طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

الله على زمان شيّخ الرخم والبوم حتى العقاب من الدويري شكالي


ما أصعب على المرء أن يستيقظ من نومه ليرى نفسه غريبا في وطن بُني على أكتاف أجداده وآبائه, غريبا إلى درجة تحويله جراحيا ونفسيا إلى هندي احمر يجعر كالبقر , في الوقت الذي تم فيه ترك الساحة للأغراب يمارسون فيها جميع الألعاب , يسيطرون ويتحكمون في مفاصل الدولة كيفما يشاء الأسياد والأغراب.

فالشعر الشعبي لم يُبقي على شيء إلا زانه , وفصّل معانيه وأحداثه وشرح بيانه, فقد شكا احد الفرسان يوما بقوله : 'الله على زمان شيخ الرخم والبوم , حتى العقاب من الدويري شكالي ', فهذا البيت من الشعر الشعبي لم يأتي من فراغ , بل أن قائله كان فارسا يشار له بالبنان ,يشق الغيم في سيفه , فتحسب له الناس ألف حساب, كان عميد قومه, وفجأة وجد نفسه على الرصيف بلا قيمة , ليتسيد الساحة بدلا منه أشباه الرجال المنتمون للماسونية العالمية, التي من أهم شروط الدخول والتسجيل فيها أن يكون العضو المنتسب يشتهي كما تشتهي النساء , فيتم تصوير شريط له ليبقى تحت قبضة الأسياد يمارسون السياسة العالمية بواسطته على الريموت كونترول , وإلا فالفضيحة حاضرة وعليها شهود , لذلك تراهم خامدون هامدون عناتر بلا سيوف.

تصوروا معي لو أن طائر الدويري ذلك العصفور الصغير الغلبان الذي لا يتجاوز حجمه حجم فنجان القهوة يفترس امام ناظريك عقابا طول جناحيه مترين , فكيف سيكون المشهد بنظرك يا ترى ؟ هل ستصدق ذلك ؟ أم ستقول أن هناك اختلالا حدث في هذا الكون؟.

نعم يا شعبنا الطيب الأمر في السياسة الأردنية يختلف بكثير عن عما يجري في المألوف بين الدويري والعقاب, فقد باتت الدويريات هذه الأيام تتبوءا المراكز وترسم السياسات بعد أن أُبعدت العُقبان والصقور والنسور من الساحة , فبات من حق كل أردني حر في ظل ذلك أن يبكي وطنه لان الخوف قادم لا محالة في زمن حكم العصافير التي لا تقوى على حماية نفسها .

نعم عندما سار الأردنيون خلف الهاشميين ساروا طائعين غير مكرهين كما هو الحال في كل بلاد العرب من حولنا, ولكن الأردنيون الذين على أكتافهم نهض الوطن وبنيت أمجاده باتوا هذه الأيام مهمشين , في الوقت الذي فُتح الصدر لأشباه رجال لا يربطهم وآبائهم بالوطن إلا روابط المنافع الشخصية ,لأنهم امنوا منذ البداية أن الأوطان بالنسبة لهم هي بقعة جغرافية , فلا يهم اين تكون في الأردن أو في فلسطين , في سوريا أم في الأرجنتين ؟.

وقفة للتأمل:' يا بغايا صُحف الزيت

ويا أذناب أصحاب القرون

هاأنا اعرض عرضا جيداً

يرفع من أسعاركم عند الزبون

فافتحوا أذانكم كي تسمعون

وافتحوا أجهزة التصوير كي تلتقطوني

وافتحوا أكياسكم واستثمروني

فأنا أردني

متخم بالهموم في أي مصرف ستصرفوني'.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/77205