طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

أنت حمار ياسيدي ؟ إذن لماذا تغضب ؟!‏


يقيناً وبلا شك أن الله عز وجل قد خلق بني آدم ونفخ فيهم من روحه القدسية ‏وكرمهم علي جميع مخلوقاته ووصولاً في أمره الكريم سبحانه وتعالي للملائكة أن ‏أسجدوا لآدم فسجدوا وهم ملائكة الرحمن والذين يسبحون بحمده ويحملون عرشه ‏فأي تكريم بعد لبني آدم عليه السلام ؟ ولعل السمة المميزة لجميع بني آدم والتي ‏تفصل بينه وبين بقية مخلوقات الكون هي سمة العقل وأعني بها العقل المتزن ‏والسوي والرشيد لأن المجنون والسفيه والفاجر في الغضب لا عقل حقيقي له , ‏ولكنك أيضاً مثلي ومثل جميع بني البشر تغضب وتشجب وبشدة إذا مالقبنا أحد أو ‏حتي شبهناه بالحمار ؟ مع أنك لو أمعنت وأعملت الفكر ولو قليلاً في كم الفروق في ‏طباعنا وغرائزنا الفطرية نحن بني البشر وقارنتها وبميزان من العدل والمنطق ‏والحكمة الفلسفية ستجد أن الحمار قد يتفوق علينا جميعاً اللهم إلا في سمة واحدة ‏فقط وهي حرية التدبير والأختراع والأبتكار والفكر , ومع ذلك دعنا نستعرض ‏بإيجاز شديد أهم السمات المميزة لهذا المخلوق الجميل والتي فاق بها بني آدم ‏مجتمعون :‏

‏ * يتسم سيادة الحمار بأنه شديد الصبر والتحمل للمشاق والعناء والعذاب في ‏صمت وفي جلد ويحمل من الأثقال ماينوء به الأنسان ويقضي يومه الكامل في عمل ‏شاق مضني ودؤب دون ملل أو كلل وهو مالايطيقه الأنسان ؟
‏* الحمار لم نسمع أنه سرق أو نهب أو تواطيء أو كذب أو قتل أبناء قبيلته وجنسه ‏؟ أو فقأ أعينهم ؟ أو حبسهم في سجونه الحربية أو سحلهم أو فضح عرضهم علي ‏الملا ؟‏
‏* يتحمل في صمت وأدب أجل العلماء مايتذوقه من أذي ولسعات كرباج أو عصا ‏قائده أو صاحبه والذي وكثيراً مايصيب جلده ولحمه بإصابات وقروح حادة دامية ‏ومؤلمة ومع ذلك لايستغيث إلا بربه وما يدريك أنه قد يبكي دون دموع أو يخفيها ‏عنا من فرط كبريائه عن بني الأنسان والذي يصرخ ويأن ويجن وربما من ضربة ‏عصا واحدة أو لسعة كرباج واحدة ؟ وأن الحمار يستغني عن أطباء بني البشر لأنه ‏ربما يعلم بفطرته السوية ونحن لانعلم أن الشافي له هو الله ولذلك تجده محتسب ‏وغير معنياً بأصاباته تلك ولو كانت مميتة , بينما نحن ومن شكة دبوس أو جرح ‏عبيط نهرول إلي الأطباء ولمستشفيات ملتمسين العلاج والدواء منهم ؟ وأما سيادة ‏الحمار فطبيبه ودوائه وشفاؤه هو خالقه وبارئه وحارسه ؟ فهل هذا لكونه أكثر ‏إيماناً وتوكلاً علي الله منا نحن بني البشر ؟
‏* الحمار بفطرة الخالق والخلق نباتي الرجل بطبعه ومن ثم فهو ذلك القانع الحامد ‏بأي نبات أخضر أو يابس يقتاطه في قناعة الزاهدين ويرفض بفطرته السوية أن ‏يأكل لحوم لأي كائن حي له رأس ؟ وأولهم الأنسان ؟ مع أن العكس صحيح ‏فالأنسان لم يسلم من بين براثن فكيه حتي لحم هذا المخلوق الصابر الجميل .‏
‏* الأنسان يقتل ويطعن ويدمر ويحرق ويغتصب ؟ ولكن هل لعمرك رأيت حماراً ‏يقتل أو يذبح أنساناً ؟ مع الأنسان ذبح الحمار وأكل لحمه وكبده؟ فتري أيهما أعقل ‏؟ بل أن الحمار وفي أشد نوبات غضبه واحتجاجه تراه فقط يرفس وربما يعض ؟ ‏ولكنه أبداً لا يقتل ولايسرق ولايغتصب ولايدمر ولايحرق ؟
‏* الأنسان لص بطبعه وجشع بفطرته إلا من رحم الله ويحب المال حباً جماً ويبيع ‏أبوه وأمه وأخوه مقابل حفنة من المال أو قيراط من الأرض بينما وعلي الجانب ‏الآخر فأن أمة الحمير الراجحة العقل بالفطرة لا بالأختيار إذا ماقدمت لها مليون ‏جنيه أو ريال او يورو أو دولار فأنها ستأكلها وتتبرزها ؟ لأنهم لايعرفون لغة المال ‏والثروة وقانعين بالفطرة السوية ويرضيه كثيراً ويهز لك زيله ممتناً ومرحباً لو ‏قدمت له جوالاً من الفول والشعير بديلاً عن جوالاً من أموال وذهب بني الأنسان ؟‏
‏* الحمار إذا ماسلكت به طريقاً ما لمكان ما ولمرة واحدة فقط تستطيع فيما بعد أن ‏تمتطي ظهره ويقودك إلي نفس المكان ومن نفس الطريق دون أن يسأل عن عنوان ‏أو مكان ؟ لأنه ذكي بالفطرة ؟ أما نحن بل كثيراً منا نتوه ونتبهدل ونسأل الناس عن ‏عنوان نفس المكان الذي كنا فيه أمس وتضيع من ذاكرتنا الأماكن والشوارع ؟
‏* الحمار لايغتصب أطلاقاً حمارة طفلة غير بالغة من بني جنسه وبالفطرة السوية ‏لديه أما نحن بني البشر ما أوقحنا وما أفضحنا وماأظلمنا وأجهلنا وأقسانا ونحن ‏نقرأ عن حالات لأغتصاب أطفال وربما حديثي الولادة؟ فأي عار بعد علي وجوهنا ‏العارية ؟ بل أن الحمار لاينكح حماراً مثله ؟ ولا الأنثي تساحق أنثي من قبيلتها ؟ ‏بينما نحن أصحاب العقول المفترضة والكمال المفقود لواطين وزبالة بل ونسن ‏القوانين للزواج المثلي وإباحة اللواط والسحاق ؟ والحمار لا ولم ولن يفعلها ؟ ‏وبفطرة خالقة .‏
‏* الحمار لايدخن السيجار أو الغليون أو الشيشة ولا يتعاطي الخمور ولا الويسكي ‏ولا الكحوليات ولاحتي يتعاطي الحشيش أو البانجو أو الأفيون ولا يقتاط إلا كما أمر ‏ربه ' حلالاً طيباً ' أما نحن نتعاطي كل شيء ونفعل أي شيء ويحلوا دوماً في ‏عيوننا ونشتهي كل المحرمات الربانية ؟ والحمار لايفعلها مطلقاً بل ولايقربها ؟
‏* الحمار يسبح بحمد الله ونعمه ولكننا لانفقه تسبيحه ولا تسبيحهم ؟ ومن أدراك ‏ربما يكون أشد منا إيماناً وحمداً وذكراً وتسبيحاً وصلاة لله ؟ وعلي الأقل لم نسمع ‏طوال حياتنا عن حمار ملحد ؟ أو حمار علماني ؟ أو حمار يعبد البقرة ؟ أو حتي ‏يعبد النار ؟ ولكن فعلها ومازال الأنسان القاصر النظر والحس والإيمان ؟ وعلي ‏الرغم من نعمة العقل والتدبر والأبداع والتي فطره الله عليها ؟!‏

فهل نغضب بعد ذلك أذا ما نعتنا أحد ما أو شبهنا بالحمار ؟ أترك لكم الحكم والإجابة ‏‏.‏
Mohamd.ghaith@gmail.com


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/68946