طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

من "الخوري" الى "الإمام" .. لهذا حجبت الثقة


تقول الرواية الشعبية المتداولة... أن سكان قرية 'طليانية' غالبية أهلها من المسيحيين، كانوا قد عانوا من الاستغلال والابتزاز على يد 'الخوري' ولسنوات طويلة، حيث كان يستغل اعترافاتهم بالخطيئة لينال من أموالهم وأعراضهم ويبث الفتنة والفرقة بينهم، ولمّا ضاقوا ضرعاً ولم يعد بهم تحمل المزيد، نصحهم أحد العقلاء بتقديم شكوى ضد ذلك 'الخوري' لدى 'المطران' الكائن في المدينة التابعة لها قريتهم.
تجمع سكان القرية وتشاروا في الاقتراح، فكان التأييد بالاجماع، وشكّلوا وفدا من كبار القرية وأعيانها، وتوجهوا الى 'المطرانية'. استقبلهم 'المطران' بكل حفاوة وترحاب، وبعد أن استمع الى شكواهم وعدهم بإصدار قرار بتنحية 'الخوري' فورا وتعيين 'خوري' آخر سيعمل على إنصافهم.
خرج وفد القرية فرحين بقرار 'المطران' ووصلوا قريتهم وبشروا أهالي القرية بالفرج، وفي اليوم التالي، ذهبوا لتقديم التهنئة لـ 'الخوري' الجديد، ويا ليتهم لم يذهبوا، حيث وجدوا أن 'الخوري' هو ذاته القديم لكنه بلباس جديد واستبدل إسمه بإسم آخر، ليستمر مسلسل الاستغلال ذاته وبطريق أقسى من ذي قبل!!!.
استنفر السكان ونقلوا غضبهم الى الوفد الذي قابل 'المطران'، وأكدوا على مطالبتهم بحتمية تغيير 'الخوري' وإلا أن العواقب لن تكون حميدة.
ذهب وفد آخر الى 'المطرانية' ونقل أعضاؤه عتب سكان القرية، وشرحوا لـ 'المطران' ما يقوم به 'الخوري' الجديد-القديم من أفعال استغلال أبشع من وأقذر من قبل. وحيث لم يغادر الوفد مجلس 'المطران' كان قرارا قد صدر بتعيين 'خوري' جديد. وما أن وصل الوفد الى القرية حتى اكتشفوا أنهم شربوا ذات 'المقلب'، حيث أن 'الخوري' هو نفس 'الخوري'.. ثياب أجد وإسم أحدث، وأساليب استغلال وابتزاز لم تخطر على بال السكان!!.. وتكرر الامر مع أهالي القرية أكثر من أربع مرات، حتى لم يجدوا أمامهم أي منفذ أو خلاص من واقعهم، فتشاروا فيما بينهم فوصوا الى قرار يقضي بإعلانهم إعتناق الاسلام، لإعتقادهم أنه الحل الأفضل الذي يخلّصهم من استغلال 'الخوري' وتلكؤ 'المطرانية'.
غادر وفد من القرية الى المدينة بغرض مقابلة 'المفتي' و'القاضي الشرعي' وأعلنوا إعتناق أهالي القرية للاسلام، عاد الوفد الى القرية وفي الأثناء كان المؤذن يدعوا للصلاة، فتوجهوا جميعا صوب المسجد، وما أن دخلوا حتى وجدوا ذات 'الخوري' القديم، قد سبقهم بإعتناقه الاسلام، وتم تعيينه اماما للمسجد!!!.
سقط الأمر من من أيدي أهالي القرية وأعلنوا عن عودتهم عن قرارهم بإعتناق الاسلام بعد أن كانوا قد خرجوا من المسيحية من قبل.. وأصبحت قصتهم حكاية تُروى للأجيال.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/62366