طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

أيها العسكري : لا تأمنوا النمر قبل أن تمتطي ظهره ؟‏


لاأدعي الحنكة أو الأحتراف السياسي ، ولست أيضاً واحداً من ملايين ‏هؤلاء الذين نراهم علي قنوات التلفزة الوطنية أو الأجنبية والذين يدعون ‏أنفسهم بالخبراء الأستراتيجيين ؟ وهم وبالنهاية صنبور من الأفواه ‏المفتوحة عن آخرها في خلط الأوراق الساسية، ولكي تكتشف وبالنهاية ‏أنك بصدد خوابير وليسوا أطلاقاً بخبراء للتحليل السياسي والأستراتيجي ‏كما يدجلون علينا ، وبقدر كونهم وبالنهاية مهرجين وأنك قد ضيعت وقتك ‏وأنت تستمع إليهم وجميعهم في الهم والغم والجبن في الرأي والكلمة ‏سواء ؟ ولم أري واحداً فقط من هؤلاء الخوابير يتطرق بجدية أو وطنية ‏مفترضة للدخول في لب ومسببات معاناة أبناء الثورة ووأد ثورتهم أو ‏حتي قتلهم بكل وحشية وبدم بارد وبأسلحة محرمة دولياً وغيرها من ‏تصرفات قذرة لايمكن أن تصدر إلا عن أعتي أعداء الوطن والمواطنة ‏والأنتماء ، والتي تترجم وبكل بساطة أننا مازلنا بصدد ( عصابة ) ومافيا ‏هي أمتداد لمبارك البائد والملعون ، بل أنهم باتوا أكثر فساداً وإفساداً ‏وشيطانية منه هو ذاته ؟ وللأسف وأن معظمهم بات قوسين أو أدني من ‏ملاقاة رب العباد وبعد أن تخطوا السبعينات من العمر ولكنهم نسوا الله ‏فأنساهم أنفسهم ؟ ولذلك فأنني قد توقفت عن مشاهدة أو متابعة هؤلاء ‏الخوابير الجبناء والحثالة والذين لايتحدثون بما يمليه عليهم ضميرهم ‏المفترض كونه وطني وحر أو حتي أصول دينهم إن وجد ؟ أللهم سوي ‏واحد أو ثلاثة أشخاص ( مذيعين) يتحدثون أو يديرون الحوار بجرأة ‏مخلوطة بشيء من الحرج والتكلف والكسوف والتحفظ المكشوف ، ‏محاولين الأبتعاد عن ذكر أسماء أو كنية ورثة ( آلهة ) هذا الزمن ‏الرخيص والشائن والعياذ بالله ، والذين باتوا يأخذون البلاد إلي مآسي ‏مستقبلية لا ولن تحمد عقباها وأنا أري الشرر المستطير القادم في آفاق ‏مستقبل هذه البلاد والطيب أهلها وناسها الغلابة ، أنا مثلي مثل جميع ‏مثقفي المحروسة والمحبين للقراءة ومتابعة الحدث وعلي الرغم كوني ‏في الستون من العمر أو أكاد وكوني جداً ولي أحفاد إلا أنني مشغول وأيما ‏أنشغال بثورة يناير المباركة وخاصة أبناء شباب الثورة والشهداء منها ‏علي الأخص ومعوقيها وجرحاها وأسرهم جميعاً، وصدقوني ( والله ‏العليم) أنني فقدت النوم والراحة بل وطعم الحياة الفانية تلك وبالكامل وأنا ‏أشاهد بالتلفزيون واليوتيوب( هذا الخنزير الوضيع ) من الشرطة المدنية ‏أو حتي العسكرية وهو يسحب جثث شهداء شارع محمد محمود ويلقي ‏بها في تكدس جثثي وفي وسط الزبالة ؟! والتي هي يقيناً تمثل منتهيات ‏فكره وبيئته الواطية وأنحلاله الديني والوطني والأنساني ، هذا الكلب ‏الأجرب والذي من فرط سفاهته وخواء عقله وضميره ووجدانه من أي ‏آدمية كيف سمح لذاته ومن سمح له ؟ بهذه الفعلة النكراء بأجمل وأشجع ‏شباب مصر الواعي والواعد؟ وحتي لا أبتعد بمقالتي تلك وأنزلق إلي ‏سفاهات وسقطات وجنون وهوس من يمسكون الآن بتلالبيب السلطة في ‏مصر الثورة ، فأنني أنما أكتب هذه المقالة لأنني من المدمنين للقراءة ‏بصفة عامة ومتصفحي كافة المدونات ومعظم التدوينات بالنت ، وسواء ‏المواقع والصحف الألكترونية ووصولاً للمدونات الشخصية ، ولكي أبتعد ‏تماماً عن إسفافات الصحافة القومية أو حتي قنوات التلفزة الحكومية ‏والتي مازالت من فرط سفهاتها تعتمد نفس الأسلوب البائد واللعنة ‏الفرعونية الموشومة والموصومة بها وهي ( أللي يتجوز أمي أقوله يا ‏عمي ) ، ومن ثم فأن أنني أعتبر جميع مقالاتهم وأحاديثهم المملة ‏والعبيطة والهايفة والمتكررة ؟ هي بمثابة محض ضياع للوقت وتشتيت ‏وتشوية للفكر لا أكثر ولاأقل ، وهم المسبحون ليلاً وصبحاً ونهاراً ‏وكعادتهم الدائمة أو عارهم المستديم ؟ بأفضال وأمجاد وحنكة وحكمة ‏ووطنية عمهم الجديد أو زوج أمهم الجديد ( ولو كان سيادة الوالي ‏المشير طنطاوي ) أو حتي مجلسهم العسكري والذي لم يتعب أو يكل عن ‏أصدار المراسيم السلطانية والتي طهقنا ومللنا من كثرة تعددها وبعد أن ‏جعلوا من أنفسهم ( وبأنفسهم ) أوصياء وليس شركاء علي ثورة وشعب ‏راشد وبالغ لا ولن يقبل بالوصاية من أي مخلوق أو أي جهة كانت ومهما ‏بلغت من القوة والبأس والبطش عتياً ، المهم أنا الآن ومن كثرة وتعدد ما ‏أقرأه وأراه بأم العين علي قنوات التلفزة المحترمة القليلة جداً ؟ من ‏مقالات وتحليلات وحوارات وطنية وهادفة وجادة وحيادية ، ومضاف ‏أليها وبطبيعة الحال رأيي الشخصي والمتواضع، أصبحت فعلاً في حيرة ‏من أمري ؟ وفي ضبابية تامة في رؤية آفاق مايحدث من هرج ومرج ‏وتباين في الحدث السياسي في مصر الثورة، ولعل موضوع الأنتخابات ‏البرلمانية الأخيرة وهذا الفوز الساحق ( والذي يحتاج لتفسير عقلاني ؟) ‏لجماعة الأخوان المسلمين ومعهم السلفيون ؟ هذا وحده جاء محيراً للعقل ‏والتفكير الطبيعي ولا أقبل أطلاقاً كونه مصادفة بحتة أو مطلباً شعبياً ملحاً ‏وديمقراطياً ؟ وخاصة في دولة مثل مصر ، ونحن نعلم أن الأخوان ‏المسلمين والسلفيون وجميع أصحاب التوجهات الدينية السياسية في عهد ‏البائد المخلوع مبارك كيف نكلوا بهم وبأسرهم وزوجاتهم وأبناؤهم ولم ‏يرحموهم وأذاقوهم الوبال والأمرين ووصولاً بقتلهم ودفنهم في مقراتهم ‏ومعسكراتهم الأمنية ، جميعنا نعلم وعن يقين كيف تم التنكيل بالأخوان ‏والسلفيون وجميع أصحاب أللحي والذقون ودونما حاجة لمزيد من ‏الأسهاب ، ولكن أن يبرز وهكذا وعلي السطح وفجأة وبقدرة قادر حزب ‏الأخوان والتيار السلفي ودون أدني مقدمات ويصبحوا وفي ظل المجلس ‏العسكري ( أحب الأحباب) وهم بالأمس القريب جداً ( ألد الخصوم ‏والأعداء ) هو شيء بالطبع لايمرعلي أي عاقل ومتروي وبهذه السذاجة ‏المتناهية والعبط السياسي والثقافي المفرط ؟ فمصر ثورة يناير لم تتحقق ‏أياً من أهدافها وتم أجهاضها ووأدها وتفريغها وبالكامل من جل أهدافها ‏وأسماها ، ونحن جميعاً نعي وندرك ذلك ومسبباته ؟ ولم يكن لنا ولن ‏يكون أن نصبح فجأة وهكذا وبين ليلة وضحاها ؟ وبهذا الكم والحجم من ‏الحرية والديمقراطية الجادة والنزيهة والناجزة والسريعة؟ ولكي تتسم ‏أعمالنا وتصرفاتنا وهكذا وكأنها سحر مبين أو حتي حقيقة واقعة أو حتي ‏محض صدفة ربانية ولكي نختار الأخوان والسلفيون وفجأة وهكذا ؟ ‏ونحن لانملك ياسادة عصا سيدنا موسي ؟ ولكننا يقيناً مازلنا نملك عصا ‏المجلس العسكري أو حتي عصا الأمن المركزي ؟ وهذا يدل علي أن ‏الأخوان والسلفيون لم ولن يكونوا ليمثلوا أكبر كتلة في البرلمان القادم إلا ‏بوجود ضوء أخضر وموافقة مسبقة ( ومشروطة ) من جانب مولانا ‏الوالي طنطاوي ومجلسه ؟ وعلي الرغم من قراءتي للعديد والعديد من ‏المقالات بهذا الصدد ، والتي تأتي محصلتها جميعها بأن محور أرتكاز ‏المجلس العسكري وجل أهتمامه وتركيزه هو عدم السماح ( بدس أنف ) ‏أياً من السياسيين القادمين للبرلمان أو الشوري أو حتي رئيس الدولة في ‏أمور المؤسسة العسكرية ؟ وخاصة فيما يتعلق بميزانيتها أو مواردها ‏والأهم مايثار حول مئات المئات من المليارات التي تدار وتستثمر داخلها ‏في شكل مصانع وشركات وأراضي وأستثمارات في منتجات المناجم ‏والمحاجر والبترول والغاز وغيره من أستثمارات تدر عوائد مالية ‏وسنوية تقدر بمئات المليارت وإن جاءت تحت مسمي ( مشروعات ‏الخدمة المدنية ) ولايدري أحد حجمها ولا حتي أين تذهب عوائدها ‏المليارية وبعيداً عن الموازنة العامة للدولة ومدخلاتها وأبواب تمويلاتها، ‏وبرغم كونها أستثمارات تجارية بحتة ولاتندرج تحت مسمي السرية ‏العسكرية بمكان وكما يكتب ويرددفي هذا الصدد ، يعني نهاية القول أن ‏المجلس العسكري لا ولن يسمح لأحد ما أن يتحدث أو يخوض في هذا ‏الشأن أو ليدس أنفه ومنخاره في هذا الصدد ، وأن الألتزام بتنفيذ هذا ‏الشرط هو جواز السفر الوحيد للمرور لأية جماعة سياسية كانت أو حتي ‏لرئيس قادم للدولة ، بل ويقيناً أن نفس هذا الشرط سوف يكون شرطاً ‏للنزاع المر والتقاتل الأمرَ من حوله في كيفية صياغته أو تمريره في ‏صياغة مواد الدستور القادم ؟ حسناً المجلس العسكري يعلم يقيناً ومثل ‏أي مدني مثقف في مصر أن جماعة الأخوان المسلمون ومعهم السلفيون ‏وجميع أصحاب أللحي والذقون والجلاليب القصيرة ؟ هم بمثابة التنظيم ‏الأكبر من حيث العدد والزخم والأهم من حيث التنظيم والقوة والشراسة ، ‏ويعلم يقيناً وأكثر من الجميع مدي قوتهم وعنادهم وتصلبهم وصلابتهم ‏وزخم وتعدد مصادر تمويلاتهم ، وبالطبع هم ( وأعني بهم الأخوان ‏والسلفيون ) لم ولن يقاسوا من حيث الوزن والتأثير القومي والتمويل ‏والتنظيم بكافة أشكاله ؟ بأحزاب أو حتي بتكتلات شباب الثورة ( الغلابة ‏والمفلسين ) والذين لايملكون إلا أحلامهم الوردية وأرواحهم ودماؤهم ‏الزكية والوطنية الحقيقية والصادقة بل والأصدق ، أو حتي أية تكتلات ‏سياسية غيرهم جاءت معنونة تحت عناوين ورؤي سياسية أخري ، ومن ‏ثم فأن فوز هذا الفصيل الأخواني والسلفي وفي رأيي المتواضع لم يكن ‏أبداً بفعل تجربة الديمقراطية والشفافية المزعومة عبر صناديق ‏الأنتخابات ومهما حاولوا أظهارها أنها شفافة ونزيهة وتترجم رغبة 90 ‏مليون مصري مسلم وقبطي ومهاجر، ولكن يبقي وبالأخير ( ولامناص ‏ولابد ؟! ) قرار وموافقة المجلس العسكري الحاكم بأمره وبرئيسه علي ‏هذا الفصيل الأكبر المختار والذي سيحل محل الحزب الوطني البائد ، ‏ولامانع أطلاقاً أن يكونوا من أصحاب الذقون وأللحي ؟ فالمسألة برمتها ‏مسألة مصالح دونية بحتة ، وطالما أرتضوا بشروط وأملاءات المجلس ‏العسكري ومصالحه وأملاءاته الخاصة ؟ ولكنني أجزم أن المجلس ‏العسكري والذي أراه وفي جميع تصرفاته ومنذ قيام الثورة وحتي تاريخه ‏مفتقداً وبالكامل للحنكة واللعبة والرؤيا المستقبلية السياسية ؟ ومن خلال ‏كافة تصرفاته وممارساته الخاطئة والمكشوفة لأصغر صبي في سن ‏الحداثة ، وللأسف الشديد فان هذا المجلس ومن دون أن يدري أراه وقد ‏أدخل نفسه وبنفسه في حقل ألغام ( مع أنه يري ويقرأ وبأم العين يافطة ‏أمامه مكتوب عليها بالحروف الكبيرة الواضحة أحذر هذا حقل للألغام ؟! ) ‏، ولكنه لم يهتم ودخل ؟! ، وهنا مربط الفرس وهنا مايطلق عليه بزواج ‏الأفاعي ؟ ولو تمهلنا قليلاً وأمعنا النظر في التصريحات الأمريكية ‏والأوربية الأخيرة وجميعها وبلا أستثناء سنجدها ( وهو مايثير العجب ) ‏تشيد بالأسلاميون وتطلب أتاحة الفرصة لهم للحكم والأكتساح البرلماني ؟ ‏ولكن وعلي النقيض من أقوالهم وتصريحاتهم ( المنافقة ) جاءت أفعالهم ‏؟ ونحن نري جميعاً ونلمس تصرفاتهم علي أرض الواقع الحي وهم ‏يقدمون ويرمون ( بتلال ) من مئات الملايين من الدولارات لأحزاب ‏وجماعات وتكتلات سياسية أخري منافسة للأخوان والسلفيون ؟! وعلي ‏أمل أن يفوزوا هم بتلك الأنتخابات وبمقعد الرئاسة وبعيداً عن المد ‏الأسلامي والسلفي في مصر الثورة ؟ وفي نفس الوقت نري السعودية ‏وبعضاً من دول الخليج وأطراف أخري ترمي هي الأخري بالمليارات في ‏سوق الأنتخابات والسياسة والرئاسة المصرية في ( حجر جلباب ) ‏التيارات الأخوانية والسلفية والأسلامية ؟ إذن نحن أمام موقف سياسي ‏عجيب وغريب مملوء بالنفاق الأورو أمريكي ومعهم أطراف أخري عربية ‏وربما بل ويقيناً يهودية ، ولكن ليبقي القرار النهائي وتصريح المرور ‏وبيد العسكريين وحدهم ؟! والذين أختاروا وقرروا ونهائياً منح الأغلبية ‏البرلمانية للأخوان والسلفيون وربما الرئاسة ؟! ولعلهم وأعني بهم سادة ‏ورموز المجلس العسكري ورئيسه ، لايعون بعد المثل السائد والذي يقول ‏‏( لاتأمن للنمر إلا بعد أن تمطي ظهره ؟! ) ، وبالطبع هم سيكونوا من ‏ضمن هؤلاء الواهمين أو حتي الساذجين والذين أشتروا الترماي ؟! إن ‏هم آمنوا أو عملوا بهذا المثل ؟ لأن النمر أبي علي الأمتطاء ؟ ولن يفلح ‏مخلوق ما أو قوة ما ومهما بلغت شراستها أن تمتطي ظهر نمر جريح ‏بمآسي ماضي كئيب ؟ وسوف يكشرعن أنيابة المسنونة ومخالبه الحادة ‏وقريباً جداً ، وحينها فقط سوف يبحث العسكر وينشغلوا وفقط عن مخرج ‏من حقل ألغام نزلوا هم إليه بأرادتهم ؟والأهم أنهم لايملكون له خارطة ولا ‏حتي خرائط ولاحتي قراءات ؟!‏
Mohamd.ghaith@gmail.com


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/62601