طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

ليتنا تحملنا طغيانهم


في مقال سابق نشر عبر صفحات جراسا نيوز فضاء الحرية الرحب في زمن تكميم الافواه الوطنية الشريفة قبل اكثر من خمسة أشهر بعنوان 'مسيرات واعتصامات تحت تأثير المخدرات' ,تطرقت خلاله الى مواطن يدعي بأنه اردني شتم جلالة الملك على دوار الداخلية بقوله حرفيا ' اسمع يا عبدالله بن حسين والله لنغيرك' وعاد في اليوم التالي بعد ان تعافى تأثير المخدر عليه بالاعتذار العلني والمتلفز بقوله ' يا جلالة الملك لم اكن اعلم ما اقول , لقد كنت في حالة هستيرية'.

وبالامس نشر موقع الثورة التونسية خبرا يحمل عنوان ' ليتنا تحملنا طغيانهم ' نادمين على ثورانهم ضد طغيان بن علي ومنبع هذا الندم فقدان الامن الذي اتى به اصحاب اللحى والدشاديش القصيرة والافكار الغريبة , التي لم يجني منها الشعب التونسي غير زيادة اعداد بيوت الدعارة وانتشار الفسق والفجور وتعدد المتسلقين على حبل الزعامة , تحت غطاء الدين ويكفي ان اقول هنا ان الرئيس الجديد لتونس المنصف المرزوقي الذي اختاره الحزب الاسلامي الفائز بالانتخابات ادى صلاة الجمعة وكان واضعا يده اليسرى على اليمنى من قوة وشدة ايمانه ومعرفته بالدين , فهنيئا لتونس نهضتها الاسلامية الجديدة وهنيئا لها بثوارها.

فالثوار الجدد إذ يعترفون صراحة بأن زمن الطغيان السابق ايام بن علي ومبارك والقذافي ارحم لهم بعد التجربة من افكار وممارسات والتواءات وشعارات براقة ابطالها نفر تلحفوا برداء الدين فأنتجوا للشعب المتباكين عليه الخوف والارق من المستقبل المجهول , يجعلنا في الاردن نقف عند امننا الف وقفة متأملة فيما جرى في الربيع العربي بالدول الثائر شعبها على انظمتها .
فأخر الاخبار الرسمية الواردة من قلب الشارع التونسي لا من رحم السلطة الحالية , تقول ان جبروت بن علي كان على التوانسة اروع والطف من المعاناة التي يعيشونها كل ساعة بسبب فقدان نعمة الامن والامان .

والحال كذلك بالنسبة للشعب الليبي السائر بسرعة الصوت نحو حرب اهلية , ليست لانعاش ليبيا او بناءها او إعمارها او المحافظة على ثرواتها , بل من اجل السيطرة على الحكم فيها فأعادوها للمربع الاول زمن القذافي .
وفي مصر الحال ليس بأفضل مما يجري في ليبيا وتونس, اذ يختبئ الاخوان المسلمين الواصلين للسلطة بالاغلبية المطلقة , خلف احد افرازات مبارك كمال الجنزوري رغم انه قد مضى حوالي 5 اشهر على تشكيل البرلمان المصري, ولكن خوفهم من الفشل يدفعهم كالعادة الى ممارسة لعبة التخندق خلف المماطلة لادراكهم ان حكومة مطلقة لهم في ظل الظروف الحالية تشكل مقتل لهم , قد يؤلب الشارع المصري عليهم , فيستون في تخريب مصر واذلال شعبها مع حكم مبارك.

فتعالوا في الاردن نقف وقفة تأمل في اعتصاماتنا ومسيراتنا لنفكر في امننا , مستفيدين من الواقع المر الذي عاشه اخوتنا في مصر وليبيا وتونس ,لعلنا ننقذ الاردن من تبعات الخراب والدمار الذي يلعب على وتره العديد ممن لا يجيدوا السباحة إلا بالمستنقعات لكي يبقى لهم القول الفصل في الشارع الاردني.
وقفة للتأمل :'ِِ ما اروع التصوير الرباني في محكم الكتاب العزيز (( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما)) 'صدق الله العظيم.

جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/73140