إن الحال التي وصلت بنا في هذه الأيام جعل الكثيرين منا يفكرون بالانسلاخ عن جلودهم، والتخلي حتى عن أسمائهم، نتيجة للظلم والإجحاف الذي يقع علينا نحن المعلمين، من هذه السياسة العاجزة ومن التناقض الذي يورث الحقد ويغذي الصراع ويُعجّل بالانفجار، وهذه حالة مرضية مفزعة أصابت الكثيرين من أصحاب المراكز نتيجة فقدان القيم الفكرية واطر التفكير الواعي فاعوجت اطر السلوك لديهم حتى أصبح لكل منهم عالمه الخاص به، وانتهينا جميعاً إلى هذا الفراغ الرهيب الذي يأكل أيامنا ويبدد معطياتنا ويطحن طاقاتنا ويجعلنا أمة مهزومة...
أيّ ظلم أعظم من أن تلوى سواعد الذين يرفضون الارتماء في الأحضان، ولا يجيدون الاهتزاز الراقص على أنغام (الفاسدين) الذين لوثوا الأردن بمجرد أنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة، والتي سلبت منهم في سنوات سابقة، ولا يخافون من طرح القناعات بالطريقة التي يفهمها أصحاب التناقضات والازدواج المحزن بين ما ينادون به وما يفعلونه من خلال الخُطب الرنانة والقرارات المخزية والتنظير المنحط والهرطقات العمياء لا بل الجنون الذي نسمعه بأن يقود المسيرة التربوية في الأردن العسكر، ماذا سيكتب عنا التاريخ، ومن سيثق بنا بعد اليوم.
بما أن العسكر سيقودون سفينة التعليم لماذا تطرحون برامج تدريبية ب(42) مليون دينار مثل (كادر) وغيره لتدريب المعلمين، برامج لا قيمة لها وإنما تعطل مسيرة التعليم، أين مجلس النواب من هذه البرامج؟ لماذا لم تحاسبوا من طرحها.؟ لم نتوقع أن الغباء والجهل وصل بهم إلى هذه الدرجة لا يستطيعون تمييز الصواب من الخطأ، ولا يستطيعون معرفة حقيقة ما يدور حولهم، مغفلين جمعوا حولهم بطانة فاسدة تظللهم وتقدم لهم المشورة والمعلومات غير الدقيقة فساروا في هذا الظلام المخيف إنها أيام عجفاء مظلمة يا أصحاب القرار!!!
أيّ ظلم أعظم من أن يقابل معلمنا بالسخرية والاستهزاء بأن يقوم بعمله شرطي من قوات الدرك مع كل احترامي وتقديري لقوات الدرك الباسلة؛ لكن العمل ليس من اختصاصهم ، وإنما يقع اللوم على من سولت لهم أنفسهم بأن يهبطوا ويتعطل تفكيرهم ليهددوا المعلمين بالعسكر. الآن فهمنا لماذا لا تلتفتون للمعلم لأنكم تنظرون إلى عمله بأنه سهلاً ويستطيع أي واحد القيام به.
وأي ظلم أكثر من أن يكون راتب المعلم( 300 )ديناراً في حين أن الجهد البدني والنفسي يفوقان بكثير ما يأخذه من راتب شهري إذ أنه يحضر إلى المدرسة مبكراً قبل جميع موظفي الدولة بنصف ساعة، ويدير الطابور الصباحي، ويتابع الإذاعة المدرسية، ويراقب دخول الطلبة، ويصاحبهم إلى الغرفة الصفية، ويخطط للدروس فصلياً ويومياً، كتابياً وذهنياً، ويحلل محتوى المادة الدراسية، ويختبر الطلبة، ويصحح الأوراق، ويرصد العلامات على السجل الجانبي والرسمي، ويُعد الجداول المدرسية ويدققها، ويُدخل بيانات عن الطالب وولي الأمر على منظومة الأديوويف، ويتابع غياب الطلبة، ويتحمل مسؤولية من لا يدخل الغرفة الصفية من الطلبة، ولو أنه كان يتنزه في متنزه، ويتحمل مشاجرة الطلبة مع بعضهم بعضاً، ويتحمل تدخلات ولي الأمر، وجهل بعض المديرين الذين جاءوا بالواسطة والمحسوبية، ويحتفظ بملف الطالب، ويدخل عليه المعلومات عن الطالب، ويناوب ويرصد تحركات الطلبة في الاستراحة للمرحلة الأساسية، ومن ثم للمرحلة الثانوية، ويُعطي حصصاً مبرمجة على البرنامج المدرسي، وحصصاً محوسبة في مختبر الحاسوب، ويتابع الأنشطة المدرسية المنهجية واللامنهجية، فضلاً عن تربية الصف، والأعباء الكثيرة التي تثقل كاهله، والوضع النفسي الذي لا يحسد عليه.
فالعيب فينا لأننا قبلنا العبودية وقبلنا أن نصغر ونُقزّم كالعبيد أمامهم، فناموا قريري العين، وأرهبونا بالوظيفة والمركز والجوع. فلا يستحق شعب ميت أعمى إلا ألعمى ولا ننهض إلا بكنس الصدأ من عقولنا والخوف الذي اتكأنا عليه طوال الزمن.
أناشدكم أيها العميان الخائفون في وطني الحبيب ، أن تصحوا من سباتكم، وأن تتيقنوا أن النور مشرق، وأن تتفهموا أن النعيق عبثا لا يفيد، وأن تفروا كالكباش أمام حفنة انتهزت مقدرات هذا الوطن، لأن القناعة بما هو موجود مذلة، فالوطن لا يولد إلا من رحم المعاناة، وكفى من القناعة بالثغاء !!
إن إصلاح المجتمعات والشعوب لا يكون عفوياً ولا يتحقق جزافاً، والمستقرئ حركة التاريخ يدرك أن الأمم لا تصحو من كبوة ولا تنهض من ضعف ولا ترقى من هبوط إلا بتربية أصيلة قوامها العدل والإنصاف بعيدة كل البعد عن التحيز والكذب والنفاق والمراوغة واللصوصية، فالسمة البارزة لفلسفة العصر وآدابه وفنونه كلها تقوم على الهبوط والفساد والكذب والنفاق. أسئلة جميعها تحتاج إلى إجابة .
إن الحال التي وصلت بنا في هذه الأيام جعل الكثيرين منا يفكرون بالانسلاخ عن جلودهم، والتخلي حتى عن أسمائهم، نتيجة للظلم والإجحاف الذي يقع علينا نحن المعلمين، من هذه السياسة العاجزة ومن التناقض الذي يورث الحقد ويغذي الصراع ويُعجّل بالانفجار، وهذه حالة مرضية مفزعة أصابت الكثيرين من أصحاب المراكز نتيجة فقدان القيم الفكرية واطر التفكير الواعي فاعوجت اطر السلوك لديهم حتى أصبح لكل منهم عالمه الخاص به، وانتهينا جميعاً إلى هذا الفراغ الرهيب الذي يأكل أيامنا ويبدد معطياتنا ويطحن طاقاتنا ويجعلنا أمة مهزومة...
أيّ ظلم أعظم من أن تلوى سواعد الذين يرفضون الارتماء في الأحضان، ولا يجيدون الاهتزاز الراقص على أنغام (الفاسدين) الذين لوثوا الأردن بمجرد أنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة، والتي سلبت منهم في سنوات سابقة، ولا يخافون من طرح القناعات بالطريقة التي يفهمها أصحاب التناقضات والازدواج المحزن بين ما ينادون به وما يفعلونه من خلال الخُطب الرنانة والقرارات المخزية والتنظير المنحط والهرطقات العمياء لا بل الجنون الذي نسمعه بأن يقود المسيرة التربوية في الأردن العسكر، ماذا سيكتب عنا التاريخ، ومن سيثق بنا بعد اليوم.
بما أن العسكر سيقودون سفينة التعليم لماذا تطرحون برامج تدريبية ب(42) مليون دينار مثل (كادر) وغيره لتدريب المعلمين، برامج لا قيمة لها وإنما تعطل مسيرة التعليم، أين مجلس النواب من هذه البرامج؟ لماذا لم تحاسبوا من طرحها.؟ لم نتوقع أن الغباء والجهل وصل بهم إلى هذه الدرجة لا يستطيعون تمييز الصواب من الخطأ، ولا يستطيعون معرفة حقيقة ما يدور حولهم، مغفلين جمعوا حولهم بطانة فاسدة تظللهم وتقدم لهم المشورة والمعلومات غير الدقيقة فساروا في هذا الظلام المخيف إنها أيام عجفاء مظلمة يا أصحاب القرار!!!
أيّ ظلم أعظم من أن يقابل معلمنا بالسخرية والاستهزاء بأن يقوم بعمله شرطي من قوات الدرك مع كل احترامي وتقديري لقوات الدرك الباسلة؛ لكن العمل ليس من اختصاصهم ، وإنما يقع اللوم على من سولت لهم أنفسهم بأن يهبطوا ويتعطل تفكيرهم ليهددوا المعلمين بالعسكر. الآن فهمنا لماذا لا تلتفتون للمعلم لأنكم تنظرون إلى عمله بأنه سهلاً ويستطيع أي واحد القيام به.
وأي ظلم أكثر من أن يكون راتب المعلم( 300 )ديناراً في حين أن الجهد البدني والنفسي يفوقان بكثير ما يأخذه من راتب شهري إذ أنه يحضر إلى المدرسة مبكراً قبل جميع موظفي الدولة بنصف ساعة، ويدير الطابور الصباحي، ويتابع الإذاعة المدرسية، ويراقب دخول الطلبة، ويصاحبهم إلى الغرفة الصفية، ويخطط للدروس فصلياً ويومياً، كتابياً وذهنياً، ويحلل محتوى المادة الدراسية، ويختبر الطلبة، ويصحح الأوراق، ويرصد العلامات على السجل الجانبي والرسمي، ويُعد الجداول المدرسية ويدققها، ويُدخل بيانات عن الطالب وولي الأمر على منظومة الأديوويف، ويتابع غياب الطلبة، ويتحمل مسؤولية من لا يدخل الغرفة الصفية من الطلبة، ولو أنه كان يتنزه في متنزه، ويتحمل مشاجرة الطلبة مع بعضهم بعضاً، ويتحمل تدخلات ولي الأمر، وجهل بعض المديرين الذين جاءوا بالواسطة والمحسوبية، ويحتفظ بملف الطالب، ويدخل عليه المعلومات عن الطالب، ويناوب ويرصد تحركات الطلبة في الاستراحة للمرحلة الأساسية، ومن ثم للمرحلة الثانوية، ويُعطي حصصاً مبرمجة على البرنامج المدرسي، وحصصاً محوسبة في مختبر الحاسوب، ويتابع الأنشطة المدرسية المنهجية واللامنهجية، فضلاً عن تربية الصف، والأعباء الكثيرة التي تثقل كاهله، والوضع النفسي الذي لا يحسد عليه.
فالعيب فينا لأننا قبلنا العبودية وقبلنا أن نصغر ونُقزّم كالعبيد أمامهم، فناموا قريري العين، وأرهبونا بالوظيفة والمركز والجوع. فلا يستحق شعب ميت أعمى إلا ألعمى ولا ننهض إلا بكنس الصدأ من عقولنا والخوف الذي اتكأنا عليه طوال الزمن.
أناشدكم أيها العميان الخائفون في وطني الحبيب ، أن تصحوا من سباتكم، وأن تتيقنوا أن النور مشرق، وأن تتفهموا أن النعيق عبثا لا يفيد، وأن تفروا كالكباش أمام حفنة انتهزت مقدرات هذا الوطن، لأن القناعة بما هو موجود مذلة، فالوطن لا يولد إلا من رحم المعاناة، وكفى من القناعة بالثغاء !!
إن إصلاح المجتمعات والشعوب لا يكون عفوياً ولا يتحقق جزافاً، والمستقرئ حركة التاريخ يدرك أن الأمم لا تصحو من كبوة ولا تنهض من ضعف ولا ترقى من هبوط إلا بتربية أصيلة قوامها العدل والإنصاف بعيدة كل البعد عن التحيز والكذب والنفاق والمراوغة واللصوصية، فالسمة البارزة لفلسفة العصر وآدابه وفنونه كلها تقوم على الهبوط والفساد والكذب والنفاق. أسئلة جميعها تحتاج إلى إجابة .
إن الحال التي وصلت بنا في هذه الأيام جعل الكثيرين منا يفكرون بالانسلاخ عن جلودهم، والتخلي حتى عن أسمائهم، نتيجة للظلم والإجحاف الذي يقع علينا نحن المعلمين، من هذه السياسة العاجزة ومن التناقض الذي يورث الحقد ويغذي الصراع ويُعجّل بالانفجار، وهذه حالة مرضية مفزعة أصابت الكثيرين من أصحاب المراكز نتيجة فقدان القيم الفكرية واطر التفكير الواعي فاعوجت اطر السلوك لديهم حتى أصبح لكل منهم عالمه الخاص به، وانتهينا جميعاً إلى هذا الفراغ الرهيب الذي يأكل أيامنا ويبدد معطياتنا ويطحن طاقاتنا ويجعلنا أمة مهزومة...
أيّ ظلم أعظم من أن تلوى سواعد الذين يرفضون الارتماء في الأحضان، ولا يجيدون الاهتزاز الراقص على أنغام (الفاسدين) الذين لوثوا الأردن بمجرد أنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة، والتي سلبت منهم في سنوات سابقة، ولا يخافون من طرح القناعات بالطريقة التي يفهمها أصحاب التناقضات والازدواج المحزن بين ما ينادون به وما يفعلونه من خلال الخُطب الرنانة والقرارات المخزية والتنظير المنحط والهرطقات العمياء لا بل الجنون الذي نسمعه بأن يقود المسيرة التربوية في الأردن العسكر، ماذا سيكتب عنا التاريخ، ومن سيثق بنا بعد اليوم.
بما أن العسكر سيقودون سفينة التعليم لماذا تطرحون برامج تدريبية ب(42) مليون دينار مثل (كادر) وغيره لتدريب المعلمين، برامج لا قيمة لها وإنما تعطل مسيرة التعليم، أين مجلس النواب من هذه البرامج؟ لماذا لم تحاسبوا من طرحها.؟ لم نتوقع أن الغباء والجهل وصل بهم إلى هذه الدرجة لا يستطيعون تمييز الصواب من الخطأ، ولا يستطيعون معرفة حقيقة ما يدور حولهم، مغفلين جمعوا حولهم بطانة فاسدة تظللهم وتقدم لهم المشورة والمعلومات غير الدقيقة فساروا في هذا الظلام المخيف إنها أيام عجفاء مظلمة يا أصحاب القرار!!!
أيّ ظلم أعظم من أن يقابل معلمنا بالسخرية والاستهزاء بأن يقوم بعمله شرطي من قوات الدرك مع كل احترامي وتقديري لقوات الدرك الباسلة؛ لكن العمل ليس من اختصاصهم ، وإنما يقع اللوم على من سولت لهم أنفسهم بأن يهبطوا ويتعطل تفكيرهم ليهددوا المعلمين بالعسكر. الآن فهمنا لماذا لا تلتفتون للمعلم لأنكم تنظرون إلى عمله بأنه سهلاً ويستطيع أي واحد القيام به.
وأي ظلم أكثر من أن يكون راتب المعلم( 300 )ديناراً في حين أن الجهد البدني والنفسي يفوقان بكثير ما يأخذه من راتب شهري إذ أنه يحضر إلى المدرسة مبكراً قبل جميع موظفي الدولة بنصف ساعة، ويدير الطابور الصباحي، ويتابع الإذاعة المدرسية، ويراقب دخول الطلبة، ويصاحبهم إلى الغرفة الصفية، ويخطط للدروس فصلياً ويومياً، كتابياً وذهنياً، ويحلل محتوى المادة الدراسية، ويختبر الطلبة، ويصحح الأوراق، ويرصد العلامات على السجل الجانبي والرسمي، ويُعد الجداول المدرسية ويدققها، ويُدخل بيانات عن الطالب وولي الأمر على منظومة الأديوويف، ويتابع غياب الطلبة، ويتحمل مسؤولية من لا يدخل الغرفة الصفية من الطلبة، ولو أنه كان يتنزه في متنزه، ويتحمل مشاجرة الطلبة مع بعضهم بعضاً، ويتحمل تدخلات ولي الأمر، وجهل بعض المديرين الذين جاءوا بالواسطة والمحسوبية، ويحتفظ بملف الطالب، ويدخل عليه المعلومات عن الطالب، ويناوب ويرصد تحركات الطلبة في الاستراحة للمرحلة الأساسية، ومن ثم للمرحلة الثانوية، ويُعطي حصصاً مبرمجة على البرنامج المدرسي، وحصصاً محوسبة في مختبر الحاسوب، ويتابع الأنشطة المدرسية المنهجية واللامنهجية، فضلاً عن تربية الصف، والأعباء الكثيرة التي تثقل كاهله، والوضع النفسي الذي لا يحسد عليه.
فالعيب فينا لأننا قبلنا العبودية وقبلنا أن نصغر ونُقزّم كالعبيد أمامهم، فناموا قريري العين، وأرهبونا بالوظيفة والمركز والجوع. فلا يستحق شعب ميت أعمى إلا ألعمى ولا ننهض إلا بكنس الصدأ من عقولنا والخوف الذي اتكأنا عليه طوال الزمن.
أناشدكم أيها العميان الخائفون في وطني الحبيب ، أن تصحوا من سباتكم، وأن تتيقنوا أن النور مشرق، وأن تتفهموا أن النعيق عبثا لا يفيد، وأن تفروا كالكباش أمام حفنة انتهزت مقدرات هذا الوطن، لأن القناعة بما هو موجود مذلة، فالوطن لا يولد إلا من رحم المعاناة، وكفى من القناعة بالثغاء !!
إن إصلاح المجتمعات والشعوب لا يكون عفوياً ولا يتحقق جزافاً، والمستقرئ حركة التاريخ يدرك أن الأمم لا تصحو من كبوة ولا تنهض من ضعف ولا ترقى من هبوط إلا بتربية أصيلة قوامها العدل والإنصاف بعيدة كل البعد عن التحيز والكذب والنفاق والمراوغة واللصوصية، فالسمة البارزة لفلسفة العصر وآدابه وفنونه كلها تقوم على الهبوط والفساد والكذب والنفاق. أسئلة جميعها تحتاج إلى إجابة .
التعليقات
كتب "جورج ارويل" "George Orwell"رائعته رواية "مزرعة الحيوانات" "Animal Farm" ليصف مدى الظلم الذي يصيب السحوقين العبيد من قبل السادة . وكان" سكويلر" هو المسؤول الاعلامي القادر على ان يحول الابيض الى اسود والاسود الى ابيض ليبرر افعال السادة
نحن نعرف أن الانتماء الحقيقي لهذا الوطن هو بذلٌ وعطاءٌ وصدقٌ وانتماء، ومنطلقاته التجرد من التصرفات الرخيصة والقيم الهابطة والسلوك المنحرف، لأن من أعلى مراتب الانتماء البذل الذي يصل إلى درجة الفداء والتضحية، والمنفعة فيه لا تعيق العمل الجاد، ولا تحرف السلوك، لأن المبدأ هو الأساس، وصاحب المبدأ لا تهزه الزوابع، ولا تغريه المراكز.
وعندما تختلط الأوراق وتهبط القيم يستطيع المنافقون أصاحب الألسنة المراوغة، والحركات التمثيلية، القدرة على تلوين الوجه والجلد أن يخدعوا الناس بألسنتهم ويوهموا الآخرين بسلوكهم والانبهار بهم، فتارة يتلونون بالدين، وتارة بالوطنية، وأخرى بالانتماء والإخلاص، فإذا كان الوضع يتطلب منهم البكاء يبكون، أو التودد يتوددون، أو الهدايا يرسلون، أو العنصرية يتعنصرون، أو الكذب يكذبون أو النميمة ينمّون، فهم يعتبرون اللصوصية دهاء والخدعة لباقة والكذب ذكاء، وأكل حقوق العباد مرجله، والخنوع والتذلل مصلحة.
نحن نعيش هذه الأيام مع من تحركهم المصلحة، وتوجههم المنافع ويحكمهم حب الذات والمادة، لديهم القدرة على التلون كالحرباء، يتقنون مهارة الثعلبة، ومقدرة القردة على التمثيل، ذئاب الأخلاق، ضباع الطباع، يميلون مع الريح حيث مالت، يهتفون ويصفقون للمنتصر، ليس لهم ذمم تحدد معالم هويتهم، أينما وجدوا الفرصة التي تحقق لهم أهواءهم ومصالحهم لبسوا ثوبها، وأظهروا الإخلاص لها همهم الوحيد الوصول.
يغتنمون الفرصة ليسرقوا قوت الآخرين، ويتسللوا إلى أهدافهم عن طريق التلون، يبيعون أخلاقهم بمصالحهم ومنافعهم، ويأبى الطبع اللئيم أن يفارق سلوكهم، وتظهر علامات الحقد على جلودهم وجوارحهم، التلون همهم الذي أعمى قلوبهم وأبصارهم.
ما أسوأ الأيام التي نعيش غاب عنا من لديهم القدرة على اكتشاف المتلونين، فقد استطاع المتلونون الممثلون أن يصلوا إلى مواقع كثيرة وحساسة، وأن يتسللوا إلى ثغورٍ خطرة وينمون ويتكاثرون ويُفرّخون في جميع المؤسسات والميادين حتى فسدت أجهزة عديدة بفضل عبثهم وتلونهم، وأفسدوا كل الجهود التي بذلت لتكوين مستقبل أفضل لهذه الأمة.
الوطن يحتاج منا في هذه المرحلة الولاء والانتماء والحذر كل الحذر من الذين يجيدون لعبة التلون على أغصان المصلحة ، والمنفعة، وحتى في الملابس البراقة، والكلمات المعسولة، ودموع التماسيح، والابتسامة الصفراء.
فأصحاب الولاء الصادق، والانتماء الصحيح لا يحبذون صناعة العبارات الكاذبة، ولا يجيدون التمثيل، همهم إظهار الحق والعدل والعمل الجاد، وتغيير الوضع الذي نعيش؛ لأنه أثقل المخلصون في هذه الأمة، ولا يملكون إلا الكلمة الموجعة على ألسنتهم، أو الاحتجاج على هؤلاء الممثلين، فإذا ما نام الناطور عن الثعالب وهي تقطف ثمار العنب؛ فلا بدّ للناطور من أن يصحو?Z يوماً.
حمى الله هذا الوطن العزيز من أذاهم، وشرورهم، وهيأ لولاة أمورنا القدرة على تقييم الرجال، ليبقى الأردن عزيزاً قوياً عصياً منيعاً.
الإدارة: بين الغربة والاغتراب
لا شك أننا نعيش في هذه الأيام أوقاتاً غير عادية في حقل الإدارة التربوية، إذ يشعر المرء بأننا وصلنا من نقطة تاريخية نحو الأسوأ، فعندما نجتاز حاجز الزمن ونلتقي مع الحقيقة وجهاً لوجه يبرز لنا معدن النقائض الإنسانية من كذب وغلٍ وحقدٍ ونرجسية، ويبدو أن الإنسان مهما حاول أن يغطي حقيقته بشتى الأغلفة والمظاهر الكاذبة فإنه في أعماقه يعرف كل شيء...، فالجبان مهزوم في أعماقه مهما حاول أن يخفي، والوصولي كذلك يكشفه سلوكه، وفي السنوات القليلة القادمة سنشهد الألم الذي سنتلمسه نتيجة الجراثيم التي م?Zصُلت بها أقنية الشخصنة، والمغالطة، والتشكيك، والعجز في اتخاذ القرارات، التي تسللت إلى أنسجة التفكير الواعي والإبداعي فلاثت وخربت القلوب والعقول، مما انعكس سلباً على المخرجات التعليمية برمتها، والحقيقة تؤكد أن هؤلاء هم مظهر المشكلة لأنهم أفرزوا هذه المرحلة بكل فقرها، وتناقضها، وعيوبها، وسلبياتها، ومهازلها.
إن عجز هذه الإدارات أو ما يُسمّون (بسماسرة التربية) عن الانسجام مع الواقع التربوي، واستيعاب مراحل التطوير التربوي، وحسن التصرف في اتخاذ القرارات، وطريقة التعامل مع التابعين، وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، أحدث هوة عميقة من عدم الثقة بين كوادر مديريات التربية والميدان؛ مما ولّد التشكيك والتناحر، والتباغض والرفض بين العاملين، فضلاً عن محاربة المبدعين، والمتفوقين، والمخلصين لهذا الوطن العزيز ولقيادته، وتبديد جهودهم حسداً من عند أنفسهم، وإيصال المفسدين الذين يلجأون إلى الرشوة، وتبادل المنفعة عن طريق ما يسمونه بالتوريث في المراكز، الذي أصبح يتردد في بعض المديريات بصرف النظر عن المسلكيات الوظيفية، مما جعل كل فرد من العاملين يصل إلى مرحلة انعدام الثقة في هذه الإدارات، وتدنٍ في الأداء.
إن تدني الأخلاقيات بصفة عامة ، والانحراف القيمي المترجم بسلوكات منحرفة، وغياب الأمانة العلمية، والالتزام الأخلاقي، وانتشار التمييز والمحاباة، والنفاق، كل هذا ساعد على انتشار الفساد، وخير دليل على ذلك تعيين بعض المتنفذين، ومن تربطهم علاقات مع بعض المستفيدين للدفاع عن قراراتهم، وتعيينهم على حساب من هم أحق منهم وأجدر، فالقرار غير الرشيد يؤدي إلى السقوط الأخلاقي، وفقدان السلطة القيمية، وبالتالي إضعاف فاعلية النظام التربوي بأكمله، فالمشكلة مشكلة (أخلاق) فالمبادئ التي تأتي من خارج كيان الإنسان تفتح الباب على مصراعيه لحدوث التناقض المحزن بين ما تنادي به وما تفعله، فإذا ما اتخذ المدير قراراً فاسداً، فإن جميع العاملين يلاحظونه ويدركونه، مع أن القرار والصلاحيات بيد المدير لكنّه لم يتنبه إلى السقوط الأخلاقي، وبالتالي ينعكس بشكلٍ سلبي على العاملين، ويؤدي إلى عدم الطاعة، والاحترام المتبادل بينهم وبين المدير.
لقد نظر أفلاطون إلى التربية على أنها كيان عضوي متكامل يستند في قيامه وبقائه على التربية... فالرجل العادل الذي يبذل ما في وسعه ليعطي الدولة قدر ما يأخذ منها، لا أن يستغل موقعه ومنصبه ليأخذ كل شيء فلا يبقي ولا يذر، فإذا اختل العدل يبدأ الفساد ينتشر، وإن فساد النظم التربوية يقود إلى فساد النظم السياسية، لهذا أولت الولايات المتحدة الأمريكية واليابان التربية اهتماماً كبيراً، ففي عهد ريقان(1983) جاء تقرير اللجنة الوطنية المكلفة بدراسة التفوق والسبق في التعليم " امة معرضة للخطر" حول حتمية إصلاح التعليم في أمريكيا، فركزوا على القيادة الإدارية التي تمتلك فن التأثير بالتابعين، والتوازن بين بعدي العلاقات الإنسانية والإنتاج، واحترام قيمة الفرد، وتبني الموهوبين والمبدعين وتحفيزهم، فالمشكلة هي قضية امة تود أن تأخذ مكانتها في عالم شديد التنافس، ليس لديها من أداة لتحقيق ذلك إلا التربية، وأن التاريخ لا يرحم، ونتيجة لهذا الإصلاح تفوقت الولايات المتحدة الأمريكية على العالم سنة(1991).
وفي اليابان في عهد ( طوكو جاوا) تم التركيز على الطابع الأخلاقي في التربية – العدل- وحب الخير للآخرين- وحسن المعاملة- والأمانة والشرف- وتكامل الشخصية على اعتبار أن التعليم خدمة وطنية عامة، وواجبٌ قوميٌ مقدسٌ يتجاوز الفردية والفئوية، ويجسد عامل التوحيد الأهم لعقل الأمة وضميرها، لأن المستقبل البشري لا يحتمل تكرار الأخطاء.
ومن اللافت للانتباه أن المنظومة الفاسدة تضم عدداً من الأفراد داخل المؤسسة التربوية لغايات المنفعة الشخصية، وتخطط لفترة طويلة من الزمن بغرض الديمومة والبقاء للشلة، ففي بعض مديريات التربية والتعليم، تستأثر الشلة بالقرارات منذ التسعينيات من القرن المنصرم، ومن المؤسف أيضاً أن الإدارة العليا منذ زمن بعيد لا تمتلك معلومات كافية عن المفسدين، أو ضعف التواصل مع العاملين في الميدان، والاستماع إلى همومهم، والاكتفاء بالمعلومات الواردة إليهم من الإدارة الوسطى التي تتمترس حول العقاب، والتهديد، والوعيد، وقمع المعارضين لها، وعدم اكتراثهم بسبب خروجهم من طائلة المتابعة القانونية، والتساهل مع قراراتهم، أو الالتفاف عليها، وتركها مطلقة اليد تصنع ما يحلو لها، وتبيع نفسها لمن يدفع أكثر دون أي رقيب أو حسيب، فتحولت هذه الفئة إلى بؤر تضليل، لتتمكن من الاستمرار والبقاء.
ومن المطمئن وما نتلمسه من خلال حديث معالي وزير التربية والتعليم أنه وضع يده على جميع الاختلالات وبمنتهى الدقة والموضوعية والشفافية وبفترة زمنية قصيرة، وتحدث عن ذلك في الصحف الرسمية والتلفاز ونأمل معاليه إصلاح ما فسد وترميم ما هدم، فالتربية وكما قال: بحاجة ماسة إلى"التغيير والتجديد" وكل الأردنيين يُحيّون هذا التوجه الجريء والبناء لخدمة أبناء الوطن.
أعلم يقيناً أن الصدق مع الناس الذين لم يتعودوه أمر من الصعاب، لكنني تعلمت أن الساكت عن الخطأ مثل فاعله ، فلا بدّ من صيحة موجعةٍ تعيدهم إلى روعهم ورشدهم، لأن النظرة القاصرة والتحرك الأعرج والفهم المغلوط والغرور والأنانية القاتلة تعتريهم، وتسيطر على عقولهم.
وعلى أية حال، ينبغي دوماً أن نشد على أيدي العاملين والمعلمين المخلصين خدمة لهذا الوطن الحبيب تحت قيادته الهاشمية الواعية؛ لنبدأ معركة الحق ونطوي ظلمة الليل الذي نأخذ بأثقاله علينا منذ زمنٍ بعيد.