حينما شعر بعض علية القوم أن الأفكار الإصلاحية التي قدّموها لم تحظ بقبول الناس، كونها أفكاراً بائتة ولم تعد صالحة للحياة، وليست مقبولة من مختلف فئات الشعب، عقدوا العزم على إطلاق إشاعات مفادها أن مصالح العامة ومعيشتهم باتت في خطر، وأن أمن البلاد الاجتماعي والاقتصادي أصبح مهدداً، وراحوا يعقدون مؤتمرات صحفية كثيرة في محاولة لإقناع الناس بأن أفكارهم ستنقذ البلاد والعباد من شرور البغي والفساد..!
وقد بدا كل شيء طبيعياً وهادئاً تماماً لولا ثلة اجتمعت في دار 'الفتية الأحرار'، وقررت أن تثأر للشعب المسكين وهو يدفع الثمن مستكيناً غاضباً من الداخل، فأصدرت بياناً بروليتارياً عاصفاً، حملت فيه على الحكومة وحكمائها، ودعت إلى تشكيل رؤية اقتصادية اجتماعية جديدة تأخذ بالاعتبار مصالح الناس أولاً، رافضة النصائح التي تلطّف صندوق النقد الدولي بإغداقها على الحكومة، وردّت على الإشاعة بهدوء مطلق: تضارب مصالح..!!
فَهِم الناس أن الصراع الدائر سوف لن ينتهي إلاّ بصورة دراماتيكية، وأن بيان الفتية الأحرار سيؤجج حالة الصراع في المجتمع، وقد يؤدي إلى الدمار، وعندما أعلنت الحكومة على لسان ناطقها الرسمي بأنها قررت الردّ على بيان الثوريين، خرجت صبيحة اليوم التالي ببيان مقتضب للغاية، صاغه حكماؤها بعناية، ونشرته وسائل الإعلام الرسمية وبعض الصحف الإلكترونية المحسوبة على الحكومة يقول: إننا لم نكن يوماً من أتباع المذهب البروليتاري، وكان خيارنا دائماً هو خيار 'اللبرلة' و 'الدجتلة' وأننا منحازون إلى 'حرية رأس المال' وهو ما استساغه معظم الشعب ولم تضع الفرصة على البعض الآخر لاستساغته في قادم الأيام..!!
لم يلق ردّ الحكومة أي صدى إيجابي في الشارع، فقط فئة قليلة من 'المخاتير' وبعض 'الكتبة' والمتزلفين، وقوات خاصة من إعلام التدخل السريع، راحوا ينشرون إعلانات التأييد، ويدبجون مقالات التمجيد، مؤكدين التفافهم حول عصا الحكومة السحرية، أما الفتية الأحرار، فقالوا: إنه الإفلاس والدنية..!!
وأمام واقع الأفكار المتمنعة، والمصالح المتصدعة، خرج عقيد القوم عن صمته، معلناً بخطاب تاريخي مصوّر وأبتر، بثته كل الفضائيات والوكالات الإخبارية، المحسوبة على الحكومة والمحسوبة على المعارضة، بأن المشروع 'الإصلاحي' المشؤوم الذي خرج بصورة إشاعة سيتم إلغاؤه فوراً، ولن يتم التطرق إليه من قريب أو بعيد، وأن الحكومة وحكماءها سيبدأون، عبر انعطافة جديدة، بدراسة مشروع بديل آخر أقرب إلى تحقيق مصالح الناس، يُنجز في إطار 'ليبراشكي' (مزيج من الليبرالية والاشتراكية) يقنتع به الناس فيرتاحون، ويطمئنون إليه فيسمعون ويطيعون ..!!
اطمأن العامة إلى كلام العقيد، وهتفوا له على كل صعيد.. ورأوا فيه منفذاً لإعادة هيكلة شؤون حارتهم، ومنقذاً حقيقياً لهم من الترهل الإداري، والتصدع الفكري..
لكن شيئاً حتى الساعة لم يحدث.. وما زال أهل الحارة ينتظرون بفارغ الصبر، وبدأوا يتساءلون: هل سيتحقق شيء أم هي كذبة إصلاحية من نوع جديد..! فيما أخذ الفتية الأحرار يصرخون: العقيد يكذب فلا تصدّقوه ..!!
Subaihi_99@yahoo.com
حينما شعر بعض علية القوم أن الأفكار الإصلاحية التي قدّموها لم تحظ بقبول الناس، كونها أفكاراً بائتة ولم تعد صالحة للحياة، وليست مقبولة من مختلف فئات الشعب، عقدوا العزم على إطلاق إشاعات مفادها أن مصالح العامة ومعيشتهم باتت في خطر، وأن أمن البلاد الاجتماعي والاقتصادي أصبح مهدداً، وراحوا يعقدون مؤتمرات صحفية كثيرة في محاولة لإقناع الناس بأن أفكارهم ستنقذ البلاد والعباد من شرور البغي والفساد..!
وقد بدا كل شيء طبيعياً وهادئاً تماماً لولا ثلة اجتمعت في دار 'الفتية الأحرار'، وقررت أن تثأر للشعب المسكين وهو يدفع الثمن مستكيناً غاضباً من الداخل، فأصدرت بياناً بروليتارياً عاصفاً، حملت فيه على الحكومة وحكمائها، ودعت إلى تشكيل رؤية اقتصادية اجتماعية جديدة تأخذ بالاعتبار مصالح الناس أولاً، رافضة النصائح التي تلطّف صندوق النقد الدولي بإغداقها على الحكومة، وردّت على الإشاعة بهدوء مطلق: تضارب مصالح..!!
فَهِم الناس أن الصراع الدائر سوف لن ينتهي إلاّ بصورة دراماتيكية، وأن بيان الفتية الأحرار سيؤجج حالة الصراع في المجتمع، وقد يؤدي إلى الدمار، وعندما أعلنت الحكومة على لسان ناطقها الرسمي بأنها قررت الردّ على بيان الثوريين، خرجت صبيحة اليوم التالي ببيان مقتضب للغاية، صاغه حكماؤها بعناية، ونشرته وسائل الإعلام الرسمية وبعض الصحف الإلكترونية المحسوبة على الحكومة يقول: إننا لم نكن يوماً من أتباع المذهب البروليتاري، وكان خيارنا دائماً هو خيار 'اللبرلة' و 'الدجتلة' وأننا منحازون إلى 'حرية رأس المال' وهو ما استساغه معظم الشعب ولم تضع الفرصة على البعض الآخر لاستساغته في قادم الأيام..!!
لم يلق ردّ الحكومة أي صدى إيجابي في الشارع، فقط فئة قليلة من 'المخاتير' وبعض 'الكتبة' والمتزلفين، وقوات خاصة من إعلام التدخل السريع، راحوا ينشرون إعلانات التأييد، ويدبجون مقالات التمجيد، مؤكدين التفافهم حول عصا الحكومة السحرية، أما الفتية الأحرار، فقالوا: إنه الإفلاس والدنية..!!
وأمام واقع الأفكار المتمنعة، والمصالح المتصدعة، خرج عقيد القوم عن صمته، معلناً بخطاب تاريخي مصوّر وأبتر، بثته كل الفضائيات والوكالات الإخبارية، المحسوبة على الحكومة والمحسوبة على المعارضة، بأن المشروع 'الإصلاحي' المشؤوم الذي خرج بصورة إشاعة سيتم إلغاؤه فوراً، ولن يتم التطرق إليه من قريب أو بعيد، وأن الحكومة وحكماءها سيبدأون، عبر انعطافة جديدة، بدراسة مشروع بديل آخر أقرب إلى تحقيق مصالح الناس، يُنجز في إطار 'ليبراشكي' (مزيج من الليبرالية والاشتراكية) يقنتع به الناس فيرتاحون، ويطمئنون إليه فيسمعون ويطيعون ..!!
اطمأن العامة إلى كلام العقيد، وهتفوا له على كل صعيد.. ورأوا فيه منفذاً لإعادة هيكلة شؤون حارتهم، ومنقذاً حقيقياً لهم من الترهل الإداري، والتصدع الفكري..
لكن شيئاً حتى الساعة لم يحدث.. وما زال أهل الحارة ينتظرون بفارغ الصبر، وبدأوا يتساءلون: هل سيتحقق شيء أم هي كذبة إصلاحية من نوع جديد..! فيما أخذ الفتية الأحرار يصرخون: العقيد يكذب فلا تصدّقوه ..!!
Subaihi_99@yahoo.com
حينما شعر بعض علية القوم أن الأفكار الإصلاحية التي قدّموها لم تحظ بقبول الناس، كونها أفكاراً بائتة ولم تعد صالحة للحياة، وليست مقبولة من مختلف فئات الشعب، عقدوا العزم على إطلاق إشاعات مفادها أن مصالح العامة ومعيشتهم باتت في خطر، وأن أمن البلاد الاجتماعي والاقتصادي أصبح مهدداً، وراحوا يعقدون مؤتمرات صحفية كثيرة في محاولة لإقناع الناس بأن أفكارهم ستنقذ البلاد والعباد من شرور البغي والفساد..!
وقد بدا كل شيء طبيعياً وهادئاً تماماً لولا ثلة اجتمعت في دار 'الفتية الأحرار'، وقررت أن تثأر للشعب المسكين وهو يدفع الثمن مستكيناً غاضباً من الداخل، فأصدرت بياناً بروليتارياً عاصفاً، حملت فيه على الحكومة وحكمائها، ودعت إلى تشكيل رؤية اقتصادية اجتماعية جديدة تأخذ بالاعتبار مصالح الناس أولاً، رافضة النصائح التي تلطّف صندوق النقد الدولي بإغداقها على الحكومة، وردّت على الإشاعة بهدوء مطلق: تضارب مصالح..!!
فَهِم الناس أن الصراع الدائر سوف لن ينتهي إلاّ بصورة دراماتيكية، وأن بيان الفتية الأحرار سيؤجج حالة الصراع في المجتمع، وقد يؤدي إلى الدمار، وعندما أعلنت الحكومة على لسان ناطقها الرسمي بأنها قررت الردّ على بيان الثوريين، خرجت صبيحة اليوم التالي ببيان مقتضب للغاية، صاغه حكماؤها بعناية، ونشرته وسائل الإعلام الرسمية وبعض الصحف الإلكترونية المحسوبة على الحكومة يقول: إننا لم نكن يوماً من أتباع المذهب البروليتاري، وكان خيارنا دائماً هو خيار 'اللبرلة' و 'الدجتلة' وأننا منحازون إلى 'حرية رأس المال' وهو ما استساغه معظم الشعب ولم تضع الفرصة على البعض الآخر لاستساغته في قادم الأيام..!!
لم يلق ردّ الحكومة أي صدى إيجابي في الشارع، فقط فئة قليلة من 'المخاتير' وبعض 'الكتبة' والمتزلفين، وقوات خاصة من إعلام التدخل السريع، راحوا ينشرون إعلانات التأييد، ويدبجون مقالات التمجيد، مؤكدين التفافهم حول عصا الحكومة السحرية، أما الفتية الأحرار، فقالوا: إنه الإفلاس والدنية..!!
وأمام واقع الأفكار المتمنعة، والمصالح المتصدعة، خرج عقيد القوم عن صمته، معلناً بخطاب تاريخي مصوّر وأبتر، بثته كل الفضائيات والوكالات الإخبارية، المحسوبة على الحكومة والمحسوبة على المعارضة، بأن المشروع 'الإصلاحي' المشؤوم الذي خرج بصورة إشاعة سيتم إلغاؤه فوراً، ولن يتم التطرق إليه من قريب أو بعيد، وأن الحكومة وحكماءها سيبدأون، عبر انعطافة جديدة، بدراسة مشروع بديل آخر أقرب إلى تحقيق مصالح الناس، يُنجز في إطار 'ليبراشكي' (مزيج من الليبرالية والاشتراكية) يقنتع به الناس فيرتاحون، ويطمئنون إليه فيسمعون ويطيعون ..!!
اطمأن العامة إلى كلام العقيد، وهتفوا له على كل صعيد.. ورأوا فيه منفذاً لإعادة هيكلة شؤون حارتهم، ومنقذاً حقيقياً لهم من الترهل الإداري، والتصدع الفكري..
لكن شيئاً حتى الساعة لم يحدث.. وما زال أهل الحارة ينتظرون بفارغ الصبر، وبدأوا يتساءلون: هل سيتحقق شيء أم هي كذبة إصلاحية من نوع جديد..! فيما أخذ الفتية الأحرار يصرخون: العقيد يكذب فلا تصدّقوه ..!!
Subaihi_99@yahoo.com
التعليقات
و ليتسع صدرك
(انا اكتب بالمشقلب)
...(الاخر بالاول وبالعكس)
الحكومه الرشيده و الشعب (الكريم )الاثنين بكذبوا على بعض وشرح ذلك يطول
( عصا الحكومة السحرية، )
انا كنت اظن ان عصا سيدنا موسى(ص)ضاعت او خبأت(بضم الخاء)مع التابوت و بقيه من ال موسى
مع عظيم احترامي
و الشكر لجراسا لتفضلها بالنشر