طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

يا سيادة المشير : علي قدر أهل العزم تأتي العزائم ؟


‏ وتأتي علي قدر الكرام المكارم ؟!‏

توارد فوراً إلي خاطري هذا الفيلم الكوميدي للراحل عبد السلام النابلسي ‏مع عبد الحليم حافظ ، وحينما كان يشغل النابلسي رئيساً لفرقة حسب الله ‏؟ وهو يدعوا الله أن يفرجها ، فإذا بحلة من ( الملوخية ) تنهمر فوق ‏رأسه وهو يصيح متوسلاً لله ( ماتفرجهاش كده بالقوي ؟) ، ولا أدري ‏لماذا توارد هذا المشهد الكوميدي إلي خاطري وأنا أقرأ الخبر المنشور ‏علي صفحة المجلس الأعلي للقوات المسلحة ومفاده أن المشير طنطاوي ‏وفي لفتة أري عنوانها الكرم ومضمونها البخل والشح والأهانة ؟ قد قرر ‏منح شهداء الثورة ومعوقيها وجرحاها وأيضاً بعضاً من جنوده الذين ‏قاموا بتأمين الثورة بحد زعمه ، منحهم ماسماها بميدالية 25 يناير وهي ‏مصنوعة من البرونز ؟؟ وعلي الرغم من لفتة الكرم الحاتمي ؟! هذه إلا ‏أنني أتعجب وأستغرب وأنا أسأل سيادته : هل هكذا تكرم الدول المحترمة ‏وبحجم وتاريخ وكرم مصر شهداؤها وجرحاها ومعوقيها ؟ وفي ثورة ‏عظيمة باتت تدرس في جميع دول العالم المتحضر ؟ وهل نهايات تكريم ‏الشهيد والمعوق والجريح ياسيادة المشير في رأيكم ورؤياكم الكريمة ‏والخاطئة هي منحه ميدالية من الصفيح ؟ أو حتي عديمة القيمة المادية ؟ ‏طيب ياسيدي كنت أفرجها عليهم شوية وخليها ميدالية من الذهب ‏الخالص ، ولو حتي لو أستلفت سيادتك كام كيلو من ذهب جبل السكري أو ‏منجم حمش أو حتي من أحتياطي ذهب البنك المركزي المصري ؟ ‏والمنهوب والمهرب بالأطنان لخارج البلاد ولحساب اللصوص والأفاقين ‏والسفلة ؟ ياسيادة المشير وبالله العظيم لو منحتهم جبال ذهب الكون ‏وكنوزالسموات والأرض ما أستطعت ياسيدي أن توفي هؤلاء الأحرار ‏والشهداء الأبرار النذر اليسير من حقهم عليكم وعلينا؟ ياسيدي الفاضل ‏أن ميدالية من البرونز لايمكن وبكافة المقاييس العقلانية والأدبية ‏والتكريمية والأنسانية المتحضرة لايمكن أن تصلح كرمز أو هدية أو تعبير ‏عن تكريم لشهيد أو معوق فقد نور أبصاره أو جزءً من جسده ، بل أنني ‏أحسبها وبالله العظيم إهانة ويجب رفضها لأن هؤلاء الثوار الأحرار من ‏شهداء ومعوقين وجرحي وعلي أضعف الأيمان أنما يقيمون ويهدون ‏ويكرمون بالذهب والياقوت والألماس وليس بميداليات من الصفيح ‏والبرونز ؟ والله عيب ياسيادة المشير ، ولماذا يارجل لاتمنحوهم وسام ‏الأستحقاق من الدرجة الأولي ؟ أو نوط الواجب ؟ أو حتي وشاح وقلادة ‏النيل ؟ وهل توجد تضحيات ياسيدي أغلي وأنفس بعد الروح ونور العيون ‏وفقدان الأبصار تنتظر أن تقدم علي مذابح الحرية والشرف والرجولة ‏والكرامة ؟ وهل هكذا يكون تكريمكم لخير أجناد وشهداء مصر ومعوقيها ‏وجرحاها ؟ بل أن السؤال العقلاني والطبيعي والذي يمزقني غيظاً وكمداً ‏والذي أطرحه علي ضميركم ووجدانكم وشرفكم العسكري : أليس هؤلاء ‏الشهداء والمعوقين والجرحي أشرف مليون مرة من محمد عمر سليمان ‏وزير الأسكان وناهب ومبدد أراضي وعقارات مصر في عصر الهالك ‏المخلوع والذي منحه المخلوع وسام الأستحقاق من الدرجة الأولي ؟ علي ‏نهبه وسرقته وتبديده لأرض الوطن وترابه ؟ بل أليسوا هؤلاء الثوار ‏البررة أشرف بملايين المرات عن قائد القوات الأمريكية في العراق والذي ‏دمر العراق وأستحل نساؤه ورجاله وأطفاله وسفكوا دماؤهم وأعراضهم ‏وثرواتهم ومع ذلك قام أللص الأجرب المخلوع بمنحه وأمام أعينكم وفي ‏وجودكم وسام الأستحقاق من الدرجة الأولي ؟ لتخريبه أرض الرافدين ‏وتدمير العراق ؟ هذان هما فقط مثلين أضربهما لك فربما تتذكر وتتعظ ‏ياسيادة المشير ؟ وربما تدرك أن أشرف شباب مصر من شهداء الثورة ‏البررة ومن معوقيها وجرحاها لايمكن القبول وبأي حال تكريمهم بميدالية ‏برونزية تباع علي أرصفة العتبة بثلاثة صاغ ؟ ياسيدي هذا ليس تكريماً ‏من ولي أمر فاضل وعسكري عريق وصاحب مقام رفيع مثلكم ؟ ولكن هذا ‏التصرف هو إهانة بشعة غير مقبولة ومرفوضة من سيادتكم معني ‏ومضموناً وقيمة ... فهل تراكم تستدركون هذا الخطأ المهين ؟!‏
Mohamd.ghaith@gmail.com


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/66454