طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

نظرية ثقب البالونة ؟ وتفريغ أهداف الثورة ؟


لا أدري كلما أسترجع أحداث ومشاهد ثورة يناير المباركة ومنذ لحظة ‏ولادتها وحتي تاريخه تتوارد وتلقائياً إلي ذاكرتي تلك المنهجية المحترفة ‏والغاية المكر والدهاء والتي تعاملت مع الثورة وبكل شحنتها ووهجها ‏الثوري وكأنها بالونة مشحونة غاية الشحن ومضغوطة الهواء وعلي شفا ‏الأنفجار ، ومن ثم فأن أي محاولة لثقبها بغباء وبغير عناية فائقة ودهاء ‏بالغ وتدبر حكيم ، فهو يعني أنها حتماً ستنفجر وبكل قوة وطاقة هائلة ‏ولتطيح بوجه أي ثاقب غبي أو متعجل ؟ ولكن هذه البالونة المضغوطة ‏والعظيمة الأنتفاخ الداهم والتي تمثل ثورة يناير المباركة أنما ثقبت بيد ‏خبيرة وغاية في الدهاء والأحتراف لتفريغها رويداً رويداً من شحنتها ‏العظيمة والمضغوطة هذه ودونما حاجة لأنفجارها في وجه المفرغ ‏لهوائها المضغوط والمحبوس داخلها ؟ هكذا إذن وفي رأيي وتصوري ‏الشخصي كمواطن ومثقف مصري جري التعامل مع ثورة يناير ومن قبل ‏المجلس العسكري ، ولو عدنا بالذاكرة قليلاً مع بداية أندلاع شرارة الثورة ‏وخاصة في الأيام التي قام فيها المخلوع البائد بتعيين اللواء / عمر ‏سليمان نائباً لرئيس الجمهورية وتمهيداً للتنازل له عن السلطة وأعلانه ‏رئيساً ولو مؤقتاً للبلاد ، ثم ماتلا ذلك من محاولة لأغتيال عمر سليمان ‏ونجاته من تلك المحاولة ؟ ثم إجباره علي تلاوة خطاب التنحي المشهور ، ‏وكلنا رأينا علامات الغضب الآلهي المرسوم علي وجهه وهو يلقي ‏الخطاب ، ثم أستقالته ، ثم استيلاء المجلس العسكري علي السلطة ، كل ‏هذه الأحداث السريعة المتلاحقة أنما تؤكد أن هناك تقاتلاً بل وصراعاً ‏مسلحاً خفياً قد تم في المطبخ العسكري ولم تنشر تفاصيله بعد قد تم علي ‏السلطة ، وهو ماأكدته محاولة أغتيال اللواء / عمر سليمان ثم أستقالته ‏وأعتقد أنها قهرية وجبرية وأختفاؤه التام وحتي تاريخه عن أي منصب ‏أو أية مشاركات سياسية ؟ حسناً قام المجلس العسكري بالأستيلاء علي ‏السلطة ، أو حتي وعلي أضعف الأيمان تم الأتفاق فيما بين المتقاتلين ‏عليها أن تنقل السلطة للكفة الأقوي وبالطبع هي كفة من يملكون السلاح ‏علي أرض الواقع الحي وحتي دون أية مبايعات أو أنتخابات شعبية كانت ‏لازمة ؟ ونزلت المدرعات والدبابات للشوارع ولميدان التحرير وهو ما ‏أعتبرته حينها وحتي تاريخه أشارة ورسالة واضحة من المجلس ‏العسكري موجهه بالأول وبالأخير للشعب وقبل أن تكون موجهه لبعض ‏العسكريين التابعين بالولاء للنظام المخلوع وخاصة من قوات الحرس ‏الجمهوري ؟ وهذه كانت بداية أستخدام أبرة رفيعة السن جداً في ثقب ‏بالونة الثورة وتنفيث بعض من هوائها المضغوط وأخذ الزمام من يد ‏الثوار وصناع الثورة الحقيقيين؟ وهتفنا جميعاً حينها ونحن نري ‏المركبات والدبابات وبعد أن ( سمحوا ؟!) للثوار أن يكتبوا عليها ‏ويفرغوا طاقتهم بعبارات ضد الطاغية المخلوع ، وهتف الجميع الجيش ‏والشعب أيد واحدة ، وهنا أيضاً تم تنفيث شحنة كبيرة أو لنقل السواد ‏الأعظم من الهواء المضغوط والمحبوس داخل تلك البالونة ودونما أدني ‏حاجة لتفجيرها وبغاية الدهاء والأحتراف ، ثم شاهدنا السيد المشير ‏طنطاوي وهو ينزل لميدان التحرير ويصافح بعض الجنود وأحتفي به ‏الثوار والمواطنون وهم مازالوا يرددون الجيش والشعب أيد واحدة ( ‏وهي فعلاً حقيقة راسخة في العقيدة والوجدان المصري ) ، ولكن الخطأ ‏الجسيم والذي أشعر به حالياً وكمواطن ومثقف مصري وعاشق لتلك ‏البلاد بحلوها وبمرها ، أننا حينها تعاملنا مع المجلس العسكري برموزه ‏وبرئيسه وبكل الطيبة والعشم المفرط بأنه المنقذ والمخلْص المنتظر ، ‏والذي سوف يقيم موازين الحق والعدل والحسم والحزم العسكري الجاد ‏والناجز والسريع في ملاحقة وأجتثثاث جميع رموز الفساد وبالقسطاس ‏المستقيم ، وأنه سينصب أعواد المشانق في قلب ميدان التحرير لعقاب ‏الفاسد المخلوع وجميع رموز الفجر والنهب والتخريب وبحق وعدل الله ‏ونيابة عن الثوار والشهداء ، وأنه القادر بالقوة المعنوية والمسلحة علي ‏أستعادة ثروات الشعب المنهوبة من جبال المليارات التي هربوها ‏الفاسدين خارج البلاد ، وكانت التعلقات والآمال والأحلام كبيرة ولاحدود ‏لها في سادة ورموز المجلس العسكري الأعلي ورئيسه ، في أن يستكملوا ‏هم مسيرة تلك الثورة ويحققوا أهدافها النبيلة والتي ضحي من أجلها ‏ألآف الشهداء والمعوقين والجرحي ، ويحاسبوا وبيد من حديد كل من ‏أفقر ونهب مقدرات هذا الوطن بشقيه المدني والعسكري ، وتسارعت ‏وتيرة الأحداث وبدأت بشائرها السلبية بما عرفت بموقعة الجمل ، ‏وفوجئنا جميعاً بهجوم عصابات النظام المسلحة وفلوله وبلطجيته ‏المستأجرون من قبل زبانيته وصبيانه وخصيانه علي الشباب والمواطنين ‏بالتحرير ، وكانت أول الصدمات لأحلامنا المخملية ونحن نري عناصر ‏القوات المسلحة وقد آثرت السلامة ودخلوا بباطن مركباتهم وتركوا شباب ‏الثورة والمواطنين فريسة سهلة المنال لعصابات البلطجة والتخلف ؟ فقتل ‏من قتل وجرح من جرح ؟ ثم تصاعدت الأحداث من قناصة للداخلية ‏ووصولاً لخواء وأنفلات وموات أمني تام ( مقصود وغير مبرر ؟) وربما ‏حتي تاريخه ؟ ثم بدأت الأحلام تنهار وتتساقط وفي واقع اليقظة وتتبدد ‏حلماً من بعد حلم ووصولاً لحالة الكآبة والأحباط التام وبعد أن شاهدنا ‏المجلس العسكري يترك رموز النهب والفساد والأذي ويتفرغ فقط للثورة ‏والثوار ؟! ويطيح بهم في محاكم عسكرية جائرة وباطلة شرعاً وعرفاً ‏وقانوناً ؟ وكان الأولي بها رموز ورؤس الفساد وحتي كون بعضهم من ‏قدامي العسكريين ؟ ومروراً بفضيحة فحص أو كشف العذرية ؟ ووصولاً ‏لحرب السفارة الأسرائلية ومذبحة ماسبيرو ؟ ثم تلك المحاكمات الهزلية ‏المطاطة والسقيمة للمخلوع وولديه ( وبعضاً ) وليس كل نظامه البائد ؟ ‏وأنا هنا أذكر نفسي والقاريء بتلك الأشارات البذيئة بالأصابع والتي أقدم ‏عليها المجرم جمال مبارك وفي حرم المحكمة وأثناء تأدية السيد المشير ‏لشهادته ؟ ولم يراعي لاقدسية للمحكمة ولا رحمة لأسر الشهداء ولا ‏توقيراً لرئيس المحكمة ولم يوقر لاكبيراً ولاحتي مشيراً ؟! ولذا فأنا ‏مازلت عند لفظي وأصفها بالهزلية ؟ ثم ماحدث من رد للقاضي / أحمد ‏رفعت وثبوت علاقة أخيه بالنظام البائد ؟ وهكذا تواردت وتسارعت ‏الأحداث وعلي مدي تسعة شهور من عمر الثورة ، ولم نقرأ فيها خبراً ‏واحداً يثلج قلوبنا أو يعيد لنا وهج الثورة وأهدافها ، ولم نشاهد فيها ولو ‏بصمة واحدة للمجلس العسكري الأعلي ومع أحترامي لهم جميعاً يدل علي ‏أنهم مهمومون بأحلام الثورة وتطلعاتها وأهدافها ، بل والأنكت أو ربما ‏الأنكد أنه وحتي تاريخه وبعد مرور أكثر من التسعة شهور من عمر ‏الثورة لم ينجح المجلس العسكري في أسترداد ولو فلس أو سنت واحد ‏من أموال البائد المخلوع ولا زوجته ولا أولاده ولا صبيانه ولا خصيانه ؟ ‏بل ماذلت أذكر حينما صدر قراراً وجوبياً بالحبس 15 يوم علي ذمة ‏التحقيق في حق النشالة الأولي سوزان ثابت ، ثم خرج حينها البائد ‏المخلوع وبكل صفاقة وأعلن علي الملا أنه حالة حبس زوجته فأنه ‏سيفضح الجميع ؟ فإذا بقرار الحبس الوجوبي ( يسحب ) كالبرق ؟ في ‏لحظة وكأنه لم يكن وبدون أي معارضة أو أستئناف كما يوصي أو يوجب ‏القانون ، والأنكت هو خروج النائب العام حينها ليصرح بأنه بريء الذمة ‏ويخلي ذمته من قرار الأسقاط والسحب هذا ، بل والمستفز مؤخراً هو ‏أعتراف فريد الديب وتصريحه علناً بأن جمال وعلاء مبارك يمتلكون ‏أرصدة تقدر بمبلغ 340 مليون دولار في سويسرا وحدها ؟ وهو تصريح ‏صادر عن محاميهم ومع ذلك لم يلتفت إليه أحد ما ؟ وكأنه لايهم جهة ما ‏بالدولة ؟ مع أن المحاكم العسكرية غلظت العقوبة وبالسجن المشدد 7 ‏سنوات علي سارق توك توك ؟ وتترك لصوص الملايين والمليارات وهم ‏يعترفون ويصرحون بها علناً وجهراً وبالمحاكم وحتي عن طريق ‏محاميهم ؟! ومازلنا وحتي تاريخه لا نملك إلا أن نضرب كفاً علي كف ‏ونحن نري أسمي أهداف ومعان الثورة وتضحياتها وقد تبددت وتبخرت ؟ ‏ولم يتحقق منها شيئاً قيماً يذكر ؟ وبعد أن ثقبت بالونة تلك الثورة ‏وأفرغت من طاقتها وبشكل شبه كامل وأمست أهدافها الوطنية وأحلامنا ‏الوردية معها هباءً منثوراً ونسياً منسياً ، وللعجب العجاب مازال المجلس ‏العسكري ممسكاً ومتمسكاً بالسلطة ؟ وهو الذي لم يحقق أية أنجازات ‏ثورية تحسب له ولرموزه ولرئيسه ، وفي نفس الوقت لا يتركها لمدنيين ‏ربما يستطيعون هم تحقيق بعضاً من آمال الثورة والشعب وتضحياته ؟ ‏فهل ياتري نلوم أنفسنا أم نلوم سادة ورئيس المجلس العسكري الأعلي ؟ ‏وعلي من تقع مسئولية تفريغ الثورة من محتواها وأهدافها القومية؟ وأما ‏الأجابة فأتركها للقاريء ولأولي الألباب .‏
Mohamd.ghaith@gmail.com


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/60595