طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

الإخوان وفشل الرهان


يسعى الإخوان الآن وفي هذا الوقت من الزمان للعودة إلى واجهة العنوان وخاصة بعد خفوت نجمهم اثر الانقلاب الذي قام به الإخوان على باقي القوى الشعبية والحزبية نتيجة التقارب الكبير الذي جمعهم مع الحكومة السابقة وانفراد الإخوان بمحاولة الحصول على اكبر قدر ممكن من المكاسب الشخصية حصرياً باعتبار أنفسهم من يقود الحراك ويسيره ، مما أظهر بوضوح محاولاتهم الفردية للحصول على اكبر المكاسب الحزبية والشخصية ، إضافة إلى الوضع الاخواني المصري الذي يمر الآن بمراحل عصيبة نتيجة ظهور المرشح الرئاسي شفيق بمظهر المنافس الشرس والند القوي لمرشح الإخوان ، وذلك نتيجة طبيعية بعد نكثهم للوعود التي قطعوها في مصر ، وبعد مرور عام كامل على مجلس الشعب المصري ذو الأغلبية الاخوانية الساحقة التي لم تؤمن للمواطن المصري حتى جزء بسيط مما كان يطمح إليه من خلال تفرد الإخوان في السلطة التشريعية ، مما دفع بالمصرين للتوجه صوب المرشح الآخر وعلى مبدأ نار شفيق ولا جنة الإخوان وكذلك الوضع الغير واضح المعالم في سورية الجارة .

لذلك استغل الإخوان استهتار الحكومة بالمواطن وبشكل سلبي جداً من خلال رفع الأسعار الذي نرفضه جميعا ونسعى إلى وقف هذا التطاول على قوت المواطن الغلبان في هذا الوقت الصعب والظروف الاقتصادية التي يمر بها الأردن ، لذلك استغل هؤلاء هذا الوضع القائم وغليان الشارع المُحبط من قانون الانتخاب المعروض أمام البرلمان ، والتأخر في تنفيذ وعود الإصلاح الحقيقية إضافة إلى مواقف البرلمان من بعض قضايا الفساد التي أثارت الكثير من الاستياء في الشارع الأردني ، كل تلك الأمور التي أعطت الإخوان الفرصة من جديد للظهور بمظهر المنقذ ومحاولات إعادة الثقة لهم في نفوس الناس ، وكذلك الضغط على الحكومة قبل إقرار قانون الانتخاب الجديد الذي تسعى الحركة من خلاله للمزيد من المكاسب التي تخدم مصالحهم في الانتخابات القادمة ، وقد ظهر ذلك جديا من خلال سعيهم لتكوين لوبي مع بعض القوى العشائرية والحزبية للضغط في اتجاه الإعلان عن مقاطعة الانتخابات القادمة وذلك لزيادة الضغط على الحكومة ، بحُجة أن القانون لا يلبي طموح الأغلبية الشعبية لا بحُجة انه لا يؤمن لهم هم الأغلبية .

فقد وجد الإخوان أنفسهم في سباق مع الزمن من اجل الحصول على اكبر المكاسب التي تؤمن لهم الأغلبية البرلمانية القادمة ، لكي يثبت الإخوان للاردنيون أنهم هم الأغلبية وهم خيار الشعب وهم الثقل الأساسي في المكون السياسي والشعبي الأردني ، لذلك اتجه الإخوان إلى المخيمات التي راهنوا عليها رهان الفاشل حيث أثبتت تلك المخيمات أنها لا تنقاد وراء من يريد الاتجار بها كما تاجروا باسم الدين في سبيل الحصول على المغانم أو لزيادة الضغط على الحكومة من خلال إشعال النار في المخيمات وتحت بند ما يسمى الإصلاح ومحاربة الفساد حسب المنظور الاخواني ، لذلك لجأ الإخوان إلى المخيمات التي يعتقدون أنها الوسيلة الأخيرة والرهان الناجح كورقة ضغط قبل إقرار قانون الانتخابات ، ومن ثم اعتلاء منصة اعتصام الفنانين واستغلال ذلك المنبر الثقافي الذي نعتز به وبرواده ، والذي لطالما حاربه الإخوان بحُجة انه يخالف الشريعة والجميع يشهد بذلك في مهرجانات الثقافة ومنها جرش التي كان الإخوان يطالبون بإلغائها ، ولكن لاضير الآن من الالتفاف حول الفنانين ومناصرة مطالبهم لكسب المزيد من الشعبية .

نحن جميعا نحارب غلاء الأسعار والمماطلة في تنفيذ وعود الإصلاح ومحاربة الفساد والفاسدين ، ونريد قانون انتخاب جديد وعصري يلبي طموح عامة الشعب ويكون مرضي لمعظم مكوناته وقادر على إنتاج برلمان قوي ومستقل يواصل عملية الإصلاح الحقيقي ، ولكننا في الوقت نفسه لا نريد قانون يلبي طموح مكون واحد فقط من مكونات هذا الشعب مهما كانت الضغوطات أو المسميات .



زيد عبد الكريم المحارمة


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/79519