عزيزي دولة الرئيس .. د. فايز الطراونه .. الموقر
أغتنم هذه الفرصة للتحدث ، وبالنيابة عن أساتذتي وأصدقائي وزملائي الفنانين الأردنيين ، وأنا أقلهم شأنا وشهرة ، ولكني بالمعية شريك لهم بالهم والألم والتطلعات .
لطالما أمل الفنانون في الأردن بمظلة أو ( خيمة ) عالية منيعة ، تقيهم تقلبات الحياة وعثراتها ، وتؤمن حماية لهم ولعائلاتهم ، من خلال نقابة مهنية تعنى بكافة التفاصيل التي من شأنها تحقيق هذه الأهداف المحقة ، وقد كان أن تحقق هذا الأمل سنة 1997
ومنذ ذاك التاريخ ، والفنان الأردني يسعى من خلال نقابته الوليدة ، في ذاك الوقت ، أن ينظم مهنته الفنية ، نقابيا ، متسلحا بقانونه الذي كان لا يرقى لمستوى طموحات الفنانين آنذاك ، لكنة كان ، بالتأكيد ، لبنة تصلح للبناء عليها ومن حولها ، بشراكة واضحة المعالم ، ومن خلال القانون ، مع كل الهيئات الرسمية المعنية بتنظيم وصناعة الفنون والثقافة .ولا يخفى على دولتكم ، أن من شأن هذه الشراكة بين النقابة والقطاع العام ، تنفيذ مواد قانون النقابة ، ومن ثم تحقيق الأهداف المرجوة والمنصوص عليها في القانون . فالشراكة أساسية ، وبدونها يبقى القانون حبرا على ورق وتستمر المعاناة والآلام ، وهذا ما لا يرضاه أي فنان أو مسئول أو أي مواطن غيور على الأردن الكبير .
وهكذا .. تتوالى المجالس تباعا .. ونصل إلى العام 2012 .. وبجردة حساب بسيطة نجد أنفسنا في المربع الأول ، ويتضح أننا لم ننجز إلا اليسير اليسير من آمالنا وطموحاتنا . وعندما نحاور أنفسنا حول أسباب التقصير والتردي الذي وصلنا له ، رغم حصولنا على الحق النقابي ، وبعد 14 سنة من التنظيم والتخطيط والبناء على ما سبق ، والإستفادة من تجارب الرواد وأطروحاتهم وتجارب النقابات العربية التي سبقتنا كثيرا في المجال النقابي ، وليس الفني ، والحوارات العديدة والكثيرة مع كل المعنيين بالشأن الفني والثقافي ، من وزراء للثقافة وأمناء عامين ومدراء للإذاعة والتلفزيون ، ورؤساء حكومات متعاقبة ،،، أقول بعد كل هذ الحراك المضني ،،، نكتشف أن المشكلة الأكبر كانت في عدم تفعيل تلك الشراكة التي ذكرناها ، بل أننا وجدنا أن شريكنا الأوحد والأهم .. الحكومة .. كانت دائما تضعنا في أسفل سلم الأولويات .. هذا إن كان شأننا قد أدرج من ضمن الأولويات أصلا .
عزيزي دولة الرئيس الموقر ..
ليس من عادتي أن أكون متشائما ، وأنا ممن ينظرون للنصف الممتلئ على الدوام ، بل وأجزم أن غالبية الفنانين الأردنيين يتحلون بهذه الطباع ، فالفنان بطبعه دائم التفاؤل ، محب للحياة ، صانع للفرح والسعادة ، مثالي التطلع ، يضحي ليسعد الآخرين .. هذا قدره ، وهذه رسالته ، يحترق لينير .
لكن الفنان وقبل كل شيء .. مواطن يتفاعل مع الأحداث ، وبحس الفنان ، يتأثر أضعافا مضاعفة عن غيره ، ويترجم ذلك من خلال أعماله الفنية المتنوعة ، دراما أو موسيقى ، تمثيلا أم غناءا ... فالفرح عند الفنان ، فرح جياش مفعم بالحب والود .. والحزن عند الفنان ملحمة تراجيدية .. تصل لدرجة الموت .. والأمثلة كثيرة عمن غادرونا إلى الباريء الخالق ، وهم على خشبة المسرح أو في الأستوديو .
والوطن ، عزيزي دولة الرئيس ، هو المفصل والمحك لدى الفنان ، تماما كالجندي في ساحة المعركة فالفنان لا ينهزم حين يحمى الوطيس ، وكلنا نذكر كيف كان موقف الفنان الأردني وحجم تضحياته ، وهو المقاطع عربيا ،، في حقبة التسعينيات .
عزيزي دولة الدكتور الطراونه ،،
إن أكبر شرف يناله الفنان الأردني ، هو حين يعلن فوز أي عمل فني قام به ، ويذكر هذا الفوز بإسم الأردن الغالي ، ويكتمل هذا الشرف بإستقبال الشعب الأردني لهذا الفوز والتهنئة به ، ويطوق هذا الشرف بوسام هو الأغلى ، حينما يكرمهم سيد البلاد جلالة الملك المفدى .
إن أموال الدنيا كلها ،، لا تساوي مصافحة من جلالة سيد البلاد ،، وسماع جملة ' يعطيكوا العافية يا شباب ، بيضتوها ورفعتوا راس الأردن ' .. وعلى سبيل المثال . .
عزيزي دولة الرئيس الموقر ،،
إن ما إسترسلت به ليس إلا شعور حقيقي صادق أؤمن به وأتمناه ، وقد ذكرته للتمهيد في سبيل وضع حالة الفنان الأردني أمام ناظريكم .
مطالب الفنان الأردني ، دولتكم ، ليست إلا حقوقا غير محصلة ، أو منقوصة أو مجزأة . فصندوق دعم الثقافة والفنون قد تم تجميده ، وكنا نأول عليه ونبني آمالا عظيمة لدعم الحركة الفنية والثقافية في الأردن ، والتي تعاني ما تعانيه بسبب شح الموارد المالية . ودعم نظام الإسكان الذي وعدنا به مرارا ، والأغلبية العظمى من الفنانين الأردنيين وخصوصا جيل الشباب ، قد فقد الأمل في تملك المسكن الكريم ، في ضوء الطفرة المذهلة لإرتفاع أثمان الأراضي والسكن . والتأمين الصحي الشامل الذي تكررت الوعود تلو الوعود بتطبيقه على الفنانين ، وفي ظل عجز كبير لصندوق التأمين الصحي لدى النقابة ، والذي لا أمل في إنقاذه سوى ،، إلغائه ..!! وما زلنا نلجأ إلى بيت الأردنيين جميعا ، الديوان الملكي العامر ، حين يسقط أحد الفنانين صريع المرض ، وهو لا يملك ثمن الدواء ، ولا الإقامة ليلة واحدة في أي مستشفى ، وكل ذلك بسبب البطالة وشح الأعمال الفنية
والندوات و المؤتمرات و التوصيات العديدة ، و التي خرجت بخطط و إستراتيجيات فنية وطنية شاملة ، ما زالت حبرا على ورق .
وهناك بالطبع زملاؤنا الموظفون في كوادر الدولة ، الذين لا يحصلون على علاوة المهنة ، ولا بأي نسبة كانت ، أسوة بنظرائهم موظفي القطاع العام .
عزيزي دولة الدكتور الطراونه الموقر ،،
أعلم أني قد أطلت عليكم ، كما وأعلم تماما حجم المسئولية العظيمة الملقاة على كاهلكم ، ويعلم الله كم كنا سعداء بتوليكم المسئولية ، كونكم سليل عائلة أردنية عريقة ، أفنت عمرها في خدمة الأردن ، ولرقي خلفيتكم العلمية الأكاديمية ، ولأنكم كنتم قد تقلدتم ، مؤخرا ، مسؤولية إدارة اللجنة العليا لمهرجان جرش لسنة 2011 ، وقد تقربتم من عضو اللجنة العليا سعادة نقيب الفنانين الأردنيين ، الأستاذ حسين الخطيب ، والذي نعرف أنكم قد علمتم من خلاله ، وعن قرب ، حجم المأساة التي يعانيها فناننا الأردني ، كما نعلم مقدار الدعم الذي أوليتموه لدعم المشاركة الأردنية المشرفة في المهرجان ، والتي شهد لها القاصي و الداني ..
نقول بعد كل ذلك ، أنكم من نراه أهلا لتلبية وتنفيذ توجيهات سيد البلاد بدعم الفنان الأردني وإيلاءه الإهتمام اللازم .
أتمنى من الله العلي القدير أن يوفقكم لأداء مسئولياتكم العظام على أكمل وجه ، وأن يرفدكم بالصحة والعافية ، في ظل سيدي ومولاي صاحب الجلالة 'الملك عبد الله الثاني ابن الحسين' .. أطال الله في عمره ووفقه وسدد خطاه .
عادل الحاج أبوعبيد
عزيزي دولة الرئيس .. د. فايز الطراونه .. الموقر
أغتنم هذه الفرصة للتحدث ، وبالنيابة عن أساتذتي وأصدقائي وزملائي الفنانين الأردنيين ، وأنا أقلهم شأنا وشهرة ، ولكني بالمعية شريك لهم بالهم والألم والتطلعات .
لطالما أمل الفنانون في الأردن بمظلة أو ( خيمة ) عالية منيعة ، تقيهم تقلبات الحياة وعثراتها ، وتؤمن حماية لهم ولعائلاتهم ، من خلال نقابة مهنية تعنى بكافة التفاصيل التي من شأنها تحقيق هذه الأهداف المحقة ، وقد كان أن تحقق هذا الأمل سنة 1997
ومنذ ذاك التاريخ ، والفنان الأردني يسعى من خلال نقابته الوليدة ، في ذاك الوقت ، أن ينظم مهنته الفنية ، نقابيا ، متسلحا بقانونه الذي كان لا يرقى لمستوى طموحات الفنانين آنذاك ، لكنة كان ، بالتأكيد ، لبنة تصلح للبناء عليها ومن حولها ، بشراكة واضحة المعالم ، ومن خلال القانون ، مع كل الهيئات الرسمية المعنية بتنظيم وصناعة الفنون والثقافة .ولا يخفى على دولتكم ، أن من شأن هذه الشراكة بين النقابة والقطاع العام ، تنفيذ مواد قانون النقابة ، ومن ثم تحقيق الأهداف المرجوة والمنصوص عليها في القانون . فالشراكة أساسية ، وبدونها يبقى القانون حبرا على ورق وتستمر المعاناة والآلام ، وهذا ما لا يرضاه أي فنان أو مسئول أو أي مواطن غيور على الأردن الكبير .
وهكذا .. تتوالى المجالس تباعا .. ونصل إلى العام 2012 .. وبجردة حساب بسيطة نجد أنفسنا في المربع الأول ، ويتضح أننا لم ننجز إلا اليسير اليسير من آمالنا وطموحاتنا . وعندما نحاور أنفسنا حول أسباب التقصير والتردي الذي وصلنا له ، رغم حصولنا على الحق النقابي ، وبعد 14 سنة من التنظيم والتخطيط والبناء على ما سبق ، والإستفادة من تجارب الرواد وأطروحاتهم وتجارب النقابات العربية التي سبقتنا كثيرا في المجال النقابي ، وليس الفني ، والحوارات العديدة والكثيرة مع كل المعنيين بالشأن الفني والثقافي ، من وزراء للثقافة وأمناء عامين ومدراء للإذاعة والتلفزيون ، ورؤساء حكومات متعاقبة ،،، أقول بعد كل هذ الحراك المضني ،،، نكتشف أن المشكلة الأكبر كانت في عدم تفعيل تلك الشراكة التي ذكرناها ، بل أننا وجدنا أن شريكنا الأوحد والأهم .. الحكومة .. كانت دائما تضعنا في أسفل سلم الأولويات .. هذا إن كان شأننا قد أدرج من ضمن الأولويات أصلا .
عزيزي دولة الرئيس الموقر ..
ليس من عادتي أن أكون متشائما ، وأنا ممن ينظرون للنصف الممتلئ على الدوام ، بل وأجزم أن غالبية الفنانين الأردنيين يتحلون بهذه الطباع ، فالفنان بطبعه دائم التفاؤل ، محب للحياة ، صانع للفرح والسعادة ، مثالي التطلع ، يضحي ليسعد الآخرين .. هذا قدره ، وهذه رسالته ، يحترق لينير .
لكن الفنان وقبل كل شيء .. مواطن يتفاعل مع الأحداث ، وبحس الفنان ، يتأثر أضعافا مضاعفة عن غيره ، ويترجم ذلك من خلال أعماله الفنية المتنوعة ، دراما أو موسيقى ، تمثيلا أم غناءا ... فالفرح عند الفنان ، فرح جياش مفعم بالحب والود .. والحزن عند الفنان ملحمة تراجيدية .. تصل لدرجة الموت .. والأمثلة كثيرة عمن غادرونا إلى الباريء الخالق ، وهم على خشبة المسرح أو في الأستوديو .
والوطن ، عزيزي دولة الرئيس ، هو المفصل والمحك لدى الفنان ، تماما كالجندي في ساحة المعركة فالفنان لا ينهزم حين يحمى الوطيس ، وكلنا نذكر كيف كان موقف الفنان الأردني وحجم تضحياته ، وهو المقاطع عربيا ،، في حقبة التسعينيات .
عزيزي دولة الدكتور الطراونه ،،
إن أكبر شرف يناله الفنان الأردني ، هو حين يعلن فوز أي عمل فني قام به ، ويذكر هذا الفوز بإسم الأردن الغالي ، ويكتمل هذا الشرف بإستقبال الشعب الأردني لهذا الفوز والتهنئة به ، ويطوق هذا الشرف بوسام هو الأغلى ، حينما يكرمهم سيد البلاد جلالة الملك المفدى .
إن أموال الدنيا كلها ،، لا تساوي مصافحة من جلالة سيد البلاد ،، وسماع جملة ' يعطيكوا العافية يا شباب ، بيضتوها ورفعتوا راس الأردن ' .. وعلى سبيل المثال . .
عزيزي دولة الرئيس الموقر ،،
إن ما إسترسلت به ليس إلا شعور حقيقي صادق أؤمن به وأتمناه ، وقد ذكرته للتمهيد في سبيل وضع حالة الفنان الأردني أمام ناظريكم .
مطالب الفنان الأردني ، دولتكم ، ليست إلا حقوقا غير محصلة ، أو منقوصة أو مجزأة . فصندوق دعم الثقافة والفنون قد تم تجميده ، وكنا نأول عليه ونبني آمالا عظيمة لدعم الحركة الفنية والثقافية في الأردن ، والتي تعاني ما تعانيه بسبب شح الموارد المالية . ودعم نظام الإسكان الذي وعدنا به مرارا ، والأغلبية العظمى من الفنانين الأردنيين وخصوصا جيل الشباب ، قد فقد الأمل في تملك المسكن الكريم ، في ضوء الطفرة المذهلة لإرتفاع أثمان الأراضي والسكن . والتأمين الصحي الشامل الذي تكررت الوعود تلو الوعود بتطبيقه على الفنانين ، وفي ظل عجز كبير لصندوق التأمين الصحي لدى النقابة ، والذي لا أمل في إنقاذه سوى ،، إلغائه ..!! وما زلنا نلجأ إلى بيت الأردنيين جميعا ، الديوان الملكي العامر ، حين يسقط أحد الفنانين صريع المرض ، وهو لا يملك ثمن الدواء ، ولا الإقامة ليلة واحدة في أي مستشفى ، وكل ذلك بسبب البطالة وشح الأعمال الفنية
والندوات و المؤتمرات و التوصيات العديدة ، و التي خرجت بخطط و إستراتيجيات فنية وطنية شاملة ، ما زالت حبرا على ورق .
وهناك بالطبع زملاؤنا الموظفون في كوادر الدولة ، الذين لا يحصلون على علاوة المهنة ، ولا بأي نسبة كانت ، أسوة بنظرائهم موظفي القطاع العام .
عزيزي دولة الدكتور الطراونه الموقر ،،
أعلم أني قد أطلت عليكم ، كما وأعلم تماما حجم المسئولية العظيمة الملقاة على كاهلكم ، ويعلم الله كم كنا سعداء بتوليكم المسئولية ، كونكم سليل عائلة أردنية عريقة ، أفنت عمرها في خدمة الأردن ، ولرقي خلفيتكم العلمية الأكاديمية ، ولأنكم كنتم قد تقلدتم ، مؤخرا ، مسؤولية إدارة اللجنة العليا لمهرجان جرش لسنة 2011 ، وقد تقربتم من عضو اللجنة العليا سعادة نقيب الفنانين الأردنيين ، الأستاذ حسين الخطيب ، والذي نعرف أنكم قد علمتم من خلاله ، وعن قرب ، حجم المأساة التي يعانيها فناننا الأردني ، كما نعلم مقدار الدعم الذي أوليتموه لدعم المشاركة الأردنية المشرفة في المهرجان ، والتي شهد لها القاصي و الداني ..
نقول بعد كل ذلك ، أنكم من نراه أهلا لتلبية وتنفيذ توجيهات سيد البلاد بدعم الفنان الأردني وإيلاءه الإهتمام اللازم .
أتمنى من الله العلي القدير أن يوفقكم لأداء مسئولياتكم العظام على أكمل وجه ، وأن يرفدكم بالصحة والعافية ، في ظل سيدي ومولاي صاحب الجلالة 'الملك عبد الله الثاني ابن الحسين' .. أطال الله في عمره ووفقه وسدد خطاه .
عادل الحاج أبوعبيد
عزيزي دولة الرئيس .. د. فايز الطراونه .. الموقر
أغتنم هذه الفرصة للتحدث ، وبالنيابة عن أساتذتي وأصدقائي وزملائي الفنانين الأردنيين ، وأنا أقلهم شأنا وشهرة ، ولكني بالمعية شريك لهم بالهم والألم والتطلعات .
لطالما أمل الفنانون في الأردن بمظلة أو ( خيمة ) عالية منيعة ، تقيهم تقلبات الحياة وعثراتها ، وتؤمن حماية لهم ولعائلاتهم ، من خلال نقابة مهنية تعنى بكافة التفاصيل التي من شأنها تحقيق هذه الأهداف المحقة ، وقد كان أن تحقق هذا الأمل سنة 1997
ومنذ ذاك التاريخ ، والفنان الأردني يسعى من خلال نقابته الوليدة ، في ذاك الوقت ، أن ينظم مهنته الفنية ، نقابيا ، متسلحا بقانونه الذي كان لا يرقى لمستوى طموحات الفنانين آنذاك ، لكنة كان ، بالتأكيد ، لبنة تصلح للبناء عليها ومن حولها ، بشراكة واضحة المعالم ، ومن خلال القانون ، مع كل الهيئات الرسمية المعنية بتنظيم وصناعة الفنون والثقافة .ولا يخفى على دولتكم ، أن من شأن هذه الشراكة بين النقابة والقطاع العام ، تنفيذ مواد قانون النقابة ، ومن ثم تحقيق الأهداف المرجوة والمنصوص عليها في القانون . فالشراكة أساسية ، وبدونها يبقى القانون حبرا على ورق وتستمر المعاناة والآلام ، وهذا ما لا يرضاه أي فنان أو مسئول أو أي مواطن غيور على الأردن الكبير .
وهكذا .. تتوالى المجالس تباعا .. ونصل إلى العام 2012 .. وبجردة حساب بسيطة نجد أنفسنا في المربع الأول ، ويتضح أننا لم ننجز إلا اليسير اليسير من آمالنا وطموحاتنا . وعندما نحاور أنفسنا حول أسباب التقصير والتردي الذي وصلنا له ، رغم حصولنا على الحق النقابي ، وبعد 14 سنة من التنظيم والتخطيط والبناء على ما سبق ، والإستفادة من تجارب الرواد وأطروحاتهم وتجارب النقابات العربية التي سبقتنا كثيرا في المجال النقابي ، وليس الفني ، والحوارات العديدة والكثيرة مع كل المعنيين بالشأن الفني والثقافي ، من وزراء للثقافة وأمناء عامين ومدراء للإذاعة والتلفزيون ، ورؤساء حكومات متعاقبة ،،، أقول بعد كل هذ الحراك المضني ،،، نكتشف أن المشكلة الأكبر كانت في عدم تفعيل تلك الشراكة التي ذكرناها ، بل أننا وجدنا أن شريكنا الأوحد والأهم .. الحكومة .. كانت دائما تضعنا في أسفل سلم الأولويات .. هذا إن كان شأننا قد أدرج من ضمن الأولويات أصلا .
عزيزي دولة الرئيس الموقر ..
ليس من عادتي أن أكون متشائما ، وأنا ممن ينظرون للنصف الممتلئ على الدوام ، بل وأجزم أن غالبية الفنانين الأردنيين يتحلون بهذه الطباع ، فالفنان بطبعه دائم التفاؤل ، محب للحياة ، صانع للفرح والسعادة ، مثالي التطلع ، يضحي ليسعد الآخرين .. هذا قدره ، وهذه رسالته ، يحترق لينير .
لكن الفنان وقبل كل شيء .. مواطن يتفاعل مع الأحداث ، وبحس الفنان ، يتأثر أضعافا مضاعفة عن غيره ، ويترجم ذلك من خلال أعماله الفنية المتنوعة ، دراما أو موسيقى ، تمثيلا أم غناءا ... فالفرح عند الفنان ، فرح جياش مفعم بالحب والود .. والحزن عند الفنان ملحمة تراجيدية .. تصل لدرجة الموت .. والأمثلة كثيرة عمن غادرونا إلى الباريء الخالق ، وهم على خشبة المسرح أو في الأستوديو .
والوطن ، عزيزي دولة الرئيس ، هو المفصل والمحك لدى الفنان ، تماما كالجندي في ساحة المعركة فالفنان لا ينهزم حين يحمى الوطيس ، وكلنا نذكر كيف كان موقف الفنان الأردني وحجم تضحياته ، وهو المقاطع عربيا ،، في حقبة التسعينيات .
عزيزي دولة الدكتور الطراونه ،،
إن أكبر شرف يناله الفنان الأردني ، هو حين يعلن فوز أي عمل فني قام به ، ويذكر هذا الفوز بإسم الأردن الغالي ، ويكتمل هذا الشرف بإستقبال الشعب الأردني لهذا الفوز والتهنئة به ، ويطوق هذا الشرف بوسام هو الأغلى ، حينما يكرمهم سيد البلاد جلالة الملك المفدى .
إن أموال الدنيا كلها ،، لا تساوي مصافحة من جلالة سيد البلاد ،، وسماع جملة ' يعطيكوا العافية يا شباب ، بيضتوها ورفعتوا راس الأردن ' .. وعلى سبيل المثال . .
عزيزي دولة الرئيس الموقر ،،
إن ما إسترسلت به ليس إلا شعور حقيقي صادق أؤمن به وأتمناه ، وقد ذكرته للتمهيد في سبيل وضع حالة الفنان الأردني أمام ناظريكم .
مطالب الفنان الأردني ، دولتكم ، ليست إلا حقوقا غير محصلة ، أو منقوصة أو مجزأة . فصندوق دعم الثقافة والفنون قد تم تجميده ، وكنا نأول عليه ونبني آمالا عظيمة لدعم الحركة الفنية والثقافية في الأردن ، والتي تعاني ما تعانيه بسبب شح الموارد المالية . ودعم نظام الإسكان الذي وعدنا به مرارا ، والأغلبية العظمى من الفنانين الأردنيين وخصوصا جيل الشباب ، قد فقد الأمل في تملك المسكن الكريم ، في ضوء الطفرة المذهلة لإرتفاع أثمان الأراضي والسكن . والتأمين الصحي الشامل الذي تكررت الوعود تلو الوعود بتطبيقه على الفنانين ، وفي ظل عجز كبير لصندوق التأمين الصحي لدى النقابة ، والذي لا أمل في إنقاذه سوى ،، إلغائه ..!! وما زلنا نلجأ إلى بيت الأردنيين جميعا ، الديوان الملكي العامر ، حين يسقط أحد الفنانين صريع المرض ، وهو لا يملك ثمن الدواء ، ولا الإقامة ليلة واحدة في أي مستشفى ، وكل ذلك بسبب البطالة وشح الأعمال الفنية
والندوات و المؤتمرات و التوصيات العديدة ، و التي خرجت بخطط و إستراتيجيات فنية وطنية شاملة ، ما زالت حبرا على ورق .
وهناك بالطبع زملاؤنا الموظفون في كوادر الدولة ، الذين لا يحصلون على علاوة المهنة ، ولا بأي نسبة كانت ، أسوة بنظرائهم موظفي القطاع العام .
عزيزي دولة الدكتور الطراونه الموقر ،،
أعلم أني قد أطلت عليكم ، كما وأعلم تماما حجم المسئولية العظيمة الملقاة على كاهلكم ، ويعلم الله كم كنا سعداء بتوليكم المسئولية ، كونكم سليل عائلة أردنية عريقة ، أفنت عمرها في خدمة الأردن ، ولرقي خلفيتكم العلمية الأكاديمية ، ولأنكم كنتم قد تقلدتم ، مؤخرا ، مسؤولية إدارة اللجنة العليا لمهرجان جرش لسنة 2011 ، وقد تقربتم من عضو اللجنة العليا سعادة نقيب الفنانين الأردنيين ، الأستاذ حسين الخطيب ، والذي نعرف أنكم قد علمتم من خلاله ، وعن قرب ، حجم المأساة التي يعانيها فناننا الأردني ، كما نعلم مقدار الدعم الذي أوليتموه لدعم المشاركة الأردنية المشرفة في المهرجان ، والتي شهد لها القاصي و الداني ..
نقول بعد كل ذلك ، أنكم من نراه أهلا لتلبية وتنفيذ توجيهات سيد البلاد بدعم الفنان الأردني وإيلاءه الإهتمام اللازم .
أتمنى من الله العلي القدير أن يوفقكم لأداء مسئولياتكم العظام على أكمل وجه ، وأن يرفدكم بالصحة والعافية ، في ظل سيدي ومولاي صاحب الجلالة 'الملك عبد الله الثاني ابن الحسين' .. أطال الله في عمره ووفقه وسدد خطاه .
عادل الحاج أبوعبيد
التعليقات