طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

بني ارشيد في دائرة المطالبة القانونية


في تصريحات واتهامات لم ترتقي لمستوى القيادة أو المسؤولية بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام ، تلك التي بادر بها وأطلقها الفاضل زكي بن ارشيد رئيس الدائرة السياسية لحزب جبهة العمل الإسلامي الذي يعتبر رمز من رموز الجبهة والمثل والقدوة في نبل وطيب خلقه ، في الوقت الذي وصفت به جبهة العمل الاسلامي بانها صمام الامان للوطن ، ويعتبر الكثيرين ممن يؤمنون بالفكر الاسلامي وغيرهم ما تنادي به الحركات الاسلامية من مطالب وينشدون من تطلعات كالاصلاح ومحاربة الفساد هما العنوان الحقيقي للإصلاح بانواعه وفيه امصلحة الوطنية العليا ، إذن لما التشكيك بمن يوالون للوطن وينشدون مصلحته من خارج حزب جبهة العمل الاسلامي أو الأحزاب والفعاليات الأخرى !؟؟

إن ما تنادي به الحركة الاسلامية من فكر يجب أن تؤكده من خلال تصريحات وسلوكيات ترتقي لمستوى المسؤولية الحقة ، لا الإساءة أو المساس بكرامة الغير تأكيدا لتعاليم ديننا الحنيف وشرعنا السمح .
إن ما يلحظه المراقب والمتابع لتصريحات البعض من قيادات وأعضاء الحركة الإسلامية يشعر بخيبة الأمل من خلال ما يبدوه من تشدد وعدم قبول للأخر ،
هذا ما ينافي تعاليم ديننا الإسلامي كفكر ونهج لأن في الاختلاف سنة شرعية أكدها القرآن الكريم ونص على وجوبها بين الناس لاختلاف مراتب عقولهم وأفكارهم ومعتقداتهم بدليل
قول الله تعالى:
'ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم '
ولقوله تعالى:
' ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون مالهم من ولي ولا نصير'
بينما نجد البعض يرفض شرعية الاختلاف فيفرض على الغير أن يؤمنون بفكر وثقافة واحدة دون تجديد وتطوير وتطلع للإبداع والتغيير، فلماذا هذا الاستبداد الفكري وإثارة الإشكاليات ؟؟ التي يفترض أن تكون قد ولت ، لما حملته الحضارة الإسلامية من مناهج ونظم شاملة وما ميز ديننا الاسلامي الشمول في عقيدته مما جعله صالحاً لكل زمان ومكان.

والغريب أن نجد من يدعي لنفسه فهم الإسلام وحقائقه وهو لا يعطي فرصة للغير في التعبير عن رأيه ، بمصادرة الرأي الآخر لن يحقق ذلك إلا تمزيق للأمة وتفتت لوحدة المجتمع وخلق الفتن والصراعات العبثية المنهي عنها شرعاً وخُلقاً .. في حين أن احترام (الرأي والرآي الآخر) وتشجيعه سيؤدي إلى التقدم والإبداع والابتكار
كما أن ضمان حرية الرأي للجميع سيساهم في بناء وحدة الأمة ويزيد من قوتها ومنعتها.

وقد أكد ديننا الحنيف على مبدأ الحوار في كثير من نصوصه القرآنية وكان الحوار هو الأسلوب الأول الذي انتهجه الأنبياء في الدعوة إلى الله ، لهداية الناس نحو الخير والصلاح، والتكافل والتضامن مما سيؤدي ذلك الى الأمن والاستقرار المجتمع برمته لقوله تعالى
'وقولواللناس حسناً '

فالقول الحسن هو الذي يحقق التقارب بين الأمة ويبعدها عن مواضع الخطأ والتخلف والإختلاف الذي سيودى بالشعوب إلى الهلاك وتدمير اوطانها
إن تعاليم وقيم الإسلام تحث على التسامح واحترام الآخر وإعطاء كل ذي حق حقه انطلاقاً من أصالة الحرية، وحق الإنسان في الاختلاف، ومن أكبر الأدلة على ذلك التجربة الإسلامية الأولى التي قادها النبي عليه السلام والتي تؤكد وقائعها وشواهدها التاريخية على شرعية الآخر في الإسلام
وهنا لا بد من مبادئ أخلاقية وتعاليم تربوية تجعل العقول منفتحة والصدور متسعة لاختلاف الرأي وتعدد وجهات النظر وهذا ما صنعه الإسلام في التأكيد على التسامح واحترام الرأي هذا ما يجمع عليه أصحاب الفكر من أصحاب الرأي السديد والنظر الثاقب.

إن نعت زكي بني ارشيد للمواطنين الذين شاركوا بمسيرات الولاء بالمأجورين ، ووصف معظمهم بأنهم من أصحاب السوابق والبلطجية الذين يسبون المواطنين ويسيئون للوطنية زعماً بأن كل ما ادعاه موثق بالصوت والصورة وحتى بالأسماء قد يضع بني ارشيد في دائرة المطالبة القانونية ...!!
بالإدعاء عليه قانونياً ، فهذا حق مشروع لكل من شارك بمسيرات الولاء من الأردنيين الذين أحبوا الوطن واخلصوا لقيادته طوعاً ومن غير أجر كما ادعى عليهم شيخنا الفاضل ونعتهم ، ممن يحتسبون أجرهم وثوابهم عند الله في سبيل الوطن وقيادته


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/74442