قبل عامين قام خمسة من بلطجية المخابرات بضرب ليث شبيلات في مخبز صلاح الدين في العبدلي و كأنها لعنة العبدلي ستبقى تلاحق شبيلات للابد بعد ان كان العبدلي تحديدا هو المكان ال1ي انطلق منه شبيلات نحو النضال السياسي بعد ان دخل المجلس الوطني الاستشاري عام 1984 ، ( ملاحظة : مقر المجلس الاستشاري كان في جبل عمان و لكن العبدلي هو نقطة انطلاقة شبيلات في مجلس النواب عام 1989) ، رغم انه و باعترافه لم يكن قد قرأ الدستور الاردني لمرة واحدة في حياته
في صبيحة اليوم التالي لدخوله المجلس الاستشاري قرأ شبيلات الدستور و حفظه عن ظهر قلب ، بعد ذلك بدأ مهمته المستحيلة : متابعة ملفات الفساد عندما كانت كلمة فساد مثل بعبع يخاف الناس ان يهمسوا بها حتى لانفسهم و كان هو و رياض النوايسة لوحدهما يغردان خارج سرب النظام
علاقة (ليث بن فرحان شبيلات) ب (المخبز) بدات قبل خمسة وعشرين عاما ،استدعاه (صاحب المخبز) ،قدم له (الكعك) ولكنه رفض اكل الكعك و فتح ملفات الفساد في المخبز التي تسير اموره بلا دور وبلا دفاتر حسابية ليكتشف ان مديونية المخبز انذاك ستة مليارات دينار وليس ملياري دينار
في كل مرة كان شبيلات ينصح صاحب المخبز ويكشف فساد المخبز كان يستدعيه (المخبزون) ، ويسجنه (المخبزون) ،ويضربه ( المخبزون) و ان اردتم فلكم ان تقرؤوها هكذا ( المخبرون) ، عندما وقف شبيلات على الدور في مخبز صلاح الدين لم يكن يبحث عن الكعك فقط وانما كان يبحث عن وطن نظيف شريف وعفيف يملكه ابنائه يقبضون عليه بسواعد الشرف ويعضون عليه من الاستلاب بنواجذ الانتماء
من وسط (طابور الخبز الخامس) ، كانوا خمسة في الطابور، طل علينا الناطقون الاعلاميون وبعض كتاب (الدعسة الفجائية) ليرموا (حطبهم) في وجوهنا ويتحذلقوا في تفسيرت ساذجة للحادثة لم تلقى من الاردنيين سوى القهقهة ، وقتها قال شبيلات : ' اعرف الذين ضربوني' ، وانا اقول ان كل الشعب يعرف من ضربك انذاك ن مثلما نعرف من وجه بلطجيته لك في ساكب بالامس
طالما حاولت ان امنع نفسي من قولها ليس خوفا ولكن تأدبا و تعففا و لكني بعد قصة المادة 23 و قصة شبيلا ت ساقولها بالفم المليان : ان الملك يقود عربة يدير امورها و يشرف على صيانتها مسؤولون اغبياء لم يستطيعوا الوصول بالعربة مرة واحدة نحو محطتها التالية ، عربة ما انفكت ان تعطلت في كل رحلاتها لان القائمين على صيانتها لا هم لهم سوى نهب الاموال المخصصة لاصلاحها
احب جرش و احب اخضرارها ( جراشا تعني المكان كثيف الاشجار) احب طريقها الواصل بين اربد و عمان و بائعي الخس الاخضر و ايضا بائعي الرمان ، احب هوائها و احب بليلا و قبر جدي لأمي الساكن هناك و ساكب و قفقفا و ريمون و جبا و المشيرفة و نحلة و كفرخل و سوف و الكتة و مقبلة و برما و دير الليات و قد زرت كل هذه القرى عدة مرات ، ذات مهرجان انقطعت بي السبل ، قام شابين من جرش بايصالي الى مجمع الباصات هناك لم اعثر على اي وسيلة تقلني الى عمان احد الشابين استضافني في بيته ، هذه اخلاق جرش و اخلاق الجرشيين لم يغيرهم مهرجان و لا اغراهم مال السلطان و لكن لكل قاعدة استثناء فكانت حفنة من الجرشيين الذين باعوا انفسهم للمخابرات
جرش هي اول محافظات الشمال التي انضمت الى الحراك الشعبي ،بل لعلها المحافظة الوحيدة في الشمال التي شاركت به ان اغضضنا الطرف عن المسيرات الخجولة التي قامت في المحافظة الاكبر في الشمال نو هنا بالطبع اتحدث عن اربد ، و الاعتداء على شبيلات في بيتهم لن يزيدهم الا اصرارا على المضي في حراكهم ،و هم بعد ساعات سيخرجون في مسيرة تحدي لما حصل مع ضيفهم بتوجيهات من المخابرات
في عام 1996 توفي احد نواب محافظة البلقاء و هو النائب ابراهيم شحدة ، شبيلات الطفيلي و المقيم في عمان حاول ترشيح نفسه للمقعد الشاغر في الانتخابات التكميلية لكن المخابرات طلبت من بعض ازلامها في السلط ان يصدروا بيانا يعارضون فيه ترح شبيلات في منطقتهم لكن الكثير من الشرفاء رفضوا التوقيع على البيان فلجأت المخابرات الى الخطة (ب) : القانون لا يسمح لك يا شبيلات بترشيح نفسك لانك محكوم في قضية النفير رغم ان القانون يستثني المحكومين السياسيين من هذه المادة ، اردت ان اقول : انه في بلدنا اينما تولي وجهك فثمة وجه المخابرات
ليث كان وسيبقى دليلنا السياسي في (رحلتنا السياحية المأسوية) ، هو دليلنا في ( رحلتنا السياسية الماسونية) في حلقاتنا الضائعة وسط اثارنا واراضينا التي باعها ولا زال اهل السلطان ،هو دليلنا السياسي الذي لا يقبل البغشيش او االرشوة ، هو املنا وغدنا باردن لنا غير معروض للبيع في مزادات السارقين المفسدين ، هو صرختنا ضد الفساد و بوصلتنا التي تؤشر لنا على الفاسدين هو عربة نضالنا التي تعرض عملها النضالي في كل المحافظات ، هو طفيلي لكنه ملك لكل الاردنيين
ليث هو فرد بين الجمهور لكنه يرفض التصفيق ل (الفرقة الموسيقية) حين يكون (عزفها نشاز) في اذان الشعب ،انه يرفض ان يردد ما يقوله (المايسترو) وعازفيه الذين لا يلتزمون ب(نوتة الوطن) وانما يعزفون (نوتاتهم الخاصة) واجنداتهم الخاصة ، ليث عازف خرج عن تعليمات قائد ( الاوركسترا) 1
سامح يا ليث من ضربوك فهم جبناء لا يستطيعون ان يقولوا ما تقول، سامحهم فقد غرقوا في بحر الفقر ومستنقعات الفساد، سامحهم فقد ابحروا نحو شواطئ مصالحهم بقوارب النجاة وتركوا للصوص البلد وما تلد ، لكن كن فخورا بشعبك الاردني ، الاردنيون طردوا الخوف ، ها هم يرددون من ورائك كل اهازيج المعارضة و ها هم ينشدون (موطني) و يغنون (سنبقى هنا) و يرفعون يافطات تطالب بالخروج من ديانة العبودية
الاردنيون اليوم ليسوا هم اردنيو التسعينيات ، الاردنيون اليوم رأسهم مرفوع و كلمتهم تحلق في سماءات الحرية ، هل تذكر يا صديقي ابراهيم بكر عندما كان يصرخ مدافعا عنك في محاكم امن الدولة ، هل تذكر حشرجات صوته ، الاردنيون اليوم كلهم مثل ابراهيم بكر وهل تذكر صديقنا عماد غانم حافظ اسرارك و من ضحى بنفسه ليكون نضالك خارج الاسوار لا خلفها ، الاردنيون اليوم كلهم مثل عماد
ليدرك النظام و زبانيته و مخابراته و بلطجيته ان اي اعتداء على شبيلات لن يفعل بالشعب لاردني ما فعله اعتقاله في التسعينيات ، تخويفهم ، الاردنيون اليوم شعب اخر شعب حر شعب واعي يصرخ بوجه نظامه :ان غزوتم غزينا و لن نستكين ، نحن اردنيون و انتم ربع اردنيون لا تعتقدون ان كرم اجدادنا قد جاء عن ضعف بل هو ملجأ للمطرودين من الحجاز و خيمة شعر اردنية تحمي الدخيل
يا ليث لم يتركوا لنا طريق ، لم يتركوا لنا جسرا نعبر فيه لانقاذ الوطن، يا ليث سجنوني و سجنوك، ضربوني وضربوك ، سرقوا بلدي وحرموا المواطن البسيط الفقير وحرموك ، هجروني وابعدوك، لكننا لن نسكت ولن نردد ما يقوله (قائد الاوركسترا) ولن نقبل ان نأكل (كعكهم) المعجون من (طحين المواطن) والمخبوز في فرن (حطبه) المواطن
يا ليث لن تواصل لعبة (الشطرنج) مع (الملك) وحيدا فشعبك لم يعد خانعا ومرعوبا،و لم يعد جمهورك يصفق ل السلطان في كل المرات وفي كل الاوقات ، شعبك لن يترك صوتك يصرخ وحيدا بل اضحى (جنودا) على (الرقعة) تسعى الى تنظيف (قلعة) (الملك) من (وزرائه)الفاسدين
khaledkasasbeh@yahoo.com
قبل عامين قام خمسة من بلطجية المخابرات بضرب ليث شبيلات في مخبز صلاح الدين في العبدلي و كأنها لعنة العبدلي ستبقى تلاحق شبيلات للابد بعد ان كان العبدلي تحديدا هو المكان ال1ي انطلق منه شبيلات نحو النضال السياسي بعد ان دخل المجلس الوطني الاستشاري عام 1984 ، ( ملاحظة : مقر المجلس الاستشاري كان في جبل عمان و لكن العبدلي هو نقطة انطلاقة شبيلات في مجلس النواب عام 1989) ، رغم انه و باعترافه لم يكن قد قرأ الدستور الاردني لمرة واحدة في حياته
في صبيحة اليوم التالي لدخوله المجلس الاستشاري قرأ شبيلات الدستور و حفظه عن ظهر قلب ، بعد ذلك بدأ مهمته المستحيلة : متابعة ملفات الفساد عندما كانت كلمة فساد مثل بعبع يخاف الناس ان يهمسوا بها حتى لانفسهم و كان هو و رياض النوايسة لوحدهما يغردان خارج سرب النظام
علاقة (ليث بن فرحان شبيلات) ب (المخبز) بدات قبل خمسة وعشرين عاما ،استدعاه (صاحب المخبز) ،قدم له (الكعك) ولكنه رفض اكل الكعك و فتح ملفات الفساد في المخبز التي تسير اموره بلا دور وبلا دفاتر حسابية ليكتشف ان مديونية المخبز انذاك ستة مليارات دينار وليس ملياري دينار
في كل مرة كان شبيلات ينصح صاحب المخبز ويكشف فساد المخبز كان يستدعيه (المخبزون) ، ويسجنه (المخبزون) ،ويضربه ( المخبزون) و ان اردتم فلكم ان تقرؤوها هكذا ( المخبرون) ، عندما وقف شبيلات على الدور في مخبز صلاح الدين لم يكن يبحث عن الكعك فقط وانما كان يبحث عن وطن نظيف شريف وعفيف يملكه ابنائه يقبضون عليه بسواعد الشرف ويعضون عليه من الاستلاب بنواجذ الانتماء
من وسط (طابور الخبز الخامس) ، كانوا خمسة في الطابور، طل علينا الناطقون الاعلاميون وبعض كتاب (الدعسة الفجائية) ليرموا (حطبهم) في وجوهنا ويتحذلقوا في تفسيرت ساذجة للحادثة لم تلقى من الاردنيين سوى القهقهة ، وقتها قال شبيلات : ' اعرف الذين ضربوني' ، وانا اقول ان كل الشعب يعرف من ضربك انذاك ن مثلما نعرف من وجه بلطجيته لك في ساكب بالامس
طالما حاولت ان امنع نفسي من قولها ليس خوفا ولكن تأدبا و تعففا و لكني بعد قصة المادة 23 و قصة شبيلا ت ساقولها بالفم المليان : ان الملك يقود عربة يدير امورها و يشرف على صيانتها مسؤولون اغبياء لم يستطيعوا الوصول بالعربة مرة واحدة نحو محطتها التالية ، عربة ما انفكت ان تعطلت في كل رحلاتها لان القائمين على صيانتها لا هم لهم سوى نهب الاموال المخصصة لاصلاحها
احب جرش و احب اخضرارها ( جراشا تعني المكان كثيف الاشجار) احب طريقها الواصل بين اربد و عمان و بائعي الخس الاخضر و ايضا بائعي الرمان ، احب هوائها و احب بليلا و قبر جدي لأمي الساكن هناك و ساكب و قفقفا و ريمون و جبا و المشيرفة و نحلة و كفرخل و سوف و الكتة و مقبلة و برما و دير الليات و قد زرت كل هذه القرى عدة مرات ، ذات مهرجان انقطعت بي السبل ، قام شابين من جرش بايصالي الى مجمع الباصات هناك لم اعثر على اي وسيلة تقلني الى عمان احد الشابين استضافني في بيته ، هذه اخلاق جرش و اخلاق الجرشيين لم يغيرهم مهرجان و لا اغراهم مال السلطان و لكن لكل قاعدة استثناء فكانت حفنة من الجرشيين الذين باعوا انفسهم للمخابرات
جرش هي اول محافظات الشمال التي انضمت الى الحراك الشعبي ،بل لعلها المحافظة الوحيدة في الشمال التي شاركت به ان اغضضنا الطرف عن المسيرات الخجولة التي قامت في المحافظة الاكبر في الشمال نو هنا بالطبع اتحدث عن اربد ، و الاعتداء على شبيلات في بيتهم لن يزيدهم الا اصرارا على المضي في حراكهم ،و هم بعد ساعات سيخرجون في مسيرة تحدي لما حصل مع ضيفهم بتوجيهات من المخابرات
في عام 1996 توفي احد نواب محافظة البلقاء و هو النائب ابراهيم شحدة ، شبيلات الطفيلي و المقيم في عمان حاول ترشيح نفسه للمقعد الشاغر في الانتخابات التكميلية لكن المخابرات طلبت من بعض ازلامها في السلط ان يصدروا بيانا يعارضون فيه ترح شبيلات في منطقتهم لكن الكثير من الشرفاء رفضوا التوقيع على البيان فلجأت المخابرات الى الخطة (ب) : القانون لا يسمح لك يا شبيلات بترشيح نفسك لانك محكوم في قضية النفير رغم ان القانون يستثني المحكومين السياسيين من هذه المادة ، اردت ان اقول : انه في بلدنا اينما تولي وجهك فثمة وجه المخابرات
ليث كان وسيبقى دليلنا السياسي في (رحلتنا السياحية المأسوية) ، هو دليلنا في ( رحلتنا السياسية الماسونية) في حلقاتنا الضائعة وسط اثارنا واراضينا التي باعها ولا زال اهل السلطان ،هو دليلنا السياسي الذي لا يقبل البغشيش او االرشوة ، هو املنا وغدنا باردن لنا غير معروض للبيع في مزادات السارقين المفسدين ، هو صرختنا ضد الفساد و بوصلتنا التي تؤشر لنا على الفاسدين هو عربة نضالنا التي تعرض عملها النضالي في كل المحافظات ، هو طفيلي لكنه ملك لكل الاردنيين
ليث هو فرد بين الجمهور لكنه يرفض التصفيق ل (الفرقة الموسيقية) حين يكون (عزفها نشاز) في اذان الشعب ،انه يرفض ان يردد ما يقوله (المايسترو) وعازفيه الذين لا يلتزمون ب(نوتة الوطن) وانما يعزفون (نوتاتهم الخاصة) واجنداتهم الخاصة ، ليث عازف خرج عن تعليمات قائد ( الاوركسترا) 1
سامح يا ليث من ضربوك فهم جبناء لا يستطيعون ان يقولوا ما تقول، سامحهم فقد غرقوا في بحر الفقر ومستنقعات الفساد، سامحهم فقد ابحروا نحو شواطئ مصالحهم بقوارب النجاة وتركوا للصوص البلد وما تلد ، لكن كن فخورا بشعبك الاردني ، الاردنيون طردوا الخوف ، ها هم يرددون من ورائك كل اهازيج المعارضة و ها هم ينشدون (موطني) و يغنون (سنبقى هنا) و يرفعون يافطات تطالب بالخروج من ديانة العبودية
الاردنيون اليوم ليسوا هم اردنيو التسعينيات ، الاردنيون اليوم رأسهم مرفوع و كلمتهم تحلق في سماءات الحرية ، هل تذكر يا صديقي ابراهيم بكر عندما كان يصرخ مدافعا عنك في محاكم امن الدولة ، هل تذكر حشرجات صوته ، الاردنيون اليوم كلهم مثل ابراهيم بكر وهل تذكر صديقنا عماد غانم حافظ اسرارك و من ضحى بنفسه ليكون نضالك خارج الاسوار لا خلفها ، الاردنيون اليوم كلهم مثل عماد
ليدرك النظام و زبانيته و مخابراته و بلطجيته ان اي اعتداء على شبيلات لن يفعل بالشعب لاردني ما فعله اعتقاله في التسعينيات ، تخويفهم ، الاردنيون اليوم شعب اخر شعب حر شعب واعي يصرخ بوجه نظامه :ان غزوتم غزينا و لن نستكين ، نحن اردنيون و انتم ربع اردنيون لا تعتقدون ان كرم اجدادنا قد جاء عن ضعف بل هو ملجأ للمطرودين من الحجاز و خيمة شعر اردنية تحمي الدخيل
يا ليث لم يتركوا لنا طريق ، لم يتركوا لنا جسرا نعبر فيه لانقاذ الوطن، يا ليث سجنوني و سجنوك، ضربوني وضربوك ، سرقوا بلدي وحرموا المواطن البسيط الفقير وحرموك ، هجروني وابعدوك، لكننا لن نسكت ولن نردد ما يقوله (قائد الاوركسترا) ولن نقبل ان نأكل (كعكهم) المعجون من (طحين المواطن) والمخبوز في فرن (حطبه) المواطن
يا ليث لن تواصل لعبة (الشطرنج) مع (الملك) وحيدا فشعبك لم يعد خانعا ومرعوبا،و لم يعد جمهورك يصفق ل السلطان في كل المرات وفي كل الاوقات ، شعبك لن يترك صوتك يصرخ وحيدا بل اضحى (جنودا) على (الرقعة) تسعى الى تنظيف (قلعة) (الملك) من (وزرائه)الفاسدين
khaledkasasbeh@yahoo.com
قبل عامين قام خمسة من بلطجية المخابرات بضرب ليث شبيلات في مخبز صلاح الدين في العبدلي و كأنها لعنة العبدلي ستبقى تلاحق شبيلات للابد بعد ان كان العبدلي تحديدا هو المكان ال1ي انطلق منه شبيلات نحو النضال السياسي بعد ان دخل المجلس الوطني الاستشاري عام 1984 ، ( ملاحظة : مقر المجلس الاستشاري كان في جبل عمان و لكن العبدلي هو نقطة انطلاقة شبيلات في مجلس النواب عام 1989) ، رغم انه و باعترافه لم يكن قد قرأ الدستور الاردني لمرة واحدة في حياته
في صبيحة اليوم التالي لدخوله المجلس الاستشاري قرأ شبيلات الدستور و حفظه عن ظهر قلب ، بعد ذلك بدأ مهمته المستحيلة : متابعة ملفات الفساد عندما كانت كلمة فساد مثل بعبع يخاف الناس ان يهمسوا بها حتى لانفسهم و كان هو و رياض النوايسة لوحدهما يغردان خارج سرب النظام
علاقة (ليث بن فرحان شبيلات) ب (المخبز) بدات قبل خمسة وعشرين عاما ،استدعاه (صاحب المخبز) ،قدم له (الكعك) ولكنه رفض اكل الكعك و فتح ملفات الفساد في المخبز التي تسير اموره بلا دور وبلا دفاتر حسابية ليكتشف ان مديونية المخبز انذاك ستة مليارات دينار وليس ملياري دينار
في كل مرة كان شبيلات ينصح صاحب المخبز ويكشف فساد المخبز كان يستدعيه (المخبزون) ، ويسجنه (المخبزون) ،ويضربه ( المخبزون) و ان اردتم فلكم ان تقرؤوها هكذا ( المخبرون) ، عندما وقف شبيلات على الدور في مخبز صلاح الدين لم يكن يبحث عن الكعك فقط وانما كان يبحث عن وطن نظيف شريف وعفيف يملكه ابنائه يقبضون عليه بسواعد الشرف ويعضون عليه من الاستلاب بنواجذ الانتماء
من وسط (طابور الخبز الخامس) ، كانوا خمسة في الطابور، طل علينا الناطقون الاعلاميون وبعض كتاب (الدعسة الفجائية) ليرموا (حطبهم) في وجوهنا ويتحذلقوا في تفسيرت ساذجة للحادثة لم تلقى من الاردنيين سوى القهقهة ، وقتها قال شبيلات : ' اعرف الذين ضربوني' ، وانا اقول ان كل الشعب يعرف من ضربك انذاك ن مثلما نعرف من وجه بلطجيته لك في ساكب بالامس
طالما حاولت ان امنع نفسي من قولها ليس خوفا ولكن تأدبا و تعففا و لكني بعد قصة المادة 23 و قصة شبيلا ت ساقولها بالفم المليان : ان الملك يقود عربة يدير امورها و يشرف على صيانتها مسؤولون اغبياء لم يستطيعوا الوصول بالعربة مرة واحدة نحو محطتها التالية ، عربة ما انفكت ان تعطلت في كل رحلاتها لان القائمين على صيانتها لا هم لهم سوى نهب الاموال المخصصة لاصلاحها
احب جرش و احب اخضرارها ( جراشا تعني المكان كثيف الاشجار) احب طريقها الواصل بين اربد و عمان و بائعي الخس الاخضر و ايضا بائعي الرمان ، احب هوائها و احب بليلا و قبر جدي لأمي الساكن هناك و ساكب و قفقفا و ريمون و جبا و المشيرفة و نحلة و كفرخل و سوف و الكتة و مقبلة و برما و دير الليات و قد زرت كل هذه القرى عدة مرات ، ذات مهرجان انقطعت بي السبل ، قام شابين من جرش بايصالي الى مجمع الباصات هناك لم اعثر على اي وسيلة تقلني الى عمان احد الشابين استضافني في بيته ، هذه اخلاق جرش و اخلاق الجرشيين لم يغيرهم مهرجان و لا اغراهم مال السلطان و لكن لكل قاعدة استثناء فكانت حفنة من الجرشيين الذين باعوا انفسهم للمخابرات
جرش هي اول محافظات الشمال التي انضمت الى الحراك الشعبي ،بل لعلها المحافظة الوحيدة في الشمال التي شاركت به ان اغضضنا الطرف عن المسيرات الخجولة التي قامت في المحافظة الاكبر في الشمال نو هنا بالطبع اتحدث عن اربد ، و الاعتداء على شبيلات في بيتهم لن يزيدهم الا اصرارا على المضي في حراكهم ،و هم بعد ساعات سيخرجون في مسيرة تحدي لما حصل مع ضيفهم بتوجيهات من المخابرات
في عام 1996 توفي احد نواب محافظة البلقاء و هو النائب ابراهيم شحدة ، شبيلات الطفيلي و المقيم في عمان حاول ترشيح نفسه للمقعد الشاغر في الانتخابات التكميلية لكن المخابرات طلبت من بعض ازلامها في السلط ان يصدروا بيانا يعارضون فيه ترح شبيلات في منطقتهم لكن الكثير من الشرفاء رفضوا التوقيع على البيان فلجأت المخابرات الى الخطة (ب) : القانون لا يسمح لك يا شبيلات بترشيح نفسك لانك محكوم في قضية النفير رغم ان القانون يستثني المحكومين السياسيين من هذه المادة ، اردت ان اقول : انه في بلدنا اينما تولي وجهك فثمة وجه المخابرات
ليث كان وسيبقى دليلنا السياسي في (رحلتنا السياحية المأسوية) ، هو دليلنا في ( رحلتنا السياسية الماسونية) في حلقاتنا الضائعة وسط اثارنا واراضينا التي باعها ولا زال اهل السلطان ،هو دليلنا السياسي الذي لا يقبل البغشيش او االرشوة ، هو املنا وغدنا باردن لنا غير معروض للبيع في مزادات السارقين المفسدين ، هو صرختنا ضد الفساد و بوصلتنا التي تؤشر لنا على الفاسدين هو عربة نضالنا التي تعرض عملها النضالي في كل المحافظات ، هو طفيلي لكنه ملك لكل الاردنيين
ليث هو فرد بين الجمهور لكنه يرفض التصفيق ل (الفرقة الموسيقية) حين يكون (عزفها نشاز) في اذان الشعب ،انه يرفض ان يردد ما يقوله (المايسترو) وعازفيه الذين لا يلتزمون ب(نوتة الوطن) وانما يعزفون (نوتاتهم الخاصة) واجنداتهم الخاصة ، ليث عازف خرج عن تعليمات قائد ( الاوركسترا) 1
سامح يا ليث من ضربوك فهم جبناء لا يستطيعون ان يقولوا ما تقول، سامحهم فقد غرقوا في بحر الفقر ومستنقعات الفساد، سامحهم فقد ابحروا نحو شواطئ مصالحهم بقوارب النجاة وتركوا للصوص البلد وما تلد ، لكن كن فخورا بشعبك الاردني ، الاردنيون طردوا الخوف ، ها هم يرددون من ورائك كل اهازيج المعارضة و ها هم ينشدون (موطني) و يغنون (سنبقى هنا) و يرفعون يافطات تطالب بالخروج من ديانة العبودية
الاردنيون اليوم ليسوا هم اردنيو التسعينيات ، الاردنيون اليوم رأسهم مرفوع و كلمتهم تحلق في سماءات الحرية ، هل تذكر يا صديقي ابراهيم بكر عندما كان يصرخ مدافعا عنك في محاكم امن الدولة ، هل تذكر حشرجات صوته ، الاردنيون اليوم كلهم مثل ابراهيم بكر وهل تذكر صديقنا عماد غانم حافظ اسرارك و من ضحى بنفسه ليكون نضالك خارج الاسوار لا خلفها ، الاردنيون اليوم كلهم مثل عماد
ليدرك النظام و زبانيته و مخابراته و بلطجيته ان اي اعتداء على شبيلات لن يفعل بالشعب لاردني ما فعله اعتقاله في التسعينيات ، تخويفهم ، الاردنيون اليوم شعب اخر شعب حر شعب واعي يصرخ بوجه نظامه :ان غزوتم غزينا و لن نستكين ، نحن اردنيون و انتم ربع اردنيون لا تعتقدون ان كرم اجدادنا قد جاء عن ضعف بل هو ملجأ للمطرودين من الحجاز و خيمة شعر اردنية تحمي الدخيل
يا ليث لم يتركوا لنا طريق ، لم يتركوا لنا جسرا نعبر فيه لانقاذ الوطن، يا ليث سجنوني و سجنوك، ضربوني وضربوك ، سرقوا بلدي وحرموا المواطن البسيط الفقير وحرموك ، هجروني وابعدوك، لكننا لن نسكت ولن نردد ما يقوله (قائد الاوركسترا) ولن نقبل ان نأكل (كعكهم) المعجون من (طحين المواطن) والمخبوز في فرن (حطبه) المواطن
يا ليث لن تواصل لعبة (الشطرنج) مع (الملك) وحيدا فشعبك لم يعد خانعا ومرعوبا،و لم يعد جمهورك يصفق ل السلطان في كل المرات وفي كل الاوقات ، شعبك لن يترك صوتك يصرخ وحيدا بل اضحى (جنودا) على (الرقعة) تسعى الى تنظيف (قلعة) (الملك) من (وزرائه)الفاسدين
khaledkasasbeh@yahoo.com
التعليقات
هل نصبته علينا ملكاً ... وهل جعلتنا له شعباً .. ومن ذا أعطاك هذا الحق
يعيش ويحيا أبا الحسين قائداَ وملكاً