طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

الرد الميسور على تصريح حمزة منصور


إذا قرر المعلمون النزول إلى الشارع فلن يكونوا وحدهم ، هذا هو قول استأذنا الفاضل والمربي الجليل حمزة منصور أستاذي الذي درسني في الصف الرابع الابتدائي وكان في نفس الوقت مدير مدرستي ، حينها كان يملك سيارة نوع فيات لون أحمر وكانت تلك السيارة لا تدور إلا بدفعة خفيفة من الخلف ، فكم كنا نشعر بالسعادة ونحن ننتظر المدير في نهاية الدوام لنساعده في عملية التشغيل ، فكان يجلس هو خلف المقود ونحنُ من خلف السيارة نقوم بدفعها حتى تعمل وتستمر بالمسير ، الا ان يُخرج يده من النافذة ليقول لنا شكرا انتهت العملية ، فلم يكن الظرف وقتها مُيسر لاستبدال بطارية السيارة رغم انها كانت ضرورية ، فقد كان بإمكانه ان يستدين او ان يجدول حساباته الشهرية لشراء البَطارية والانتهاء من هذه المُعاناة اليومية لكنه كان يَعلم انه سيُحدث خلل في الميزانية ويترتب عليه أعباء ماليه . ؟؟ فكم كنا نأمل و نتمنى على أستاذنا وشيخنا الجليل الذي نُكن له كل التقدير ان تكون دعوته لهم للتهدئة والعودة إلى مدارسهم وطُلابهم الذين تركوهم هائمون على وجوهم في الشوارع يتسألون بأي ذنب أغلقت وعُطلت ، وان لا يُستخدم الطالب أداة او سلعة للضغط على الحكومة من اجل تحقيق ما تبقى من مَطالب رغم ما تحقق منها ، و يواصل مُساعدة زملائه المُعلمون بالحُصول على حُقوقهم كاملة بالحكمة لا بالتصعيد وبالموعظة الحسنة لا بالتهيج وتأزيم الموقف ، وان يُذكر بقوله تعالى ، ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ، وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ، وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ، وقوله تعالى ، ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ، ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ، وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم .
فما هو ذنب الطالب الذي كنا نزرع فيه قيم الانتماء للوطن في السراء والضراء ، وما هو ذنب أولياء الأمور الذين أصبحوا لا يعلمون أين أبناءهم ذاهبون إلى مدارس مغلقه خاوية او إلى شوارع ومصير مجهول ، فلقد أصبح الموقف الآن خارج عن المألوف ،المعلمون يقفون في جانب يطالبون ويواصلون إضرابهم وتعطيل مدارسهم وتغيب طلابهم ويصعدون لهجتهم لتحقيق ما تبقى من وعود الحكومة ، وحكومة تقف على الجانب الأخر موقف العاجز عن تحقيق أية مطالب فورية نظرا للظروف الاستثنائية التي نعيش رغم انها تؤكد على تلك المطالب ، فمن يُنصف المُعلمون الذين صبروا وصَابرو ورابطوا سنوات عديدة من اجل الحصول على حقهم في العيش الكريم وهم أهل لذلك ، ومن يقف إلى جانب الدولة التي نخرها الفساد و المفسدون وعاثوا فيها وتركوها كا الهشيم المُحتَضر ، حتى أصبحت عاجزة عن تحقيق مطالب هذه الفئة من الشعب ، ولكن أين يقف الطالب من هذا كُله ، ؟!! فلا بُد لنا ان نُغلب مَصلحة الوطن على كل المَصالح وان نطالب بحقوقنا كاملة ولكن بالحكمة والموعظة الحَسنه ، وان لا نكون نحنُ المُعلمون سببا' في تعطيل مسيرة التعليم وتغيب الطلاب عن مَدارسهم فنحنُ أصحابُ رسالة نبيلة وسَامية قبل ان نكون مُوظفين ونحنُ قدوتهم وبنا يقتدون ويهتدون .


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/68230