طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

الملك يسعى لفك ازمة تهويد القدس والإخوان المسلمين يؤزمون المفرق


لن يذكر التاريخ زعيما عربيا أو إسلاميا أو امميا دافع عن الحق الفلسطيني بعد عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي , كما فعل المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه وما يقوم به خلفه الملك عبدالله الثاني والجيش العربي الأردني .
ولكنني لا ادري , لماذا كلما حاول الملك عبدالله الثاني تقريب وجهات النظر لإيصال الحق لأهل فلسطين ثارت الزوابع وافُتعلت الأحداث وتأزمت المواقف؟ .
فمن يتابع المشهد الفلسطيني لا بد وان يذكر للتاريخ وللأمانة المهنية دور جلالة الملك الفاعل تجاه القضية الفلسطينية والأزمة التي يتعرض لها أهل غزة الصابرين على أرضهم رغم الويلات من كل جانب ولهم من كل أردني حر بذلك التحية والاحترام.

بالأمس افتعل الإخوان المسلمين ازمة اعتقد أنها بالون اختبار لجس نبض الحكومة , لتحقيق المزيد من المكاسب ولو على حساب الأمن الأردني وقضية فلسطين وشعبها , فسّيرت طابورا من شبابها الذين يبلغون الثلاثينات من العمر تشبه بحزب الله وكأنهم يقولون للأردنيين جيشنا جاهز للمقاومة غير آبهين للتاريخ وأحداثه , ومتناسين ما قاله بسام العموش في جلسة مغلقة مظلمة لهم في الزرقاء عام 1995 حين هددوا بإحراق عمان يوم انبرى لهم العموش ونطق للتاريخ كلمته المشهورة من 'يحرق عمان سأحرق أصبعه'. فكم بسام العموش في حركة الإخوان المسلمين يا ترى؟.
بمنتهى الصراحة وخدمة للأردن, وأنا هنا لا أذيع سرا, ولكنني مضطر للقول أن جماعة الإخوان المسلمين مخترقين من جهاز المخابرات بنسبة كبيرة جدا من, لذا لا تبالغوا أيها الإخوان المسلمين في عدائكم الصوري للأردن وشعبه.
نقول للإخوان المسلمين إذا كان هدفكم من تجييش عناصركم الركض وراء السلطة كما حصل في ليبيا ومصر وتونس وسوريا , فاسمحوا لي بالقول أن وضع الأردن مختلف تماما للأسباب التالية :
أولا: لأنه لا يوجد للملك عبدالله وللهاشميين من قبله أعداء, لأنهم لم يطبقوا السجون علينا, ولم يغلقوا مداخل المدن على سكانها ,ولم يدمروا السجون ببراكين الغضب فوق رؤوس المساجين, ولم يرملوا نسائنا وييتموا أطفالنا , بل كانوا يشحدون لنا في الليل والنهار لنجد قوت يومنا في ظل الأزمات المتلاحقة , وهذا ما جعلنا منذ البداية متعلقين بهم تعلقا فطريا, اللهم إلا إذا كان للبعض في حركة الإخوان المسلمين عداء قديم مع الملك , ويريد استغلال الفرصة لتصفية الخلافات , وهذا لن يحدث وهناك امرأة أردنية لا تزال تنجب.
ثانيا : حركة الإخوان المسلمين فيها من العقلاء كبسام العموش الكثير وسينطق هولاء في اللحظة المناسبة .
ثالثا : بعد سقوط حكومة سليمان النابلسي عام 1956 مُنع العمل الحزبي في الأردن نهائيا , وهنا نتساءل لماذا بقي مكتب الإخوان المسلمين مفتوحا في وسط البلد فوق مطعم القدس في الطابق الثاني ؟.
كفى تعميقا لجراح الأردن الذي سيتعافى من ألمه بعون الله, لان دارس التاريخ يعلم جيدا ويدرك يقينا أن الأردن منذ نشأته تعرض لازمات أعمق واكبر من تلك التي يريد البعض استغلال الربيع الصهيوني لتحقيق مكاسبه على حسابه.
بقي القول للشعب الأردني الحر البطل تمعنوا جيدا في المشهد السياسي الأردني, لتروا انه في الوقت الذي يحاول فيه الملك إبعاد شبح تهويد ما تبقى من القدس يسعى الإخوان المسلمين إلى اسلمة المفرق وكأنهم كفار العصر.
فالمفرق منذ التاريخ لا يقطنها إلا الأحرار, ومن حاد منهم عن الدرب سرعان ما سيعود إلى جادة الصواب لان حليب أمه نقي صاف خال من النجاسة والعمالة.
وقفة للتأمل:' الصعود اليساري في الخمسينات والستينات والذي لم يكن ليتم إلا بالدعم الناصري كان صعودا مؤقتا سرعان ما توارى '.




Quraan1964@yahoo.com


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/64764