طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

دولة الرئيس : أين وزراء الميدان .. ؟


في كل مرة أقول في عقلي لماذا لم نجد حتى هذه اللحظة وزراء يعشقون العمل الميداني، إننا نراهم متشبثين داخل مكاتبهم، جالسين على الكراسي الهزازة التي تلف بهم مرة إلى اليمين وتارة أخرى إلى الشمال، ولا نسمع إلا من رحم ربي يتجول في محافظات الوطن، متجاهلين حق المواطنين عليهم الذين يتأملون منهم خير عطاء في خدمة البلد وخدمة الشعب المقهور ... لكن لم أجد سوى تفسير واحد مخيب للآمال -مع الأسف- عنجهية وزرائنا ونوابنا الأفاضل أصحاب الأنوف الشامخة حد السحاب، جعلتهم يبتعدون كل البعد عن المشاكل التي لا بد من الوقوف على حلها ... بل زادت قناعتي بأن هؤلاء ماهم إلا محبون لذاتهم وشعارهم أنا وبعدي الطوفان، ماذا يخسرون لو افترشوا الأرض مع المواطنين وجالسوهم لمعرفة حجم الألم والمعاناة التي يتعرضون لها، أم أن برستيجهم العالي لا يسمح لهم ... أليس يا وزراءنا همكم مصلحة الوطن والحفاظ عليه؟ فكيف يكون ذلك وانتم تقهرون أبناء الوطن بتصرفاتكم غير المبررة وبعدكم عنهم كل البعد؟ وان أراد المواطن مقابلة وزير أو نائب منكم عليه أن يلف حول نفسه ألف مرة حتى يصيبه الغثيان كي يشكو مظلمته لكم وبالنهاية ييأس ويترك أمره إلى الله دون أن يقابلكم ويرجع إلى بيته خائباً مدحورا ... لماذا لا يوجد عندنا سياسة الباب المفتوح بين المواطن والمسؤول بل لا نجد إلا الأبواب المغلقة في وجوهنا مما أدى إلى غضب ونقمة الشعب عليكم، أليس من واجبكم الالتفاف حولنا والوقوف على حل المشاكل والقضايا التي نعاني منها في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها؟ وهذا اقل شيء ممكن فعله يا سادة يا كرام، حللوا الرواتب التي تتقاضونها من خزينة الدولة وتذكروا القسم والعهد الذي أقسمتموه التي لم نرها على ارض الواقع، أعينوا الشعب وكونوا معه ولا تكونوا عليه. أين وزراء الميدان ... يا دولة الرئيس...؟ لماذا لا نراهم إلا على شاشات التلفاز وعبر وسائل الإعلام، الذين لا يملكون من أمرهم سوى التصريحات الجريئة التي هي بمثابة ابر مخدرة ولكن لن تفلح هذه الإبر في تهدئة المواطنين بعد أن يصبح مناعة ضدها رغم توجهات الملك في كل خطاباته على أن المواطن يجب أن يأخذ كامل حقوقه المشروعة داخل محافظته من مأكل ومسكن وتعليم وغير ذلك إلا أن ما نراه غير ملموس إلا أننا نشاهد المسؤولين والمتنفذين في هذا البلد يقاسمون الفقير على لقمة عيشه وقوت يومه من خلال توزيع المعونات الوطنية على الأحباب والأصحاب التي هي بالأصل من حق الشعب وليس من حق المسؤولين... حتى المناصب العليا أصبحت حقاً مشروعاً للمتنفذين وأبنائهم وزوجاتهم، أين وزعت المساعدات الخارجية للأردن؟ من سمع عنها سوى مسؤولينا وعندما نتحدث عن الفساد نشاهد الشعارات والتصريحات البراقة عبر المواقع الالكترونية من كبار المسؤولين، سنحارب الفاسدين ونلاحقهم لمحاكمتهم ولغاية هذه اللحظة سبحان الله وبحمده لم نجد سوى عدد قليل منهم وبعدد أصابع اليد الواحدة سمعنا عنهم والبقية من أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة ككروشه يتمتعون بالنزاهة والشفافية فتصبح المعادلة صعبة لا يتصورها العقل ولا يصدقها الخيال كان الله في عوننا لأنه تعالى المعين الوحيد لنا.

Email: kifahok@yahoo.com


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/62470