إنّ الحمد لله تعالى ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أمّا بعدُ ..
' ليس مهمّاً أن تجاوزنا – كمعلمين – انتخابَ أعضاء نقابتنا ؛ بقَدْر ما تُحتّمه علينا المحطات القادمة من التماسك والعقلانيّة ، والبعد عن التخمينات المُسبقة حول السيطرة على النقابة ..! ، و( التخوينات ) الموجهة لفلان أو تلك الجماعة .. ، واتهامها بالتبعيّة للحزب الفلاني أو الجماعة ( الفلانيّة ..! ) فهذا سيُعقّد الأمور ، ويجعل البعضَ متشائماً حول مصير المعلمين مع نقابتهم التي ستكون من أكبر النقابات وأقواها .. ! [ إن شاء الله تعالى ] ؛ وهو ما سيجعل أداء النقابة متردداً متحيراً من فعل المتربصين .. ! ، أضف إلى ذلك أنه استباقٌ للأحداث ؛ لا ينبغي أن ندخل فيه الآن ؛ ولكلّ حادث حديث .. ! '
ما تقدّم من كلامٍ كان هو الجزء المُميّز – ولا أقول المُهم – من رسالة وصلتني من ( أخ غيور ومتحمس ) ؛ وذلك عقِبَ المقال الذي نُشرَ اليوم تحت عنوان : ' تحذير الإخوان من الجحود والنّكران ' .. ! ؛ أمّا باقي الرسالة فلم يخرج الكلامُ – في جُلِّه – عن الغلظة في القول والتعبير ، والحدّة في النّبرة والتّنكير .. ! ، وفي مواضع – غير قليلة – نَبا قلمُه – من غيظ قلبه – عن اللباقة واللياقة ؛ فراح يرمي بسهام الهمْز واللمْز ، ورماح ( الشتم الخفيِّ ) ، و ( البهتان القويِّ العتيّ ) .. !
فلمّا ظنَّ أن لا جواب من خصمه المُلام .. ، ولا قدرة على الكلام .. ؛ وجّه ( ضربته القاضية = حُكْمه القاطع اللاذع .. ! ) وما ( يشتهيه ) من وراء الرّسالة فقال : ' .. ولكن لا عَجَبَ ! ( فالسلفيّة ) لا تتركُ لك الحريّة .. حتى فيما تأكل وتشرب وتلْبَس .. ! بل : وفي كيف تتنفّس !! فكيف .. وقد علّموك فن ( التّخذيل ) وهدْم المعنويات حتى أتقنتَه باحتراف .. فإذا كنا كذلك فما الفرق بيننا وبين الخراف .. !! '
نعوذ بالله من قلّة وذهاب الحياء .. في السّرّاء والضّرّاء .. !
أهكذا يكون النّصح من ( الإخوان .. ) لإخوانهم والأخلّاء .. ؟ !!
بل هو الابتلاء .. !
ولا أقول غير ما قاله الإمام الخطَّابي – رحمه الله تعالى - :
' إذا لقوك تملّقوا لك ، وإذا غبت عنهم سلقوك ، ومن أتاك منهم كان عليك رقيباً ، وإذا خرج كان عليك خطيباً ؛ أهلُ نفاقٍ ، ونميمةٍ ، وغِلِّ ، وحقدٍ ، وخديعةٍ '
وهذا مقالي .. لتستبينوا ما عليّ و ما لي .. ! :
قال الله – تعالى - في كتابه العزيز : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ' إن اللهَ سائلٌ كلَّ راع عمّا استرعاه أحفظَ ذلك أم ضيّعَ حتى يُسأل الرجلُ عن أهل بيته '
انتهى المعلمون من الانتخابات ، وأرجو الله – تعالى - أن يكونوا قد انتهوا أيضاً مما كان ( فيها = قبلها ) قليلٌ – جداً - من التشويشات ، والتشويهات ، والوَشْوَشَة والوَصْوَصَة .. !
فالمعلّمون – صدْقاً وحقّاً - أرقى وأنقى من أن تكون بينهم الألاعيبُ و ذا وذلك ، ولو اختلفت الأساليبُ ، و كذا المسالك .
ومن وفّقه اللهُ – جلّ ثناؤه – للفوز فيها ؛ فليلتزم طريق الحقّ ولا يُجافيها .. !
ألا و إنّ الحقّ – هاهنا - نبذُ التفرقة و التّعصّب ، والتعدّديّة والتّحزّب .. !
و البعد عن ( التّكْتيل ) و ( التّجْميع ) .. ! ، و ( التّمثيل ) و ( التّبديع ) ..
إنّكم الآن تُمثّلون المُعلمين لا سواهُمْ .. !
فالذين كانوا مُعينينَ لكم – بعد الله تعالى – هُمْ .. ! فلا بدّ أن يكونوا مَعْنيّينَ بعملكُمْ ، وجُهْدكُمْ .. وأن تُقدّموا لهُمْ ؛ وتتقّدموا بهم ومعهُمْ لا عليهم ، ولا تُقدّموا أحداً – أيّاً كانَ - عليهم ..!
وإيّاكم وحبَّ الظُّهور فإنّه ( يقصمُ الظُّهور ) ؛ و ' إنّ الله يُحبُّ العبد التقيَّ الغنيَّ الخَفيَّ ' كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - .
ولا يأخذكم الكِبْرُ فإنّه أكبر المزالق = يصُدُّ عن الحقّ ، ويُحيدُ عن الصّدق ، ويزيدُ الجَوْرَ على الخلْق .. !
ألا وإنّ رأسَ ذلك كٌلّه : تقوى الله – جلّ وعلا - ؛ { فإنّه يعلمُ السّرَّ وأخْفى } ، وكذا : امتثال أمْره ، والانتهاء عند زَجْره ، { وتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } ؛ وبخلاف ذلك لن يكون هو إلا الجحود والنُّكران ..
أي إخواني !
المعلمون النّقباء النّجباء !
إنّي مُذكرُكم بحديثٍ خطير ، وكلامٍ – بالعناية القصوى – جدير ..
قال رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلّم - :
' لابد للنّاس من عريف، والعريف في النار' ( حسّنه الإمام الألباني بمجموع طُرُقه )
والعريف هو الذي يقومُ بأمر وحاجات القوم أو الجماعة المعيّنة من الناس ..
قال ابن الأثير – رحمه الله - : ' العريف هو القيّم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي أمرهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم فهو واسطة بين الناس والحكام ' .
قال الحافظ في ( الفتح ) : ' قوله ( باب العرفاء للناس ) بالمهملة والفاء جمع عريف بوزن عظيم ، وهو القائم بأمر طائفة من الناس ... ، أي ولّي أمر سياستهم وحفظ أمورهم ، وسمي بذلك لكونه يتعرف أمورهم حتى يعرف بها من فوقه عند الاحتياج '
فنقابة المعلمين اليوم هي القائمة – مع وزارة التربية والتعليم - بأمر المعلمين وحاجاتهم ، وكلُّ واحد من أعضائها في عنقه أمانة عظيمة ثقيلة ؛ ولا يحسبنَّ الأمر هيّناً ؛ وأنه بهذا المنصب بمنأىً عن الخطر والفتنة ؛ فإنّ ' لكل جديد لذّة ، ولكل مُستحْدَث صبْوة ' ..
جاء في ( مرقاة المفاتيح ) : ' وقوله : ( ولكن العرفاء في النار ) ; أي فيما يقربهم إليها ، ورد هذا القول مورد التحذير عن التبعات التي يتضمنها ، والآفات التي لا يؤمن فيها ، والفتن التي يتوقع منها ، والأمر بالتيقظ دونها ، وغير ذلك من الهنات التي قلما يسلم منها الواقع فيها '
قال الحافظ في ( الفتح ) : ' قال الطيبي : قوله : (والعرفاء في النار) ظاهر أقيم مقام الضمير يشعر بأن العرافة على خطر ، ومن باشرها غيرُ آمن الوقوع في المحذور المفضي إلى العذاب ... فينبغي للعاقل أن يكون على حذر منها لئلا يتورط فيما يؤديه إلى النار . قلت : ويؤيد هذا التأويل الحديث الآخر حيث توعد الأمراء بما توعد به العرفاء ، فدل على أن المراد بذلك الإشارة إلى أن كل من يدخل في ذلك لا يسلم وأن الكل على خطر ، والاستثناء مقدر في الجميع '
قال الإمام أبو الحسن السّندي في حاشيته على مسند الإمام أحمد : ' وفي الحديث تحذير من التعرض للرياسة والتأمّر على الناس '
وإني ناصحٌ بعض ( الإخوان ) ممن صار لهم في ( نقابة المعلمين ) أوسعُ مكان .. !
أقول لكم – بلا مواربة ولا تلكّؤ - : ( إن كان ) لكم ثمّة صلة أو صِلات بتلكم الأحزاب أو الجماعات .. !
فالحذرَ .. الحذرَ !! .. وأمعنوا النّظر .. !
فإنّكم إن ( ظننتم = حاولتم جَعْلَ ) المعلمينَ مَطيّةً تُركِبونها أحزابكم ، ودرْعاً تُلبِسونها جماعاتكم لبلوغ مآربها .. ! وتحقيق مرامها .. !
فإنّ العواقب ستكون وخيمة .. والأخطار جسيمة !
وربما انْفتَقَ ما لا يُرْتق ، وحصّل المعلمون من ( نقابتهم ) ما لا ينفع ولا يُنْفق .. !
والمصيبة تعْظُم إذا كانت تلكم الأحزاب ( إسلاميّة سياسيّة ) ..
قال عمر بن عبد العزيز – رحمه الله تعالى - : ' من جعل دينه عرضاً للخصومات أكثر التّنقّل '
من رأي إلى رأي .. ومن وسيلة إلى أخرى .. ومن أسلوب إلى أدهى !
ومن هُديَ إلى حفظ دينه في أمْرٍ تولّاه .. أو مذهب تبناه .. فهو الموفَّق ..
والله – تبارك وتعالى – هو الموفِّق .
{ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كذلكَ يضْربُ اللهُ الأمثالَ }
أسأل الله – تعالى – لنا الهداية والصّواب ، والبصيرة وحُسن المآب ، وأن يوفقنا لما فيه الخير للدين ، ويجعلنا من المهتدين ، غير ضالّين ولا مُضلّين ، وأن يحفظ بلدنا من كيد العادين .
والحمد لله ربّ العالمين
Saed_abbade@yahoo.com
إنّ الحمد لله تعالى ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أمّا بعدُ ..
' ليس مهمّاً أن تجاوزنا – كمعلمين – انتخابَ أعضاء نقابتنا ؛ بقَدْر ما تُحتّمه علينا المحطات القادمة من التماسك والعقلانيّة ، والبعد عن التخمينات المُسبقة حول السيطرة على النقابة ..! ، و( التخوينات ) الموجهة لفلان أو تلك الجماعة .. ، واتهامها بالتبعيّة للحزب الفلاني أو الجماعة ( الفلانيّة ..! ) فهذا سيُعقّد الأمور ، ويجعل البعضَ متشائماً حول مصير المعلمين مع نقابتهم التي ستكون من أكبر النقابات وأقواها .. ! [ إن شاء الله تعالى ] ؛ وهو ما سيجعل أداء النقابة متردداً متحيراً من فعل المتربصين .. ! ، أضف إلى ذلك أنه استباقٌ للأحداث ؛ لا ينبغي أن ندخل فيه الآن ؛ ولكلّ حادث حديث .. ! '
ما تقدّم من كلامٍ كان هو الجزء المُميّز – ولا أقول المُهم – من رسالة وصلتني من ( أخ غيور ومتحمس ) ؛ وذلك عقِبَ المقال الذي نُشرَ اليوم تحت عنوان : ' تحذير الإخوان من الجحود والنّكران ' .. ! ؛ أمّا باقي الرسالة فلم يخرج الكلامُ – في جُلِّه – عن الغلظة في القول والتعبير ، والحدّة في النّبرة والتّنكير .. ! ، وفي مواضع – غير قليلة – نَبا قلمُه – من غيظ قلبه – عن اللباقة واللياقة ؛ فراح يرمي بسهام الهمْز واللمْز ، ورماح ( الشتم الخفيِّ ) ، و ( البهتان القويِّ العتيّ ) .. !
فلمّا ظنَّ أن لا جواب من خصمه المُلام .. ، ولا قدرة على الكلام .. ؛ وجّه ( ضربته القاضية = حُكْمه القاطع اللاذع .. ! ) وما ( يشتهيه ) من وراء الرّسالة فقال : ' .. ولكن لا عَجَبَ ! ( فالسلفيّة ) لا تتركُ لك الحريّة .. حتى فيما تأكل وتشرب وتلْبَس .. ! بل : وفي كيف تتنفّس !! فكيف .. وقد علّموك فن ( التّخذيل ) وهدْم المعنويات حتى أتقنتَه باحتراف .. فإذا كنا كذلك فما الفرق بيننا وبين الخراف .. !! '
نعوذ بالله من قلّة وذهاب الحياء .. في السّرّاء والضّرّاء .. !
أهكذا يكون النّصح من ( الإخوان .. ) لإخوانهم والأخلّاء .. ؟ !!
بل هو الابتلاء .. !
ولا أقول غير ما قاله الإمام الخطَّابي – رحمه الله تعالى - :
' إذا لقوك تملّقوا لك ، وإذا غبت عنهم سلقوك ، ومن أتاك منهم كان عليك رقيباً ، وإذا خرج كان عليك خطيباً ؛ أهلُ نفاقٍ ، ونميمةٍ ، وغِلِّ ، وحقدٍ ، وخديعةٍ '
وهذا مقالي .. لتستبينوا ما عليّ و ما لي .. ! :
قال الله – تعالى - في كتابه العزيز : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ' إن اللهَ سائلٌ كلَّ راع عمّا استرعاه أحفظَ ذلك أم ضيّعَ حتى يُسأل الرجلُ عن أهل بيته '
انتهى المعلمون من الانتخابات ، وأرجو الله – تعالى - أن يكونوا قد انتهوا أيضاً مما كان ( فيها = قبلها ) قليلٌ – جداً - من التشويشات ، والتشويهات ، والوَشْوَشَة والوَصْوَصَة .. !
فالمعلّمون – صدْقاً وحقّاً - أرقى وأنقى من أن تكون بينهم الألاعيبُ و ذا وذلك ، ولو اختلفت الأساليبُ ، و كذا المسالك .
ومن وفّقه اللهُ – جلّ ثناؤه – للفوز فيها ؛ فليلتزم طريق الحقّ ولا يُجافيها .. !
ألا و إنّ الحقّ – هاهنا - نبذُ التفرقة و التّعصّب ، والتعدّديّة والتّحزّب .. !
و البعد عن ( التّكْتيل ) و ( التّجْميع ) .. ! ، و ( التّمثيل ) و ( التّبديع ) ..
إنّكم الآن تُمثّلون المُعلمين لا سواهُمْ .. !
فالذين كانوا مُعينينَ لكم – بعد الله تعالى – هُمْ .. ! فلا بدّ أن يكونوا مَعْنيّينَ بعملكُمْ ، وجُهْدكُمْ .. وأن تُقدّموا لهُمْ ؛ وتتقّدموا بهم ومعهُمْ لا عليهم ، ولا تُقدّموا أحداً – أيّاً كانَ - عليهم ..!
وإيّاكم وحبَّ الظُّهور فإنّه ( يقصمُ الظُّهور ) ؛ و ' إنّ الله يُحبُّ العبد التقيَّ الغنيَّ الخَفيَّ ' كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - .
ولا يأخذكم الكِبْرُ فإنّه أكبر المزالق = يصُدُّ عن الحقّ ، ويُحيدُ عن الصّدق ، ويزيدُ الجَوْرَ على الخلْق .. !
ألا وإنّ رأسَ ذلك كٌلّه : تقوى الله – جلّ وعلا - ؛ { فإنّه يعلمُ السّرَّ وأخْفى } ، وكذا : امتثال أمْره ، والانتهاء عند زَجْره ، { وتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } ؛ وبخلاف ذلك لن يكون هو إلا الجحود والنُّكران ..
أي إخواني !
المعلمون النّقباء النّجباء !
إنّي مُذكرُكم بحديثٍ خطير ، وكلامٍ – بالعناية القصوى – جدير ..
قال رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلّم - :
' لابد للنّاس من عريف، والعريف في النار' ( حسّنه الإمام الألباني بمجموع طُرُقه )
والعريف هو الذي يقومُ بأمر وحاجات القوم أو الجماعة المعيّنة من الناس ..
قال ابن الأثير – رحمه الله - : ' العريف هو القيّم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي أمرهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم فهو واسطة بين الناس والحكام ' .
قال الحافظ في ( الفتح ) : ' قوله ( باب العرفاء للناس ) بالمهملة والفاء جمع عريف بوزن عظيم ، وهو القائم بأمر طائفة من الناس ... ، أي ولّي أمر سياستهم وحفظ أمورهم ، وسمي بذلك لكونه يتعرف أمورهم حتى يعرف بها من فوقه عند الاحتياج '
فنقابة المعلمين اليوم هي القائمة – مع وزارة التربية والتعليم - بأمر المعلمين وحاجاتهم ، وكلُّ واحد من أعضائها في عنقه أمانة عظيمة ثقيلة ؛ ولا يحسبنَّ الأمر هيّناً ؛ وأنه بهذا المنصب بمنأىً عن الخطر والفتنة ؛ فإنّ ' لكل جديد لذّة ، ولكل مُستحْدَث صبْوة ' ..
جاء في ( مرقاة المفاتيح ) : ' وقوله : ( ولكن العرفاء في النار ) ; أي فيما يقربهم إليها ، ورد هذا القول مورد التحذير عن التبعات التي يتضمنها ، والآفات التي لا يؤمن فيها ، والفتن التي يتوقع منها ، والأمر بالتيقظ دونها ، وغير ذلك من الهنات التي قلما يسلم منها الواقع فيها '
قال الحافظ في ( الفتح ) : ' قال الطيبي : قوله : (والعرفاء في النار) ظاهر أقيم مقام الضمير يشعر بأن العرافة على خطر ، ومن باشرها غيرُ آمن الوقوع في المحذور المفضي إلى العذاب ... فينبغي للعاقل أن يكون على حذر منها لئلا يتورط فيما يؤديه إلى النار . قلت : ويؤيد هذا التأويل الحديث الآخر حيث توعد الأمراء بما توعد به العرفاء ، فدل على أن المراد بذلك الإشارة إلى أن كل من يدخل في ذلك لا يسلم وأن الكل على خطر ، والاستثناء مقدر في الجميع '
قال الإمام أبو الحسن السّندي في حاشيته على مسند الإمام أحمد : ' وفي الحديث تحذير من التعرض للرياسة والتأمّر على الناس '
وإني ناصحٌ بعض ( الإخوان ) ممن صار لهم في ( نقابة المعلمين ) أوسعُ مكان .. !
أقول لكم – بلا مواربة ولا تلكّؤ - : ( إن كان ) لكم ثمّة صلة أو صِلات بتلكم الأحزاب أو الجماعات .. !
فالحذرَ .. الحذرَ !! .. وأمعنوا النّظر .. !
فإنّكم إن ( ظننتم = حاولتم جَعْلَ ) المعلمينَ مَطيّةً تُركِبونها أحزابكم ، ودرْعاً تُلبِسونها جماعاتكم لبلوغ مآربها .. ! وتحقيق مرامها .. !
فإنّ العواقب ستكون وخيمة .. والأخطار جسيمة !
وربما انْفتَقَ ما لا يُرْتق ، وحصّل المعلمون من ( نقابتهم ) ما لا ينفع ولا يُنْفق .. !
والمصيبة تعْظُم إذا كانت تلكم الأحزاب ( إسلاميّة سياسيّة ) ..
قال عمر بن عبد العزيز – رحمه الله تعالى - : ' من جعل دينه عرضاً للخصومات أكثر التّنقّل '
من رأي إلى رأي .. ومن وسيلة إلى أخرى .. ومن أسلوب إلى أدهى !
ومن هُديَ إلى حفظ دينه في أمْرٍ تولّاه .. أو مذهب تبناه .. فهو الموفَّق ..
والله – تبارك وتعالى – هو الموفِّق .
{ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كذلكَ يضْربُ اللهُ الأمثالَ }
أسأل الله – تعالى – لنا الهداية والصّواب ، والبصيرة وحُسن المآب ، وأن يوفقنا لما فيه الخير للدين ، ويجعلنا من المهتدين ، غير ضالّين ولا مُضلّين ، وأن يحفظ بلدنا من كيد العادين .
والحمد لله ربّ العالمين
Saed_abbade@yahoo.com
إنّ الحمد لله تعالى ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أمّا بعدُ ..
' ليس مهمّاً أن تجاوزنا – كمعلمين – انتخابَ أعضاء نقابتنا ؛ بقَدْر ما تُحتّمه علينا المحطات القادمة من التماسك والعقلانيّة ، والبعد عن التخمينات المُسبقة حول السيطرة على النقابة ..! ، و( التخوينات ) الموجهة لفلان أو تلك الجماعة .. ، واتهامها بالتبعيّة للحزب الفلاني أو الجماعة ( الفلانيّة ..! ) فهذا سيُعقّد الأمور ، ويجعل البعضَ متشائماً حول مصير المعلمين مع نقابتهم التي ستكون من أكبر النقابات وأقواها .. ! [ إن شاء الله تعالى ] ؛ وهو ما سيجعل أداء النقابة متردداً متحيراً من فعل المتربصين .. ! ، أضف إلى ذلك أنه استباقٌ للأحداث ؛ لا ينبغي أن ندخل فيه الآن ؛ ولكلّ حادث حديث .. ! '
ما تقدّم من كلامٍ كان هو الجزء المُميّز – ولا أقول المُهم – من رسالة وصلتني من ( أخ غيور ومتحمس ) ؛ وذلك عقِبَ المقال الذي نُشرَ اليوم تحت عنوان : ' تحذير الإخوان من الجحود والنّكران ' .. ! ؛ أمّا باقي الرسالة فلم يخرج الكلامُ – في جُلِّه – عن الغلظة في القول والتعبير ، والحدّة في النّبرة والتّنكير .. ! ، وفي مواضع – غير قليلة – نَبا قلمُه – من غيظ قلبه – عن اللباقة واللياقة ؛ فراح يرمي بسهام الهمْز واللمْز ، ورماح ( الشتم الخفيِّ ) ، و ( البهتان القويِّ العتيّ ) .. !
فلمّا ظنَّ أن لا جواب من خصمه المُلام .. ، ولا قدرة على الكلام .. ؛ وجّه ( ضربته القاضية = حُكْمه القاطع اللاذع .. ! ) وما ( يشتهيه ) من وراء الرّسالة فقال : ' .. ولكن لا عَجَبَ ! ( فالسلفيّة ) لا تتركُ لك الحريّة .. حتى فيما تأكل وتشرب وتلْبَس .. ! بل : وفي كيف تتنفّس !! فكيف .. وقد علّموك فن ( التّخذيل ) وهدْم المعنويات حتى أتقنتَه باحتراف .. فإذا كنا كذلك فما الفرق بيننا وبين الخراف .. !! '
نعوذ بالله من قلّة وذهاب الحياء .. في السّرّاء والضّرّاء .. !
أهكذا يكون النّصح من ( الإخوان .. ) لإخوانهم والأخلّاء .. ؟ !!
بل هو الابتلاء .. !
ولا أقول غير ما قاله الإمام الخطَّابي – رحمه الله تعالى - :
' إذا لقوك تملّقوا لك ، وإذا غبت عنهم سلقوك ، ومن أتاك منهم كان عليك رقيباً ، وإذا خرج كان عليك خطيباً ؛ أهلُ نفاقٍ ، ونميمةٍ ، وغِلِّ ، وحقدٍ ، وخديعةٍ '
وهذا مقالي .. لتستبينوا ما عليّ و ما لي .. ! :
قال الله – تعالى - في كتابه العزيز : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ' إن اللهَ سائلٌ كلَّ راع عمّا استرعاه أحفظَ ذلك أم ضيّعَ حتى يُسأل الرجلُ عن أهل بيته '
انتهى المعلمون من الانتخابات ، وأرجو الله – تعالى - أن يكونوا قد انتهوا أيضاً مما كان ( فيها = قبلها ) قليلٌ – جداً - من التشويشات ، والتشويهات ، والوَشْوَشَة والوَصْوَصَة .. !
فالمعلّمون – صدْقاً وحقّاً - أرقى وأنقى من أن تكون بينهم الألاعيبُ و ذا وذلك ، ولو اختلفت الأساليبُ ، و كذا المسالك .
ومن وفّقه اللهُ – جلّ ثناؤه – للفوز فيها ؛ فليلتزم طريق الحقّ ولا يُجافيها .. !
ألا و إنّ الحقّ – هاهنا - نبذُ التفرقة و التّعصّب ، والتعدّديّة والتّحزّب .. !
و البعد عن ( التّكْتيل ) و ( التّجْميع ) .. ! ، و ( التّمثيل ) و ( التّبديع ) ..
إنّكم الآن تُمثّلون المُعلمين لا سواهُمْ .. !
فالذين كانوا مُعينينَ لكم – بعد الله تعالى – هُمْ .. ! فلا بدّ أن يكونوا مَعْنيّينَ بعملكُمْ ، وجُهْدكُمْ .. وأن تُقدّموا لهُمْ ؛ وتتقّدموا بهم ومعهُمْ لا عليهم ، ولا تُقدّموا أحداً – أيّاً كانَ - عليهم ..!
وإيّاكم وحبَّ الظُّهور فإنّه ( يقصمُ الظُّهور ) ؛ و ' إنّ الله يُحبُّ العبد التقيَّ الغنيَّ الخَفيَّ ' كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - .
ولا يأخذكم الكِبْرُ فإنّه أكبر المزالق = يصُدُّ عن الحقّ ، ويُحيدُ عن الصّدق ، ويزيدُ الجَوْرَ على الخلْق .. !
ألا وإنّ رأسَ ذلك كٌلّه : تقوى الله – جلّ وعلا - ؛ { فإنّه يعلمُ السّرَّ وأخْفى } ، وكذا : امتثال أمْره ، والانتهاء عند زَجْره ، { وتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } ؛ وبخلاف ذلك لن يكون هو إلا الجحود والنُّكران ..
أي إخواني !
المعلمون النّقباء النّجباء !
إنّي مُذكرُكم بحديثٍ خطير ، وكلامٍ – بالعناية القصوى – جدير ..
قال رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلّم - :
' لابد للنّاس من عريف، والعريف في النار' ( حسّنه الإمام الألباني بمجموع طُرُقه )
والعريف هو الذي يقومُ بأمر وحاجات القوم أو الجماعة المعيّنة من الناس ..
قال ابن الأثير – رحمه الله - : ' العريف هو القيّم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي أمرهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم فهو واسطة بين الناس والحكام ' .
قال الحافظ في ( الفتح ) : ' قوله ( باب العرفاء للناس ) بالمهملة والفاء جمع عريف بوزن عظيم ، وهو القائم بأمر طائفة من الناس ... ، أي ولّي أمر سياستهم وحفظ أمورهم ، وسمي بذلك لكونه يتعرف أمورهم حتى يعرف بها من فوقه عند الاحتياج '
فنقابة المعلمين اليوم هي القائمة – مع وزارة التربية والتعليم - بأمر المعلمين وحاجاتهم ، وكلُّ واحد من أعضائها في عنقه أمانة عظيمة ثقيلة ؛ ولا يحسبنَّ الأمر هيّناً ؛ وأنه بهذا المنصب بمنأىً عن الخطر والفتنة ؛ فإنّ ' لكل جديد لذّة ، ولكل مُستحْدَث صبْوة ' ..
جاء في ( مرقاة المفاتيح ) : ' وقوله : ( ولكن العرفاء في النار ) ; أي فيما يقربهم إليها ، ورد هذا القول مورد التحذير عن التبعات التي يتضمنها ، والآفات التي لا يؤمن فيها ، والفتن التي يتوقع منها ، والأمر بالتيقظ دونها ، وغير ذلك من الهنات التي قلما يسلم منها الواقع فيها '
قال الحافظ في ( الفتح ) : ' قال الطيبي : قوله : (والعرفاء في النار) ظاهر أقيم مقام الضمير يشعر بأن العرافة على خطر ، ومن باشرها غيرُ آمن الوقوع في المحذور المفضي إلى العذاب ... فينبغي للعاقل أن يكون على حذر منها لئلا يتورط فيما يؤديه إلى النار . قلت : ويؤيد هذا التأويل الحديث الآخر حيث توعد الأمراء بما توعد به العرفاء ، فدل على أن المراد بذلك الإشارة إلى أن كل من يدخل في ذلك لا يسلم وأن الكل على خطر ، والاستثناء مقدر في الجميع '
قال الإمام أبو الحسن السّندي في حاشيته على مسند الإمام أحمد : ' وفي الحديث تحذير من التعرض للرياسة والتأمّر على الناس '
وإني ناصحٌ بعض ( الإخوان ) ممن صار لهم في ( نقابة المعلمين ) أوسعُ مكان .. !
أقول لكم – بلا مواربة ولا تلكّؤ - : ( إن كان ) لكم ثمّة صلة أو صِلات بتلكم الأحزاب أو الجماعات .. !
فالحذرَ .. الحذرَ !! .. وأمعنوا النّظر .. !
فإنّكم إن ( ظننتم = حاولتم جَعْلَ ) المعلمينَ مَطيّةً تُركِبونها أحزابكم ، ودرْعاً تُلبِسونها جماعاتكم لبلوغ مآربها .. ! وتحقيق مرامها .. !
فإنّ العواقب ستكون وخيمة .. والأخطار جسيمة !
وربما انْفتَقَ ما لا يُرْتق ، وحصّل المعلمون من ( نقابتهم ) ما لا ينفع ولا يُنْفق .. !
والمصيبة تعْظُم إذا كانت تلكم الأحزاب ( إسلاميّة سياسيّة ) ..
قال عمر بن عبد العزيز – رحمه الله تعالى - : ' من جعل دينه عرضاً للخصومات أكثر التّنقّل '
من رأي إلى رأي .. ومن وسيلة إلى أخرى .. ومن أسلوب إلى أدهى !
ومن هُديَ إلى حفظ دينه في أمْرٍ تولّاه .. أو مذهب تبناه .. فهو الموفَّق ..
والله – تبارك وتعالى – هو الموفِّق .
{ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كذلكَ يضْربُ اللهُ الأمثالَ }
أسأل الله – تعالى – لنا الهداية والصّواب ، والبصيرة وحُسن المآب ، وأن يوفقنا لما فيه الخير للدين ، ويجعلنا من المهتدين ، غير ضالّين ولا مُضلّين ، وأن يحفظ بلدنا من كيد العادين .
والحمد لله ربّ العالمين
Saed_abbade@yahoo.com
التعليقات