طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

الى العرب جميعا "إنج بنفسك وإلا سيكون مصيرك مصير أهل دير ياسين"


تعتمد اسرائيل منذ زرعها في الجسد العربي على الدعاية المغرضة لخدمة مخططاتها وتنفيذ مشاريعها , و نجحت في تحقيق الكثير منها على الساحة العربية , لعدة اسباب اهمها على الاطلاق: تصديق العرب للشائعات وسرعة انتشارها دون تمحيص او تدقيق , والاعتماد على إعلام العدو والذي تغلغل في إعلامنا العربي بلباسنا العربي , ولغتنا العربية الفصحى , وما سطرته الجزيرة من نجاح إعلامي منذ تأسيسها , يدل على انها الجرثومة التي نشرتها اسرائيل في بلادنا لتنفيذ مخططاتها .
وللاسف نجد هذه الايام اخوتنا العرب ومنهم الاردنيين يتداولون اخبارا ملفقة , واذا سألت متداوليها لا يترددون بالتباهي بقولهم 'جابتها الجزيرة' , وكأن الجزيرة تنتج قرآنا جديدا للامة غير قابل للتمحيص والتدقيق .
فأساليب الحرب النفسية والدعايات الكاذبة التي اتبعها اليهود منذ ألاف السنين , بدأت تعود من جديد للساحة العربية بثوب جديد وبأيدي أبناءها , فكلنا يتذكر كيف بدأت اسرائيل ببث الرعب لإكراه العرب في فلسطين على ترك بلادهم، بواسطة التحذيرات التي وجهتها الإذاعات اليهودية السرية إلى العرب الفلسطينيين, وكيف لعبت اذاعة صوت العرب من القاهرة دورا تخريبيا في مجال الاشاعة المغرضة التي لا تخدم الا اسرائيل ' عندما كان احمد سعيد عبر صوت العرب يستلب الهمم بعبارته الشهيرة ' تجوع يا بحر ' فيحدد بذلك لليهود مواقع الجيش بعبارته ليتم ضربها من قبل سلاح الجو الاسرائيلي .
فاسرائيل عندما بدأت السيطرة على الاعلام العالمي , ومدت نفوذها اليه ,كانت تعلم قيمة الدعاية في تحطيم النفوس العربية , ايمانا منها بأن من يصدق الاذاعات ووسائل الاعلام المرئي التي تبسط نفوذها عليها من السهل اقتياده لاحقا لاي اشاعة لتحطيم الروح المعنوية وإذكاء الفتنة بين الشعوب ,وقد نجحت في كثير منها الى الان بواسطة الاذرع العربية المغروسة في الجسد العربي , وللاسف لا زال العرب يسيرون وراء نفس الاشاعات المضللة , دون ان يمحصوا ما يجري حولهم في بلدانهم من بكاء التماسيح الامريكية والدبب الغربية على حقوقهم الانسانية ومستقبلهم الاقتصادي .
فعلى العرب ان يتيقنوا بأن ما يجري في بلادهم من ثورات ترحب بها امريكا وحلفاؤها وتقدم لها كل التسهيلات لإنجاحها, بحجة انهم شعوب مضطهده وانهم بحاجة لإصلاح اقتصادي وسياسي وان انظمتهم فاسدة لا تصلح لقيادتهم, هو الحيلة والدهاء بعينه , فتعالوا نتساءل ايها الثوريون العرب : ماذا قدمت الثورات للامة العربية غير ضياع البلاد وانتهاب ثروات العباد والمزيد من الذل والتبعية والخنوع للغرب ؟ .
فبالله عليكم دلوني على ثورة عربية واحدة حدثت في القرن الماضي والقرن الحالي وجاءت بنتائج ايجابية على مجتمعاتها ؟ , فهل الثورة اليمنية حققت لشعبها الرقي ؟ , وهل ثورة جمال عبد الناصر قادت مصر لغير الحياد عن الصراع العربي الاسرائيلي بتوجيه جند الثورة الى اليمن بدلا من اسرائيل ؟ , وهل الثورة في العراق منحت الشعب العراقي افضل ما تحقق له إبان النظام الملكي الهاشمي في العراق وحكم صدام حسين ؟ , وهل الثورة اللليبية تقدمت بشعبها الى ما هو افضل من حكم ادريس السنوسي ؟, وهل الثورة السودانية كان لها من نتائج غير تقسيم السودان ؟ فلنتمعن بتصريح رئيس وزراء مصر الحالي كمال الجنزوري حين قال ' ان الوضع الاقتصادي في مصر اخطر مما كنا نتصور' .

للاسف لا زال العرب يطبلون لكل من يشتم ويخرب في بلاده, دون ان يقف مع نفسه ويتساءل : لماذا تذرف امريكا ودول الغرب الدموع على الشعوب العربية الان وهم السبب الاول لمعاناتهم السياسية والاقتصادية؟, ولماذا تركت امريكا الشعوب العربية تسقط انظمة كانت بالامس من اكبر حلفاءها ؟, فهل يا ترى ستسمح امريكا ودول الغرب قدوم حكام وطنيون يعطلون مصالحهم ؟ , ام انها قررت الخلاص من حلفاءها العرب السابقين لانتهاء صلاحيتهم والاتيان بحكام جدد انتهت فترة تأهيلهم بالمطبخ الامريكي واليهودي لتنفيذ أجندة مستحقة قادمة ؟.
فدعوني اذكركم يا عرب ان كنتم متناسين كيف اثرت الاشاعات على اخلاء في فلسطين في بداية احتلالها , عندما وزعت اسرائيل مناشير على اهل القدس , كتب عليها 'انج بنفسك وإلا سيكون مصيرك مصير اهل دير ياسين', فهل كان اليهود في تحذيرهم لاهل القدس يبكون من منطلق الخوف عليهم و حرصا على سلامتهم ؟ أم لتخليص الارض منهم ؟.
وتمعنوا يا عرب كيف تعزف الصهيونية وتبكي عليكم يا وانتم تطبلون وتزمرون لخراب بلادكم ؟, فالشعب العراقي اليوم يتباكى على ايام صدام رغم قسوتها , بعد ان توهم بأن الثورة ضد صدام جاءت لصالحه .
فقوة الاشاعة الصهيونية وتأثيرها على النفسية العربية كبير جدا يأخذ مفعولها بسرعة , خاصة أن إعلام العدو تعود إذا نشر تقريرا من 100 كلمة يكتب فيه 99 كلمة صحيحة, ويدس السم في الكلمة ألمتبقية التي فيها مقتل العرب.
أما آن الاوان للعرب بأن يتعلموا من تجارب الماضي , ويستيقظوا من سباتهم ويبتعدوا عن تصديق إعلام العدو حتى لو كان صادقا فيما يطرح من قضايا تهمهم , فالاعلام الصهيوني بأذرعه العربية يتناول الطعام من اكتافكم لكي يمنعكم من عمل شيء , وسيلتهم قريبا لحم افخاذكم ليمنعكم من الحركة, فهل كتبت الجزيرة حرفا واحدا منذ تأسيسها الى اليوم او قدمت تقريرا واحدا عن اكبر قاعدة امريكية في العيديد القطرية؟,اذا كان الجواب ايها العرب بنعم فصدقوها , وإذا كان الجواب بلا , فانتبهوا جيدا لثوب الصهاينة الجديد باللباس العربي الثوب والعقال.
وقفة للتأمل : ايها العربي الحر تعال نتمعن بقول الشاعر الاردني الكبير سليمان عويس ' لا تصدق دمع التمساح ورقص الافعى بالساح '.
Quraan1964@yahoo.com


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/65035