .

كلنا نعرف أن أمريكا كانت وحتى فترة قريبة تحارب الإخوان عبر بعض الأنظمة العربية وكانت تعتبرهم جماعه محظورة ، لكننا في بداية ما يسمى بالربيع العربي بدأنا نشاهد الغزل الكبير في العلاقة بينهما وتسهيل أمريكا وصولهم إلى رأس السلطة في العديد من الدول وأخرها مصر التي انتهت فيها الانتخابات الرئاسية مؤخرا بإعلان الإخوان فوزهم في الانتخابات قبل حتى انتهاء العديد من محاضر الفرز أو الطعون وهذا طبعا على مبدأ خذوهم بالصوت ، وشاهدنا أيضا التدخل الأمريكي الصارخ في مصر لإعلان مرشح الإخوان رئيسا ونقل السلطة التنفيذية كاملة إليه ، بذلك نجح الإخوان في وضع مصر في موقف خطير لا يمكنهم معه إعلان غير مرشح الإخوان رئيسا حتى ولو لم يكن هو الفائز ، وإعطاء طابع قوي للخارج أننا نحن الفائزون وهناك مسعى لتزوير النتائج وطبعا تبع ذلك النزول إلى الميدان في استعراض للقوة .

أما هنا في الأردن فقط بدأ الإخوان السعي لإيجاد تحالف مقاطع للانتخابات احتجاجا على قانون الانتخاب الذي لا يضمن لهم هم الوصول إلى الأغلبية ومن ثم تشكيل الحكومة البرلمانية ، وطبعاً هم لن يقاطعوا لكنها مناورات على مبدأ خذ وطالب ، وكأن القانون الجديد يجب أن يخدم مصالحهم فقط بغض النظر عن باقي الأطياف الاردينة ومع ذلك حاول الإخوان الدخول إلى المخيمات وهي ورقة فشل الإخوان في استخدامها بعد رفض أبناء المخيمات اعتبارهم نقطة مساومة بين الإخوان .




زيد عبد الكريم المحارمة


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/80059