ذات مرة كنت في البحر الميت أشارك في ورشة عمل أستهوتني السباحة فصرخ أحد الشباب بصوت عالي ابعد دير بالك ألف وخمسمائة دينار غاد يا معاني !!! استهجنت الأمر وتابعت السباحة غير آبه بشي فالمتعة في الماء لا في البشر وهذا ما نفتقد لكن انبعث صوت آخر وبصوت مرتفع أجبر الجميع على تلمس رأسه وتمليصه من بقايا الماء مشنفا أذنيه عل هناك خطر لكن جاء الصوت يحمل نفس التحذير ممنوع الاقتراب ألف وخمسمائة للتو عرفت ان المجموعة المتجانسة هي لأبناء ذوات تم تعيينهم في الوزارة بعقود ...تلمست قلبي خشية أن أغرق تخبطت لتصدح قهقهات ناعمة أخاذة متعها منظري وبذلة الرياضة التي تبللت وصرخت من هول المنظر لكنني أمسكت على نفسي وأبقيت الحلم في مداركي وخرجت بشرف من ميمعة سباحة توجهت للأصدقاء ممن جمعتني معهم علاقة وطيدة عبر ربع قرن حيث نعمل بنفس الوزارة وكلا منا يزهو بالدرجة الأولى والراتب الذي يرصع صدورنا (350) دينار كيف لا فنحن مدراء مديريات ذات قيمة ومهابة لها سمعتها ومكانتها...سألني صديقي مداعبا أنت سكان وين؟ قلت معان قال: بحسبك سكان الوزارة...أدركت بأن الفساد ظهر في البر والبحر وأننا ضحية ظلم مارسه علينا أبناء جلدتنا وغيبوا الضمير وأباحوا دمنا ليسبح به الآخرون ممن ولدوا وفي أفواههم ملعقة من ذهب تلمست قلبي وغطيت في تخيل عميق لأجد صورة والدي رحمه الله أمامي فما زال كما هو يرتدي سرواله وجبته ولفته وسط مقلع الحجارة لم تغيره الأيام وأبصرت ملعقة الحديد التي تحمل قطعا من المعكرونة المغموسة بالصلصل والخبز الناشف في يده يدعوني لتناول الطعام الذي فيه العزة والخير والفلاح ترجلت لغرفتي في الفندق وهاتفت زوجتي لأطمئن على أحوال العائلة لتوجه لي لكمة كدت أتهاوى معها للطابق الأول جاء ذلك على وقع كلماتها دفعت أجرة البيت فنقصت النقود مما دفعنا تأجيل تسجيل المواد للبنت ... قلت: بدها قلب ميت مثل بحرنا الميت.
ذات مرة كنت في البحر الميت أشارك في ورشة عمل أستهوتني السباحة فصرخ أحد الشباب بصوت عالي ابعد دير بالك ألف وخمسمائة دينار غاد يا معاني !!! استهجنت الأمر وتابعت السباحة غير آبه بشي فالمتعة في الماء لا في البشر وهذا ما نفتقد لكن انبعث صوت آخر وبصوت مرتفع أجبر الجميع على تلمس رأسه وتمليصه من بقايا الماء مشنفا أذنيه عل هناك خطر لكن جاء الصوت يحمل نفس التحذير ممنوع الاقتراب ألف وخمسمائة للتو عرفت ان المجموعة المتجانسة هي لأبناء ذوات تم تعيينهم في الوزارة بعقود ...تلمست قلبي خشية أن أغرق تخبطت لتصدح قهقهات ناعمة أخاذة متعها منظري وبذلة الرياضة التي تبللت وصرخت من هول المنظر لكنني أمسكت على نفسي وأبقيت الحلم في مداركي وخرجت بشرف من ميمعة سباحة توجهت للأصدقاء ممن جمعتني معهم علاقة وطيدة عبر ربع قرن حيث نعمل بنفس الوزارة وكلا منا يزهو بالدرجة الأولى والراتب الذي يرصع صدورنا (350) دينار كيف لا فنحن مدراء مديريات ذات قيمة ومهابة لها سمعتها ومكانتها...سألني صديقي مداعبا أنت سكان وين؟ قلت معان قال: بحسبك سكان الوزارة...أدركت بأن الفساد ظهر في البر والبحر وأننا ضحية ظلم مارسه علينا أبناء جلدتنا وغيبوا الضمير وأباحوا دمنا ليسبح به الآخرون ممن ولدوا وفي أفواههم ملعقة من ذهب تلمست قلبي وغطيت في تخيل عميق لأجد صورة والدي رحمه الله أمامي فما زال كما هو يرتدي سرواله وجبته ولفته وسط مقلع الحجارة لم تغيره الأيام وأبصرت ملعقة الحديد التي تحمل قطعا من المعكرونة المغموسة بالصلصل والخبز الناشف في يده يدعوني لتناول الطعام الذي فيه العزة والخير والفلاح ترجلت لغرفتي في الفندق وهاتفت زوجتي لأطمئن على أحوال العائلة لتوجه لي لكمة كدت أتهاوى معها للطابق الأول جاء ذلك على وقع كلماتها دفعت أجرة البيت فنقصت النقود مما دفعنا تأجيل تسجيل المواد للبنت ... قلت: بدها قلب ميت مثل بحرنا الميت.
ذات مرة كنت في البحر الميت أشارك في ورشة عمل أستهوتني السباحة فصرخ أحد الشباب بصوت عالي ابعد دير بالك ألف وخمسمائة دينار غاد يا معاني !!! استهجنت الأمر وتابعت السباحة غير آبه بشي فالمتعة في الماء لا في البشر وهذا ما نفتقد لكن انبعث صوت آخر وبصوت مرتفع أجبر الجميع على تلمس رأسه وتمليصه من بقايا الماء مشنفا أذنيه عل هناك خطر لكن جاء الصوت يحمل نفس التحذير ممنوع الاقتراب ألف وخمسمائة للتو عرفت ان المجموعة المتجانسة هي لأبناء ذوات تم تعيينهم في الوزارة بعقود ...تلمست قلبي خشية أن أغرق تخبطت لتصدح قهقهات ناعمة أخاذة متعها منظري وبذلة الرياضة التي تبللت وصرخت من هول المنظر لكنني أمسكت على نفسي وأبقيت الحلم في مداركي وخرجت بشرف من ميمعة سباحة توجهت للأصدقاء ممن جمعتني معهم علاقة وطيدة عبر ربع قرن حيث نعمل بنفس الوزارة وكلا منا يزهو بالدرجة الأولى والراتب الذي يرصع صدورنا (350) دينار كيف لا فنحن مدراء مديريات ذات قيمة ومهابة لها سمعتها ومكانتها...سألني صديقي مداعبا أنت سكان وين؟ قلت معان قال: بحسبك سكان الوزارة...أدركت بأن الفساد ظهر في البر والبحر وأننا ضحية ظلم مارسه علينا أبناء جلدتنا وغيبوا الضمير وأباحوا دمنا ليسبح به الآخرون ممن ولدوا وفي أفواههم ملعقة من ذهب تلمست قلبي وغطيت في تخيل عميق لأجد صورة والدي رحمه الله أمامي فما زال كما هو يرتدي سرواله وجبته ولفته وسط مقلع الحجارة لم تغيره الأيام وأبصرت ملعقة الحديد التي تحمل قطعا من المعكرونة المغموسة بالصلصل والخبز الناشف في يده يدعوني لتناول الطعام الذي فيه العزة والخير والفلاح ترجلت لغرفتي في الفندق وهاتفت زوجتي لأطمئن على أحوال العائلة لتوجه لي لكمة كدت أتهاوى معها للطابق الأول جاء ذلك على وقع كلماتها دفعت أجرة البيت فنقصت النقود مما دفعنا تأجيل تسجيل المواد للبنت ... قلت: بدها قلب ميت مثل بحرنا الميت.
التعليقات