مَن منكم لا يعرف (خرجا) ؟ قريتي الصغيرة الوادعة علي ضفاف االيرموك الخالد , الخاصرة الشمالية لهذا الوطن الغالي , دُرَّة بني كنانة , تعيش حياة هادئة ككل قري الأردن , تقعُ إلى الشمال من عروس الشمال اربد , وعلى بعد اثني عشر كيلو مترًا .
كمْ حزنتِ لظلمٍ وقع على أَهلِكِ دونما ذنب ؟ وقادهم هذا الظلمُ إلى عذاب أعظم , هو التقاتل , والتدابر , والتقاطع , والتنكيل , رغم أنَّهم كانوا أهل حق في ألاحتجاج والتعبير , وكانوا إخوةً متحابين , وكانوا دومًا يقولون : أننا أبناءُ الأردنِّ الأشمّ , ولسنا أبناءَ خرجا وحدها , ولكنْ مَن يسمعُ لتلك القرية البعيدة ؟ التي لا تتحدثُ عن قسمةِ سلطةٍ , أو ثروة .
وفي قراءةٍ بسيطةٍ لأسباب خروجهم , أنّهم يطالبون بالإصلاح الحقيقي , والقضاءِ على الفساد و الفاسدين , وهذا حقٌ لمن يسمعنا نحن أبناءُ تلك القرية الصغيرة في حجمها العظيمة في فعلها , وكثير من قادة العمل العام من لا يزورها لا بل لا يعرفها , رغم ما جاء من أخبار مؤسفة , تتحدث عن أحداث شغب دامية , ووقوع إصابات .
إنَّ هذه الحراكَ الشعبيَّ , إنما هو نتيجةُ سياسات خاطئةٍ , ومنهجُ العشوائية الذي يتَّبِعُه أصحابُ القرارِ السياسيّ , ولذا فنحن نؤكد أنَّ الحراك الشعبي الأكبر , قادم لا محالة , وأنَّ ذلك ما هو إلا تعبيرٌ عن السُّخط ِ, والاستياءِ الناتجِ عن انعدام معايير الرؤيةِ الواضحةِ للإصلاح , وانعدامِ العدالة , واتّباع سياسة العصا .
إنَّ التيارَ الرافضِ للإصلاح الذي ينبنغي أن يشكلَ حصانةٍ لكل الأردنيين , هو وراءَ الأحداثِ المؤسفةِ , التي حصلت لأولئك الذين لا ذنب لهم , سوى أنهم يطالبون بإحداث إصلاحاتٍ تُغَيِّر من واقعه .
إن الحكومةَ هي من تسبب بالأحداث المؤلمة على مساحة وطني الحبيب , وليس فقط في قريتي خرجا وحدها , لإجهاض جهود الإصلاح , التي يطالب بها الشعب , والذي بات فيه النسيج الاجتماعيُّ هشًا بعد 'الوقيعة' القاسية بحق المتظاهرين , فالشعب الأردني لم يعد يطيق هكذا سياسات حكومية خاطئة ، ساهمت في تعميق الهوة بين أفراد الشعب الواحد , وفي دفع أعداد كبيرة من الأردنيين , للتظاهر والاحتجاج , قد يطول أمده , أو يقصر , للمطالبة بالإصلاحات ووقف الفساد ومحاربة الفاسدين , الذي ساهم في تدمير اقتصاد البلاد ورفع نسب البطالة , بسب فشل الحكومات في التصدي لهذه الآفة , التي تُعَدُّ مواجهتها ومعالجتها أولوية عند قطاع واسع من الأردنيين .
أن تلك المظاهرات والاحتجاجات , ما هي إلا بدايةٌ لموجةِ مظاهرتٍ أكبر في الفترة القادمة تشمل كافة أطياف الشعب الأردني .
قد تتسع رقعتها وامتدادها ، وأكثر ما يخيف , هو عدم السيطرة عليها , وطول الفترة , مما يؤدي إلى فوضى كارثية , وتوقُّف عجلة الإنتاج , يفضي إلى شلل اقتصادي خطير .
آنَ للحكومةِ أنْ تدركَ أنَّ في سياستها مقامرة ، وأنَّ هناك احتمالاً لأن تثيرّ احتجاجاتٍ جماهيريةٍ بحجم ٍلم نشهدْه من قبلُ , منذُ بدايةِ ثمانينات القرن الماضي».
فالسِّياساتُ الحكوميةُ التي شهدتها الأعوام الفائتة , بيَّنت الشرخَ بين ذوي الامتيازات - الفاسدين – والمعدمين الكادحين من أبناء الشعب , وأنها وراء «حالة التململ الاجتماعي ».
ويا عجبي ! لماذا لم يتعظْ القائمون على السلطة من كل هذه السنين والقصص ؟ التي تقول : إنّ القمعَ دواء فاشل , في مواجهة الاحتجاجات و احتوائها .
فهذا فرعون , الذي ذبح بني إسرائيل في النهاية ابتلعه البحر, فما الذي استفاده من قمعه لشعبه ؟ وماذا استفاده غيره ؟ المشهد نفسه يتكرر في وطننا الغالي , حيث تعتقد الحكومة أنّ سياسة تخويف الناس بالسجن والضرب سينفعُ , و تعتقدُ أنَّ السياسةَ الفرعونيةَ وَكْبتِ الحريات , هي أفضل السبلِ لإرجاع الناس إلى بيوتهم .
ولكنْ ما نشهده من أحداثٍ احتجاجيةٍ متصاعدةٍ , لدليلٌ واضحٌ على فشل هذه السياسات القمعية , التي تمارسها الحكومة .
الحلُّ الوحيدُ , هو الجلوسُ مع الشعبِ , والاستماعُ لِما يقوله , وإعطاءُ الشعبِ حريَّتَه الكاملةَ من غيرِ نقصانٍ . وأخطر ما في الأمر , أنَّ هناك أزمةَ ثقةٍ شعبيةٍ في الحكومات , لم يعدْ ممكناً إخفاؤها ، فالمراقبون يرَون أنَّ الثقة بالحكومة , وصلت إلى أدنى مستوياتها شعبيًا , تزامنا مع التغيير الحاصل على مساحة الوطن العربي الكبير .
ويرى الكثيرُ من المحللين , أنَّ مشكلةَ الأردنيين , لا يحلُّها رحيلُ حكومةٍ أو حلُّ برلمان فقط، , بل يتطلب الأمر إجراءاتٍ سياسيةٍ من نوع مختلف , وإصلاحاتٍ سياسيةٍ حقيقيةٍ كي يكونَ هناك توازنُ سلطاتٍ بالمعنى الحقيقي , يمنع التفرُّد بالقرار , بعد الأوضاعِ السياسيةِ و الاقتصاديةِ المترديةِ , التي شهدها الأردنُّ في الفترة الأخيرة .
وتؤكد فعالياتٌ شعبيةٌ , أنَّ المسيراتِ والاحتجاجاتِ ستستمرُ حتى استقالة الحكومة ، وإعلانِ إصلاحات ٍسياسيةٍ في طريقة تشكيل الحكومات ، فيما تتعدى المطالب إلى المطالبة بحلِّ مجلس النواب , وإجراء انتخابات جديدة وفق قانون عصريّ و ديمقراطي .
حفظ الله”وطني” الأردن , وقيادته , وجنبه كل مكروه , و”أشرك”أهله في خيراته , وجعله آمنا مطمئنا , يأتيه رزقه رغدا من كل مكان , يؤوب إليه أبناؤه , فيستقبلـهم بدفء الأمومة وحنانها , ويغادرونه فيودعهم وداع “الأم لوحيدها ويقرأ عـلـيـهم” ربنا افرغ علينا صبرنا وثبت أقدامنا .
Montaser1956@hotmail.com
مَن منكم لا يعرف (خرجا) ؟ قريتي الصغيرة الوادعة علي ضفاف االيرموك الخالد , الخاصرة الشمالية لهذا الوطن الغالي , دُرَّة بني كنانة , تعيش حياة هادئة ككل قري الأردن , تقعُ إلى الشمال من عروس الشمال اربد , وعلى بعد اثني عشر كيلو مترًا .
كمْ حزنتِ لظلمٍ وقع على أَهلِكِ دونما ذنب ؟ وقادهم هذا الظلمُ إلى عذاب أعظم , هو التقاتل , والتدابر , والتقاطع , والتنكيل , رغم أنَّهم كانوا أهل حق في ألاحتجاج والتعبير , وكانوا إخوةً متحابين , وكانوا دومًا يقولون : أننا أبناءُ الأردنِّ الأشمّ , ولسنا أبناءَ خرجا وحدها , ولكنْ مَن يسمعُ لتلك القرية البعيدة ؟ التي لا تتحدثُ عن قسمةِ سلطةٍ , أو ثروة .
وفي قراءةٍ بسيطةٍ لأسباب خروجهم , أنّهم يطالبون بالإصلاح الحقيقي , والقضاءِ على الفساد و الفاسدين , وهذا حقٌ لمن يسمعنا نحن أبناءُ تلك القرية الصغيرة في حجمها العظيمة في فعلها , وكثير من قادة العمل العام من لا يزورها لا بل لا يعرفها , رغم ما جاء من أخبار مؤسفة , تتحدث عن أحداث شغب دامية , ووقوع إصابات .
إنَّ هذه الحراكَ الشعبيَّ , إنما هو نتيجةُ سياسات خاطئةٍ , ومنهجُ العشوائية الذي يتَّبِعُه أصحابُ القرارِ السياسيّ , ولذا فنحن نؤكد أنَّ الحراك الشعبي الأكبر , قادم لا محالة , وأنَّ ذلك ما هو إلا تعبيرٌ عن السُّخط ِ, والاستياءِ الناتجِ عن انعدام معايير الرؤيةِ الواضحةِ للإصلاح , وانعدامِ العدالة , واتّباع سياسة العصا .
إنَّ التيارَ الرافضِ للإصلاح الذي ينبنغي أن يشكلَ حصانةٍ لكل الأردنيين , هو وراءَ الأحداثِ المؤسفةِ , التي حصلت لأولئك الذين لا ذنب لهم , سوى أنهم يطالبون بإحداث إصلاحاتٍ تُغَيِّر من واقعه .
إن الحكومةَ هي من تسبب بالأحداث المؤلمة على مساحة وطني الحبيب , وليس فقط في قريتي خرجا وحدها , لإجهاض جهود الإصلاح , التي يطالب بها الشعب , والذي بات فيه النسيج الاجتماعيُّ هشًا بعد 'الوقيعة' القاسية بحق المتظاهرين , فالشعب الأردني لم يعد يطيق هكذا سياسات حكومية خاطئة ، ساهمت في تعميق الهوة بين أفراد الشعب الواحد , وفي دفع أعداد كبيرة من الأردنيين , للتظاهر والاحتجاج , قد يطول أمده , أو يقصر , للمطالبة بالإصلاحات ووقف الفساد ومحاربة الفاسدين , الذي ساهم في تدمير اقتصاد البلاد ورفع نسب البطالة , بسب فشل الحكومات في التصدي لهذه الآفة , التي تُعَدُّ مواجهتها ومعالجتها أولوية عند قطاع واسع من الأردنيين .
أن تلك المظاهرات والاحتجاجات , ما هي إلا بدايةٌ لموجةِ مظاهرتٍ أكبر في الفترة القادمة تشمل كافة أطياف الشعب الأردني .
قد تتسع رقعتها وامتدادها ، وأكثر ما يخيف , هو عدم السيطرة عليها , وطول الفترة , مما يؤدي إلى فوضى كارثية , وتوقُّف عجلة الإنتاج , يفضي إلى شلل اقتصادي خطير .
آنَ للحكومةِ أنْ تدركَ أنَّ في سياستها مقامرة ، وأنَّ هناك احتمالاً لأن تثيرّ احتجاجاتٍ جماهيريةٍ بحجم ٍلم نشهدْه من قبلُ , منذُ بدايةِ ثمانينات القرن الماضي».
فالسِّياساتُ الحكوميةُ التي شهدتها الأعوام الفائتة , بيَّنت الشرخَ بين ذوي الامتيازات - الفاسدين – والمعدمين الكادحين من أبناء الشعب , وأنها وراء «حالة التململ الاجتماعي ».
ويا عجبي ! لماذا لم يتعظْ القائمون على السلطة من كل هذه السنين والقصص ؟ التي تقول : إنّ القمعَ دواء فاشل , في مواجهة الاحتجاجات و احتوائها .
فهذا فرعون , الذي ذبح بني إسرائيل في النهاية ابتلعه البحر, فما الذي استفاده من قمعه لشعبه ؟ وماذا استفاده غيره ؟ المشهد نفسه يتكرر في وطننا الغالي , حيث تعتقد الحكومة أنّ سياسة تخويف الناس بالسجن والضرب سينفعُ , و تعتقدُ أنَّ السياسةَ الفرعونيةَ وَكْبتِ الحريات , هي أفضل السبلِ لإرجاع الناس إلى بيوتهم .
ولكنْ ما نشهده من أحداثٍ احتجاجيةٍ متصاعدةٍ , لدليلٌ واضحٌ على فشل هذه السياسات القمعية , التي تمارسها الحكومة .
الحلُّ الوحيدُ , هو الجلوسُ مع الشعبِ , والاستماعُ لِما يقوله , وإعطاءُ الشعبِ حريَّتَه الكاملةَ من غيرِ نقصانٍ . وأخطر ما في الأمر , أنَّ هناك أزمةَ ثقةٍ شعبيةٍ في الحكومات , لم يعدْ ممكناً إخفاؤها ، فالمراقبون يرَون أنَّ الثقة بالحكومة , وصلت إلى أدنى مستوياتها شعبيًا , تزامنا مع التغيير الحاصل على مساحة الوطن العربي الكبير .
ويرى الكثيرُ من المحللين , أنَّ مشكلةَ الأردنيين , لا يحلُّها رحيلُ حكومةٍ أو حلُّ برلمان فقط، , بل يتطلب الأمر إجراءاتٍ سياسيةٍ من نوع مختلف , وإصلاحاتٍ سياسيةٍ حقيقيةٍ كي يكونَ هناك توازنُ سلطاتٍ بالمعنى الحقيقي , يمنع التفرُّد بالقرار , بعد الأوضاعِ السياسيةِ و الاقتصاديةِ المترديةِ , التي شهدها الأردنُّ في الفترة الأخيرة .
وتؤكد فعالياتٌ شعبيةٌ , أنَّ المسيراتِ والاحتجاجاتِ ستستمرُ حتى استقالة الحكومة ، وإعلانِ إصلاحات ٍسياسيةٍ في طريقة تشكيل الحكومات ، فيما تتعدى المطالب إلى المطالبة بحلِّ مجلس النواب , وإجراء انتخابات جديدة وفق قانون عصريّ و ديمقراطي .
حفظ الله”وطني” الأردن , وقيادته , وجنبه كل مكروه , و”أشرك”أهله في خيراته , وجعله آمنا مطمئنا , يأتيه رزقه رغدا من كل مكان , يؤوب إليه أبناؤه , فيستقبلـهم بدفء الأمومة وحنانها , ويغادرونه فيودعهم وداع “الأم لوحيدها ويقرأ عـلـيـهم” ربنا افرغ علينا صبرنا وثبت أقدامنا .
Montaser1956@hotmail.com
مَن منكم لا يعرف (خرجا) ؟ قريتي الصغيرة الوادعة علي ضفاف االيرموك الخالد , الخاصرة الشمالية لهذا الوطن الغالي , دُرَّة بني كنانة , تعيش حياة هادئة ككل قري الأردن , تقعُ إلى الشمال من عروس الشمال اربد , وعلى بعد اثني عشر كيلو مترًا .
كمْ حزنتِ لظلمٍ وقع على أَهلِكِ دونما ذنب ؟ وقادهم هذا الظلمُ إلى عذاب أعظم , هو التقاتل , والتدابر , والتقاطع , والتنكيل , رغم أنَّهم كانوا أهل حق في ألاحتجاج والتعبير , وكانوا إخوةً متحابين , وكانوا دومًا يقولون : أننا أبناءُ الأردنِّ الأشمّ , ولسنا أبناءَ خرجا وحدها , ولكنْ مَن يسمعُ لتلك القرية البعيدة ؟ التي لا تتحدثُ عن قسمةِ سلطةٍ , أو ثروة .
وفي قراءةٍ بسيطةٍ لأسباب خروجهم , أنّهم يطالبون بالإصلاح الحقيقي , والقضاءِ على الفساد و الفاسدين , وهذا حقٌ لمن يسمعنا نحن أبناءُ تلك القرية الصغيرة في حجمها العظيمة في فعلها , وكثير من قادة العمل العام من لا يزورها لا بل لا يعرفها , رغم ما جاء من أخبار مؤسفة , تتحدث عن أحداث شغب دامية , ووقوع إصابات .
إنَّ هذه الحراكَ الشعبيَّ , إنما هو نتيجةُ سياسات خاطئةٍ , ومنهجُ العشوائية الذي يتَّبِعُه أصحابُ القرارِ السياسيّ , ولذا فنحن نؤكد أنَّ الحراك الشعبي الأكبر , قادم لا محالة , وأنَّ ذلك ما هو إلا تعبيرٌ عن السُّخط ِ, والاستياءِ الناتجِ عن انعدام معايير الرؤيةِ الواضحةِ للإصلاح , وانعدامِ العدالة , واتّباع سياسة العصا .
إنَّ التيارَ الرافضِ للإصلاح الذي ينبنغي أن يشكلَ حصانةٍ لكل الأردنيين , هو وراءَ الأحداثِ المؤسفةِ , التي حصلت لأولئك الذين لا ذنب لهم , سوى أنهم يطالبون بإحداث إصلاحاتٍ تُغَيِّر من واقعه .
إن الحكومةَ هي من تسبب بالأحداث المؤلمة على مساحة وطني الحبيب , وليس فقط في قريتي خرجا وحدها , لإجهاض جهود الإصلاح , التي يطالب بها الشعب , والذي بات فيه النسيج الاجتماعيُّ هشًا بعد 'الوقيعة' القاسية بحق المتظاهرين , فالشعب الأردني لم يعد يطيق هكذا سياسات حكومية خاطئة ، ساهمت في تعميق الهوة بين أفراد الشعب الواحد , وفي دفع أعداد كبيرة من الأردنيين , للتظاهر والاحتجاج , قد يطول أمده , أو يقصر , للمطالبة بالإصلاحات ووقف الفساد ومحاربة الفاسدين , الذي ساهم في تدمير اقتصاد البلاد ورفع نسب البطالة , بسب فشل الحكومات في التصدي لهذه الآفة , التي تُعَدُّ مواجهتها ومعالجتها أولوية عند قطاع واسع من الأردنيين .
أن تلك المظاهرات والاحتجاجات , ما هي إلا بدايةٌ لموجةِ مظاهرتٍ أكبر في الفترة القادمة تشمل كافة أطياف الشعب الأردني .
قد تتسع رقعتها وامتدادها ، وأكثر ما يخيف , هو عدم السيطرة عليها , وطول الفترة , مما يؤدي إلى فوضى كارثية , وتوقُّف عجلة الإنتاج , يفضي إلى شلل اقتصادي خطير .
آنَ للحكومةِ أنْ تدركَ أنَّ في سياستها مقامرة ، وأنَّ هناك احتمالاً لأن تثيرّ احتجاجاتٍ جماهيريةٍ بحجم ٍلم نشهدْه من قبلُ , منذُ بدايةِ ثمانينات القرن الماضي».
فالسِّياساتُ الحكوميةُ التي شهدتها الأعوام الفائتة , بيَّنت الشرخَ بين ذوي الامتيازات - الفاسدين – والمعدمين الكادحين من أبناء الشعب , وأنها وراء «حالة التململ الاجتماعي ».
ويا عجبي ! لماذا لم يتعظْ القائمون على السلطة من كل هذه السنين والقصص ؟ التي تقول : إنّ القمعَ دواء فاشل , في مواجهة الاحتجاجات و احتوائها .
فهذا فرعون , الذي ذبح بني إسرائيل في النهاية ابتلعه البحر, فما الذي استفاده من قمعه لشعبه ؟ وماذا استفاده غيره ؟ المشهد نفسه يتكرر في وطننا الغالي , حيث تعتقد الحكومة أنّ سياسة تخويف الناس بالسجن والضرب سينفعُ , و تعتقدُ أنَّ السياسةَ الفرعونيةَ وَكْبتِ الحريات , هي أفضل السبلِ لإرجاع الناس إلى بيوتهم .
ولكنْ ما نشهده من أحداثٍ احتجاجيةٍ متصاعدةٍ , لدليلٌ واضحٌ على فشل هذه السياسات القمعية , التي تمارسها الحكومة .
الحلُّ الوحيدُ , هو الجلوسُ مع الشعبِ , والاستماعُ لِما يقوله , وإعطاءُ الشعبِ حريَّتَه الكاملةَ من غيرِ نقصانٍ . وأخطر ما في الأمر , أنَّ هناك أزمةَ ثقةٍ شعبيةٍ في الحكومات , لم يعدْ ممكناً إخفاؤها ، فالمراقبون يرَون أنَّ الثقة بالحكومة , وصلت إلى أدنى مستوياتها شعبيًا , تزامنا مع التغيير الحاصل على مساحة الوطن العربي الكبير .
ويرى الكثيرُ من المحللين , أنَّ مشكلةَ الأردنيين , لا يحلُّها رحيلُ حكومةٍ أو حلُّ برلمان فقط، , بل يتطلب الأمر إجراءاتٍ سياسيةٍ من نوع مختلف , وإصلاحاتٍ سياسيةٍ حقيقيةٍ كي يكونَ هناك توازنُ سلطاتٍ بالمعنى الحقيقي , يمنع التفرُّد بالقرار , بعد الأوضاعِ السياسيةِ و الاقتصاديةِ المترديةِ , التي شهدها الأردنُّ في الفترة الأخيرة .
وتؤكد فعالياتٌ شعبيةٌ , أنَّ المسيراتِ والاحتجاجاتِ ستستمرُ حتى استقالة الحكومة ، وإعلانِ إصلاحات ٍسياسيةٍ في طريقة تشكيل الحكومات ، فيما تتعدى المطالب إلى المطالبة بحلِّ مجلس النواب , وإجراء انتخابات جديدة وفق قانون عصريّ و ديمقراطي .
حفظ الله”وطني” الأردن , وقيادته , وجنبه كل مكروه , و”أشرك”أهله في خيراته , وجعله آمنا مطمئنا , يأتيه رزقه رغدا من كل مكان , يؤوب إليه أبناؤه , فيستقبلـهم بدفء الأمومة وحنانها , ويغادرونه فيودعهم وداع “الأم لوحيدها ويقرأ عـلـيـهم” ربنا افرغ علينا صبرنا وثبت أقدامنا .
Montaser1956@hotmail.com
التعليقات
ذيبان تحتج اسبوعيا و بصوت اعلى بكثير من صوت الخرجاوية لكن لم نسمع عن هراوات ولا عن غاز مسيل للدموع
يبدو ان جلوب باشا لا يزال يعيش بين ظهرانينا