طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

السياحة الداخلية .. أعباء وهموم


دخلت العطلة الصيفية في هذه الظروف الاستثنائية والوضع الاقتصادي الصعب ولهيب الأسعار ومع ذلك يفكر البعض منا في إجازة خارجية ، وننتظر عودة المغتربين بعد موسم شاق وغربة إجبارية .

فهل فكرت مرة في خوض تجربه السياحة الداخلية ، وهل فكرت مرة في الذهاب الى إحدى المناطق السياحية التي يزخر ويفخر بها وطنك ، وهل فكرت مرة أن تعرف وطنك من خلال تلك الرحلة ولكن هل فكرت مرات كم ستكلف تلك الرحلة اذا قمت بها .

إذا لماذا العزوف عن السياحة الداخلية هذا هو السؤال الذي يطرحه الكثير من الناس ولماذا الازدحام على السياحة الخارجية هذا ما نطرحه على مسؤولي سياحتنا . ؟؟

فإذا فكرت مرة أن تذهب في رحله سياحية داخليه الى إحدى المواقع السياحية فانك لن تفكر بتكرارها أبداً ، ليس من سوء معامله ولا لقلة جمال الطبيعة ولا من ندرة مواقعنا السياحية ولكن من جنون الأسعار وما يتبعها ، فإذا فكرت في خيالك ان تذهب لتعرف بلدك فعليك ان تملئ جيبك وتعد عدتك وان تقنع نفسك انك سائح في باريس او روما من حيث التكلفة .

نشاهد إعلانات الصحف اليومية تغص في إبراز المواقع السياحية الخارجية وبأسعار قد تكون في بعض الأحيان رمزية ، والازدحام على خطوط الطيران المغادر اليها من الأردن والأردنيين فماذا تفعل تلك الدول لاستقطاب تلك الأعداد والأفواج السياحية الضخمة ؟؟ وكيف تحسب هناك التكلفة ولماذا لا يكون لمسؤولي السياحة هنا وقفه لدراسة هذه الظاهرة و كيفية تحويل مسار تلك الرحلات الخارجية الى داخليه ، فعندما تذهب أنت هنا الى إحدى الفنادق او المواقع السياحية تجد نفسك قد وقعت صيداً سهلا لتلك الأماكن .

إذا علينا أن نعيد حساباتنا ونستغل الظروف الصعبة في بلاد السياحة العربية ، ونشجع على السياحة الداخلية ، وكذلك التعاون بين القطاع العام والخاص في هذا الموضوع الهام . فهل يعقل ان يدفع مواطن وزوجته ما يقارب راتب الشهر مقابل وجبه غداء او عشاء في فندق او منتجع سياحي في الأردن وليس في جزر الكاريبي ، وأين هي الرقابة الحكومية وهل هذه الأسعار الجنونية ستكون رادع لكل أردني من تكرار تلك التجربة السياحية ، وهل يعقل لمواطن ان يذهب للاستجمام او السياحة العلاجية فيعود منها مهموم او محموم بنار الأسعار الخيالية ، لأنك ستستغرب من هذا الكلام وتقول في نفسك هل هي مبالغه ام صورة حقيقة نعم هي الحقيقة ونعم ان الأردن يملك ثروة سياحية هائلة من حيث المواقع السياحية او الاثريه او الفنادق الراقية والكفاءات البشرية الرائعة وأضف إلى ذلك كله راحة البال من النواحي الامنيه لكننا لا ندرك كيف نتعامل مع هذه الثروة التي تشكل مصدر الدخل الأول لكثير من دول العالم وتركنا الموضوع للقطاع الخاص الذي أغفل حجم وأهمية السياحة الداخلية وكيفية استقطابها

فلا بد من تصحيح المسار وإعادة الرغبة والثقة لنفوس الصغار والكبار لزيارة مواقعنا السياحية دون خوف من حريق الأسعار ولكن هل يكون لهذا الكلام مكان في أذان المسؤولين الأبرار .


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/79045