طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

الخصاونة و الاربعون متسلقا


خاص بـ'جراسا ' 

كتب اسلام صوالحة

 لم يكن رئيس الحكومة عون الخصاونة بحاجة لاكثر من 3 اسابيع لينجح فيما فشل فيه سلفه معروف البخيت خلال 8 اشهر لاحتواء الحراك الشعبي و الشبابي المطالب بالاصلاح في الاردن .

الخصاونة عرف من اين تأكل كتف الحراك , فابتلع غضب الحركة الاسلامية و نجح ببراعة في تحييدها عن الحراك , راميا لها بورقة طالما لهثت ورائها و المتمثلة بتحسين العلاقات الرسمية مع حركة المقاومة الاسلامية 'حماس' , معلنا بطلان قرار حكومة عبد الرؤوف الروابدة باغلاق مكاتب حماس في عمان وعدم دستورية استبعاد قادتها من الاردن كبادرة لحسن النية , فردت الحركة الاسلامية الجميل للخصاونة معلنة العيد فسحة للعبادة , و علقت مشاركتها في مسيرة الحراك الاسبوعية وسط البلد فتكشف الغطاء عن الحراك فظهر هزيلا و ضعيفا كاليتيم بلا اب و ام , و سقطت ورقة التوت الاخيرة عن عورة الحركة و فقدت مصداقيتها في الشارع حتى ان عادت للحراك يوما, هم ما عادوا , لان عودة الحركة لن تكون الا لهدف واحد و هو تقوية اوراق التفاوض مع الحكم لاقتسام كعكة الربيع الاردني .

اما القطب الاخر رئيس الحكومة الاسبق احمد عبيدات و الذي اثبتت المسيرة التي قادها قبل اسابيع من تكليف الخصاونة انه رقما صعبا في معادلة الحراك الاصلاحي لا يستهان به , لم يأخذ بيد الخصاونة قدر 'غلوة ' , و خلال لقاء يتيم في منزله جمعه و الرئيس المكلف في حينه , اكتفى عبيدات بالطلب من الخصاونة بضم احد المقربين منه الى الفريق الوزاري وزيرا للعدل , و بعد مفاوضات و مشاورات وقع الاختيار على سليم الزعبي احد اعضاء الجبهة الوطنية التي يرأسها عبيدات ,و تصريح الاخير عقب تشكيل الحكومة بان الزعبي لم يستشر احدا بقبوله حقيبة العدل تلقفه القارئ بالكثير من الاستهزاء و السخرية على القدر الذي يحمله من سذاجة و مراهقة سياسية.

بقي زعيما اخر , ' زرقاء اليمامة ', الذي نادى منذ 20 عاما بما خرج من اجله الحراك اليوم , فكان الاجرأ على الاطلاق و الاكثر صدقا في طرح مطالب الشعب ' الصامت ' انه الزعيم السياسي ليث شبيلات , و لادراك الخصاونة ان شبيلات لا يجيد المساومة و لو اجادها لسبق الخصاونة الى الدوار الرابع رئيسا للحكومة منذ سنوات , فقنع بغنائمه الثمينة من الحركة الاسلامية و عبيدات , مراهنا على ادائه و حكومته في ملف الاصلاح و محاربة الفساد لاحتواء شبيلات و ما تبقى من رذاذ الحراك الشعبي . .

و في ظل توزيع الادورا بين رأس الدولة و رئيس الحكومة في التعامل مع الحراك , تركت مهمة احتواء و استرضاء حراك المحافظات ' الغضب القادم من الجنوب ' بيد الملك , مستعينا بخبرة و دهاء الحسين رحمه الله , فاعاد رجالات الجنوب لدائرة السلطة , و اختار شخصية معانية ' رياض ابو كركي ' لرئاسة الديوان الملكي , و شخصية معانية اخرى ' فيصل الشوبكي ' لادارة جهاز المخابرات الاردني , و شخصية طفيلية محمد الرعود لوزارة الداخلية , فيما لم يبخل على من تبقى بمقاعد مجلس الاعيان .

' خرجت يوم الجمعة بعد الصلاة لابحث عن الحراك فلم اجد احدا ' , قالها الخصاونة بعد اسبوع على تشكيل حكومته , و بعد ما شهدته جمعة ' الانتصار للوطن ' في الحادي عشر من تشرين الثاني من مشاركة هزيلة في مختلف المحافظات اجبرت الحراك على الغاء الكثير من فعالياته في اكثر من محافظة , نقول : صدقت يا دولة الرئيس , و كسبت المعركة , فاقرأ الفاتحة على روح الحراك , و اقرأ على الاردن السلام .


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/60735