بعد عام من التأزم والاضطراب الداخلي، ومن التآمر والتدخل الخارجي، ومن الحصار الاقتصادي الخانق والقصف الاعلامي غير المسبوق•• اثبتت سوريا، الشعب والجيش والنظام، انها عصية على الانكسار، وصامدة في وجه الاعصار، وقاب قوسين او ادنى من الفوز والانتصار•
اثبت الشعب انه مسكون بالروح الوطنية والعروبية، ومدجج بالوعي الامني والسياسي، ومؤيد للاصلاح والانفتاح وليس القتل والتخريب، ورافض بالفطرة لكل الوان التبعية والعمالة والارتهان، وحريص بالمطلق على السلم الاهلي ووحدة التراب الوطني وسيادة الدولة السورية•
اثبت الجيش انه عقائدي بامتياز، ومتماسك بما يفوق الوصف، ومحكوم بتقاليد عسكرية عريقة منذ واقعة ميسلون، ومنذور لحماية الوطن السوري من العابثين في الداخل والمتربصين في الخارج، ومدجج بالعزة والوطنية والكرامة التي تحتقر كل مليارات مشايخ الخليج•
اثبت النظام انه حاذق ومقتدر يجمع بين المضاء والذكاء، او الصلابة والمرونة•• فهو حازم في مواجهة المتمردين والارهابيين والمستهترين بهيبة الدولة وامن الوطن، وهو متسامح في ذات الوقت مع المخدوعين، ومتجاوب مع مطالب الاصلاحيين، ومتفهم لطبيعة هذه المرحلة وشروطها واستحقاقاتها•
وليس من شك لو ان دولة مهمة مثل فرنسا او ايطاليا او بريطانيا تعرضت، على مدار سنة كاملة، لمثل ما تعرضت سوريا من تكالب وارهاب، لما استطاعت الصمود كما صمدت هذه الدولة العربية، ولما ادارت ازمتها كما ادارتها القيادة السورية، ولما وصلت الى بر الانتصار كما وصلت - او تكاد - حاضرة بلاد الشام•
لقد شهدنا، على مدى نصف قرن، جملة استهدافات لدول كبرى وصغرى في العالم، وعدة هجمات سرية وعلنية على دول نامية واخرى متقدمة•• غير اننا لم نشهد في التاريخ المعاصر مثل هذه الهجمة المالية والاعلامية والسياسية والدبلوماسية والمخابراتية التي تتعرض لها سوريا، حتى في ايام التحريض والتحشيد العدواني ضد الاتحاد السوفياتي، وضد جمال عبد الناصر وخطه الثوري ومشروعه الوحدوي النهضوي•
معجزة•• هذا الصبر والثبات والصمود السوري طوال كل هذه المساحة الزمنية، وفي مواجهة هجمة عربية واقليمية ودولية بالغة الشراسة، ومتعددة الاطراف، ومتنوعة الاسلحة، وفلكية القدرات والامكانات•• ولكن الادهى والامر والاهم، انها هجمة خادعة ومضِللة ومزيفة ترفع المصاحف على أسنة الرماح وتستحضر الحق لتريد به الباطل، وتدعي الحرص على حقوق وحريات الشعب السوري، فيما هي تعمل ليل نهار على تقويض امنه، وتمزيق صفوفه، وتخريب دياره•
هي هجمة غريبة وعجيبة ومن طراز مختلف، وربما غير مسبوق، لا يقوى على اشعالها بكل هذا الدهاء، وادامتها كل هذه المدة، ورعايتها في الداخل والخارج، وادارتها على مختلف الصعد السياسية والعسكرية والمعنوية والاقتصادية•• الا عقل يهودي شيطاني يقبع في الغرف الخلفية، ويمسك بسائر الخيوط والحلقات التي تحرك الدمى والادوات التابعة والعميلة والبادية للعيان فوق مسرح الاحداث•
هي هجمة فريدة وغير معهودة، وخارجة عن المعقول والمألوف، وتحتاج في فهمها وتفسيرها الى معاجم وتراجم ومفاتيح جديدة لم نعرفها من قبل•• والا كيف يمكن لنا ان نصدق ان مشيخة قطر باتت قائدة للامة العربية ؟؟ وقادرة على تهديم ليبيا وتهديد سوريا ؟؟ وعرابة للثورات الشعبية والمعارضات العربية والحركات الاسلامية ؟؟
كيف يمكن لنا ان نفسر انتحال سعود الفيصل علناً وعلى رؤوس الاشهاد، لشخصية وهوية ارنستو جيفارا، وحرصه الماركسي - اللينيني على تسعير الثورة السورية، وخطابه الطالباني لجهة تسليح المعارضة وتصدير المرتزقة لغرض اطاحة النظام السوري•• خلافاً لكل تقاليد السياسات السعودية الماضية التي دأبت على تصنع الحكمة والتحفظ والرزانة، والظهور بمظهر الشقيق الاكبر والاكرم الذي يغيث الملهوف، ويصلح ذات البين، ويضع نفسه فوق مستوى الخلافات والصراعات العربية•
معروف، بالطبع، ان كل هذا التظاهر والتفاخر بالحكمة والترفع والاتزان، هو مجرد شكل خارجي، وطلاء زائف لمضمون مخالف تماماً•• ذلك لان السياسات الرجعية السعودية سبق ان شكلت، على امتداد عشرات السنين، معول هدم وعامل اجهاض لسائر المشاريع القومية والنهضوية والثورية العربية، بدءاً بمشروع الشريف حسين بن علي، ومروراً بمشروع جمال عبدالناصر، وانتهاء بمشروع صدام حسين، فيما تجهد اليوم لاستئجار دول وجيوش عربية لمحق مشروع بشار الاسد•
ثم كيف يمكن لنا تعليل كل هذا التوافق والالتقاء بين هذا الخليط المتنافر من القوى التي تقف اليوم في مواجهة سوريا ؟؟ فما الذي يجمع بين ايمن الظواهري وسمير جعجع، او بين راشد الغنوشي وبسمة قضماني، او بين ساركوزي واردوغان، او بين فضائيتي الجزيرة والعربية؟؟
يا الهي ما اخبث واخطر الدور الاعلامي الذي تقوم به هاتان الفضائيتان ضد سوريا•• ما افدحه على الوعي العربي، وما اقبحه على الصعيد المهني والاخلاقي، وما اوقحه في قلب المعاني والمفاهيم، وما ابعده عن الحق والصدق والحقيقة، وما اخبثه في اضفاء هيئة الثورة على الثورة المضادة، وما اجرأه على الكذب والفبركة وحديث الافك وشيطنة كبار المسؤولين السوريين، وتأليب الرأي العام العربي والعالمي عليهم وعلى سياساتهم وممارساتهم مهما تغيرت وتطورت•
مؤكد ان هاتين الفضائيتين قد دفعتا ثمناً باهظاً من سمعتهما ومصداقيتهما، واصبحتا محل احتقار واستنكار كل الشرفاء العرب والاجانب، ولن يمر طويل وقت حتى تستنفذا آخر ما تبقى لهما من حضور وتأثير، جراء تفريطهما 'بالجملة الموضوعية' لحساب 'الهوبرة السوقية'، وانحدارهما من الحيز الاعلامي الى الدرك الدعائي، حيث تفوقتا في مضمار الخداع والدس والفجور على غوبلز، وزير الدعاية الهتلري الذي تحول الى تلميذ صغير في مدرسة مسيلمة الخليجي الكذّاب•
ولكن، هيهات للفاجر ان يهزم الثائر، وللسافل ان يقهر المناضل، وللمتخلف ان يغلب المثقف، ولرعيان الكاز والغاز ان يضللوا جماهير بلاد الشام، وان ينتصروا على جيش البعث من احفاد يوسف العظمة، وان يتفوقوا على الرئيس الاسد ورجاله الاشداء والحكماء الذين جابهوا ما يقارب الحرب العالمية بكل شجاعة واقتدار، واداروا المعركة المفروضة على بلادهم بذهنية ابداعية مدهشة، واعصاب فولاذية ثابتة، وبصيرة استراتيجية شاملة وبعيدة المدى•• على عكس قطعان المعارضة وشراذمها في مجلس غليون الانكشاري الموبوء بلعنة الخلافات الدائمة والانشقاقات المتوالية•
عما قريب سوف تخرج سوريا من هذه المحنة، وتضع حداً نهائياً لهذه الحرب شبه العالمية، وتستأنف دورها الرائد ورسالتها الوطنية والقومية، فيما تختفي في جحورها وتنزوي خلف عباءاتها خفافيش الجهل السياسي، وطيور الظلام الوهابي التي لن يكون لها قريباً محل من الاعراب، او مكان في خارطة المستقبل•
بعد عام من التأزم والاضطراب الداخلي، ومن التآمر والتدخل الخارجي، ومن الحصار الاقتصادي الخانق والقصف الاعلامي غير المسبوق•• اثبتت سوريا، الشعب والجيش والنظام، انها عصية على الانكسار، وصامدة في وجه الاعصار، وقاب قوسين او ادنى من الفوز والانتصار•
اثبت الشعب انه مسكون بالروح الوطنية والعروبية، ومدجج بالوعي الامني والسياسي، ومؤيد للاصلاح والانفتاح وليس القتل والتخريب، ورافض بالفطرة لكل الوان التبعية والعمالة والارتهان، وحريص بالمطلق على السلم الاهلي ووحدة التراب الوطني وسيادة الدولة السورية•
اثبت الجيش انه عقائدي بامتياز، ومتماسك بما يفوق الوصف، ومحكوم بتقاليد عسكرية عريقة منذ واقعة ميسلون، ومنذور لحماية الوطن السوري من العابثين في الداخل والمتربصين في الخارج، ومدجج بالعزة والوطنية والكرامة التي تحتقر كل مليارات مشايخ الخليج•
اثبت النظام انه حاذق ومقتدر يجمع بين المضاء والذكاء، او الصلابة والمرونة•• فهو حازم في مواجهة المتمردين والارهابيين والمستهترين بهيبة الدولة وامن الوطن، وهو متسامح في ذات الوقت مع المخدوعين، ومتجاوب مع مطالب الاصلاحيين، ومتفهم لطبيعة هذه المرحلة وشروطها واستحقاقاتها•
وليس من شك لو ان دولة مهمة مثل فرنسا او ايطاليا او بريطانيا تعرضت، على مدار سنة كاملة، لمثل ما تعرضت سوريا من تكالب وارهاب، لما استطاعت الصمود كما صمدت هذه الدولة العربية، ولما ادارت ازمتها كما ادارتها القيادة السورية، ولما وصلت الى بر الانتصار كما وصلت - او تكاد - حاضرة بلاد الشام•
لقد شهدنا، على مدى نصف قرن، جملة استهدافات لدول كبرى وصغرى في العالم، وعدة هجمات سرية وعلنية على دول نامية واخرى متقدمة•• غير اننا لم نشهد في التاريخ المعاصر مثل هذه الهجمة المالية والاعلامية والسياسية والدبلوماسية والمخابراتية التي تتعرض لها سوريا، حتى في ايام التحريض والتحشيد العدواني ضد الاتحاد السوفياتي، وضد جمال عبد الناصر وخطه الثوري ومشروعه الوحدوي النهضوي•
معجزة•• هذا الصبر والثبات والصمود السوري طوال كل هذه المساحة الزمنية، وفي مواجهة هجمة عربية واقليمية ودولية بالغة الشراسة، ومتعددة الاطراف، ومتنوعة الاسلحة، وفلكية القدرات والامكانات•• ولكن الادهى والامر والاهم، انها هجمة خادعة ومضِللة ومزيفة ترفع المصاحف على أسنة الرماح وتستحضر الحق لتريد به الباطل، وتدعي الحرص على حقوق وحريات الشعب السوري، فيما هي تعمل ليل نهار على تقويض امنه، وتمزيق صفوفه، وتخريب دياره•
هي هجمة غريبة وعجيبة ومن طراز مختلف، وربما غير مسبوق، لا يقوى على اشعالها بكل هذا الدهاء، وادامتها كل هذه المدة، ورعايتها في الداخل والخارج، وادارتها على مختلف الصعد السياسية والعسكرية والمعنوية والاقتصادية•• الا عقل يهودي شيطاني يقبع في الغرف الخلفية، ويمسك بسائر الخيوط والحلقات التي تحرك الدمى والادوات التابعة والعميلة والبادية للعيان فوق مسرح الاحداث•
هي هجمة فريدة وغير معهودة، وخارجة عن المعقول والمألوف، وتحتاج في فهمها وتفسيرها الى معاجم وتراجم ومفاتيح جديدة لم نعرفها من قبل•• والا كيف يمكن لنا ان نصدق ان مشيخة قطر باتت قائدة للامة العربية ؟؟ وقادرة على تهديم ليبيا وتهديد سوريا ؟؟ وعرابة للثورات الشعبية والمعارضات العربية والحركات الاسلامية ؟؟
كيف يمكن لنا ان نفسر انتحال سعود الفيصل علناً وعلى رؤوس الاشهاد، لشخصية وهوية ارنستو جيفارا، وحرصه الماركسي - اللينيني على تسعير الثورة السورية، وخطابه الطالباني لجهة تسليح المعارضة وتصدير المرتزقة لغرض اطاحة النظام السوري•• خلافاً لكل تقاليد السياسات السعودية الماضية التي دأبت على تصنع الحكمة والتحفظ والرزانة، والظهور بمظهر الشقيق الاكبر والاكرم الذي يغيث الملهوف، ويصلح ذات البين، ويضع نفسه فوق مستوى الخلافات والصراعات العربية•
معروف، بالطبع، ان كل هذا التظاهر والتفاخر بالحكمة والترفع والاتزان، هو مجرد شكل خارجي، وطلاء زائف لمضمون مخالف تماماً•• ذلك لان السياسات الرجعية السعودية سبق ان شكلت، على امتداد عشرات السنين، معول هدم وعامل اجهاض لسائر المشاريع القومية والنهضوية والثورية العربية، بدءاً بمشروع الشريف حسين بن علي، ومروراً بمشروع جمال عبدالناصر، وانتهاء بمشروع صدام حسين، فيما تجهد اليوم لاستئجار دول وجيوش عربية لمحق مشروع بشار الاسد•
ثم كيف يمكن لنا تعليل كل هذا التوافق والالتقاء بين هذا الخليط المتنافر من القوى التي تقف اليوم في مواجهة سوريا ؟؟ فما الذي يجمع بين ايمن الظواهري وسمير جعجع، او بين راشد الغنوشي وبسمة قضماني، او بين ساركوزي واردوغان، او بين فضائيتي الجزيرة والعربية؟؟
يا الهي ما اخبث واخطر الدور الاعلامي الذي تقوم به هاتان الفضائيتان ضد سوريا•• ما افدحه على الوعي العربي، وما اقبحه على الصعيد المهني والاخلاقي، وما اوقحه في قلب المعاني والمفاهيم، وما ابعده عن الحق والصدق والحقيقة، وما اخبثه في اضفاء هيئة الثورة على الثورة المضادة، وما اجرأه على الكذب والفبركة وحديث الافك وشيطنة كبار المسؤولين السوريين، وتأليب الرأي العام العربي والعالمي عليهم وعلى سياساتهم وممارساتهم مهما تغيرت وتطورت•
مؤكد ان هاتين الفضائيتين قد دفعتا ثمناً باهظاً من سمعتهما ومصداقيتهما، واصبحتا محل احتقار واستنكار كل الشرفاء العرب والاجانب، ولن يمر طويل وقت حتى تستنفذا آخر ما تبقى لهما من حضور وتأثير، جراء تفريطهما 'بالجملة الموضوعية' لحساب 'الهوبرة السوقية'، وانحدارهما من الحيز الاعلامي الى الدرك الدعائي، حيث تفوقتا في مضمار الخداع والدس والفجور على غوبلز، وزير الدعاية الهتلري الذي تحول الى تلميذ صغير في مدرسة مسيلمة الخليجي الكذّاب•
ولكن، هيهات للفاجر ان يهزم الثائر، وللسافل ان يقهر المناضل، وللمتخلف ان يغلب المثقف، ولرعيان الكاز والغاز ان يضللوا جماهير بلاد الشام، وان ينتصروا على جيش البعث من احفاد يوسف العظمة، وان يتفوقوا على الرئيس الاسد ورجاله الاشداء والحكماء الذين جابهوا ما يقارب الحرب العالمية بكل شجاعة واقتدار، واداروا المعركة المفروضة على بلادهم بذهنية ابداعية مدهشة، واعصاب فولاذية ثابتة، وبصيرة استراتيجية شاملة وبعيدة المدى•• على عكس قطعان المعارضة وشراذمها في مجلس غليون الانكشاري الموبوء بلعنة الخلافات الدائمة والانشقاقات المتوالية•
عما قريب سوف تخرج سوريا من هذه المحنة، وتضع حداً نهائياً لهذه الحرب شبه العالمية، وتستأنف دورها الرائد ورسالتها الوطنية والقومية، فيما تختفي في جحورها وتنزوي خلف عباءاتها خفافيش الجهل السياسي، وطيور الظلام الوهابي التي لن يكون لها قريباً محل من الاعراب، او مكان في خارطة المستقبل•
بعد عام من التأزم والاضطراب الداخلي، ومن التآمر والتدخل الخارجي، ومن الحصار الاقتصادي الخانق والقصف الاعلامي غير المسبوق•• اثبتت سوريا، الشعب والجيش والنظام، انها عصية على الانكسار، وصامدة في وجه الاعصار، وقاب قوسين او ادنى من الفوز والانتصار•
اثبت الشعب انه مسكون بالروح الوطنية والعروبية، ومدجج بالوعي الامني والسياسي، ومؤيد للاصلاح والانفتاح وليس القتل والتخريب، ورافض بالفطرة لكل الوان التبعية والعمالة والارتهان، وحريص بالمطلق على السلم الاهلي ووحدة التراب الوطني وسيادة الدولة السورية•
اثبت الجيش انه عقائدي بامتياز، ومتماسك بما يفوق الوصف، ومحكوم بتقاليد عسكرية عريقة منذ واقعة ميسلون، ومنذور لحماية الوطن السوري من العابثين في الداخل والمتربصين في الخارج، ومدجج بالعزة والوطنية والكرامة التي تحتقر كل مليارات مشايخ الخليج•
اثبت النظام انه حاذق ومقتدر يجمع بين المضاء والذكاء، او الصلابة والمرونة•• فهو حازم في مواجهة المتمردين والارهابيين والمستهترين بهيبة الدولة وامن الوطن، وهو متسامح في ذات الوقت مع المخدوعين، ومتجاوب مع مطالب الاصلاحيين، ومتفهم لطبيعة هذه المرحلة وشروطها واستحقاقاتها•
وليس من شك لو ان دولة مهمة مثل فرنسا او ايطاليا او بريطانيا تعرضت، على مدار سنة كاملة، لمثل ما تعرضت سوريا من تكالب وارهاب، لما استطاعت الصمود كما صمدت هذه الدولة العربية، ولما ادارت ازمتها كما ادارتها القيادة السورية، ولما وصلت الى بر الانتصار كما وصلت - او تكاد - حاضرة بلاد الشام•
لقد شهدنا، على مدى نصف قرن، جملة استهدافات لدول كبرى وصغرى في العالم، وعدة هجمات سرية وعلنية على دول نامية واخرى متقدمة•• غير اننا لم نشهد في التاريخ المعاصر مثل هذه الهجمة المالية والاعلامية والسياسية والدبلوماسية والمخابراتية التي تتعرض لها سوريا، حتى في ايام التحريض والتحشيد العدواني ضد الاتحاد السوفياتي، وضد جمال عبد الناصر وخطه الثوري ومشروعه الوحدوي النهضوي•
معجزة•• هذا الصبر والثبات والصمود السوري طوال كل هذه المساحة الزمنية، وفي مواجهة هجمة عربية واقليمية ودولية بالغة الشراسة، ومتعددة الاطراف، ومتنوعة الاسلحة، وفلكية القدرات والامكانات•• ولكن الادهى والامر والاهم، انها هجمة خادعة ومضِللة ومزيفة ترفع المصاحف على أسنة الرماح وتستحضر الحق لتريد به الباطل، وتدعي الحرص على حقوق وحريات الشعب السوري، فيما هي تعمل ليل نهار على تقويض امنه، وتمزيق صفوفه، وتخريب دياره•
هي هجمة غريبة وعجيبة ومن طراز مختلف، وربما غير مسبوق، لا يقوى على اشعالها بكل هذا الدهاء، وادامتها كل هذه المدة، ورعايتها في الداخل والخارج، وادارتها على مختلف الصعد السياسية والعسكرية والمعنوية والاقتصادية•• الا عقل يهودي شيطاني يقبع في الغرف الخلفية، ويمسك بسائر الخيوط والحلقات التي تحرك الدمى والادوات التابعة والعميلة والبادية للعيان فوق مسرح الاحداث•
هي هجمة فريدة وغير معهودة، وخارجة عن المعقول والمألوف، وتحتاج في فهمها وتفسيرها الى معاجم وتراجم ومفاتيح جديدة لم نعرفها من قبل•• والا كيف يمكن لنا ان نصدق ان مشيخة قطر باتت قائدة للامة العربية ؟؟ وقادرة على تهديم ليبيا وتهديد سوريا ؟؟ وعرابة للثورات الشعبية والمعارضات العربية والحركات الاسلامية ؟؟
كيف يمكن لنا ان نفسر انتحال سعود الفيصل علناً وعلى رؤوس الاشهاد، لشخصية وهوية ارنستو جيفارا، وحرصه الماركسي - اللينيني على تسعير الثورة السورية، وخطابه الطالباني لجهة تسليح المعارضة وتصدير المرتزقة لغرض اطاحة النظام السوري•• خلافاً لكل تقاليد السياسات السعودية الماضية التي دأبت على تصنع الحكمة والتحفظ والرزانة، والظهور بمظهر الشقيق الاكبر والاكرم الذي يغيث الملهوف، ويصلح ذات البين، ويضع نفسه فوق مستوى الخلافات والصراعات العربية•
معروف، بالطبع، ان كل هذا التظاهر والتفاخر بالحكمة والترفع والاتزان، هو مجرد شكل خارجي، وطلاء زائف لمضمون مخالف تماماً•• ذلك لان السياسات الرجعية السعودية سبق ان شكلت، على امتداد عشرات السنين، معول هدم وعامل اجهاض لسائر المشاريع القومية والنهضوية والثورية العربية، بدءاً بمشروع الشريف حسين بن علي، ومروراً بمشروع جمال عبدالناصر، وانتهاء بمشروع صدام حسين، فيما تجهد اليوم لاستئجار دول وجيوش عربية لمحق مشروع بشار الاسد•
ثم كيف يمكن لنا تعليل كل هذا التوافق والالتقاء بين هذا الخليط المتنافر من القوى التي تقف اليوم في مواجهة سوريا ؟؟ فما الذي يجمع بين ايمن الظواهري وسمير جعجع، او بين راشد الغنوشي وبسمة قضماني، او بين ساركوزي واردوغان، او بين فضائيتي الجزيرة والعربية؟؟
يا الهي ما اخبث واخطر الدور الاعلامي الذي تقوم به هاتان الفضائيتان ضد سوريا•• ما افدحه على الوعي العربي، وما اقبحه على الصعيد المهني والاخلاقي، وما اوقحه في قلب المعاني والمفاهيم، وما ابعده عن الحق والصدق والحقيقة، وما اخبثه في اضفاء هيئة الثورة على الثورة المضادة، وما اجرأه على الكذب والفبركة وحديث الافك وشيطنة كبار المسؤولين السوريين، وتأليب الرأي العام العربي والعالمي عليهم وعلى سياساتهم وممارساتهم مهما تغيرت وتطورت•
مؤكد ان هاتين الفضائيتين قد دفعتا ثمناً باهظاً من سمعتهما ومصداقيتهما، واصبحتا محل احتقار واستنكار كل الشرفاء العرب والاجانب، ولن يمر طويل وقت حتى تستنفذا آخر ما تبقى لهما من حضور وتأثير، جراء تفريطهما 'بالجملة الموضوعية' لحساب 'الهوبرة السوقية'، وانحدارهما من الحيز الاعلامي الى الدرك الدعائي، حيث تفوقتا في مضمار الخداع والدس والفجور على غوبلز، وزير الدعاية الهتلري الذي تحول الى تلميذ صغير في مدرسة مسيلمة الخليجي الكذّاب•
ولكن، هيهات للفاجر ان يهزم الثائر، وللسافل ان يقهر المناضل، وللمتخلف ان يغلب المثقف، ولرعيان الكاز والغاز ان يضللوا جماهير بلاد الشام، وان ينتصروا على جيش البعث من احفاد يوسف العظمة، وان يتفوقوا على الرئيس الاسد ورجاله الاشداء والحكماء الذين جابهوا ما يقارب الحرب العالمية بكل شجاعة واقتدار، واداروا المعركة المفروضة على بلادهم بذهنية ابداعية مدهشة، واعصاب فولاذية ثابتة، وبصيرة استراتيجية شاملة وبعيدة المدى•• على عكس قطعان المعارضة وشراذمها في مجلس غليون الانكشاري الموبوء بلعنة الخلافات الدائمة والانشقاقات المتوالية•
عما قريب سوف تخرج سوريا من هذه المحنة، وتضع حداً نهائياً لهذه الحرب شبه العالمية، وتستأنف دورها الرائد ورسالتها الوطنية والقومية، فيما تختفي في جحورها وتنزوي خلف عباءاتها خفافيش الجهل السياسي، وطيور الظلام الوهابي التي لن يكون لها قريباً محل من الاعراب، او مكان في خارطة المستقبل•
التعليقات
النصر صبر ساعه
من يقتل بشارا
فله
الجنه
احد
جنوده
وهم
كثر