طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

الخرابة ؟ والكلاب .. ؟


جميعنا نعلم أن أي خرابة كانت تعد المرتع الأصيل لجميع الكلاب الضالة ‏والشاردة والمسعورة ، فمن منا يتوقع أن يقوم رئيس مفترض لدولة ‏بحجم وتاريخ مصر وحكمَها علي مدي أكثر من ربع قرن أن يجرؤ ومهما ‏بلغت به الوساخة والنجاسة والخيانة والدياسة أن يشبه دولته بالخرابة ؟ ‏فعلها مبارك النذل والخائن ، وأنا هنا لا أفتري علي هذا البائد الناهب ‏الوضيع ، ولكنني أعتمد علي حديث صحفي للكاتب / حسنين هيكل نشر ‏اليوم الأحد 15/1/2012 وبالبنط العريض وعلي صدر الصفحة الأولي ‏من جريدة الأخبار الحكومية , ومفاده أن أحد الأمراء السعوديين من ‏الأسرة الحاكمة والمقربين للناهب المفسد مبارك ، قال له : هل ستورث ‏الحكم لأبنك ؟ فكان رد الكلب الأجرب : وهل أنا مجنون لكي أورثه خرابة ‏؟! هذا هو إذن أبسط تصريح نشر يترجم للعيان وللعميان أدق ومجمل ‏تفاصيل وملامح ومكونات شخصية أكبر كلب مسعور وضال في تلك ‏الخرابة ؟ والتي شكلها وجرفها ونهبها مع أسرته وعصاباته وصبيانه ‏وخصيانه ؟ وليت تلك الخرابة سلمت من براثن تلك الكلاب وحتي تاريخه ‏وحتي بعد قيام ثورة يناير ؟ لا .. مازالت الخرابة كما هي تعج بمختلف ‏أنواع الكلاب الضالة والشاردة والمذعورة والمسعورة ؟ نعم مازالت ‏أنواع عدة من تلك الكلاب والمصنفة من حيث درجة السعار أو الذعر أو ‏التشرد مازالت قابعة تبرطع بتلك الخرابة وتتقاسم ماتبقي فيها من جيف ‏ومن مخلفات وأطلال، وبعضها ينهب في صمت كعادته والآخر ينهب في ‏تبجح وسعار واضح الأثر ورأيناه جميعاً علي أرض الحدث وحتي بعد ‏ثورة مفترضة لشعب أمتهنت كرامته ويأمل فقط ولو أعادة ترميم أو ‏تحويل تلك الخرابة إلي حديقة أو بناء متحضر ، ولكن تأبي الكلاب ‏المسعورة علي أختلاف أنواعها ذلك وتقف حائلاً ودون تحقيق غايته ‏ومنتهاه ؟ لأنه وبكل البساطة أن مجرد تحويل تلك الخرابة إلي حديقة ‏غناء أو بناء متحضر هو مايعني طرد بل وموت نهائي وحتمي لتلك ‏الكلاب الضالة والمسعورة ونهاية لبيئتها الواطية والنجسة والقذرة والتي ‏ترتع وماتزال فيها تنبش في مخلفاتها، أنني أعتمد حديث هيكل إلي تلك ‏الجريدة الحكومية هو بمثابة ( بلاغ رسمي ) مفترض ووجوبي للنائم أو ‏النائب العام والذي كان من المفترض عليه وجوبياً وبحكم وظيفته ودينه ‏وضميره كأعلي سلطة نيابية في مصر الدولة أن ينزعج وأن ينتفض ومن ‏فوره لهذا الحديث الخطير والجلل ؟ ويأمر بفتح تحقيق خاص ويستدعي ‏ومن فوره قائله وناشره ، ويتوخي في مسئولياته أمانة وضمير ودين ‏القاضي الرشيد ، وخاصة وأن هذا الكلام المختصر للمصرح يترجم وبلفظ ‏أو وصف واحد حقيقة حاسمة لهذا الكلب الأجرب والأكبر والفاسد والذي ‏يصف دولته بالخرابة ؟! وهو مايعد خيانة عظمي مابعدها ولاقبلها خيانة ‏وخاصة وعندما يصدر هذا اللفظ من فم رئيس مفترض لدولة بحجم ‏وبتاريخ وأمكانات مصر المنهوبة ؟ وينشر علي صدر الصحف الرسمية ‏وبالبنط العريض وعلي صفحتها الأولي ؟! وبالطبع هو مالم ولن يحدث ‏من نائب عام صرح علي الملأ وبكل وسائل النشر في حينه أنه بريء ‏الذمة من القرار الصادر بألعاء القرار الصادر بالحبس الوجوبي في ذمة ‏لصة مصر الأولي سوزان ثابت في العام الماضي ؟! وهو مايفسر لنا ‏جميعاً أننا بصدد نائب عام مسيس ومسير ومنزوع الأرادة ، وأن القول ‏بقضاء مصري حر هو ليس إلا درب من الأوهام وضغائث الأحلام ؟ وهو ‏مانراه يومياً ونشاهده وتترجمه لنا أحكام قضائية جائرة ومخيبة للآمال بل ‏ومضحكة وشر البلية ما أضحك وما أبكي وفي آن واحد ؟ ثم أنتقل مع ‏القاريء لتصريح آخر أجده من الواقعية والمسئولية والأهمية بمكان ، ‏وخاصة وعندما يصدر علي لسان واحداً من أهم الرموز القضائية في ‏مصر ، وهو ماصرح به ( بالصوت والصورة ) وعلي موقع جريدة البديل ‏الألكترونية اليوم نفسه المستشار / أشرف البارودي رئيس محكمة ‏أستئناف الأسكندرية وبكل وطنية وجرأة في الحق وهو يدعو جموع ‏الشعب المصري إلي حتمية النزول للشوارع يوم 25 يناير القادم وهو ‏أول عيد للثورة وللأطاحة بالحكم العسكري الجائر وأنطلاقاً من جموع ‏وكتلة الشعب المصري والذي يزيد عن 85 مليون مواطن فهو وبحد ‏وصفه قادر في زخمه وكمه وطوفانه الجارف علي استعادة حكم ثورته ‏المستولي عليها ، وهو يستطرد ليترجم لنا في تصريحه هذا حال البلاد ‏والعباد بوصف شعبي أراه دقيق المعني وهو يقول ويصف ويوجز أن ‏ماحدث هو أن مبارك قد قام من علي الدكة ولكي يجلس عليها مكانه ‏المجلس العسكري ؟ وهو وصف أراه غاية الدقة والأنسجام والواقعية مع ‏البيان الشهير والذي أدلي به اللواء / عمر سليمان وهو يقول وحرفياً : ‏أن الرئيس البائد مبارك قد أعلن ( تخليه ؟! ) عن رئاسة البلاد ( وتولية ‏؟!) السلطة للمجلس الأعلي للقوات المسلحة ؟! وبالطبع هو تصرف فضلاً ‏علي أسجامه مع تصريحات السيد المستشار المذكور ، فهو أيضاً ويقيناً ‏يعد تصرفاً فاسداً ويشوبه العوار القانوني والدستوري من رئيس مخلوع ‏فقد شرعيته الشعبية ، بل هو تصرف ممن لايملك لمن لايستحق وبكافة ‏المقاييس القانونية والدستورية والشرعية ؟! وعله هو السر الأوحد ‏والكامن من خلف كل ماعنيناه ونعانيه وسنعانيه في ظل الحكم العسكري ‏المستبد والجائر للبلاد وللعباد من فشل ذريع وأنتكاسات ومتاهات مزرية ‏وهو مالمسناه جميعاً علي أرض الواقع الحي وعلي مدار سنة سودة من ‏عمر ثورة يناير المباركة ، ولعل في تصريح هذا الرمز القضائي من ‏شيوخ قضاة مصر ربما قد يكون فيه شيء من العظة أو حتي القدوة لمن ‏يريد أن يتعظ أو يقتدي وخاصة السيد النائب العام ، والذي أراه وبعين ‏اليقين والمتابعة الوطنية واليقظة مازال يغض الطرف ويدفن الضمير في ‏الكثير والكثير من ملفات الفساد والنهب والتجريف ولشخوص بأعينهم ‏عاثوا في مصر فساداً وعبثاً وأضاعوا مقدرات وطن وبلاد وعباد وأجيال ‏، ومازالت ملفاتهم لم تفتح بعد ؟ ولايجرؤ النائب العام والذي يمثل أعلي ‏سلطة نيابية في مصر الدولة وحتي تاريخه علي فتح ملفات فسادهم ‏المؤذي وباعتبارهم من أعتي رموز الفساد في مصر، وهو مايدعوني هنا ‏ومرة أخري إلي مناشدة سيادته بأن ينتهز عيد ثورة يناير المباركة القادم ‏ولكي يقوم بتقديم أستقالة مسببة عن منصبه فوراً ، وهو شيء سوف ‏يحسب لسيادته عند الله وعند شعب عقد عليه الكثير من الأمل المفقود ، ‏وهو بالله العظيم أمر لمشرف له ألف مرة أن يبادر بتقديم أستقالته عن ‏منصبه ولو حتي من منطق أن الله لايكلف النفس إلا وسعها ؟ وهو أضعف ‏درجات الأيمان ، ولكنني أختتم وأنا المتيقن الجازم في أن تلك الثورة ‏والتي صنعها الله بيده وقدرته وتدبيره في شئون خلقه لهي باقية بأذنه ‏ومستمرة ولمنتصرة بمشيئته ، وأن تلك الخرابة والتي يتحدث عنها وبكل ‏الفجر والكفر والتبجح هذا البائد المخلوع ؟! سوف تتحول ومهما نبحت أو ‏هددت كلابها الضالة والمذعورة والمسعورة أو مهما كشرت عن أنيابها ‏فأنها وبالأخير ستتحول إلي بناء متحضر وحدائق غناء لامكان فيها ‏ولاسكن ولامرتع فيها لأي كلب أجرب من أمثال البائد أو من هم هم علي ‏عقيدته وشاكلته ، ولسوف تتحول تلك الخرابة وبفضل الله إلي روضة ‏خضراء تليق بأجيالنا القادمة وبفضل أيادي وتضحيات ودماء شباب فدائي ‏واعي وواعد ومثقف كسروا بنا حاجز الخوف والموت ، وصدقوا ‏ماعاهدوا الله عليه ، وقدموا أرواحهم وأعضاء أجسادهم ونور عيونهم ‏وأبصارهم رخيصاً علي مذابح الحرية والكرامة الأنسانية فاستحقوا الحياة ‏بشرف ، وأن وعد الله كان مكتوباً ولابد له أن يكون منصوراً .. وغداً ‏لناظره قريب .‏
Mohamd.ghaith@gmail.com


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/65855