بسم الله و الصلاة و السلام على نور عيني رسول الله و بعد:
قال تعالى: تعالى: 'ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس'…
و قال أيضاً : 'إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ'
لم يأت الفساد على أيد مخلوقات غريبة من الفضاء هاجمت الأردن، و إنما هو مجموعة من القيم الفاسدة و السلوكات الشاذة و التي نمت و تحصنت في النفوس شيئاً فشيئاً بصورة من صور الفساد المتعددة.
ما يؤرقني كثيراً و ربما يؤرقكم! أن الحصون الثلاثة المعدة للحماية من الفساد (الأسرة، المدرسة، المجتمع) صارت مراتع خصبة و بيئة مناسبة جداً لنموه و انتشاره – و هذا على وجه التغليب لا التعميم-.
في حلقتي الأولى تكلمت عن كيفية انهيار الحصن الأول (الأسرة) و كيف نعلم أبناءنا الفساد عملاً لا قولاً في الوقت الذي نطالبهم فيه بالابتعاد عن كل فساد و فاسد!
و حديثي اليوم في حلقتي الثانية من مسلسل الفساد عن الصرح العظيم الذي أعد للتربية و التنشئة الصحيحة و الذي يستقبل أبناءنا أطفالاً و يخرجهم رجالاً، و عن شموس الدجى و منارات الكون المشرقة و التي يفترض أنها تبني أجيالاً قوية تبني مستقبل الأمة.
قال حبيبي محمد صلى الله عليه و سلم: ((كلكم راعٍ و كلكم مسؤول عن رعيته...)) .. و قياساً أقول: و المعلم راعٍ و هو مسؤول عن طلابه.. مسؤول عن الأمانة التي حملها.. مسؤول عمن هو متروك بين يديه كل يوم لينشئه التنشئة السليمة.. و قبل أن أبدأ ببيان كيفية اختراق طوفان الفساد لأجزاء من هذه المؤسسة العظيمة و أثر ذلك على *المتلقين* و هم أبناؤنا الطلاب الذين ينظرون لمعلميهم كقدوة في كل شيء، أستبيحكم عذراً أن أعتذر مسبقاً من إخواني و زملائي بناة الأجيال و صانعي المستقبل، فالصور التي سأرسمها تنطبق على عدد محدود فقط و لا تمثل بأي شكل القيم النبيلة و العطاء المستمر للمعلم المخلص المتفاني الحريص على تنشئة قادة قادرين على اكمال المسيرة و النهوض بالوطن .. و لكن لكل قاعدة شواذ، و إنما أشير إلى فجوات و صور سلبية من أجل أن نتكاتف لردمها و استبدالها بصور مشرقة.
و دعوني أتساءل الآن:
- كيف نمضي ساعات نتحدث لطلابنا عن العدل و العدالة و نحن نضع لبعض الطلاب علامات أعلى فقط لأنهم من أقاربنا؟ ألا نخجل من طلابنا حينها؟
- كيف نحث الطلاب على دفئ اللسان بينما ننهال على المسيء منهم بأسوأ و أقسى العبارات؟ أم هو موعد حقنة الألفاظ البذيئة؟
- كيف نطالب طلابنا بعدم الاعتداء على حقوق الآخرين و نحن نعتدي على وقت حصتهم بإشعال سيجارة أو مكالمة هاتفية أو شرب كوب من الشاي؟ كيف نتوقع أن يستمعوا لنا بعدها؟
- كيف نطالب طلابنا دوماً بالحرص على النظافة و نعدد لهم الأحاديث النبوية و الأقوال المأثورة ثم نرمي أوراق النفايات و أعقاب السجائر في الساحات أمام أعينهم؟ أي حقنة هذه؟
- كيف نحث طلابنا كل يوم على الالتزام بالدوام و الحفاظ على النظام و نحن نذهب للحصة بسرعة السلحفاة و نغادرها كمتسابقي الماراثون، و لا نضيع فرصة لمغادرة المدرسة قبل انتهاء الدوام! أهكذا تكون القدوة الحسنة؟
و الصور كثيرة .....
ألا تغرس كل تلك الصور فساداً في نفوس طلابنا؟ ألا يجدر بنا أن نلتزم فعلاًُ بما نحثهم عليه لنصون أنفسنا و نصونهم من مارد الفساد؟
و لأننا المعلمون نحن القادة لسفينة تقدم الوطن فيجب علينا أن نرضي الله و نرضي ضمائرنا و نوصل هذه السفينة لبر الأمان و لا نكون نحن المغرقون لطلابنا.
بقي أمر أخير أعرج عليه ضمن حلقتي هذه لأهميته الكبيرة و هي الجرعة الأخيرة و لكنها الأكبر من جرع الفساد خلال المدرسة و التي لربما تكون الجرعة القاتلة و هذه الجرعة هي 'امتحان الثانوية العامة' (التوجيهي)
الذي صار يتحول شيئاً فشيئاً من امتحان يفرز الأفضل و الأقدر ليشغل ما يناسب قدراته و جهده إلى مسابقة في الغش و الفوضى و تحطيم لمبادئ و قيم النزاهة و الشفافية و العدل و المساواة في نفوس بناة الغد.
كان من السهل جداً في السابق أن نحزر من سينجح و من سيتفوق و من لن يتمكن من النجاح في امتحان الثانوية، و كنا مقتنعين تماماً بالقاعدة (من جد ... وجد) و لكن و للأسف انحدر مستوى امتحان الثانوية إلى الحد الذي صار يستوجب تغيير القاعدة إلى ( من غش ... وجد) و للأسف فالمساهم الأكبر في تطبيق هذه القاعدة نحن المعلمون، فتأخذنا أحياناً الشفقة في غير محلها، و نخجل أحياناً من قريب أو صديق قد أوصى على ولده، و ننسى أننا بذلك نكون قد حطمنا كل القيم التي حاولنا زرعها في نفوس طلابنا خلال 12 عاماً من نزاهة و أمانة و إخلاص...
هل بذلك نحن نربي طلابنا على هدي نبينا صلى الله عليه و سلم و حديثه صلى الله عليه و سلم: ( من غش فليس منا..)
و هل بعد هذا ستكون هناك قناعة لدى الجيل القادم بقاعدة (الشخص المناسب في المكان المناسب) ؟
و قبل أن نعلق على فساد الوزير الفلاني و المسؤول العلاني دعونا نسأل أنفسنا بداية: ألم نسهم نحن المعلمون في إيصال الأشخاص غير المناسبين لدوائر صنع القرار ؟
أترككم عند هذا التساؤل و أعتذر للإطالة، و لأكمل معكم –إن شاء الله- في مقالة جديدة و حلقة أخرى من حلقات بناء الفساد في مجتمعنا.
اللهم أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه.. و أرنا الباطل باطلاًُ و ارزقنا اجتنابه
و الحمد لله رب العالمين
بسم الله و الصلاة و السلام على نور عيني رسول الله و بعد:
قال تعالى: تعالى: 'ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس'…
و قال أيضاً : 'إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ'
لم يأت الفساد على أيد مخلوقات غريبة من الفضاء هاجمت الأردن، و إنما هو مجموعة من القيم الفاسدة و السلوكات الشاذة و التي نمت و تحصنت في النفوس شيئاً فشيئاً بصورة من صور الفساد المتعددة.
ما يؤرقني كثيراً و ربما يؤرقكم! أن الحصون الثلاثة المعدة للحماية من الفساد (الأسرة، المدرسة، المجتمع) صارت مراتع خصبة و بيئة مناسبة جداً لنموه و انتشاره – و هذا على وجه التغليب لا التعميم-.
في حلقتي الأولى تكلمت عن كيفية انهيار الحصن الأول (الأسرة) و كيف نعلم أبناءنا الفساد عملاً لا قولاً في الوقت الذي نطالبهم فيه بالابتعاد عن كل فساد و فاسد!
و حديثي اليوم في حلقتي الثانية من مسلسل الفساد عن الصرح العظيم الذي أعد للتربية و التنشئة الصحيحة و الذي يستقبل أبناءنا أطفالاً و يخرجهم رجالاً، و عن شموس الدجى و منارات الكون المشرقة و التي يفترض أنها تبني أجيالاً قوية تبني مستقبل الأمة.
قال حبيبي محمد صلى الله عليه و سلم: ((كلكم راعٍ و كلكم مسؤول عن رعيته...)) .. و قياساً أقول: و المعلم راعٍ و هو مسؤول عن طلابه.. مسؤول عن الأمانة التي حملها.. مسؤول عمن هو متروك بين يديه كل يوم لينشئه التنشئة السليمة.. و قبل أن أبدأ ببيان كيفية اختراق طوفان الفساد لأجزاء من هذه المؤسسة العظيمة و أثر ذلك على *المتلقين* و هم أبناؤنا الطلاب الذين ينظرون لمعلميهم كقدوة في كل شيء، أستبيحكم عذراً أن أعتذر مسبقاً من إخواني و زملائي بناة الأجيال و صانعي المستقبل، فالصور التي سأرسمها تنطبق على عدد محدود فقط و لا تمثل بأي شكل القيم النبيلة و العطاء المستمر للمعلم المخلص المتفاني الحريص على تنشئة قادة قادرين على اكمال المسيرة و النهوض بالوطن .. و لكن لكل قاعدة شواذ، و إنما أشير إلى فجوات و صور سلبية من أجل أن نتكاتف لردمها و استبدالها بصور مشرقة.
و دعوني أتساءل الآن:
- كيف نمضي ساعات نتحدث لطلابنا عن العدل و العدالة و نحن نضع لبعض الطلاب علامات أعلى فقط لأنهم من أقاربنا؟ ألا نخجل من طلابنا حينها؟
- كيف نحث الطلاب على دفئ اللسان بينما ننهال على المسيء منهم بأسوأ و أقسى العبارات؟ أم هو موعد حقنة الألفاظ البذيئة؟
- كيف نطالب طلابنا بعدم الاعتداء على حقوق الآخرين و نحن نعتدي على وقت حصتهم بإشعال سيجارة أو مكالمة هاتفية أو شرب كوب من الشاي؟ كيف نتوقع أن يستمعوا لنا بعدها؟
- كيف نطالب طلابنا دوماً بالحرص على النظافة و نعدد لهم الأحاديث النبوية و الأقوال المأثورة ثم نرمي أوراق النفايات و أعقاب السجائر في الساحات أمام أعينهم؟ أي حقنة هذه؟
- كيف نحث طلابنا كل يوم على الالتزام بالدوام و الحفاظ على النظام و نحن نذهب للحصة بسرعة السلحفاة و نغادرها كمتسابقي الماراثون، و لا نضيع فرصة لمغادرة المدرسة قبل انتهاء الدوام! أهكذا تكون القدوة الحسنة؟
و الصور كثيرة .....
ألا تغرس كل تلك الصور فساداً في نفوس طلابنا؟ ألا يجدر بنا أن نلتزم فعلاًُ بما نحثهم عليه لنصون أنفسنا و نصونهم من مارد الفساد؟
و لأننا المعلمون نحن القادة لسفينة تقدم الوطن فيجب علينا أن نرضي الله و نرضي ضمائرنا و نوصل هذه السفينة لبر الأمان و لا نكون نحن المغرقون لطلابنا.
بقي أمر أخير أعرج عليه ضمن حلقتي هذه لأهميته الكبيرة و هي الجرعة الأخيرة و لكنها الأكبر من جرع الفساد خلال المدرسة و التي لربما تكون الجرعة القاتلة و هذه الجرعة هي 'امتحان الثانوية العامة' (التوجيهي)
الذي صار يتحول شيئاً فشيئاً من امتحان يفرز الأفضل و الأقدر ليشغل ما يناسب قدراته و جهده إلى مسابقة في الغش و الفوضى و تحطيم لمبادئ و قيم النزاهة و الشفافية و العدل و المساواة في نفوس بناة الغد.
كان من السهل جداً في السابق أن نحزر من سينجح و من سيتفوق و من لن يتمكن من النجاح في امتحان الثانوية، و كنا مقتنعين تماماً بالقاعدة (من جد ... وجد) و لكن و للأسف انحدر مستوى امتحان الثانوية إلى الحد الذي صار يستوجب تغيير القاعدة إلى ( من غش ... وجد) و للأسف فالمساهم الأكبر في تطبيق هذه القاعدة نحن المعلمون، فتأخذنا أحياناً الشفقة في غير محلها، و نخجل أحياناً من قريب أو صديق قد أوصى على ولده، و ننسى أننا بذلك نكون قد حطمنا كل القيم التي حاولنا زرعها في نفوس طلابنا خلال 12 عاماً من نزاهة و أمانة و إخلاص...
هل بذلك نحن نربي طلابنا على هدي نبينا صلى الله عليه و سلم و حديثه صلى الله عليه و سلم: ( من غش فليس منا..)
و هل بعد هذا ستكون هناك قناعة لدى الجيل القادم بقاعدة (الشخص المناسب في المكان المناسب) ؟
و قبل أن نعلق على فساد الوزير الفلاني و المسؤول العلاني دعونا نسأل أنفسنا بداية: ألم نسهم نحن المعلمون في إيصال الأشخاص غير المناسبين لدوائر صنع القرار ؟
أترككم عند هذا التساؤل و أعتذر للإطالة، و لأكمل معكم –إن شاء الله- في مقالة جديدة و حلقة أخرى من حلقات بناء الفساد في مجتمعنا.
اللهم أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه.. و أرنا الباطل باطلاًُ و ارزقنا اجتنابه
و الحمد لله رب العالمين
بسم الله و الصلاة و السلام على نور عيني رسول الله و بعد:
قال تعالى: تعالى: 'ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس'…
و قال أيضاً : 'إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ'
لم يأت الفساد على أيد مخلوقات غريبة من الفضاء هاجمت الأردن، و إنما هو مجموعة من القيم الفاسدة و السلوكات الشاذة و التي نمت و تحصنت في النفوس شيئاً فشيئاً بصورة من صور الفساد المتعددة.
ما يؤرقني كثيراً و ربما يؤرقكم! أن الحصون الثلاثة المعدة للحماية من الفساد (الأسرة، المدرسة، المجتمع) صارت مراتع خصبة و بيئة مناسبة جداً لنموه و انتشاره – و هذا على وجه التغليب لا التعميم-.
في حلقتي الأولى تكلمت عن كيفية انهيار الحصن الأول (الأسرة) و كيف نعلم أبناءنا الفساد عملاً لا قولاً في الوقت الذي نطالبهم فيه بالابتعاد عن كل فساد و فاسد!
و حديثي اليوم في حلقتي الثانية من مسلسل الفساد عن الصرح العظيم الذي أعد للتربية و التنشئة الصحيحة و الذي يستقبل أبناءنا أطفالاً و يخرجهم رجالاً، و عن شموس الدجى و منارات الكون المشرقة و التي يفترض أنها تبني أجيالاً قوية تبني مستقبل الأمة.
قال حبيبي محمد صلى الله عليه و سلم: ((كلكم راعٍ و كلكم مسؤول عن رعيته...)) .. و قياساً أقول: و المعلم راعٍ و هو مسؤول عن طلابه.. مسؤول عن الأمانة التي حملها.. مسؤول عمن هو متروك بين يديه كل يوم لينشئه التنشئة السليمة.. و قبل أن أبدأ ببيان كيفية اختراق طوفان الفساد لأجزاء من هذه المؤسسة العظيمة و أثر ذلك على *المتلقين* و هم أبناؤنا الطلاب الذين ينظرون لمعلميهم كقدوة في كل شيء، أستبيحكم عذراً أن أعتذر مسبقاً من إخواني و زملائي بناة الأجيال و صانعي المستقبل، فالصور التي سأرسمها تنطبق على عدد محدود فقط و لا تمثل بأي شكل القيم النبيلة و العطاء المستمر للمعلم المخلص المتفاني الحريص على تنشئة قادة قادرين على اكمال المسيرة و النهوض بالوطن .. و لكن لكل قاعدة شواذ، و إنما أشير إلى فجوات و صور سلبية من أجل أن نتكاتف لردمها و استبدالها بصور مشرقة.
و دعوني أتساءل الآن:
- كيف نمضي ساعات نتحدث لطلابنا عن العدل و العدالة و نحن نضع لبعض الطلاب علامات أعلى فقط لأنهم من أقاربنا؟ ألا نخجل من طلابنا حينها؟
- كيف نحث الطلاب على دفئ اللسان بينما ننهال على المسيء منهم بأسوأ و أقسى العبارات؟ أم هو موعد حقنة الألفاظ البذيئة؟
- كيف نطالب طلابنا بعدم الاعتداء على حقوق الآخرين و نحن نعتدي على وقت حصتهم بإشعال سيجارة أو مكالمة هاتفية أو شرب كوب من الشاي؟ كيف نتوقع أن يستمعوا لنا بعدها؟
- كيف نطالب طلابنا دوماً بالحرص على النظافة و نعدد لهم الأحاديث النبوية و الأقوال المأثورة ثم نرمي أوراق النفايات و أعقاب السجائر في الساحات أمام أعينهم؟ أي حقنة هذه؟
- كيف نحث طلابنا كل يوم على الالتزام بالدوام و الحفاظ على النظام و نحن نذهب للحصة بسرعة السلحفاة و نغادرها كمتسابقي الماراثون، و لا نضيع فرصة لمغادرة المدرسة قبل انتهاء الدوام! أهكذا تكون القدوة الحسنة؟
و الصور كثيرة .....
ألا تغرس كل تلك الصور فساداً في نفوس طلابنا؟ ألا يجدر بنا أن نلتزم فعلاًُ بما نحثهم عليه لنصون أنفسنا و نصونهم من مارد الفساد؟
و لأننا المعلمون نحن القادة لسفينة تقدم الوطن فيجب علينا أن نرضي الله و نرضي ضمائرنا و نوصل هذه السفينة لبر الأمان و لا نكون نحن المغرقون لطلابنا.
بقي أمر أخير أعرج عليه ضمن حلقتي هذه لأهميته الكبيرة و هي الجرعة الأخيرة و لكنها الأكبر من جرع الفساد خلال المدرسة و التي لربما تكون الجرعة القاتلة و هذه الجرعة هي 'امتحان الثانوية العامة' (التوجيهي)
الذي صار يتحول شيئاً فشيئاً من امتحان يفرز الأفضل و الأقدر ليشغل ما يناسب قدراته و جهده إلى مسابقة في الغش و الفوضى و تحطيم لمبادئ و قيم النزاهة و الشفافية و العدل و المساواة في نفوس بناة الغد.
كان من السهل جداً في السابق أن نحزر من سينجح و من سيتفوق و من لن يتمكن من النجاح في امتحان الثانوية، و كنا مقتنعين تماماً بالقاعدة (من جد ... وجد) و لكن و للأسف انحدر مستوى امتحان الثانوية إلى الحد الذي صار يستوجب تغيير القاعدة إلى ( من غش ... وجد) و للأسف فالمساهم الأكبر في تطبيق هذه القاعدة نحن المعلمون، فتأخذنا أحياناً الشفقة في غير محلها، و نخجل أحياناً من قريب أو صديق قد أوصى على ولده، و ننسى أننا بذلك نكون قد حطمنا كل القيم التي حاولنا زرعها في نفوس طلابنا خلال 12 عاماً من نزاهة و أمانة و إخلاص...
هل بذلك نحن نربي طلابنا على هدي نبينا صلى الله عليه و سلم و حديثه صلى الله عليه و سلم: ( من غش فليس منا..)
و هل بعد هذا ستكون هناك قناعة لدى الجيل القادم بقاعدة (الشخص المناسب في المكان المناسب) ؟
و قبل أن نعلق على فساد الوزير الفلاني و المسؤول العلاني دعونا نسأل أنفسنا بداية: ألم نسهم نحن المعلمون في إيصال الأشخاص غير المناسبين لدوائر صنع القرار ؟
أترككم عند هذا التساؤل و أعتذر للإطالة، و لأكمل معكم –إن شاء الله- في مقالة جديدة و حلقة أخرى من حلقات بناء الفساد في مجتمعنا.
اللهم أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه.. و أرنا الباطل باطلاًُ و ارزقنا اجتنابه
و الحمد لله رب العالمين
التعليقات
و ممتن
انك
ابررت
بوعدك
و اتحفتنا
بالحلقه2
و ممتن
أنك
تقرأ
و تتابع
مقالاتي
عاد
مين
اني؟
و هل
يخفى
القمر؟؟