ورد في المواقع الإخبارية قبل يومين، السادس من نيسان، تقرير المعهد الكندي للأبحاث المتقدمة الذي أشار إلى الشعوب الأكثر سعادة وبؤسا في العالم، واللافت للنظر ترتيب الشعب الأردني الذي جاء خامسا في الدول العربية والرابع والخمسين عالميا، بعد أن نحينا جانبا ووراءنا اللبنانيين والبحرينيين والعمانيين والمغاربة .... والصوماليين.
ولا أظنّ الشعب الأردني يمتلك مثل هذه السعادة؛ فهذه الكذبة مغلوطة شكلا ومضمونا. الشعب الأردني لم يذق طعما للسعادة منذ أربعينيات القرن الماضي، مشفوعة بالستينيات، أي منذ احتلال فلسطين وما تبعها في الضفة الغربية، وامتزاج مشاعر اللجوء والنزوح والتشريد مع مشاعر الاحتضان من قبل الأردنيين؛ فالهمّ واحد والأسى ذاته. ألا نذكر أن الغزل والأهازيج في أعراسنا وأفراحنا كانت على شاكلة: يا عين صبّي دمع وأشباهها. ألم نردد في تعاليلنا: يابو رشيدة قلبنا اليوم مجروح... جرح غميق وبالحشا مستظل، جابوا الطبيب ومددوني على اللوح... قلت براخاة لما عشيري يصلني. وأمثال ذلك من مترادفات وألفاظ؛ دموع وجراح وطبيب مداو.
بذرة السعادة موجودة بالفطرة عند كل فرد وشعب وأمة. ولكن في الأردن، قام اللصوص باختلاسها عنوة وقهرا من براءة أطفالنا وعيون حرائرنا، وعرق رجالاتنا. عاثوا في الديار فسادا وجاسوا وحاسوا حتى لا يبقوا وراءهم أملا ولا رجاء. عضضنا على الصّوّان والقِرِطْيان صبرا، وهم يقولون لنا: شدّوا الأحزمة على البطون لعل الفرج قادم. ضمرت البطون والتصقت بعظامها وجلدها والحال من أسوأ إلى أكثر سوءا. وما زال السرسري سعادة الباشا أو المعالي أو الدولة يطلّ علينا باسما هنيئا، مكتنز الجسم، متورّد الوجنتين، محمرّ الخدين، متهدّل الكرش صحة وعافية. فأيّ من الفريقين الذي شارك بعينة الدراسة لذاك المعهد الكنديّ!؟
الأردنيون يعرفون السعد والسعادة منذ عصر الأجداد والآباء؛ فهم ضليعون بمعرفة سعد الذابح وسعد ابلع، وسعد السعود، وسعد الخبايا. هذه السعود يعقب أواخرها فصل الربيع ممثلا بنيسان وباقي أشهر الربيع. والحمد لله أنّ هذه السعود هبة من الخالق لا قدرة لكم عليها؛ فلعمري لو تمكنتم لعصرتم الدّيمة والسحابا حتى لا ينتفع من غيثها مخلوق غيركم. ولكنكم مع كل ذلك ذبحتم الوطن من الوريد إلى الوريد؛ فبعتم واشتريتم، وبلعتم في كروشكم ما ليس لكم، وخبأتم ما بلعتموه في البنوك والمصارف المالية العالمية؛ فحققتم سعدكم. فلكم سعودكم ولنا سعودنا.
المقياس الذي استخدمه المعهد في دراسته يدعى كانتريل لمقياس السعادة، في حين أن المواطن الأردني بحاجة إلى مقياس من نوع آخر يستطيع قياس الهزات المتتالية والارتدادية المتلاحقة التي يشعر بها الأردني؛ ففي كل يوم يهتز بدن الأردني عديدا من المرات؛ في كل يوم يطالع الأخبار في المواقع الإخبارية أو الفضائيات يسمع عن فضيحة اقتصادية أو مالية أو عقارية، وما أن يهدأ البدن فينة، حتى يهتزّ ويرتجّ ويضطرب فينات أخر.
روي عن أحد الأردنيين التّقليديين الذي كان موصوفا بأنه لا يضحك للرغيف السّخن حدثا بسيطا؛ أخذ أولاده يوما في رحلة هشّ ونشّ في سيارته الفوكس، ولكنه رسم الكشرة المعهودة عنه ولم يشارك أسرته السعادة الغامرة التي يعيشونها الآن. فاتفق الجميع على الإكثار من النكت المضحكة الواحدة تلو الأخرى حتى نجحوا أخيرا في إضحاكه لأول مرة في حياته. ولكن واحسرتاه، في اللحظة التي ضحك فيها من كل قلبه، صادفه حمار فصدمه ورماه جيفة على قارعة الطريق.
ورد في المواقع الإخبارية قبل يومين، السادس من نيسان، تقرير المعهد الكندي للأبحاث المتقدمة الذي أشار إلى الشعوب الأكثر سعادة وبؤسا في العالم، واللافت للنظر ترتيب الشعب الأردني الذي جاء خامسا في الدول العربية والرابع والخمسين عالميا، بعد أن نحينا جانبا ووراءنا اللبنانيين والبحرينيين والعمانيين والمغاربة .... والصوماليين.
ولا أظنّ الشعب الأردني يمتلك مثل هذه السعادة؛ فهذه الكذبة مغلوطة شكلا ومضمونا. الشعب الأردني لم يذق طعما للسعادة منذ أربعينيات القرن الماضي، مشفوعة بالستينيات، أي منذ احتلال فلسطين وما تبعها في الضفة الغربية، وامتزاج مشاعر اللجوء والنزوح والتشريد مع مشاعر الاحتضان من قبل الأردنيين؛ فالهمّ واحد والأسى ذاته. ألا نذكر أن الغزل والأهازيج في أعراسنا وأفراحنا كانت على شاكلة: يا عين صبّي دمع وأشباهها. ألم نردد في تعاليلنا: يابو رشيدة قلبنا اليوم مجروح... جرح غميق وبالحشا مستظل، جابوا الطبيب ومددوني على اللوح... قلت براخاة لما عشيري يصلني. وأمثال ذلك من مترادفات وألفاظ؛ دموع وجراح وطبيب مداو.
بذرة السعادة موجودة بالفطرة عند كل فرد وشعب وأمة. ولكن في الأردن، قام اللصوص باختلاسها عنوة وقهرا من براءة أطفالنا وعيون حرائرنا، وعرق رجالاتنا. عاثوا في الديار فسادا وجاسوا وحاسوا حتى لا يبقوا وراءهم أملا ولا رجاء. عضضنا على الصّوّان والقِرِطْيان صبرا، وهم يقولون لنا: شدّوا الأحزمة على البطون لعل الفرج قادم. ضمرت البطون والتصقت بعظامها وجلدها والحال من أسوأ إلى أكثر سوءا. وما زال السرسري سعادة الباشا أو المعالي أو الدولة يطلّ علينا باسما هنيئا، مكتنز الجسم، متورّد الوجنتين، محمرّ الخدين، متهدّل الكرش صحة وعافية. فأيّ من الفريقين الذي شارك بعينة الدراسة لذاك المعهد الكنديّ!؟
الأردنيون يعرفون السعد والسعادة منذ عصر الأجداد والآباء؛ فهم ضليعون بمعرفة سعد الذابح وسعد ابلع، وسعد السعود، وسعد الخبايا. هذه السعود يعقب أواخرها فصل الربيع ممثلا بنيسان وباقي أشهر الربيع. والحمد لله أنّ هذه السعود هبة من الخالق لا قدرة لكم عليها؛ فلعمري لو تمكنتم لعصرتم الدّيمة والسحابا حتى لا ينتفع من غيثها مخلوق غيركم. ولكنكم مع كل ذلك ذبحتم الوطن من الوريد إلى الوريد؛ فبعتم واشتريتم، وبلعتم في كروشكم ما ليس لكم، وخبأتم ما بلعتموه في البنوك والمصارف المالية العالمية؛ فحققتم سعدكم. فلكم سعودكم ولنا سعودنا.
المقياس الذي استخدمه المعهد في دراسته يدعى كانتريل لمقياس السعادة، في حين أن المواطن الأردني بحاجة إلى مقياس من نوع آخر يستطيع قياس الهزات المتتالية والارتدادية المتلاحقة التي يشعر بها الأردني؛ ففي كل يوم يهتز بدن الأردني عديدا من المرات؛ في كل يوم يطالع الأخبار في المواقع الإخبارية أو الفضائيات يسمع عن فضيحة اقتصادية أو مالية أو عقارية، وما أن يهدأ البدن فينة، حتى يهتزّ ويرتجّ ويضطرب فينات أخر.
روي عن أحد الأردنيين التّقليديين الذي كان موصوفا بأنه لا يضحك للرغيف السّخن حدثا بسيطا؛ أخذ أولاده يوما في رحلة هشّ ونشّ في سيارته الفوكس، ولكنه رسم الكشرة المعهودة عنه ولم يشارك أسرته السعادة الغامرة التي يعيشونها الآن. فاتفق الجميع على الإكثار من النكت المضحكة الواحدة تلو الأخرى حتى نجحوا أخيرا في إضحاكه لأول مرة في حياته. ولكن واحسرتاه، في اللحظة التي ضحك فيها من كل قلبه، صادفه حمار فصدمه ورماه جيفة على قارعة الطريق.
ورد في المواقع الإخبارية قبل يومين، السادس من نيسان، تقرير المعهد الكندي للأبحاث المتقدمة الذي أشار إلى الشعوب الأكثر سعادة وبؤسا في العالم، واللافت للنظر ترتيب الشعب الأردني الذي جاء خامسا في الدول العربية والرابع والخمسين عالميا، بعد أن نحينا جانبا ووراءنا اللبنانيين والبحرينيين والعمانيين والمغاربة .... والصوماليين.
ولا أظنّ الشعب الأردني يمتلك مثل هذه السعادة؛ فهذه الكذبة مغلوطة شكلا ومضمونا. الشعب الأردني لم يذق طعما للسعادة منذ أربعينيات القرن الماضي، مشفوعة بالستينيات، أي منذ احتلال فلسطين وما تبعها في الضفة الغربية، وامتزاج مشاعر اللجوء والنزوح والتشريد مع مشاعر الاحتضان من قبل الأردنيين؛ فالهمّ واحد والأسى ذاته. ألا نذكر أن الغزل والأهازيج في أعراسنا وأفراحنا كانت على شاكلة: يا عين صبّي دمع وأشباهها. ألم نردد في تعاليلنا: يابو رشيدة قلبنا اليوم مجروح... جرح غميق وبالحشا مستظل، جابوا الطبيب ومددوني على اللوح... قلت براخاة لما عشيري يصلني. وأمثال ذلك من مترادفات وألفاظ؛ دموع وجراح وطبيب مداو.
بذرة السعادة موجودة بالفطرة عند كل فرد وشعب وأمة. ولكن في الأردن، قام اللصوص باختلاسها عنوة وقهرا من براءة أطفالنا وعيون حرائرنا، وعرق رجالاتنا. عاثوا في الديار فسادا وجاسوا وحاسوا حتى لا يبقوا وراءهم أملا ولا رجاء. عضضنا على الصّوّان والقِرِطْيان صبرا، وهم يقولون لنا: شدّوا الأحزمة على البطون لعل الفرج قادم. ضمرت البطون والتصقت بعظامها وجلدها والحال من أسوأ إلى أكثر سوءا. وما زال السرسري سعادة الباشا أو المعالي أو الدولة يطلّ علينا باسما هنيئا، مكتنز الجسم، متورّد الوجنتين، محمرّ الخدين، متهدّل الكرش صحة وعافية. فأيّ من الفريقين الذي شارك بعينة الدراسة لذاك المعهد الكنديّ!؟
الأردنيون يعرفون السعد والسعادة منذ عصر الأجداد والآباء؛ فهم ضليعون بمعرفة سعد الذابح وسعد ابلع، وسعد السعود، وسعد الخبايا. هذه السعود يعقب أواخرها فصل الربيع ممثلا بنيسان وباقي أشهر الربيع. والحمد لله أنّ هذه السعود هبة من الخالق لا قدرة لكم عليها؛ فلعمري لو تمكنتم لعصرتم الدّيمة والسحابا حتى لا ينتفع من غيثها مخلوق غيركم. ولكنكم مع كل ذلك ذبحتم الوطن من الوريد إلى الوريد؛ فبعتم واشتريتم، وبلعتم في كروشكم ما ليس لكم، وخبأتم ما بلعتموه في البنوك والمصارف المالية العالمية؛ فحققتم سعدكم. فلكم سعودكم ولنا سعودنا.
المقياس الذي استخدمه المعهد في دراسته يدعى كانتريل لمقياس السعادة، في حين أن المواطن الأردني بحاجة إلى مقياس من نوع آخر يستطيع قياس الهزات المتتالية والارتدادية المتلاحقة التي يشعر بها الأردني؛ ففي كل يوم يهتز بدن الأردني عديدا من المرات؛ في كل يوم يطالع الأخبار في المواقع الإخبارية أو الفضائيات يسمع عن فضيحة اقتصادية أو مالية أو عقارية، وما أن يهدأ البدن فينة، حتى يهتزّ ويرتجّ ويضطرب فينات أخر.
روي عن أحد الأردنيين التّقليديين الذي كان موصوفا بأنه لا يضحك للرغيف السّخن حدثا بسيطا؛ أخذ أولاده يوما في رحلة هشّ ونشّ في سيارته الفوكس، ولكنه رسم الكشرة المعهودة عنه ولم يشارك أسرته السعادة الغامرة التي يعيشونها الآن. فاتفق الجميع على الإكثار من النكت المضحكة الواحدة تلو الأخرى حتى نجحوا أخيرا في إضحاكه لأول مرة في حياته. ولكن واحسرتاه، في اللحظة التي ضحك فيها من كل قلبه، صادفه حمار فصدمه ورماه جيفة على قارعة الطريق.
التعليقات