طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

حكومة المئة وعشرة فولت


نا لست سياسيا مخضرما ولا كاتبا محترفا ولا انا مواطنا من الدرجة الخاصة ، انا مواطن من درجة (مديونير) هل تعرفونها ؟

نعم انا اعرفها لاني من هذه الفئة ، كنت اتحدث الى صديق لي هذا الصباح فجأة صرخ وقال (يعدمني ياك يا خليل) فلما سألته لماذا قال لي (اجتب فاتورة الكهربا) واعاد (يعدمني ياك يا خليل)

حينها قلت له (يعدمك ياني) لكن لا اعرف لماذا ؟ فاجابني وهو يبتسم ابتسامة المواطن المقهور الفاتورة جاءت فيها زيادة اكثر من 110 وبدل ان يقول دينار قال فولت

فاحببت ان اسمي مقالتي حكومة المئة وعشرة فولت .

ان المطلع على احداث الربيع الاردني يعرف جيدا ان الشارع الاردني لم ولن يكون قائدا للصدام والصراع الداخلي المسلح او غير ذلك فكان حراكنا دائما سليما لطيفا في كل جولاته وصولاته التي خرج بها يهتف ضد الفاسدين والمفسدين ولم يكن يوما يسعى الى تغيير النظام بل يسعى الى الاصلاح السياسي والاقتصادي والفكري وحتى التربوي والمنهجي .

حكومة المئة وعشرة فولت هذه ... حكومة تنصلت من كل المعاني الاصلاحية مخالفة رأي العقل ومخالفة اوامر الملك وما يسعى له مع الشعب الى تحقيق عدالة الاصلاح واقرار معاقبة المفسدين والمتنفذين على حساب الوطن الحبيب .

حكومتاتنا المتعاقبة شَكَت ولا زالت تشكو من عجز الموازنة ... حيث ان بعض الاحتفالات في بعض القرى والمدن ينفق عليها عشرات الاف الدنانير ... وحيث ان مئات السيارات الحكومية مسيرة لخدمات شخصية لا علاقة للدولة بها ... وحيث ان مليارات نهبها الفاسدون لا زالت في عداد الدين المعدوم ...

وكل هذا ولا تكتفي الحكومة بالبذخ والترف المادي في كافة اعمالها التي تخص شخوصها اذ تلجأ الحكومة الان الى رفع اسعار الكهرباء

نعم وحينما شركة الكهرباء ترفع اسعارها ... كونها ليست معنية بهموم المواطن ... او كون الذي وصلوا لكرسيهم بالواسطة والمحسوبية لارضاء اشخاص او جهات فانهم لن يكونوا على قدر من الجد وتحمل المسؤولية فهم هنا ليأخذو رواتبا ويرواغوا على مصلحة الوطن والشعب ...

سؤالي لرئيس الحكومة ؟ عندما حصلت ازمة المعلمين قلتم لا يوجد ميزانية وهم خرجوا يطالبون بزيادة رواتب اذ ان رواتبهم لا تكفي لحياة شبه كريمة .... كيف بالله عليك وانت جئت على اساس انك رجل الاصلاح والمنقذ للاردن كيف لك ان تكون في مرمى الشارع وتقع في اخطاء غيرك ومنهاجهم ... اذ ان الشارع ما زال يغلي فهل من المعقول ان نصب الزيت على النار ؟

ما هذا التعامل مع الشارع ؟ هل تريدون شعبا لاهثا خلف لقمة عيشه لتسرقوها منه ؟ ايهما احق بالدعم الوطن ام المناسبات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ؟ ايها احق المواطن الفقير ؟ ام الكازينو



ما زلت عندي بعض الامل ان تستيقظ حكومة عون الخصاونة من سبات الحكومات السابقة لانها لم تأت بجديد فمحاربة الفاسدين كانت ولا زالت بضغط من الشارع ولم نرى اية محاكمة عادلة لمفسد واحد على الاقل .... نعم استيقظو على وقع الهتافات وتماشوا معها ...

ومن هنا ادعو كل اخواني المواطنين عن فصل التيار الكهربائي عن البيت كل يوم ساعة متواصلة لحين ان تقوم الحكومة بتخفيض اسعارها ... لاننا لسنا بقرات حلوب لتحلب للحكومة ... وملياراتنا بيد الفاسدين لم نرى منها شيئا ...

مقالتي كانت بعنوان حكومة العمئة وعشرة فولت ... لان حكوماتنا لا تعمل الا على الضغط العالي ....

كان الله في عونك يا مواطن ... واذل الله من كل سرق قرشا من مالك .... الحرية للشعب والعار للفاسدين


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/69771